أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عببر خالد يحيي - الومضة الشعرية – جماليات الكتابة وثراء الدلالة والتجريب : مقاربة ذرائعية / سنبلات مضيئة/ للشاعرة اللبنانية زينة حمود أنموذجًا بقلم الناقدة السورية د. عبير خالد يحيي















المزيد.....



الومضة الشعرية – جماليات الكتابة وثراء الدلالة والتجريب : مقاربة ذرائعية / سنبلات مضيئة/ للشاعرة اللبنانية زينة حمود أنموذجًا بقلم الناقدة السورية د. عبير خالد يحيي


عببر خالد يحيي

الحوار المتمدن-العدد: 8560 - 2025 / 12 / 18 - 10:01
المحور: الادب والفن
    


تُعدّ الومضة الشعرية شكلًا حديثًا من أشكال التعبير الشعري، يقوم على التكثيف اللغوي والاقتصاد الدلالي والقبض على لحظة شعورية خاطفة تُكتب بأقلّ الكلمات وأعمقها أثرًا. فهي نصّ قصير لا يتجاوز سطرًا أو بضعة أسطر، لكنّه يُراهن على الدهشة والإيحاء وخلق أثرٍ معنويّ يتجاوز حجمه. الومضة لا تُقدّم معنى مباشرًا بقدر ما تفتح أفقًا للتأويل وتراهن على ذكاء القارئ وشراكته في إنتاج الدلالة.

التعريف الذرائعي للومضة الشعرية
تُفهم الومضة الشعرية في المنهج الذرائعي بوصفها فعلاً تواصليًا عالي الكثافة، يختصر المسافة بين المرسِل والمتلقّي عبر بنية لغوية قصيرة، لكنها مشحونة بطاقة إيحائية وسياقية كبيرة. فالكاتب في الومضة لا يهدف إلى الإطالة أو البناء السردي، بل يعتمد الاقتصاد التعبيري بوصفه استراتيجية تداولية لخلق أثر مباشر ومركز على وعي القارئ.

وتُقاس قيمة الومضة – ذرائعيًا – بقدرتها على:
1. تحقيق الدهشة بوصفها استجابة تداولية لحظة التلقي.
2. تفعيل المعرفة الضمنية لدى القارئ، عبر مساحة فراغ مقصودة تتيح التأويل.
3. توليد معنى يتجاوز البنية اللفظية القصيرة إلى بعدٍ نفسي وجمالي.
4. مراعاة المقصدية، إذ ترتكز الومضة على نية واضحة في الإبلاغ أو الإحساس أو التفكّر، رغم قصرها الشكلي.
وهكذا تصبح الومضة الشعرية تجربة لغوية مختزلة، لكنها شديدة الثراء التداولي، تُقاس ليس بعدد كلماتها، بل بفاعليتها في إحداث الأثر وتحريك المعنى داخل المتلقي.

• المستويات الذرائعية لدراسة الومضة الشعرية:
أولًا: المستوى البصري
تعتمد الومضة الشعرية على اقتصاد بصري يجعل شكلها على الصفحة جزءًا من دلالتها. فالقِصرُ الظاهر للنص يخلق إحساسًا بالتركيز، ويُبرز الكلمات كمصابيح منفردة في مساحة بيضاء واسعة. هذا البياض ليس فراغًا شكليًا، بل عنصرًا بصريًا يساهم في تكوين الإيقاع الداخلي، ويمنح المتلقي مجالًا لتوسيع الصورة الذهنية. كل كلمة تقع في موقع محسوب، وتعمل كمحور بصري يقود العين نحو لحظة الكشف الشعري.

ثانيًا: المستوى اللغوي
اللغة في الومضة لغة متوتّرة ومشحونة، تُبنى على الانتقاء الدقيق للمفردة، وكثافة المجاز، وحذف كل ما لا يخدم المعنى. الجملة غالبًا قصيرة، لكنها مفتوحة الإيحاء. ويُعدّ الانزياح - بأنواعه الدلالية والنحوية-أساسًا في بناء الومضة، لأنه يسمح بخلق فجوة دلالية تُحرّض ذهن القارئ على الاستكمال والتأويل. كما يُعدّ الإيقاع اللغوي عنصرًا مهمًا، إذ يعتمد الشاعر على نغمة خاطفة تُحدث أثرًا يفوق زمنها القصير.

ثالثًا: المستوى النفسي
تعمل الومضة الشعرية على إيقاظ انفعال لحظي، لكنها لا تنحصر فيه؛ بل تمتد لتوليد أثر نفسي طويل عبر الصدمة أو المفارقة أو الانزياح العاطفي. المتلقي يدخل النص بأفق توقّع عادي، ثم يجد نفسه في مواجهة تخييل مكثّف يدفعه إلى إعادة تشكيل تجربته الشعورية. وهكذا تقوم الومضة بتفعيل ذاكرة القارئ وخبراته وطاقته التخيلية، فتتحول إلى محفّز نفسي يتجاوز حدود اللغة.

رابعًا:المستويات: الدينامي / التداولي / الأخلاقي:
تنهض الومضة الشعرية بوظيفتها التداولية من خلال قدرتها على تحريك الوعي وإحداث انتقالٍ داخلي في المتلقي، فهي لا تكتفي بعرض صورة مكثّفة، بل تدفع القارئ إلى اتخاذ موقف أو إعادة النظر في موقفٍ سابق. الدينامية هنا تنشأ من التوتر بين ما يُقال وما يُضمر، وبين المباشر الذي تطرحه الكلمات، واللامباشر الذي يتشكل في منطقة القراءة.
تشتغل الومضة بوصفها قولًا ذا فعل؛ فالخطاب المختزل يوجّه رسالة أخلاقية غير مصرح بها، تعتمد على المفارقة والانزياح لإثارة الحسّ الإنساني والضمير الجمعي. وما يجعل المستوى الأخلاقي متحقّقًا فيها هو أنها تُحمّل القارئ مسؤولية المشاركة في بناء معناها، وتضعه أمام سؤال عملي:
هل يميل إلى الاستسلام لدلالة ظاهرية، أم يذهب إلى التفكيك والتأويل، وإلى الانحياز لقيمة إنسانية أو موقف وجودي؟
إن هذا المستوى هو ما يمنح الومضة فعاليتها التداولية؛ فهي تُحدث أثرًا يتجاوز حدود الصفحة، وتحوّل اللحظة الشعرية القصيرة إلى دعوة للوعي ومراجعة الذات والعالم، عبر طاقة أخلاقية متخفّية في بنائها المكثّف.








دراسات ذرائعية تطبيقية
من كتاب ( سنبلات مضيئة) للشاعرة اللبنانية زينة حمود اخترتُ دراسة عدد من الومضات، نبدأ ب:
• الومضة:
"يضيءُ
عتمةَ الليل
لصٌّ عاشق"

أولًا: المستوى البصري
تتخذ الومضة شكلًا بصريًا قائمًا على الانحدار السطري، ما يمنح كل كلمة كتلة ضوئية مستقلة داخل بياض الصفحة. هذا البياض المكثّف يعمّق ثنائية الضوء/العتمة ويجعل فعل "يضيء" يتردّد بصريًا قبل تلقّيه معنويًا. التدرّج من الأعلى إلى الأسفل يخلق حركة بصرية هابطة، تُحاكي حركة المتلقي في تتبّع أثر الضوء داخل الظلمة. وتتحوّل الكلمة الأخيرة "لصٌّ عاشق" إلى بؤرة بصرية خطافية، إذ تقع منفردة في نهاية البناء، في موقع يُشبه الكشف الدرامي في القصص الوجيزة.

ثانيًا: المستوى اللغوي
تقوم اللغة على مفارقة مكثفة: اجتماع الضياء مع اللص، وارتباط فعل إيجابي (يضيء) بفاعل سلبي (لص). هذا التناقض يشكّل انزياحًا دلاليًا يحوّل اللص من رمز للخطف والظلام إلى كائن قادر على إضاءة الليل، لكن بدافع "عاشق".
الجملة مبنية على اقتصاد لغوي شديد:
- فعل مضارع لاستحضار اللحظة("تضيء").
- مفعول به متسع الدلالة ("عتمة الليل")،
- فاعل مؤخر صادم ("لصّ عاشق").
المجاز هنا يشتغل على قلب الوظائف: الضوء يأتي من مصدر غير متوقع، وهذا ما يجعل البناء اللغوي ومفرداته تعمل معًا لإنتاج دلالة مضادة للمألوف.

ثالثًا: المستوى النفسي
تُحدث الومضة صدمة شعورية ناعمة في المتلقي؛ إذ تنقله من توقّع صورة تقليدية للّيل بوصفه مجالًا للسرقة والظلام، إلى قلب المفهوم وتوليد معنى جديد: حتى اللصّ يسرق العتمة ليضيئها إن كان عاشقًا.
هذا التحوّل يشحن المتلقي بانفعال مختلط بين الدهشة والتأمّل في طبيعة الحب وقدرته على تحويل أخلاق الأشياء.
ينشأ تأثير نفسي طويل لأن النص يُفعّل آلية إعادة التأويل: من هو هذا اللص؟ هل هو الحبيب الذي "يسرق" القلب؟ أم الفنان الذي يسرق الضوء من العالم؟ أم الذات التي تسرق لحظة صفاء من الليل؟
بهذا يتجاوز أثر الومضة لحظتها إلى مجال التجربة الوجدانية للقارئ.

رابعًا: المستوى الدينامي / التداولي / الأخلاقي
توجّه الومضة خطابها إلى الوعي الجمعي عبر رسالة تداولية مفادها أن الأشياء ليست ثابتة في معانيها، وأن الحبّ قادر على إعادة تشكيل القيم.
"اللص العاشق" ليس قيمة أخلاقية فاسدة، بل رمز دينامي يعيد توزيع الضوء في العالم. هنا تُفَعَّل وظيفة الومضة كخطاب يحمل دعوة للتفكير:
هل يمكن للعشق أن يطهّر الفعل السيّئ؟
أم أنّ الضوء لا يأتي دائمًا من مصادر مثالية؟
بهذا، تُنتج الومضة أثرًا أخلاقيًا غير مباشر، يُحتّم على القارئ المشاركة في بناء الموقف:
إمّا إدانة اللص، أو تفهّم دوافعه، أو إعادة قراءة مفهوم النقاء الأخلاقي نفسه. إنّ هذا التوتر التداولي هو ما يمنح النص قوّته ويُحوله من ومضة قصيرة إلى فعل لغوي ممتد.
خلاصة ذرائعية موجزة
هذه الومضة تقوم على مفارقة مركزية تنقض التصنيف الأخلاقي التقليدي، وتشتغل على مستويات متعدّدة تجعل من الشاعر صانعًا للضوء من خلال قلب الأدوار وتفجير الدلالة عبر اقتصاد لغوي محكم. إنها نموذج ناضج لوظيفة الومضة في توليد المعنى عبر أقلّ عدد من الكلمات وأكبر طاقة إيحائية ممكنة.

• الومضة:
"قطةُ الجيران
لا تنام
إلّا في حجري
تُقاسمني
الوسادةَ الحمراء"

أولًا: المستوى البصري
يعتمد توزيع الومضة على الصفحة على انحدار عمودي يمنح كل سطر قيمة مستقلة، ويخلق إيقاعًا بصريًا لطيفًا ينسجم مع موضوع النص (العلاقة الحميمية مع القطّة).
البياض الواسع حول الجمل القصيرة يُنتج إحساسًا بالهدوء والدفء، كأن النص نفسه يتحوّل إلى وسادة تحتضن الكلمات.
تفصل المسافات البصرية بين السطور حركةً تشبه حركة القطّة التي تنتقل تدريجيًا من الجيران إلى حجر المتكلّم، وصولًا إلى الوسادة الحمراء. هذا الانزلاق البصري يترجم السلوك الحركي للقطّة ويمنح النص دينامية صامتة.


ثانيًا: المستوى اللغوي
لغة الومضة لغة حميمية، تعتمد على مفردات بسيطة لكنها محمّلة بإيحاءات:
قطة الجيران← موجود خارجي.
لا تنام إلّا في حجري← انتقال من الغيرية إلى الألفة.
تقاسمني الوسادة الحمراء ←مشاركة الجسد والدفء والفضاء الحميم.
الانزياح هنا عاطفي، فالقطة تصبح رمزًا قرب إنساني، والوسادة الحمراء رمز للدفء وربما للحياة الخاصة.
الجملة تبنى بترتيب تصاعدي: من المعلومة الخارجية ← إلى العلاقة ←إلى التشارك الخاص.
وتعطي المفردة "الحمراء" انزياحًا لونيًا يفتح النص على تأويلات: الدفء، الحب، الطمأنينة، وربما شيء من الطقسية أو العاطفة الجمالية.

ثالثًا: المستوى النفسي
تُثير الومضة شعورًا بالطمأنينة، فالتلقّي يتّجه منذ البداية نحو حالة هدوء وحنان تتنامى مع كل سطر.
النص يخلق استجابة عاطفية مزدوجة:
حنين إلى علاقة رقيقة بسيطة وغير مشروطة.
شعور بالاحتياج المتبادل بين المتكلم والقطة.
إن تحول القطة من "قطة الجيران" إلى "قطة تنام في حجري" ينتج تأثيرًا نفسيًا دافئًا، إذ يشعر المتلقي بأن القرب الحقيقي ليس مسألة ملكية بل مسألة ألفة وانجذاب.
بهذا تسهم الومضة في تحريك الذاكرة الوجدانية للقارئ، عبر استدعاء صور من الطفولة أو خبرات الدفء المنزلي.

رابعًا: المستوى الدينامي / التداولي / الأخلاقي
تحمل الومضة رسالة تداولية واضحة:
الألفة لا تُفرض، بل تُختار.
قطة الجيران، رغم أنّ لها بيتًا، تختار حجر المتكلّم ووسادته الحمراء.
هذا الفعل يقدّم قيمة أخلاقية غير مباشرة حول المحبة الاختيارية والتعلّق الطبيعي الذي يتجاوز الحدود الاجتماعية (منزل الجيران/منزلي).
كما أن النص يلمّح إلى قيمة رمزية:
أن الكائنات تعرف أين تجد الأمان.
وأن العطاء العاطفي لا يُقاس بالممتلكات، بل بالاحتضان.
من ناحية دينامية النص، الومضة تعمل كفعل لغوي يعيد تشكيل مفهوم الجيرة، إذ ينقل العلاقة من حدود المكان إلى حدود العاطفة.
وبهذا تتجاوز الومضة وظيفتها الجمالية لتصبح خطابًا يرسّخ أخلاق الودّ والقرب الإنساني.

خلاصة ذرائعية
تكشف الومضة عن قدرة الشاعرة على تحويل مشهد بسيط إلى دلالة مركّبة تتداخل فيها اللغة البسيطة مع العمق النفسي والدينامي الأخلاقي.
وتُظهر كيف تعمل الومضة على اقتصاد لغوي وبصري لإنتاج أثر عاطفي كثيف، يجعل من لحظة صغيرة مشهدًا شعريًا كاملًا.




• الومضة:
"أغنيةُ الآلهة
نشوةُ نايٍ
تَرفْرفُ فوق
ظِلِّ أنثى"

أولًا: المستوى البصري
تمتد الومضة عموديًا على الصفحة، في أربعة أسطر قصيرة توزّع الدفقة الشعرية بتدرّج من الأعلى إلى الأسفل.
هذا الانحدار البصري يُشبه حركة "الرفرفة" الواردة في النص، كأن الصورة تنساب من عالم علوي (الآلهة/الأغنية) إلى عالم أرضي متجسد (ظلّ الأنثى).
البياض الواسع المحيط بالسطر الأخير يمنحه مركزية بصرية؛ فيصبح "ظلّ أنثى" نهايةً للهبوط الجمالي وذروة البؤرة الدلالية.
كل سطر يشبه عتبة، يقود القارئ إلى أفق أعمق من سابقه.

ثانيًا: المستوى اللغوي
اللغة مشحونة بالمجاز الكثيف، تعتمد على تراكيب قصيرة لكنها محمّلة بالأسطورة والروح والجسد:
"أغنية الآلهة"←انزياح أسطوري يعيد المتلقي إلى الميثولوجي، إلى صوت ميتافيزيقي يسمو فوق العادي.
"نشوة ناي" ← يقدّم الناي في صورة جسد ينتشي، كائن يتنفس، ويُصدر لحنًا يحمل أثرًا روحانيًا وعشقيًا في آن.
"ترفرف فوق" ←حركة خفيفة، رقيقة، ذات دلالة روحية.
"ظلّ أنثى" ←هنا يتداخل الجسدي بالرمزي. الأنثى ليست الجسد بل ظلّه—بمعنى الحضور البعيد، أو الأثر، أو التجلّي الجمالي.

التركيب اللغوي يقوم على العلاقة بين:
المصدر السماوي (الآلهة) والموسيقى (الناي) والحركة (الرفرفة) والأرض (ظل الأنثى).
وهذا التسلسل يمنح النص موسيقى داخلية تتصاعد نحو لحظة الكشف الأخيرة.

ثالثًا: المستوى النفسي
تُحدث الومضة أثرًا نفسيًا يجمع بين الروحانية والإيروتيكية الراقية.
فالناي لطالما ارتبط في اللاوعي الجمعي بالوجد الصوفي، وبالحنين والأنين والبحث عن الأصل.
أما الأنثى هنا فلا تظهر بشكل مباشر، بل من خلال ظلّها—وهذا يخلق مسافة جمالية تدفع المتلقي نحو تخييل مفتوح، بعيد عن المباشرة.
يتم تحريك المشاعر باتجاه "التوق"؛ توقٌ للموسيقى، وللجمال، وللأنثى، وللتحليق فوق الواقع.
هذا الاندماج بين الروحي والجمالي يفتح في نفس القارئ نافذة على حالة وجد، أو صفاء، أو انخطاف لحظي.

رابعًا: المستوى الدينامي / التداولي / الأخلاقي
النص يحمل قيمة تداولية تتمثّل في الارتقاء بالأنثى من كينونة جسدية إلى كينونة رمزية.
النص يقدّم الأنثى ليس كجسد، بل كمجال تُرفرف فوقه الأغنية المقدّسة، وهذا يحمل خطابًا أخلاقيًا جماليًا مهمًّا:
- تقديس الأنثى عبر الجمال الروحي، لا عبر التشييء.
- جعل الأنثى مقصداً للرفرفة، لا موضوعًا للامتلاك.
- تحويل العلاقة بين الموسيقى والأنثى إلى علاقة انفتاح وتسامٍ، لا علاقة رغبة مباشرة.

من الناحية الدينامية، الومضة تُوجّه القارئ نحو قراءة الأنثى بوصفها مساحة الهامٍ وقداسة، فتخلق وعياً يتجاوز النظرة النمطية ويدخلها في إطار أسطوري جمالي راقٍ.

خلاصة ذرائعية
يكشف النص عن قدرة عالية على تكثيف الفكرة عبر لغة أسطورية وروحية، تربط بين الموسيقى والأنثى في بنية شعرية رفيعة.
يشتغل النص على مستويات متعدّدة: الصورة، الصوت، الحركة، والرمز— ليخلق لحظة تجلٍّ تُشبه ومضة نور تتساقط على "ظل أنثى" لا يزال مفتوحًا للتأويل.
بهذا تُجسّد الومضة واحدة من أهم خصائص الشعر المكثّف:
تحويل القليل إلى كونٍ كامل.


• الومضة:
"الخوف يقتلني
وضحكتي تركتها
على مائدة الانتظار"

أولًا: المستوى اللغوي:
ومضة تعتمد لغةً مباشرة مشحونة بطاقة انفعالية عالية. تُبنى الجمل في صياغة تقريرية قصيرة، لكنها ذات دلالة موّسعة عبر الفعلين القويين: يقتلني، تركتها. يتجلّى الاقتصاد اللغوي في ثلاثة أسطر فقط، لكن كل كلمة تؤدي وظيفة دلالية عميقة:
الخوف: مفتاح الومضة ودالّ وجودي.
يقتلني: استعارة مكثفة تُحوِّل الخوف من شعور إلى قاتل.
ضحكتي: استحضار الذات الإنسانية المُفتقدة.
مائدة الانتظار: تركيب مجازي يمزج بين السكون والرجاء.
لغة الومضة هنا تتأسس على التضاد بين الخوف والضحكة، وبين القتل والانتظار.

ثانيًا: المستوى البصري
الصورة البصرية مبنية على مشهدين متقابلين:
1. داخلي قاتم: "الخوف يقتلني" — صورة داخلية تُمثّل العطب النفسي.
2. خارجي ساكن: "مائدة الانتظار" — مشهد بصري يجمّد الزمن، ويجعل الضحكة شيئًا يُترك كما تُترك الأشياء المادية على طاولة.
أما "ضحكتي" فهي عنصر بصري منزاح، تتحوّل من حالة شعورية إلى كائن موضوعي يمكن وضعه أو نسيانه أو تركه. هذا الانتقال البصري يولّد المفارقة التي تُنشئ الومضة.

ثالثًا: المستوى النفسي
تعبّر الومضة عن لحظة انكسار داخلي ناتجة عن التوتر بين الخوف والرغبة في الحياة.
الخوف هنا ليس ظرفًا عابرًا، بل حالة وجودية تلتهم الذات.
ترك الضحكة على "مائدة الانتظار" يشير إلى انفصال الأنا عن قدرتها على الفرح، وكأن الذات تُفكّك نفسها: جزء يُقتل، وجزء يُؤجَّل.
الانتظار يشير إلى علاقة غير محسومة، إلى غيابٍ يُنهك النفس، أو إلى زمن يتآكل بلا نتيجة. إنها حالة شلل نفسي حيث تصبح الضحكة معلّقة، مجمّدة خارج الذات.

رابعًا:المستوى الدينامي / التداولي / الأخلاقي
هذا المستوى يكشف حركة الومضة في سياقها الثقافي والاجتماعي:
ديناميًا:
الومضة تتحرك من الداخل إلى الخارج:
من الخوف ←إلى الفقد ← إلى الانتظار.
إنها ديناميكية "انحدار شعوري" ينتهي عند لحظة تلاشي القدرة على الفرح.
تداوليًا:
توجَّه الومضة نحو متلقٍّ مُفترَض يفهم دلالة "مائدة الانتظار" كمعادل لواقع اجتماعي عربي مثقل بالترقّب والقلق. الباثّ يشير ضمنيًا إلى شخص غائب أو حدث معطَّل، ما يجعل الضحكة علامة تداولية على العلاقة المتوتّرة بالمحيط.
أخلاقيًا:
تُقدّم الومضة موقفًا إنسانيًا ضد الخوف وضد تعليق حياة الفرد بسبب الآخرين أو الظروف.
ترك الضحكة على المائدة موقف أخلاقي مضمر:
لم يعد الفرح ممكنًا في بيئة غير آمنة.
فيه احتجاج خافت على نظام الخوف، وعلى ثقافة الانتظار التي تستنزف وجود الفرد.

• الومضة
"سنبلات مضيئة
تخترق المعنى
تضيء بقايا رؤايا"

أولًا: المستوى اللغوي
تقوم الومضة على ألفاظ قليلة، لكنها عالية الإيحاء؛ لغة مجازية تُقيم شبكة دلالية تتوزع بين:
سنبلات: دالّ على الخصوبة والامتلاء والنمو.
مضيئة: تضيف بُعدًا بصريًا وروحيًا.
تخترق: فعل قويّ يدل على الفعل والتجاوز وكسر السطح.
المعنى: مركز الومضة ومحورها الدلالي.
تضيء بقايا رؤايا: تركيب يجمع بين الكشف والبعث.
البناء اللغوي يعتمد على التراكم التصاعدي: سنبلات ← مضيئة ← تخترق ← تضيء، وهذا يخلق حركة لغوية متنامية.

ثانيًا: المستوى البصري
المشهد في الومضة بصريٌّ بامتياز:
سنبلات مضيئة: صورة تجمع بين الزرع والضوء، بين المادي والروحي، وتحوّل السنابل من عنصر أرضي إلى إشعاع سماوي.
تخترق المعنى: الصورة تتجاوز الطبيعة لتدخل في فضاء رمزي، حيث يصبح "المعنى" حاجزًا يخترقه الضوء.
تضيء بقايا رؤايا: الصورة النهائية روحانية، ضوء يتسلل إلى أطلال الرؤى في ذهن المتكلّم.
التتابع البصري يبدأ من المشهد الزراعي الأرضي، ويصعد إلى الرؤية الذهنية، فيتحول الضوء من مادة إلى كشف.

ثالثًا:المستوى النفسي
تُحيل الومضة إلى حالة من البحث عن الخلاص الداخلي:
"سنبلات" ترمز إلى الأمل المتجدد رغم الخراب.
"المعنى" قد يكون عائقًا، أو بنية منغلقة تحتاج إلى اختراق؛ المتكلم يواجه "معاني" أثقلته، أو قيودًا فكرية وروحية.
"بقايا رؤايا" تشي بانكسار سابق، أو حلمٍ لم يكتمل، لكن الضوء أعاد ربطه بالذات.
النتيجة النفسية:
تحوّل من العتمة إلى الإشراق الداخلي، من البقايا إلى التجدد.

4 ـ المستوى الدينامي / التداولي / الأخلاقي
ديناميًا:
تتحرك الومضة من الخارج إلى الداخل:
ضوء خارجي (سنبلات مضيئة) ← يخترق طبقة رمزية (المعنى) ← ليصل إلى الحلم الداخلي (الرؤى).
ديناميكية اختراق تكشف عملية إعادة بناء الذات.
تداوليًا:
تتوجّه الومضة إلى قارئ يدرك قيمة الضوء كرمز للمعرفة والإلهام، والسنابل كرمز للخصب. تُفهم باعتبارها رسالة ضمنية أن المعنى الحقيقي لا يُقتنص إلا إذا "خُرق" بطريقة شعرية أو معرفية.
أخلاقيًا:
تحمل الومضة رسالة قيَمة:
النور، المعرفة، والخصب الروحي هي الطريق لاستعادة الذات بعد الانكسار.
إنها دعوة أخلاقية إلى عدم الاستسلام لبقايا الرؤى المتهشمة، بل البحث عن إضاءتها من جديد.


• الومضة:
"الليلُ يعبثُ بفجرهم
وحده الظلُّ
يعبثُ بخفّة الغيم"
أولًا: المستوى اللغوي
تعتمد الومضة على ثنائية مضادة: الليل / الفجر، الظل / الغيم.
الفعلان المتكرران "يعبث" يمنحان النص إيقاعًا دائريًا يشي باللايقين.
الجمل قصيرة، لكنها مشحونة بطاقة دلالية عالية.
"خفة الغيم" تركيب لغوي ينتمي إلى الانزياح الدلالي، إذ تُنسب الخفّة إلى الغيم بوصفه كيانًا متحوّلًا، ثم تُسند هذه الخفّة إلى الظل، في علاقة مفارقة تفتح باب التأمل.

ثانيًا: المستوى البصري:
الصورة الأولى: ليلٌ يعتدي على الفجر، وكأن الفجر كائن هشّ يُبعثره الليل.
الصورة الثانية: ظلّ يعبث بخفة الغيم، صورة بصرية معكوسة؛
فالظل – ابن الضوء – يعبث بما هو أعلى منه: الغيم.
هذا الصعود البصري للظل يمنح النص شكلًا تشكيليًا من الارتقاء المعكوس.
المفارقة البصرية:
الليل يهبط على الفجر،
فيما الظل يصعد نحو الغيم.

ثالثًا: المستوى النفسي
الومضة تعكس إحساسًا بانتهاك النقاء؛ فالفجر رمز للبداية، لكن الليل يعبث به.
أما الظل، فهو كيان هارب من الضوء، ومع ذلك يتحوّل هنا إلى كائن خفيف متلاعب.
النفس التي تكتب هذه الصورة تعيش حالة تردّد بين الخوف والانفراج، بين العتمة والارتفاع.
"خفة الغيم" تشير إلى رغبة داخلية في الانفلات من ثقل الواقع.

رابعًا: المستوى الدينامي / التداولي / الأخلاقي
الرسالة التداولية للنص تكشف خللًا في توازن العالم:
القوى الكبرى (الليل) تعبث بمصائر الآخرين (فجرهم)،
بينما الكيانات الثانوية (الظل) تجد مساحة للعب في أعلى نقطة (الغيم).
البعد الأخلاقي:
العالم مقلوب؛ الأقوياء يعبثون بالبدايات، والضعفاء يعبثون بما لا يخصّهم.
إنها نقد ناعم لحالة وجودية واجتماعية حيث الأشياء لا تقف في أماكنها الطبيعية،
وتتبدّل الأدوار بين الضوء والظل، الأعلى والأسفل، الخفّة والثقل.

الخلاصة الذرائعية
الومضة تشتغل على مفارقة متحركة:
عبثٌ ثقيل يمارسه الليل على الفجر،وعبثٌ خفيف يمارسه الظلّ على الغيم.
وهكذا يتولّد نصّ يقوم على انقلاب الأدوار وقلب العلاقات، ليظهر العالم في لحظة تخريب شعري تكشف هشاشته وجماله معًا.



• الومضة:
"سنابل مضيئة
تعجّ في المكان
البحر شاهد"

أولًا: المستوى اللغوي
تقوم اللغة على ثلاث وحدات شعرية قصيرة، لكنها مترابطة عبر حقل دلالي متماسك:
سنابل مضيئة: مجاز يرفع السنابل من كونها نباتًا إلى رمز نور وحياة وخصب.
تعجّ في المكان: الفعل تعجّ يضخّ حركة وصخبًا، ويمنح المشهد امتلاءً واندفاعًا.
البحر شاهد: جملة تقريرية ذات وقع رمزي؛ البحر يتحوّل إلى كائن قادر على الشهادة، بما يحمل من دلالة عمق وذاكرة واتساع.
البناء اللغوي مكثّف، يوازن بين السكون (سنابل) والحركة (تعجّ) وبين المشهد الأرضي (السنابل) والامتداد الكوني (البحر).

ثانيًا:المستوى البصري
المشهد البصري يتشكّل وفق بنية تصاعدية:
1. سنابل مضيئة: صورة ضوئية، الضوء ينعكس على السنابل فيبدو المشهد ذهبيًا، دنيويًا وعابرًا للوقت.
2. تعجّ في المكان: اتساع بصري؛ حركة السنابل تحت الريح أو حركة الحياة حولها.
3. البحر شاهد: انتقال بصري واسع من الحقل إلى الأفق المائي.
الفيلم الشعري ينتقل من الأرض إلى الامتداد الأزرق، وكأن الطبيعة كلها تشهد على امتلاء الكون بالنور والحياة.

ثالثًا: المستوى النفسي
الومضة تنقل إحساسًا قويًا بـ:
- الخصب والامتلاء في صورة السنابل.
- الحيوية المتدفقة في فعل التعجّ.
- الثقة والطمأنينة في حضور البحر بوصفه شاهدًا.
نفسية المتلقي تستلم طاقة جمع بين الثبات (الأرض/السنابل) والعمق (البحر)، وبين الضوء الخارجي والضوء الداخلي الذي تولده الصورة.
ثمة شعور بأن الجمال لا يحتاج تفسيرًا؛ الطبيعة نفسها تُثبت وجوده.
رابعًا:المستوى الدينامي / التداولي / الأخلاقي
ديناميًا:
تتحرك الومضة من التفاصيل الصغيرة (سنابل) إلى الحدث الواسع (البحر شاهد).
الحركة عمودية وأفقية في وقت واحد، مما يمنح النص ديناميكية مكانية وزمانية.
تداوليًا:
الخطاب موجّه إلى قارئ يفهم لغة الشهادة؛ البحر هنا شاهد على الخصب، على الوجود، وربما على قصة بشرية غير معلنة.
الومضة تُفعل طاقة التأويل، وتترك للقارئ تقدير ما يشهد عليه البحر.
أخلاقيًا:
السنابل رمز العمل والبركة، والبحر رمز الحقيقة.
الرسالة الأخلاقية غير مباشرة:
الجمال الصادق يشهد على نفسه، والطبيعة لا تكذب.


• الومضة:
"عبءٌ ثقيل
كزجاجةٍ فارغة
من أبجدية العمر"
أولًا: المستوى اللغوي
تتكئ الومضة على ثلاث جمل قصيرة تتخللها استعارات كثيفة:
عبء ثقيل: تركيب مباشر، لكنه يفتح أفق الألم والضغط الوجودي.
زجاجة فارغة: انزياح يُحوِّل الفراغ إلى رمز، ويجعل الزجاجة استعارة للذات أو للزمن.
أبجدية العمر: تركيب مركّب يجمع بين اللغة والزمن، وكأن الحياة نصّ يُكتب.
اللغة مشدودة إلى دلالات الفقد والامتلاء الناقص، وتقوم على تناظر: ثقل الروح ↔ فراغ الزجاجة.

ثانيًا: المستوى البصري
تتشكّل الصورة في الومضة عبر لوحة صامتة:
1. عبء ثقيل: صورة بلا شكل محدد، لكنها تُستشعَر في ثقل الجسد والروح.
2. زجاجة فارغة: مشهد بصري محدّد، شفاف، ساكن، محاط بالضوء؛ فارغ رغم قابليته للاحتواء.
3. أبجدية العمر: صورة غير مرئية، لكنها تمتد كخطوط زمنية تُشبه نصًا غير مكتمل.
البصر ينتقل من كتلة ثقيلة إلى فراغ شفاف إلى نص غائب، ما يخلق حركة بصرية لكنها حركة نحو انعدام المعنى.

ثالثًا: المستوى النفسي
تُبرز الومضة حالة نفسية من:
الإنهاك الداخلي: ثقل يرهق الوجدان.
الفراغ العاطفي أو الروحي: الزجاجة الفارغة رمز لخواء الداخل.
انقطاع السرد الذاتي: غياب "أبجدية العمر" يوحي بأن لحظات الحياة فقدت لغتها، أو أن العمر لم يُكتب كما كان ينبغي.
الومضة تستدعي شعورًا بالانكسار، حيث يتصارع الثقل مع الفراغ، وكلاهما يعبّر عن فقدان الامتلاء الوجودي.
رابعًا:المستوى الدينامي / التداولي / الأخلاقي
ديناميًا:
الحركة في النص تنحدر من:
ثقل ←فراغ ←محو.
إنها دينامية تراجع، وليست دينامية بناء؛ نص يسجّل انطفاء المسار بدلًا من تطوره.
تداوليًا:
الخطاب يوجّه رسالته للقارئ بجرس كئيب، لكنه واعٍ؛ يشير إلى تجربة إنسانية مألوفة:
أن نصل إلى لحظة نشعر فيها بأن العمر لم يُكتب، وأن وجودنا يشبه زجاجة فارغة فقدت ما خُزِّن فيها.
المتلقي يُستثار لتأويل العبء: هل هو تجربة؟ علاقة؟ خسارة؟ الزمن نفسه؟
أخلاقيًا:
الومضة تحمل نبرة احتجاج صامت ضد: الفراغ الذي يتركه الآخرون، أو العمر الذي لم يُمنح فرصته، أو التجارب التي لم تُثمِر.
القيمة الأخلاقية هنا هي إعلان الوعي بالخواء كخطوة أولى نحو ملء العمر بما يستحق.


• الومضة:
"مراسيمُ العشق
يقتلُها التأويلُ"
أولًا: المستوى اللغوي
الاقتصاد الشديد: كلمات قليلة تحمل طبقات واسعة من الدلالة: مراسيم، العشق، يقتلها، التأويل.
التوتر اللغوي: الجمع بين "مراسيم" بوصفها فعلًا احتفاليًا و"القتل" بوصفه فعلًا عنيفًا، يولِّد صدمة دلالية تعلو شعرية الومضة.
دقة المفردة: استخدام "التأويل" لا "الشك" أو "الريبة" يشير إلى مشكلة في فهم العشق، لا في وجوده.

ثانيًا: المستوى البصري (التشكيلي)
الصورة البصرية تقوم على مراسم احتفال تتعرض للعنف:
مراسيم = طقوس، شموع، ترتيب، نية للحضور.
يقتلها = يد خفية تُطفئ الضوء.
الومضة تعتمد على التضاد بين احتفال و إعدام؛ بين الضوء والإطفاء، بين الحياة والموت.
تتحول الصورة من طقس جميل إلى مشهد انكسار فجائي.

ثالثًا: المستوى النفسي
الومضة تكشف عن حساسية عاطفية مهدورة؛ العشق حاضر لكن يُفْسَد عبر التحليل الزائد.
"التأويل" هنا يُمثّل:
الشك.
الهواجس.
البحث المَرَضي عن المعنى خلف كل تصرّف.
نفسيًا، الومضة تعبّر عن علاقة تنهار بسبب الذهنية لا المشاعر: الحب قوي، لكن الذهنية المفرطة في التفكيك «تقتله».

رابعًا: المستوى الدينامي/التداولي/الأخلاقي
على المستوى الذرائعي: النص يرسل موقفًا تواصليًا أخلاقيًا واضحًا:
العشق يحتاج البساطة.
التأويل الزائد يحطم العلاقات.
الرسالة التداولية: ليست المشكلة في العشق، بل في طريقة التعامل معه.
النص يقدّم حكمًا قيميًا واضحًا:
الشكّ والتأويل يُعدّان فعلًا هدّامًا، لا اجتهادًا معرفيًا.
الدور الأخلاقي للومضة: إعادة توجيه المتلقي نحو صدق العاطفة وترك مساحة للثقة.

خلاصة ذرائعية
هذه الومضة تعمل كجرس تحذير عاطفي:
العشق لا يُحتفل به عبر التأويل، بل ينهار تحت عبء التفكيك المفرط.
وباقتصاد لغوي وديناميكية عالية، تنتقل الومضة من حفلة عشق إلى جريمة لغوية، لتؤكد أن الأخطاء الكبرى في العلاقات غالبًا لا يصنعها الحب، بل القراءة الخاطئة للحب.

• الومضة:
"رسائلُ كثيرةٌ
وصلتني
العيونُ
في ثلّاجةِ الحياة"
أولًا: المستوى اللغوي
تفكيك الجملة على شكل تدرّج عمودي يزيد من توتر المعنى.
الغموض المقصود: "رسائل كثيرة" دون تحديد مصدرها أو طبيعتها، يفتح باب التأويل.
المفردات تقوم على حقلين متضادّين:
رسائل / عيون = دافئة، حيّة، إنسانية.
ثلّاجة / الحياة = برودة، توقّف، موت رمزي.
الجملة الأخيرة "في ثلاجة الحياة" تشكّل المفصل اللغوي الصادم الذي يعيد قراءة ما قبله كلّه.

ثانيًا: المستوى البصري (التشكيلي)
الصورة تقوم على عينين محفوظتين في ثلاجة، أي تحوّل الحواس إلى أشياء باردة معطّلة.
الرسائل التي تصل ليست عبر كلمات، بل عبر نظرات متجمّدة.
المشهد النهائي:
وجوه بلا حرارة، عيون محنّطة، تواصل ميت.
التناقض البصري بين الرسالة كفعل حي و الثلاجة كفضاء ميت يشكّل شعرية الومضة.

ثالثًا: المستوى النفسي
النفس هنا تعيش عزلة وجودية؛ كل الرسائل التي تصلها باردة، بلا حرارة إنسانية.
توحي الومضة بوجود:
خيبة في العلاقات، انقطاع المشاعر، فقدان الدفء الاجتماعي.
"العيون" عادة مرآة الروح، لكنها هنا مجمّدة، دليل على موت الحميمية أو انطفاء العاطفة.
رابعًا: المستوى الدينامي/التداولي/الأخلاقي
الرسالة التداولية واضحة:
المجتمع/العالم لم يعد يرسل دفئًا، بل نظرات باردة محفوظة في جليد الحياة.
وظيفة الومضة أخلاقيًا:
كشف خواء العلاقات الحديثة حيث يتحوّل البشر إلى كيانات باردة، تواصلها سطحي ومقطوع.
الديناميكية تُظهر انتقال السارد من استقبال "رسائل كثيرة" إلى اكتشاف حقيقتها الباردة، في حركة تداولية ذات طابع نقدي.

خلاصة ذرائعية
تقوم الومضة على مفارقة بين وفرة الرسائل و برودتها القاتلة.
فالعين – رمز الروح – تجمّدت، وباتت الحياة ذاتها ثلّاجة تحفظ التواصل بدل أن تنعشه.
تُظهر الومضة هشاشة العلاقات وتحوّل المشاعر إلى مؤجّلات باردة لا حياة فيها.


• الومضة
"خرائطُ الكون
تبحثُ عنك"
أولًا: المستوى اللغوي
النص مبني على جملة اسمية قصيرة تشتغل على قلب المألوف:
فالخرائط لا تبحث، بل يُبحث بها.
الانزياح الدلالي هنا جوهري، إذ يُمنح «الكون» سلطة الإرادة والحركة.
كلمة "تبحث" فعل مضارع يضفي الاستمرارية، كأنّ البحث عملية كونية لا تتوقف.
الضمير "عنك" هو مركز الثقل، مختصرًا كل الدلالة في غياب المُخاطَب.

ثانيًا: المستوى البصري
الصورة بصرية–كونية واسعة:
خرائط تمتد عبر الفضاء، نجوم، مجرّات، مسارات غير مرئية.
النص يرسم فراغًا هائلًا يتوسطه غياب شخص واحد، ما يعزز الأثر البصري:
الكون كله يتحرك باتجاه نقطة صغيرة.
البياض حول النص يشبه الفضاء، فيُكمل الصورة بصريًا.

ثالثًا: المستوى النفسي
الومضة تحمل حنينًا كونيًا:
الذات تشعر بأنها موضع بحث من قوى أكبر منها.
هناك إحساس بالضياع، لكن أيضًا إحساس بالقيمة؛
إذا كان الكون يبحث عنك، فأنت لست كيانًا عابرًا.
هذه الازدواجية (ضياع/قيمة) تمنح النص نبرة وجدانية عالية.

رابعًا: المستوى الدينامي / التداولي / الأخلاقي
الرسالة تتجاوز اللغة نحو معنى وجودي:
الإنسان ليس مجرد فرد، بل علامة كونية، له أثر في مسارات أكبر من إدراكه.
البعد الأخلاقي يظهر في فكرة:
لا أحد يُترك بلا أثر… حتى الكون يبحث.
الومضة تدعو ضمنيًا إلى إعادة تقييم الذات، والاعتراف بمكانتها في الوجود.

الخلاصة الذرائعية
ومضة تقوم على تضخيم المخاطَب بحيث يصبح غيابُه حدثًا كونيًا، وتعمل على تحويل الضياع الشخصي إلى حركة شاسعة في الفضاء.
إنها كتابة تعتمد على الاقتصاد اللغوي مقابل الاتّساع الدلالي، وتحقّق أثرًا كبيرًا بكلمات قليلة، وفق جوهر الومضة الشعرية.

• الومضة:
"في يده رغيف
عيناه على كسرة خبز
يمضغها طفلٌ شريد"

أولًا: المستوى اللغوي
يبنى النص على ثلاث جمل قصيرة، تتدرج من الامتلاك إلى النظر إلى الفعل الإنساني.
المفارقة اللغوية واضحة:
رغيف كامل في اليد مقابل كسرة صغيرة في فم طفل.
اختيار كلمة "شريد" يرفع الحمولة الدلالية ويمنح النص بعدًا اجتماعيًا وأخلاقيًا حادًا.
البنية الحذفية في الجملة الأخيرة تزيد من التوتر الدلالي، إذ تُركت الأسباب دون ذكر، ما يفتح تأويلات كثيرة.

ثانيًا: المستوى البصري
المشهد بصري بامتياز: رجل يحمل رغيفًا، ينظر إلى طفل يمضغ كسرة.
الصورة مبنية على تباين حادّ في الحجم: رغيف/كسرة.
هذا التفاوت يولّد صورة بصرية صادمة: الامتلاك لا يمنح الطمأنينة، والفقد لا يلغي الجوع.
الحركة تنتقل من اليد ← العين ← فم الطفل، وكأن الكاميرا تتحرك داخليًا لتضييق اللقطة وتكثيف الألم.

ثالثًا: المستوى النفسي
النص يعكس قلقًا وجوديًا عميقًا:
من يملك الرغيف لا يشعر بالشبع، ومن لا يملك سوى الكسرة يأكلها ببراءة الجائع والمحروم.
نظرة العين نحو الأقل قيمة تكشف عن عقدة ذنب داخلية، أو عن هشاشة الإنسان أمام الفقر.
الومضة تفعّل مشاعر الشفقة والعجز، لكنها لا تقع في المباشرة، بل تعتمد على الصمت النفسي بين السطور.

رابعًا: المستوى الدينامي / التداولي / الأخلاقي
الرسالة التداولية واضحة:
الرغيف الحقيقي ليس في اليد، بل في الضمير.
النص يُدين بصمت لامبالاة الأغنياء، ويكشف هشاشة الامتلاك أمام الفقر الطفولي.
البعد الأخلاقي شديد:
أن ترى حاجة الطفل وأنت تملك… ثم تبقى متفرجًا.
الومضة هنا لا تحكم، لكنها تكشف، وهو أعمق من الحكم الأخلاقي.

الخلاصة الذرائعية
تستند الومضة إلى قوة المفارقة:
رغيف في اليد لا يشبع الروح، وكسرة في فم طفل تشعل الإنسان من الداخل.
تشتغل على صورة إنسانية قاسية، تُكثّف المأساة الاجتماعية في ثلاث جمل،
وتحوّل البؤس إلى لحظة وعي، والوعي إلى سؤال أخلاقي مفتوح.


• الومضة
"لو الأرض تكلمت
لزلزلت أعتاب الوحدة
وبكت المرايا
من هول الظل"

أولًا: المستوى اللغوي
تعتمد الومضة على جمل شرطية ("لو الأرض تكلمت") تفتح مجالًا للتخييل، وتكثّف الدلالة عبر حذف المجيب، ما يمنح النص طاقة تأويلية.
المفردات محمّلة بالشحنة العاطفية: زلزلت، الوحدة، المرايا، هول، الظل.
حضور المجاز الكثيف: الأرض تُجسّد صوتًا، والمرايا تبكي، والظل يتحول إلى قوّة مرعبة.

ثانيًا: المستوى الجمالي / البلاغي
استعارة كبرى: الأرض كذات واعية تتكلم عن آلام البشر.
طباق خفيّ بين: زلزلت / الوحدة، حركة عنيفة تقابل سكون العزلة.
جمالية المفارقة: الوحدة عادةً صامتة، لكن النص يجعلها تهتز.
تسلسل تصاعدي:
الأرض ← الزلزلة
المرايا ←البكاء
الظل ← الهول
ما يخلق منحنى دراميًا داخل ثلاث جمل فقط.

ثالثًا: المستوى النفسي
يتجلّى في الومضة شعور عميق بالخوف والاغتراب والوحدة.
المرايا تبكي: رمز لذات متصدعة، ترى انعكاسها فلا تحتمله.
هول الظل: حضور كيان خفيّ يطارد الذات، ظلّ قد يكون الماضي، الفاجعة، أو الفقد.
الومضة تعكس حالة تأزم داخلي يصل حدّ الهزّات—"زلزالًا" نفسيًا.
رابعًا: المستوى الدينامي / التداولي / الأخلاقي
تقوم الومضة بدور تحريضي وجداني: فهي تُدين الصمت البشري أمام الألم العام.
تخاطب الضمير الجمعي: لو تكلمت الأرض لانكشفت الحقيقة التي يخشاها الجميع.
رسالة أخلاقية:
استدعاء صوت الأرض = استدعاء الحقيقة المدفونة.
بكاء المرايا دعوة إلى مواجهة الذات وعدم الهروب من الانعكاس الأخلاقي.
الظل—المجاز عن الشر أو الاستبداد—يُقدَّم بوصفه قوة مخيفة تستدعي المقاومة الرمزية.

خلاصة ذرائعية
الومضة مبنية على توتر داخلي عالٍ يجمع بين الفجيعة والرغبة في كشف الحقيقة.
توظّف زينة حمود في هذا النص لغة زلزالية وحسًا أخلاقيًا ينتقل من الخاص إلى العام، وتعيد تشكيل الأشياء المألوفة—الأرض، المرايا، الظل—بوصفها كائنات تتكلم وتبكي وتخيف، مما يكشف عن تجربة إبداعية كثيفة مشغولة بقضايا الوجود والهوية والألم البشري.


• الومضة
"صراخ الروح
يفتت الجسد
يشيع الآهات
بتابوت الأنا"
أولًا: المستوى اللغوي
بنية لغوية تعتمد على التوالي الفعلي: صراخ – يفتت – يشيع، ما يخلق حركة داخلية متدفقة.
اختيار مفردات شديدة الكثافة: صراخ، الروح، الجسد، الآهات، تابوت، الأنا.
وجود مجاز مركزي يقوم على نقل الصفات من روحية إلى مادية: الصراخ غير مسموع لكنه "يفتت" جسدًا ماديًا.

ثانيًا: المستوى الجمالي / البلاغي
استعارة ممتدة: الروح ككائن يصرخ، وصراخها يمتلك قوة مادية.
تشخيص: تحويل الآهات إلى جنازة، والجسد إلى مادة قابلة للتفتت، والأنا إلى تابوت.
مفارقة جمالية: الروح، المفترض أن تكون مصدر الحياة، تتحول إلى قوة مدمّرة.
إيقاع تصاعدي: من الصراخ ← التفتيت ← التشييع ← التابوت.
وهو منحنى مأساوي مُحكم يُشبه البنية الدرامية في أربع ضربات قصيرة.

ثالثًا: المستوى النفسي
الومضة تكشف عن حالة احتراق داخلي ناتج عن صراع الروح مع ذاتها.
تابوت الأنا: رمز لحالة انسداد نفسي حادّ، بلوغ الذات مرحلة الانغلاق الكامل على الألم.
تشييع الآهات يشير إلى تراكم الوجع وتحوّله من انفعال إلى فقدان.
النص كله يشي بحزن وجودي عميق، يشبه انهيارًا داخليًا يعبر من اللامرئي (الروح) إلى الملموس (الجسد).

رابعًا: المستوى الدينامي / التداولي / الأخلاقي
الومضة توجه رسالة تحذيرية وأخلاقية حول خطورة كبت الألم الداخلي.
تجعل المعاناة الروحية مرئية، كأنها تقول:
إن لم يُعبّر المرء عن وجعه، سيحوّله إلى موت داخلي للأنا.
توحي بضرورة مواجهة الذات بدل دفنها "في تابوتها".
أخلاقيًا، النص يسائل مسؤولية الإنسان تجاه ذاته وشفائه، ويضع الذات أمام مراياها دون تجميل.

الخلاصة الذرائعية
ومضة مكثفة تمزج الروحي بالجسدي، وتجعل الألم الداخلي قوة هادمة تُشيّع ذاتها في طقس جنازي صامت.
تكشف عن رؤية إبداعية لدى الكاتبة تنزع نحو دراما الوجدان، واستعمال صور صاعقة تُبرز هشاشة الإنسان أمام ذاته.
إنها ومضة تلامس العتبة الفلسفية، وتحوّل الوجع إلى مشهد رمزي كامل في أربع جُمل قصيرة.


• الومضة:
"أيادٍ مكبّلة
بأذكار المسبحة
وأخرى تخنقها
سلاسل من ذهب"
أولًا: المستوى اللغوي
النص يقوم على تقابل ثنائي: المسبحة / الذهب، التكبيل / الخنق.
اعتماد جمل قصيرة، مكثّفة، بفعلٍ محذوف يوحي بالفعل المستمرّ.
اللغة مباشرة لكنها محمّلة بطاقة رمزية: المسبحة تُحيل إلى الروحانيات، الذهب إلى الماديات.
استخدام الجمع أيادٍ يفتح النص على مشهد جماعي لا فردي.

ثانيًا: المستوى الجمالي / البلاغي
استعارة مشهدية مزدوجة:
الروحانية تتحوّل إلى قيد.
الرفاه المادي يتحول إلى خنق.
مفارقة بلاغية حادة: كل ما يفترض أن يمنح الراحة يتحول إلى عبء.
الجمال في النص قائم على تضاد القيم:
الذكر مقابل الذهب، الروح مقابل المادة، التكبيل مقابل الخنق.
الانزياح هنا يلسع القارئ:
فالمسبحة ليست للتقييد، والذهب ليس للأذى… لكنهما يصبحان كذلك.

ثالثًا: المستوى النفسي
الومضة تكشف صراعًا داخليًا بين الإيمان الزائف والترف الخانق.
النفس هنا ممزقة بين خطين:
خط يتشبّه بالتقوى لكنه مُكبّل.
وخط يتشبّه بالثراء لكنه مخنوق.
الصورة النفسية توحي بـ ازدواجية إنسانية مأزومة لا تجد خلاصها لا في الروح ولا في المادة.
الأثر النفسي على القارئ هو إحساس بالاختناق الوجودي الناتج عن تناقض القيم وتديّن مظهري لا يمنح الحرية.

رابعًا: المستوى الدينامي / التداولي / الأخلاقي
الومضة تؤدي وظيفة انتقادية أخلاقية واضحة:
فهي تُدين القيود التي يفرضها المجتمع على الإنسان باسم الدين أو باسم السلطة المادية.
السلاسل – سواء كانت خشبية (مسبحة) أو ذهبية – تؤدي الوظيفة نفسها: قمع الحرية.
ديناميًا، تدفع الومضة المتلقي للتساؤل:
هل التدين الحقيقي يقيّد؟ هل الثراء يمنح الحرية؟ أم أنهما يتحولان معًا إلى أدوات سيطرة؟
الرسالة الأخلاقية:
الحرية لا تأتي من المظاهر الدينية أو من بهرج الذهب، بل من تحرّر الروح من التناقض.

خلاصة ذرائعية
ومضة قوية تعتمد المفارقة الأخلاقية في أعلى مستوياتها، وتكشف عن رؤية نقدية جريئة للقيود الاجتماعية والدينية والمادية.
تمتاز بكثافة الرمز وتوتر الصورة، وتؤكد قدرة الكاتبة على كشف ازدواجية الإنسان عبر مشاهد قصيرة حادة تشبه الطعنات اللامعة في وعي القارئ.


• الومضة:
"يحلمون بالعبور
وهم مقيدون
بسلاسل العودة"

أولًا: المستوى اللغوي
لغة شديدة الاقتصاد تقوم على ثلاث جُمل متوازنة متصاعدة دلاليًا.
المفردات محمّلة بالحركة (يحلمون، العبور، العودة) وبالمنع (مقيدون، سلاسل).
صيغة الجمع يحلمون تعطي النص طابعًا جمعيًا، ما يوسّع الدلالة من فرد إلى جماعة أو شعب.
الانزياح يظهر في الجمع بين العبور كحلم والعودة كقيد، وهو ما يخلق المفارقة المركزية للنص.

ثانيًا: المستوى الجمالي / البلاغي
استعارة كبرى: العبور ليس عبورًا ماديًا فقط، بل عبور نحو الحرية، المستقبل، التغيير.
تشخيص السلاسل: تتحول إلى قوة تُرجِع الإنسان إلى الوراء قسرًا.
المفارقة البلاغية:
الحلم، وهو فعل تحرّري، يتم إحباطه بقوة تعيد الحالم إلى نقطة البداية.
الجمال قائم على التقابل بين:
الحركة / الثبات
الأمل / الإحباط
العبور / العودة
هذا التوتر يعطي الومضة تأثيرها العميق رغم قصرها.

ثالثًا: المستوى النفسي
الومضة تعكس حالة إحباط جمعي، أشبه بحلم جماعي بالتحرر يُواجه قوى قسرية.
نفسيًا، تتجلى مشكلة الإنسان العربي المعاصرفي:
الرغبة في التغيير مقابل قوة الواقع الذي يشدّه إلى الخلف.
الشعور النفسي المتولد لدى المتلقي هو خيبة مكثّفة، واعتراف مؤلم بأن الحلم لا يكفي في ظل قيود تُعيد الإنسان إلى ماضيه.
التأثير النفسي يشبه موجة قصيرة من الألم الهادئ: حلم يُضاء لحظة ثم يُطفأ بقيد.

رابعًا: المستوى الدينامي / التداولي / الأخلاقي
الومضة تقوم بفعل تداولي نقدي:
إنها تهمس باتهام أخلاقي في وجه القوى التي تمنع الإنسان من التقدم.
سلاسل العودة ترمز إلى:
سلطة سياسية
أو مجتمعية
أو تقاليد
أو ذاكرة قسرية
الديناميكية هنا في انتقال النص من الحلم (القيمة الإيجابية) إلى القيد (القيمة السالبة)، ما يخلق حركة داخلية ذات أثر أخلاقي.
الرسالة الأخلاقية:
لا معنى لحلم لا تُكسر من أجله السلاسل.
أو بعبارة أخرى:
الحرية تحتاج إلى كسر قيود الماضي، لا الاكتفاء بتمني المستقبل.

خلاصة ذرائعية
ومضة عميقة تُجسِّد التوتر بين الحلم والقسر، وتحوّل الشعور الجمعي بالخيبة إلى صورة شعرية مكثفة.
تُبرز براعة الكاتبة في تحويل قضية فلسفية/اجتماعية واسعة إلى ثلاث جمل قصيرة تشبه صرخة صامتة، وتجعل القارئ شريكًا في الألم والتأمل.



ومضات زينة حمود :جماليات الكتابة (الإيحاء والدهشة) والتجريب

يأتي ديوان زينة حمود في سياق تجديدي يضع الومضة في مقدمة الأشكال الشعرية القادرة على تمثيل حساسية الإنسان المعاصر: إنسان يركض في زمن سريع، ويحتاج إلى نصّ يلتقطه بقبضة ضوء، لا بخطاب طويل.
إن الومضة عند زينة حمود ليست مجرّد نصوص قصيرة، هي مناطِق اشتعال، شرارات لغوية تفتح أفقًا رحبًا داخل مساحة ضيقة، وتجعل القارئ شريكًا كاملًا في عملية إنتاج المعنى.

أولًا: الومضة بوصفها كتابة إيحائية:
الخاصية الأولى التي تتأسس عليها تجربة حمود هي قوة الإيحاء.
فالنص الوجيز عندها لا يشرح، ولا يعلّق، ولا يفسّر، وإنما يقدّم صورة أو حركة أو انفعالًا واحدًا، ثم يترك القارئ في فضاء تأويلي واسع.
في ومضاتها نقرأ:
سنابل مضيئة تعجّ في المكان… البحر شاهد
خرائط الكون تبحث عنك
لو الأرض تكلمت لبكت المرايا من هول الظل
هذه النصوص لا تُغلق المعنى، وإنما تفتحه، والإيحاء هنا ليس تجميلًا لغويًا، بل تقنية معرفية تجعل النص أكبر من حجمه وأعمق من لغته.
وهذا ما يمنح الومضة قيمة جمالية واضحة: كل كلمة مؤشّر، وكل صورة عتبة لمعنى آخر.

ثانيًا: الومضة بوصفها كتابة دهشة
تقوم ومضات زينة حمود على دهشة مكثّفة، تتشكّل عبر:
1. المفارقة:
يحلمون بالعبور… وهم مقيدون بسلاسل العودة.

2. الانزياح الدلالي:
صراخ الروح يفتت الجسد.

3. قلب العلاقات المألوفة:
أياد مكبّلة بأذكار المسبحة… وأخرى تخنقها سلاسل من ذهب.
الدهشة هنا ليست صدمة جمالية فقط، بل صدمة معرفية، تنقل القارئ من الواقع المباشر إلى بنية رمزية تجعله يتوقف ويفكّر ويعيد النظر في الأشياء.

ثالثًا: جماليات التجريب:
تُعدّ الومضة شكلًا يسمح بالتجريب، وزينة حمود توظّف هذا الانفتاح عبر:
كسر منطق الجملة التقليدية واستبداله بنظام طاقي، حيث كل كلمة تعمل كمركز توتّر.
- تفكيك العلاقات بين الروح والجسد:
صراخ الروح — تفتيت الجسد — تابوت الأنا

- تفكيك الرموز الاجتماعية والدينية:
المسبحة تتحوّل من طقسية روحية إلى قيد، والذهب من رمز الرفاه إلى أداة خنق.
هذه النزعة التجريبية تمنح الومضة بعدًا جماليًا حداثيًا، يتجاوز حدود الرسالة إلى بناء رؤية شعرية كاملة.

رابعًا: الومضة كمساحة للصراع الإنساني
تتوزّع الصور في الديوان بين:
ضوء/ظلام
عبور/عودة
روح/جسد
شراهة الفقر/تخمة اللامبالاة
الكون/الوحدة
هذا التنوع يكشف عن وعي وجودي في تجربة حمود.
فالشاعرة تستحضر الإنسان في أضعف لحظاته وأكثرها صدقًا:
حين ينظر إلى طفل شريد يمضغ كسرة خبز،
حين تُكبّله أذكار لا تُنقذه،
حين يحلم وهو مربوط إلى سلاسل العودة.
الومضة هنا تتحول إلى مرآة مشطّرة، تعكس هشاشة الإنسان، ولا تترك له سوى مساحة الإحساس بالمعنى عبر المفارقة والصدمة.

خامسًا: موسيقى الومضة
رغم القصر، تنجح زينة حمود في خلق موسيقى داخلية تعتمد على:
- التوازن بين الجمل
- تكرار البنية الإيقاعية (يفتت – يشيع / يحلمون – مقيدون)
- صوت الحرف
- الإيقاع النفسي
هذه الموسيقى ليست ظاهرية، بل إيقاع داخلي يتولّد من توتر الصورة.

سادسًا: خلاصة الجماليات: بين الإيحاء والدهشة
يمكن تلخيص خصوصية تجربتها الجمالية في نقطتين:
1. الإيحاء
النص عندها لا يقول، بل يلمّح؛ لا يصف، بل يفتح؛ لا يُغلق، بل يترك القارئ أمام باب يتسع كلما قلّ الكلام.
2. الدهشة
ومضاتها تعمل كضوء خاطف يكشف ما لا نراه عادة.
فجمالية الدهشة هي مفتاح أسلوبها، وهي ما يجعل الومضة عندها أداة كشف لا مجرد قصيدة قصيرة.

ديوان زينة حمود يقدّم نموذجًا ناضجًا لشعر الومضة،
نموذجًا يعتمد على اقتصاد اللغة، وثراء الصورة، وعمق الإيحاء، وفلسفة الدهشة.
هذه النصوص تُقرأ بسرعة، لكن أثرها يبقى طويلًا،
وهو ما يجعل تجربة حمود واحدة من التجارب التي أحيت الومضة العربية ومنحتها أفقًا جديدًا للتجريب والحساسية الفنية.



التجربة الإبداعية للشاعرة زينة حمود
تتكشّف التجربة الإبداعية للشاعرة زينة حمود عبر مجموعة من الومضات القصيرة التي تمتلك قدرة عالية على الإيحاء، وملامسة الوجدان، وتخليق المعنى من أقل عدد ممكن من الكلمات. هذه التجربة لا تتأسّس على الشعر بوصفه زخرفة لغوية، بل بوصفه حركة وجودية، وصرخة داخلية، واحتجاجًا رمزيًا على العالم.
تبدو الشاعرة في جميع نصوصها كمن تكتب من حافة الوجع؛ وجع الإنسان، ووجع الروح، ووجع الحرية المجهضة، ووجع الانكسار الوجودي. ومن خلال التحليل الذرائعي للمجموعة، يظهر بوضوح أن حمود تنتمي إلى مدرسة الوميض ذات الحمولة الدلالية العالية والتوتر اللغوي، حيث تتخذ الكلمة وظيفة انفجارية تفتح أبوابًا واسعة رغم قصر المساحة.

1. الشاعرة بين الروح والجسد: صراع داخلي مستمر
في العديد من الومضات، تبرز فكرة الازدواجية النفسية:
صراخ الروح يفتت الجسد…
عبء ثقيل كزجاجة فارغة من أبجدية العمر…
هذه الومضات تكشف قلقًا داخليًا، حيث تتحول الروح إلى كائن مضطرب، والجسد إلى مادة هشة.
التجربة هنا ليست تعبيرًا عن ألم سطحي، بل عن معركة وجودية تعيد تعريف الذات أمام جدار الحياة.

2. نقد اجتماعي عميق: بين تدين مظهري وخنق مادي
تستخدم الكاتبة الرموز الاجتماعية والدينية بكثافة:
أيادٍ مكبلة بأذكار المسبحة… وأخرى تخنقها سلاسل من ذهب.
هنا يتجلّى موقف أخلاقي واضح:
ليس الدين بذاته ولا الذهب بذاته هما المشكلة، بل تحول الرموز إلى قيود.
تُعرّي حمود الازدواجية الأخلاقية، وتكشف هشاشة إنسان يعيش بين زيفين:
تقوى مزيفة، وثراء خانق.

3. رؤية إنسانية تُدين القهر والفقر
تظهر الشاعرة منحازة إلى الإنسان البسيط، المنكسر، المقموع:
في يده رغيف… عيناه على كسرة خبز يمضغها طفل شريد.
اللقطة هنا سينمائية، لكنها موجوعة، تُبرز انحيازًا أخلاقيًا نحو المهمشين.
تفضح البنية الطبقية، وتعيد الاعتبار للجوع كجرح وجودي وليس اقتصاديًا فقط.
4. الوجود والكون: بحث حائر عن معنى
تتسع الرؤية في بعض الومضات نحو أفق كوني:
خرائط الكون تبحث عنك.
هذا انزياح ميتافيزيقي يعبّر عن قلق وجودي، وحالة من البحث عن إنسان غائب، أو معنى مفقود.
الكون هنا ليس فضاءً، بل مرايا للبحث الداخلي.

5. صورة الليل والظل: شعرية العمق والاختفاء
تتكرر ثنائية الليل/الظل في الومضات:
الليل يعبث بفجرهم… وحده الظل يعبث بخفة الغيم.
لو أن الأرض تكلمت… لبكت المرايا من هول الظل.
هذه الصور تكشف عن قدرة عالية على التضاد الضوئي، واستخدام الظل كرمز للكبت، والقهر، والسر المظلم.
إنها كتابة تعتمد العتبة المظلمة كممر إلى الضوء.

6. الذاكرة، الحنين، والعودة القسرية
أحد المحاور المركزية في تجربة حمود هو الحلم الممنوع:
يحلمون بالعبور وهم مقيدون بسلاسل العودة.
تحضر هنا ثيمة العودة القسرية بوصفها قدرًا اجتماعيًا ونفسيًا.
الكاتبة تدين كل سلطة—ملموسة أو رمزية—تمنع الإنسان من العبور نحو الحرية.

7. جماليات الومضة: تكثيف، مفارقة، وصدمة دلالية
تتميز تجربة زينة حمود بجملة خصائص أسلوبية واضحة:
1. اقتصاد لغوي شديد
2. مجاز مركّز يفتح طبقات معنى
3. مفارقة حادة تُحدث الصدمة الشعرية
4. صورة تنهض على التضاد (نور/ظل، عبور/عودة، روح/جسد)
5. إيقاع داخلي رغم غياب الوزن التقليدي
هذا يمنح نصوصها قدرة على الدخول المباشر إلى الوجدان.

8. المشترك البنيوي بين جميع الومضات
من خلال التحليل الذرائعي الكامل، يمكن القول إن تجربة حمود تقوم على ثلاثة أعمدة ثابتة:
أولًا: حساسية وجودية عالية
الروح تحضر أكثر من الجسد، والوجع أكثر من الطمأنينة.
ثانيًا: موقف أخلاقي ناقد
النص ليس جماليًا فقط، بل يحمل رسالة:
ضد الفقر، ضد الزيف، ضد القهر، ضد السلاسل.
ثالثًا: شعرية الضوء والظل
الومضات مكتوبة من منطقة عتمة، لكنها تسعى نحو إبصار الحقيقة.
إن تجربة زينة حمود في الومضة الشعرية تجربة ناضجة، متماسكة، تتسم بقدرة على تحويل الوجع الجمعي والذاتي إلى لغة خاطفة، وصور صاعقة، ومعنى مفتوح لا ينتهي عند السطر.
هي شاعرة تكتب من بئر داخلية عميقة، لكنها ترفع ماءها إلى القارئ في شكل شرارات مضيئة.
تجربتها لا تقوم على سرد أو خطاب مباشر، بل على اقتصاد لغوي مكثّف يجعل من المفردة الواحدة كونًا صغيرًا يشتعل في اللحظة التي يُقرأ فيها.
ومضاتها ليست مجرد نصوص قصيرة، وإنما مواقف وجودية وأخلاقية وفلسفية مكتوبة بمشرط حساس، وببصيرة تعرف أن الشعر الحقيقي لا يُطيل، بل يضيء.
لقد استطاعت زينة حمود، عبر هذه الومضات، أن تقدّم خطابًا شعريًا يوازن بين الذات والآخر، الروح والجسد، الحلم والعودة القسرية، الضوء والظل. فهي تكتب من مكان داخلي متهدّج، لكنها تمنح النصوص قدرة على التماس مع القارئ في مستويات عديدة: نفسية وجمالية وأخلاقية.
ومهما اختلفت موضوعات الومضات، يبقى خيطها الناظم واحدًا: الإنسان وهو يحاول أن يعبر نحو حياة أخرى، لكنه يظل محاطًا بسلاسل من نوع جديد.
وهذا ما يمنح تجربة الشاعرة قوتها، ويجعل نصوصها تنتمي إلى شعر الومضة الراسخ في رؤيته، العميق في أثره، والممتد في حسّه الإنساني.
وبذلك تُختتم الدراسة باستنتاج أساسي:
إن زينة حمود لا تكتب ومضات قصيرة فحسب، بل تكتب حقيقة إنسانية مكثّفة، قادرة على البقاء الطويل في الذاكرة بوصفها إشارات مضيئة على طريقٍ مظلم يحتاج إلى هذا النوع من الشعر كي يُرى.
هذه التجربة تؤكد أن زينة حمود شاعرة تمتلك عينًا نافذة، وروحًا مجروحة، وحسًا أخلاقيًا عاليًا يجعل نصوصها تنتمي إلى الشعر العميق، لا الشعر العابر.

#دعبيرخالديحيي مرسين- تركيا 10 ديسمبر 2025






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ندبة الجمال والغياب: دراسة ذرائعية في الدلالات الوجودية والج ...
- من الظلام إلى النور: دراسة ذرائعية في البنية النفسية-السلوكي ...


المزيد.....




- زهرة الصحراء.. أيقونة في قطر تلهم الفنانين للحفاظ على تراث ا ...
- بطل الخيال العلمي -باك روجرز-.. وفاة الممثل الأمريكي غيل جير ...
- جوائز الأوسكار ستنتقل من البث التلفزيوني التقليدي إلى يوتيوب ...
- فنان هولندي يفوز بجائزة الكاريكاتير الأوروبي عن عمل ينتقد ال ...
- منظمة مغربية تطالب بتمكين اللغة العربية ووضع حد لتغول الفرنس ...
- 4 أفلام عربية من بينها العراقي كعكة الرئيس مرشحة لجائزة الأو ...
- حريق مفتعل أم قضاء وقدر؟ جدل حول وفاة الفنانة المصرية نيفين ...
- -صوت هند رجب- يمضي لمسافة أبعد في منافسات جوائز الأوسكار الـ ...
- -صوت هند رجب- و3 أفلام عربية أخرى تقتحم سباق الأوسكار
- الأوسكار في دورته الـ98.. قائمة بأبرز الأفلام المرشحة لنيل ا ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عببر خالد يحيي - الومضة الشعرية – جماليات الكتابة وثراء الدلالة والتجريب : مقاربة ذرائعية / سنبلات مضيئة/ للشاعرة اللبنانية زينة حمود أنموذجًا بقلم الناقدة السورية د. عبير خالد يحيي