أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (11) والأخيرة خلاصات















المزيد.....

ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (11) والأخيرة خلاصات


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8563 - 2025 / 12 / 21 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بريطانيا صاحبة الدور الرئيس في رسم حدود دول الحاضر العربية، ويشمل ذلك إنشاء إمارة شرق الأردن. وظلت تنفق على الإمارة حتى منتصف خمسينيات القرن الفارط. وعندما تعرض النظام الحاكم في الإمارة إلى أكبر تحدٍّ وجودي تمثل بثورة البلقاء واقامة الدولة الماجدية سنة 1923، كان لبريطانيا الفعل الحاسم في إخمادها وانقاذه.
من آكد الأمور أن لبريطانيا مصالحها الخاصة، وللغرب الاستعماري، الذي كانت تشغل مكانة مركزية بين دوله، مصالحه. وكل ما أقدمت عليه وفعلته لا ريب تغيَّا خدمة هذه المصالح، وبشكل خاص زرع الكيان الصهيوني في فلسطين.
كما نقرأ في هذا الكتاب، فإن الكثير من مشكلات الدولة الأردنية على صُعُدِ الأسباب والأعراض والتبعات هي هي وما تزال، منذ تأسيس الإمارة وحتى يوم الناس هذا.
أزمة مالية ملتهبة، كان سببها الرئيس في الفترة التي يتناولها الكتاب اسراف الأمير عبدالله وتبذيره وانفاقه على الذين استقدمهم معه من الحجاز، حسب معلومات موثقة أوردها المؤلف في صفحات عدة. وفي التمويه على ذلك كان يُقال ما يتردد اليوم عن ضعف امكانات الدولة وقلة مواردها. بهذا الخصوص، يسترعي الانتباه ما أورده المؤلف في أكثر من صفحة على لسان كبير المعتمدين البريطانيين في الأردن، جون فيلبي، ومفاده أن الأردن ليس فقير الموارد وبمستطاعه الاعتماد على الذات في حال وجود رقابة على المال العام وسلطة تشريعية منتخبة تُراقب وتُحاسب. ونحن نعتقد أن ما قاله فيلبي في الأمس صحيح، وليس لدينا ما يجعلنا نشكك بصحته اليوم.
ولقد كَتَبَ القَدَر البريطاني السايكسبيكوي على الأردن أن يعيش على المساعدات الخارجية وجيب المواطن. منذ نشأة الإمارة، هناك دولة عظمى تقدم مساعدات، في الأمس بريطانيا، واليوم بلاد تاجر العقارات "أبو إيفانكا". أما الضرائب، فمشكلةٌ مزمنة أيضًا ونازلةٌ حطت على رؤوس الأردنيين منذ تشكيل أول حكومة في تاريخ الأردن يوم 11 نيسان 1921 وحتى يوم الناس هذا. وبالمناسبة، فإنها، أي الضرائب، أحد الأسباب الرئيسة لثورة البلقاء بقيادة الشيخ سلطان العدوان على ما أنف بيانه، وكما هو مثبت في الكتاب.
أظننا ذكرنا قبل قليل ثورة البلقاء، وقلنا قبلًا إنها أكبر تحدٍّ وجودي واجه النظام. وما كان بإمكان هذا الأخير مواجهتها، كما ثبت بأدلة قاطعة يوردها المؤلف موثقة في الزمان والمكان، خلال جولتها الأولى، لولا تدخل بريطانيا الحاسم في جولتها الثانية. ثورة البلقاء عام 1923 وقبلها حركة الشريدة عام 1922، حدثان محفوران في تاريخ الأردن، وبذلك فإنهما يقعان في صميم السردية الأردنية الحقيقية. أما أحد أهم شعارات ثورة البلقاء، ونعني "الأردن للأردنيين"، فلا يعني البتة أن الأردنيين يضمرون شرًّا لأي شقيق. فهذا ليس ديدنهم، كما برهنوا بالقول والفعل عبر العقود، بل هو تعبير عن شعورهم بأنهم مُبعدون عن حكم بلدهم وبأن مقاليد السلطة بيد غرباء ليسوا أردنيين. ويورد المؤلف عشرات الأدلة الدالَّة على ذلك، ومنها كلام وُجِّه الى الأمير عبدالله مباشرة في مواقف معينة. ونحن نعتقد أن شعورًا كهذا مفهوم ومُتفهّم، في ضوء الحقيقة المقطوع بها المتعلقة بحق كل شعب أن يحكم دولته.
هذا الشعار لا يطيقه النظام، لأنه يُذَكِّرَه بما يكره سماعه، من جهة، ولأن المكون الشرق أردني على وجه التحديد، هو الوحيد المبرر له رفعه، لأسباب ليس بينها على الإطلاق التعصب والشوفينية، كما سبق لنا القول.
في السياق، خلال أزمنة معينة راج انطباع بأن النظام يحابي الشرق أردنيين، وهذا غير صحيح. النظام مثل أي نظام عربي، لا يحابي أي مكون على حساب آخر، ولا يهمه في علاقاته مع المكونات كلها إلا ما يخدم مصالحه، وأولها استمرار حُكمه. هذا ينقلنا الى موضوع يتوقف عنده المؤلف كثيرًا، وهو المطالب الشعبية، المتعلقة بالاصلاح خاصة. يورد المؤلف من الأدلة الكثير بخصوص مراوغة النظام منذ السنوات الأولى بعد نشأة الامارة، وتهربه من تلبية هذه المطالب الا اذا أحس بضغط شعبي قد يتطور الى ما لا يعجبه ولا يتمناه.
يذكر المؤلف رفض الأمير عبدالله تشكيل مجلس تشريعي (نيابي) خشية تقييد سلطته، حتى بعد أن بدأت بريطانيا تطالبه بذلك ليس حبًّا بالأردنيين، ولكن لإضفاء نوع من الشرعية الشعبية على المعاهدة الأردنية البريطانية سنة 1928. وعليه، ليس مصادفة أن يتشكل أول مجلس تشريعي في تاريخ الأردن في ذلك العام، بضغط شعبي وبرغبة بريطانيا يا للمفارقة !
ولا نرى أن الأمور تغيرت اليوم كثيرًا، وبشكل خاص على صعيد اشراك الأردنيين في ادارة بلدهم، بدليل تزوير الانتخابات باعتراف الجهات المُزَوِّرة نفسها وبعض رجالات السلطة الحاكمة. ففي مقدمات أولويات النظام، ممارسة سلطاته المطلقة بلا رقيب ومن دون حسيب.
يتوقف المؤلف كثيرًا عند أساليب الحُكم في التعامل مع المعارضة والمعارضين بعد ثورة البلقاء خاصة. هنا، تحضر نصيحة قدمها الحسين بن علي لنجله الأمير عبدالله بعد الثورة، يذكرها المؤلف صفحة 360 إذ قال له: "العَدوان لا تِبْعِدهم ولا تْقَرِّبْهم". المقصود قبيلة العدوان الكريمة، الذين تزعم الثورة شيخهم وشيخ مشايخ البلقاء حينها سلطان بن عدوان. ونعتقد أن أسلوب التعامل القابع في هذه المعادلة ما يزال متبعًا حتى اليوم. فالنظام لا يقطع شعرة معاوية حتى ما ألد أعدائه ومعارضيه، وقد حقق نجاحات مهمة في هذا الجانب على صعيد استمالة الكثيرين من المعارضين ومنهم من حُكم عليه بالإعدام ذات زمن. في السياق ذاته، يضيء المؤلف على أساليب التعامل مع المشاركين في ثورة البلقاء قبل وصول الأمور الى الصدام المسلح مع بريطانيا والنظام، وبعد ذلك. ومنها شق الصفوف، والأُعطيات، وافتعال الحساسيات وبذر بذور عدم الثقة بين شيوخ القبائل والعشائر، ناهيك بالوعود وتوزيع الألقاب. بخصوص ذلك، يُنسب لشاعر الأردن، مصطفى وهبي التل (عِرار) قول لافت ومعبر يستحضره المؤلف صفحة 359: "الألقاب في شرق الأردن بيادر، وكلمة أفندي مبتذلة، وهي مِثل التبن والقَصَل. ولا تكاد تسمع في شرقي الأردن، إلا كلمة باشا وبيك، وبعض الباشوات مثل دِقة وزعتر".
كي لا نطيل، ونظن أنه آن لنا ان نختم، فنقول: لو استجد في الأردن ما يستدعي أن نقلب هذه الصفحة، وفتح صفحة جديدة وطُلب إلينا أن نكتب أول سطر فيها، فماذا عسانا أن نقول؟
الجواب من دون تردد: الدنيا تغيرت، والتغيير هو الثابت الوحيد في الحياة. لا شرعية بمعايير القرن الحادي والعشرين،
إلا لصناديق الإقتراع والإنجاز.
السلام عليكم.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (10) صدام مسلح مع الإنجل ...
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (9) برنامج الثورة وانطلا ...
- لعبة الأمم (4) عهد جديد في مصر وقيادة مختلفة
- لعبة الأمم (3) دروس وعِبر لمن يريد أن يقرأ ويفهم ما يقرأ ويت ...
- لعبة الأمم (2) انقلاب حسني الزعيم من اعدادنا وتخطيطنا !
- لعبة الأمم (1) لا مجال للأخلاق في السياسات الخارجية الأميركي ...
- منطقتنا لن تقبل الكيان اللقيط يا سيادة المستشار
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (8) أسباب الثورة
- مصر العربية أم الفرعونية؟! (3) وأخيرة
- الفلسفة في مواجهة التطرف
- مصر العربية أم الفرعونية؟!(2)
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (7) احتقانات واجتماعات و ...
- مصر العربية أم الفرعونية؟! (1 )
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (6) ارهاصات سبقت الثورة
- لماذا يندفع البرتقالي لوقف الحرب في أوكرانيا !
- وليس بعد الفَسْحَلَة غير الاستباحة !
- زيلينسكي يتهيأ لتجرع سُم الهزيمة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (5) خَطِيِّة الناس برقبت ...
- أحمر حمار في الغابة/ قصة قصيرة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (4) هل توافقون على إقامة ...


المزيد.....




- صندوق مفاجأة دمية -لابوبو- يبرز أيضا ضمن صيحات هدايا عيد الم ...
- ضاحي خلفان يكشف عن 3 أسباب لفشل الوحدة العربية ونجاحها في ال ...
- كيف يؤثر التأمل علي دماغك ويحمي صحتك النفسية؟
- جرائم إبستين ـ اختفاء وثائق وملفات يهز وزارة العدل الأمريكية ...
- شرطة تايوان تنفي الدوافع الإرهابية عن هجوم مترو تايبيه
- قصة -الملثم خالد- الشاب الذي كان -مفتاح النصر- لحلب
- 10 قتلى بنيران مسيرة استهدفت سوقا بولاية شمال دارفور
- مقتل 3 بقصف إسرائيلي شرقي مدينة غزة.. واقتحامات في الضفة
- البرادعي: صراعات عالمنا العربي كانت بين الأنظمة والآن الكارث ...
- خارجية سوريا تعقب ببيان عن جهود محاربة داعش وتعزي ضحايا الهج ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (11) والأخيرة خلاصات