محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 20:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بشن غارات وهجمات هنا وهناك لمحاربة كما تزعم تنظيم "داعش" الإرهابي. ولكنها تتجاهل كونها الدولة الأولى في العالم التي اوجدت وخلقت ودعمت بقوة معظم التنظيمات الإرهابية المتطرفة، خصوصا في منظقة الشرق الأوسط، وبعض الدول الاسيوية. لكن في نفس الوقت امريكا تقوم بأعمال لو قامت بها دولة أخرى لصنفتها واشنطن على أنها اعمال إرهابية. والأمثلة أمامنا كثيرة ومنها احتجاز ناقلات النفط الفنزويلية بعمليات قرصنة واضحة واجرامية. لا ينبغي أن تقوم بها دولة عظمى مهما كانت الأسباب. ولكن أمريكا تدعي أن لها الحق, لأنها أمريكا ولا شيء آخر، بتوجيه الاتهامات إلى من لا يعجبها وتوزيع شهادات حسن سلوك لمن يركع أمامها ويخضع لارادتها. وهي الدولة الوحيدة تقريبا التي تفرض عقوبات ضد الآخرين متبعة سياسة استعمارية عنصرية اتخذت من البلطچة وسيلة لبث الرعب وتخويف الدول وزعزعة استقرارها.
والاسوء من كل هذا أن أمريكا تسعى دائما لايجاد عدو. ولا يهم ماذا فعل او ماذا سيفعل في المستقبل. وعادة ما تهاجم الدول الصغيرة أو الفقيرة الرافضة لسياستها الإرهابية. وفنزويلا ليست الدولة الأولى التي تناصبها أمريكا العداء. وليس الثروات النفطية فقط، التي تسعى إليها واشنطن، بل هناك أمر "عقاب" صادر عن دويلة اسرائيل ضد أية دولة ادانت وشجبت واتهمت حكام تل أبيب بالإبادة الجماعية وبجرائم ضد الإنسانية في غزة.
أمريكا تريد أن تعلم العالم على احترام القانون الدولي واتباع السبل الديمقراطية في العمل السياسي ونبذ العنف والتطرف في التعامل بين الأمم. لكنها، شأن الكيان الصهيوني، لا تلتزم بالمعاهدات أو بالقانون الدولي أو بالاعراف الدبلوماسية المعمول بها. وتعتبر نفسها ومعها دويلة اسرائيل، فوق الجميع. بل وضد الجميع في الكثير من الحالات ا
متى تدرك أمريكا ان العقوبات الأحادية الجانب خرق صارخ للقانون الدولي وانتهاك سافر لسيادة الدول وتدخل ارهابي فاضح في شؤون الاخرين؟ ومتى تدرك أمريكا ان عقوباتها تلحق الأذى بملايين الناس دون أن يكون لهم ذنب في ما يقوم به السياسيون والحكام؟ ومتى تدرك أمريكا ان ماهو حلال عليها يجب أن يكون حلالا على سواها. ولا يمكن اتهام الناس بشكل تعسفي وتحويلهم إلى أعداء ووصفهم بالاشرار أو بالارهاببين. ولا ننسى أن إرهاب الدولة هو أكثر اشكال الإرهاب تطرفا وعنفا وقسوة، خصوصا اذا كانت هذه الدولة "عظمى" واسمها الولايات المتحدة الأمريكية...
#محمد_حمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟