أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - لعبة الأمم (1) لا مجال للأخلاق في السياسات الخارجية الأميركية














المزيد.....

لعبة الأمم (1) لا مجال للأخلاق في السياسات الخارجية الأميركية


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8552 - 2025 / 12 / 10 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدر كتاب "لعبة الأمم" لمايلز كوبلاند، رجل الأعمال الأميركي والعضو المؤسس لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، سنة 1970. لكنه ما يزال يحتفظ بأهميته، لأكثر من سبب يتصدرها تضمينه ثوابت السياسة الخارجية الأميركية بعامة، وتجاه منطقتنا العربية بخاصة. ونرجح أن هذه الثوابت ما تزال هي هي مع تغييرات بسيطة أملتها التحولات والتغييرات التي شهدها العالم والمنطقة، خلال العقود الأخيرة، وهذا من طبائع الأمور في السياسة.
يسترعي النظر استهلال الكتاب بمقتطفات من محاضرة ألقاها زكريا محي الدين، نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة في ستينيات القرن الفارط، في الكلية العسكرية المصرية في أيار 1962. ومن هذه المقتطفات:"من السذاجة بمكان أن يُفسَّر أي تصريح رسمي حول السياسة الخارجية بصفاء النية وخلوص السَّريرة. فالمناورة شرط أساس لأي زعيم في اللعبة، فهو يُظهر ما لا يُبطن، ويقول شيئًا ويعني به شيئًا آخر". ويقول أيضًا: "الهدف المشترك لجميع اللاعبين في "لعبة الأمم"، هو رغبتهم في المحافظة عليها مستمرة دون توقف. ذلك أن توقفها لا يعني سوى شيء واحد، ألا وهو الحرب".
أما مترجم الكتاب إلى لغة الضاد، مروان خير، فيقول: "تعني عبارة "لعبة الأمم" ذاك النشاط الذي بدأته وزارة الخارجية الأميركية بغية وضع المخططات المناسبة، لبسط النفوذ الأميركي على العالم عن طريق الدبلوماسية والخداع بدل اللجوء إلى الحرب".
أما المؤلف، فيقر في تقديمه للكتاب بأن بلاده "تبقى مضطرة إلى سلوك مسالك جديدة لا تتورع فيها عن استخدام وسائل الغدر والخداع كلها حتى يذهب مواطنونا إلى أسرتهم ليلًا، وهم على يقين بأننا نقابل غدر خصومنا وخداعهم بمثله أو بأبشع منه". الخصوم المقصودين، يقف في طليعتهم الاتحاد السوفييتي السابق.
عن الكتاب ودور المؤلف في مصر خلال تلك الحقبة، نترك المجال له يُفصح، إذ يقول بهذا الشأن: "ولئن كان معظم هذا الكتاب يدور حول منطقة الشرق الأوسط عامة، والدولة المصرية خاصة، فإن مرد ذلك إلى بضعة عوامل، منها: أن هدف هذا الكتاب كهدف كلية إدارة الأعمال، في أية جامعة، عندما تقوم بتدريس تاريخ إحدى الشركات الناجحة لطلابها، كمثل حي على مادة إدارة الأعمال. ومنها أنه قد أُتيحت لي فرصة تمضية زمن لا بأس به، أمارس كثيرًا من تلك الأدوار المستترة بصفتي وسيطًا طارئًا لن يكون من المدعوين ثانية، وهذا هو ما يسمى بدبلوماسية ما وراء الكواليس. ولهذا النوع من الدبلوماسية أثر كبير، ظهر في سلوك حكام تلك المنطقة في علاقتهم بالغرب، وعلاقات الغرب معهم...". باختصار، مؤلف الكتاب كان في مصر والمنطقة رجل السي آي أيه المحترف، متخفيًّا بقناع الدبلوماسية.
القواعد والأسس المحددة لدور واشنطن وأهدافها في "اللعبة"، أي لعبة الأمم، يبدأها مايز كوبلاند بقاعدة "لا يمكنك أن تربح المباراة دون أن تكون لاعبًا ضمن الفريق".
بعد ذلك يبسط هذه القواعد والأسس، مبدوءة بتأكيده أن مفاهيم الخير والشر لا تحظى بأي اهتمام من لدن الأميركيين، فليس عندهم أخيار وأشرار، بل عندهم مصالح لها الأولوية على ما سواها، بما في ذلك الأخلاق. يقول كوبلاند بهذا الخصوص: "لقد اعتادت حكوماتنا على احترام استقلال الدول الافريقية والآسيوية إلى حد التغاضي في كثير من الأحيان عن السلوك الطائش لبعض حكامها ما دام ذلك لم يمس مصالحنا بسوء. أما اذا كان التزامنا بالمبادئ الأخلاقية سيؤدي إلى خسارة مصالحنا فإن موقفنا سيكون العكس، وستكون التضحية بدون شك، على حساب تلك المبادئ الأخلاقية وليست على حساب مصالحنا". ويؤكد كوبلاند أن واشنطن لا تتردد بإزاحة أيِّ حاكم في أيٍّ من البلدان الآسيوية والافريقية، إذا تبين لها أن وجوده يقف حجر عثرة في سبيل تنفيذ مخططاتها مهما كانت فداحة المخالفات الأخلاقية. ومن البديهي، كما يقول، أن يكون خليفة الحاكم المخلوع على استعداد تام للسير وفق الخط الذي يضمن مصالحنا هناك.
الوجه اللاأخلاقي في السياسة الخارجية الأميركية، ينسحب أيضًا على المعاهدات التي توقعها واشنطن. يقول كوبلاند: "إننا نبذل المستحيل لكتم نياتنا الحقيقية أو للتحايل على نصوص أية معاهدات وقعناها سابقًا إذا ما لمسنا أن ذلك يحقق لنا مآربنا ويوصلنا إلى غاياتنا، شريطة أن ننجح في هذا دون الوقوع في مآزق مُحرجة أو التورط في مواقف فاضحة".
ولا يخفي كوبلاند أن النفاق والخداع محددان رئيسان لسلوك أميركا في سياساتها الخارجية، أضف إلى ذلك استراتيجياتها ذات الوجهين الأخلاقي واللاأخلاقي. ويقول إن المثال الأبرز في تطبيقات هذا السلوك وتلك الاستراتيجيات، تلك الطريقة التي تعاملت بها أميركا مع الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر. ويرى أن قواعد لعبة الأمم، التي وضعتها السي آي أيه لم تنطبق على ما يسميه "النزاع المصري الأميركي" زمن عبدالناصر. فهذا النوع من النزاع بحسبه، يظهر فيه بوضوح لا ابهام فيه، تضارب المنافع، وإصرار كل طرف على تقديم مصالحه على الآخر، واتباع أكثر الوسائل حيلة ودهاء للوصول إلى الغايات والقيام بتضليل الآخر ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، وهذا ما دفعه إلى نشر كتابه "لعبة الأمم". (يتبع).



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطقتنا لن تقبل الكيان اللقيط يا سيادة المستشار
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (8) أسباب الثورة
- مصر العربية أم الفرعونية؟! (3) وأخيرة
- الفلسفة في مواجهة التطرف
- مصر العربية أم الفرعونية؟!(2)
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (7) احتقانات واجتماعات و ...
- مصر العربية أم الفرعونية؟! (1 )
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (6) ارهاصات سبقت الثورة
- لماذا يندفع البرتقالي لوقف الحرب في أوكرانيا !
- وليس بعد الفَسْحَلَة غير الاستباحة !
- زيلينسكي يتهيأ لتجرع سُم الهزيمة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (5) خَطِيِّة الناس برقبت ...
- أحمر حمار في الغابة/ قصة قصيرة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (4) هل توافقون على إقامة ...
- وهم حوار الأديان!
- أقدم مخطوطات القرآن الكريم
- هل يتجه عالمنا إلى الفوضى؟!
- الغنيمة
- المرأة العربية قبل الإسلام
- الأردنيون مسؤولون عن انحباس المطر !


المزيد.....




- روسيا تعلن وفاة سفيرها في كوريا الشمالية ألكسندر ماتسيغورا
- -جزر صخرية- تمتد وسط سهول السافانا الشاسعة بأنغولا.. ما سرها ...
- من السلطعون إلى الماريغوانا.. إحباط عملية تهريب غريبة بطائرة ...
- الإمارات تدعم بـ550 مليون دولار خطة الاستجابة الإنسانية لـUN ...
- لماذا تمتلك القطط قدرة عجيبة على التنبؤ بالطقس؟
- مباشر: أوكرانيا تستعد لطرح نسختها المعدلة من خطة السلام على ...
- المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو تغيب عن حفل تسلم جا ...
- أميركا تحقق في وفيات يشتبه بارتباطها بلقاحات كورونا
- الكونغرس يصوت اليوم لإلغاء عقوبات -قيصر- عن سوريا
- مقاتلتان أميركيتان تقتربان من أجواء فنزويلا بشكل غير مسبوق


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - لعبة الأمم (1) لا مجال للأخلاق في السياسات الخارجية الأميركية