أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (9) برنامج الثورة وانطلاق مرحلتها الأولى














المزيد.....

ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (9) برنامج الثورة وانطلاق مرحلتها الأولى


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8560 - 2025 / 12 / 18 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صيغ البرنامج الوطني للثورة من قِبَلِ زعامة البلقاء والمثقفين الأردنيين، وتضمن المبادئ التالية:
-إنشاء مجلس نيابي.
-إخراج الغرباء من البلاد، لا سيما الذين دأبوا على زرع الفساد منهم.
-اسناد الوظائف الكبرى والصغرى إلى أبناء البلاد، إلا التي
يرى المجلس ضرورة استخدام غريب فيها.
-تخفيض الرواتب تخفيضًا عامًّا.
-وقف رواتب بعض الشيوخ، ومنهم مثقال الفايز وسلطان العدوان وغيرهما.
-اعفاء أبناء المنطقة من الضرائب العشرية المتأخرة من سنوات (1918- 1922).
-تحسين أحوال البلاد المالية، وفرض الضرائب على جميع الأهالي بالتساوي خلافًا لما هو حاصل.
-أن يصادر مبلغ الخمسة عشر ألف دينار التي تقررت لملاحقة حملة الوهابيين، ولا تُصرف لبني صخر.
عندما يئس أهل البلقاء بسبب تعنت الأمير عبدالله ومماطلاته المستمرة في تحقيق مطالبهم، تنادوا إلى عقد مؤتمر في الثاني من أيلول 1923 في منطقة مرج عيشة في حسبان، وكلف الشيخ سلطان العدوان ولده الشيخ ماجد بالترتيب للمؤتمر. وشملت الدعوة زعماء عشائر عرب البلقاء جميعًا، وعشائر بني حسن، والعجارمة، والدعجة، وبني حميدة، وعباد، وأهالي السلط ومادبا وعمان. وحضر الاجتماع بعض شيوخ بني صخر، وعدد من المثقفين والناشطين السياسيين. تداول المجتمعون أوضاع الإمارة، وما آلت اليه أحوالها، واتفقوا على صيغة تحالف عام يتبنى مطالبه ويقوده الشيخ سلطان العدوان، وأقسموا جميعًا على القرآن والسيف بالإخلاص لهذا الحلف، وزعيمه، وثباتهم عليه، حتى لو أدى بهم الأمر إلى القيام بثورة عامة.
وقال الشيخ سلطان خلال المؤتمر:"إن الأشراف يريدون أن يخربوا البلاد باكرًا، وعلينا أن نردهم مباشرة إلى الحجاز من حيث جاؤوا".
وفي اليوم التالي، دخل الشيخ سلطان العدوان مع الجموع المتظاهرة عمَّان وهم ينشدون الأناشيد الوطنية، ووصل مخيم الأمير في رابية ماركا. سيطروا على مقر الأمير دون أي مقاومة، واستولوا على الدبابتين الوحيدتين وعلى العسكر وهم قليلون، وكان الأمير في خيمته، فدخل عليه الشيخ سلطان وولده الشيخ ماجد. دخل رجلان من العدوان، وربط كل منهما فرسه بالعمود الأوسط لخيمة الأمير، فقال أحد حرس الأمير لأحدهما: "يا رجل كيف تربط فرسك هنا". فرد عليه الفارس المعني: "امش، يلعن أبوك كلب...وين أربطها؟". وكان الأمير ينصت للتلعين، ولا يستطيع الرد. الفارس المعني، هو شبيب شلاش العدوان، ويذكر أنه عندما دخل خيمة الأمير عبدالله على ظهر فرسه ضرب بسيفه شقاقها وحبالها، وقطع غطاء مدخلها. أما جريبع (أحد عبيد الشيخ ماجد) فرفع السيف فوق رأس الأمير يعتزم قتله، إلا أن الشيخ ماجد منعه من ذلك. ويستحضر المؤلف روايات تؤكد أن جريبع أجبر الأمير عبدالله وولديه طلال ونايف على الجثو على ركبهم، ثم سحب سيفه يريد قطع رؤوسهم لولا أن منعه الشيخ ماجد من ذلك.
قال الأمير عبدالله للشيخ سلطان: ليه تبوق (تغدر) فيَّ يا ابن عدوان؟
فقال الشيخ سلطان: "ما اقصدك أنت وإنما أقصد الذين تقدمهم علينا في البلاد".
فرد الأمير: "أنت أبو البلاد هذه، وأنت أبونا العموم".
فقال الشيخ سلطان: "نحن لا نريد منكم الحكم ولا السلطة لكن لنا حقوقنا، نحن نطالب بحقوق البلاد والعباد".
فقال الأمير له: "كل أوامركم مجابة".
واستطرد الأمير: "امنحني بعض الوقت لأنفذ أوامرك وسأعطيك يومًا أزورك فيه بحسبان، وسوف ألبي لك كل ما تريده".
سأل الشيخ سلطان: "وأي يوم ستأتي؟".
فقال الأمير: "يومًا من بحر الأسبوع القادم".
وذكر أحد الرواة، بحسب المؤلف، أن العبد جريبع أخبرهم أن الأمير عبدالله قال للشيخ ماجد العدوان: "يا أبو حمدو اللي تريده سوف يحصل". فرد عليه الشيخ ماجد: "أتعبت نفسك قبل الإمارة، أحس همك بكسب قوت غيرك". وعندما لاحظ الأمير أن الشيخ ماجد كان غاضبًا وعيناه تقدحان شررًا قال له: "أسويك شيخ مشايخ لنا جميعًا، إذا ذبحت ما تنحبس. وطلبك مُجاب واللي بدك إياه يحصل، تُخرج من تريد من السجن بعفو منا، ولك كرسي بالمجلس التشريعي بدون تصويت تحصل عليه".
فرد عليه الشيخ ماجد:"إذا ما تنفذ مطالبنا اركب البعير الأجرب اللي جيت عليه من الحجاز وارجع لحجازك اللي طردك منها ابن سعود، مالك عندنا بلاد". بعد ذلك، خرج الشيخ سلطان وجماعته من خيمة الأمير عبدالله بعد أن رضي بالوعد الذي قطعه الأمير على نفسه بتنفيذ مطالبهم. وأمر الشيخ سلطان رجاله بفك الحصار الذي فرضه على المقر الأميري، ودعاهم إلى مغادرته دون أي أذى.
ويذكر عودة القسوس أن الأمير اتفق مع الشيخ سلطان على أن يزوره يوم السبت 8 أيلول 1923 في مخيمه الذي أقامه في حسبان. (يتبع).



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة الأمم (4) عهد جديد في مصر وقيادة مختلفة
- لعبة الأمم (3) دروس وعِبر لمن يريد أن يقرأ ويفهم ما يقرأ ويت ...
- لعبة الأمم (2) انقلاب حسني الزعيم من اعدادنا وتخطيطنا !
- لعبة الأمم (1) لا مجال للأخلاق في السياسات الخارجية الأميركي ...
- منطقتنا لن تقبل الكيان اللقيط يا سيادة المستشار
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (8) أسباب الثورة
- مصر العربية أم الفرعونية؟! (3) وأخيرة
- الفلسفة في مواجهة التطرف
- مصر العربية أم الفرعونية؟!(2)
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (7) احتقانات واجتماعات و ...
- مصر العربية أم الفرعونية؟! (1 )
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (6) ارهاصات سبقت الثورة
- لماذا يندفع البرتقالي لوقف الحرب في أوكرانيا !
- وليس بعد الفَسْحَلَة غير الاستباحة !
- زيلينسكي يتهيأ لتجرع سُم الهزيمة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (5) خَطِيِّة الناس برقبت ...
- أحمر حمار في الغابة/ قصة قصيرة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (4) هل توافقون على إقامة ...
- وهم حوار الأديان!
- أقدم مخطوطات القرآن الكريم


المزيد.....




- مصر: خطة حكومية لمعالجة ظاهرة -الكلاب الضالة- التي يُقدر عدد ...
- آلاف المحتجّين في ليتوانيا يرفضون تعديلات قانون هيئة الإذاعة ...
- -لمواجهة التهديدات-.. ألمانيا تقرّ حزمة تسليح قياسية بقيمة 5 ...
- غوتيريش يحذر من تعميق الانقسامات باليمن بعد تحرك الانتقالي ا ...
- آسفي: طوفان نوليبرالي
- أوكرانيا : كيف تستخدم الأصول الروسية ؟
- الربيع العربي : ما هي حصيلتته ؟
- هل تملك أوروبا القدرة على ردع روسيا؟
- هل يهدف التصعيد الأميركي لضرب فنزويلا أم للتفاوض معها؟
- -ما وراء الخبر- يناقش أهداف وتداعيات التصعيد الأميركي تجاه ف ...


المزيد.....

- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (9) برنامج الثورة وانطلاق مرحلتها الأولى