أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (8) أسباب الثورة














المزيد.....

ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (8) أسباب الثورة


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8548 - 2025 / 12 / 6 - 09:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السبب الأول، تولي شؤون الحكم والإدارة في الإمارة شخصيات وافدة من خارج البلاد.
السبب الثاني الرئيس، سياسات الحُكم متمثلة بما يلي:
-محاباة بعض العشائر على حساب غيرها، كما حدث في تقريبه لبني صخر وعبَّاد الخصوم التقليديين لقبائل حلف البلقاء، التي كانت مسيطرة على مركز الحُكم الأردني، علمًا بأن بني صخر لم يقدموا خدمة للإمارة، ولا يؤدون ضرائب كباقي القبائل.
-تقريب الأمير لبعض شيوخ القبائل، وبشكل خاص شيخ مشايخ بني صخر، مثقال الفايز، رغبة منه بأن يكون هو وعشيرته سندًا سياسيًّا واجتماعيًّا له يستقوي بها على غيرها من العشائر، ولإثارة الخلافات بين القبائل والعشائر البدوية والفلاحية، لخوفه على سلطته التي نظر إليها وجهاء البلاد على أنها زعامة وافدة، أقامها ويحميها البريطانيون.
-لم يكن الأمير يبدي حماسًا تجاه إصلاح الأوضاع الداخلية، وخاصة انتخاب مجلس نيابي، وقيام حكم دستوري، فضرب بعرض الحائط المطالب الوطنية الشعبية، وأراد صرف أفكار المطالبين بذلك بمنحهم الألقاب، مما سبب استياء لدى الزعامات الكبيرة.
-اسراف الأمير وبذخه في إنفاقه من أموال الخزينة على نفسه وحاشيته وموظفي الإمارة الغرباء، بينما كان يرفض التنازل عن أي شيء من الضرائب التي تُجبى من الشعب، بل وزاد على ذلك استخدامها لشؤونه الخاصة.
السبب الثالث، الضرائب الباهظة التي كانت تُفرض على الأهالي، ولا سيما أهالي البلقاء.
في خضم الأوضاع القلقة تلك، أسس عدد من المتعلمين والمثقفين الأردنيين الحزب الوطني، في تموز 1921. وأعلن الحزب أهدافه بإنهاء سيطرة الاستقلاليين على شؤون البلاد، وإحلال حكومة دستورية تحت إمرة الأمير عبدالله، وأن تكون كل وظيفة كبيرة أو صغيرة للأردنيين. وكان من أبرز أعضائه: أديب وهبة، مدير المعارف سابقًا، وعلي خلقي الشرايري، مشاور الأمن والانضباط في الحكومة. وعودة القسوس، عضو محكمة الاستئناف. وشمس الدين سامي، وهو محامٍ. ومصطفى وهبي التل، مدير ناحية وادي السير. وأيوب فاخر، رئيس بلدية عمان. وصالح النجداوي، مساعد قائد منطقة الكرك.
اتصل قادة الحزب بالشيخ سلطان العدوان وحلفائه من أبناء عشائر البلقاء، والتقى الطرفان في السُّخط على الوضع السائد وضرورة تعديله.
يقول علي خلقي بهذا الشأن:"زرت الشيخ سلطان العدوان زعيم منطقة البلقاء، والقبائل الضاربة، مثل بني حسن وبني حميدة والعجارمة والدعجة. واجتمعنا برؤساء هذه القبائل في قرية أم البساتين، وتعهد الشيخ سلطان بأن يوجه انتقاداته ومطالبه بإسم هذه القبائل للحكومة. ووجد الشباب متنفسًا للتعبير عن سخطهم على الإدارة. وبدأوا يجاهرون ببعض المطالب، وينشرون المقالات المعارضة في الصحف العربية في فلسطين وسوريا ومصر، مما دفع الحكومة إلى منع دخول هذه الصحف للبلاد.
في السياق، جاءت أبيات من قريض شاعر الأردن، مصطفى وهبي التل، تحاكي حال هؤلاء الشباب، إذ يقول موجها الكلام للأمير عبدالله:
رَفَعتَ كلّ وضع لا يُقامُ له إلا بسوقِ الخنا وزنٌ لميزانِ
وقُلتَ أُلاءِ قومي ينهضون بكم وحسبُكم أنهم من خَيرِ أعواني
هلا رعيتَ رعاك الله حُرمَتَنَا هلَّا جزيت تفانينا بإحسانِ؟!
مولاي إن شعبك مكلوم الحشا وبه من غض طرفك والإهمال داءان !
وليس تِرْياقُهُ يا سيدي وأخي في نابِ صِلٍّ ولا في سِنِّ ثعبان
مولاي إن المطايا لا تسير إلى غايتها إن علاها غَيرُ فُرسان.
وأخذ الشيخ سلطان العدوان استنادًا إلى تفويض من وجهاء المنطقة، يجهر بمعارضته للأوضاع القائمة، ويتبنى مطالب أبناء البلاد بضرورة اشراكهم في مسؤولية الحكم، وتأسيس مجلس نيابي، وتحديد صلاحيات الأمير، وإقالة حكومة مظهر رسلان.
تجدر الإشارة إلى أن الوعي الوطني، الذي تُوِّجَ بالإلتقاء بين المتعلمين والمثقفين من أبناء شرقي الأردن وأهداف ثورة البلقاء والاتفاق على برنامج وطني إصلاحي شامل، لم يكن ينم عن أي منطلق أو نزوع اقليميَّين ضَيِّقَين، وخاصة تجاه الوطنيين السوريين القادمين إلى البلاد حاملين مشروعهم الخاص بتحرير سوريا. ولقد أثبتت الأحداث المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ومقاومة مخططات الحركة الصهيونية وأهدافها وكذلك النضال لتحرير سوريا من السيطرة الفرنسية أن الأردنيين أبعد ما يكونون عن النزعة الإقليمية. وعليه، فالمنطلق الرئيس الذي دفعهم للمعارضة الوطنية يتعلق أساسًا بإبعادهم من المشاركة في إدارة البلاد، فضلًا عن السياسة الممنهجة التي عَمِدَ إليها الحُكم تجاه الأردنيين وتمثلت بالإفقار والتجويع والتجهيل مما دفع بالكثيرين منهم إلى الهجرة خارج البلاد. (يتبع).



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر العربية أم الفرعونية؟! (3) وأخيرة
- الفلسفة في مواجهة التطرف
- مصر العربية أم الفرعونية؟!(2)
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (7) احتقانات واجتماعات و ...
- مصر العربية أم الفرعونية؟! (1 )
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (6) ارهاصات سبقت الثورة
- لماذا يندفع البرتقالي لوقف الحرب في أوكرانيا !
- وليس بعد الفَسْحَلَة غير الاستباحة !
- زيلينسكي يتهيأ لتجرع سُم الهزيمة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (5) خَطِيِّة الناس برقبت ...
- أحمر حمار في الغابة/ قصة قصيرة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (4) هل توافقون على إقامة ...
- وهم حوار الأديان!
- أقدم مخطوطات القرآن الكريم
- هل يتجه عالمنا إلى الفوضى؟!
- الغنيمة
- المرأة العربية قبل الإسلام
- الأردنيون مسؤولون عن انحباس المطر !
- الرافد الرئيس للتكفير في ثقافتنا
- شيء من اللامعقول تحت المجهر


المزيد.....




- سقوط إيكاروس.. ما سرّ هذه اللقطة الأسطورية لرجل في قلب الشمس ...
- روسيا تشن إحدى أكبر الهجمات جوا على أوكرانيا مع تواصل مفاوضا ...
- فيديو يُظهر ما يُعتقد أنها لحظة تخلص رجل من جثة زوجته
- لماذا غير مسؤول كبير في -إيرباص- صورة حسابه إلى علامة مصر لل ...
- فيديو- مواطنة أمريكية في لويزيانا تتعرض للمطاردة من قبل جهاز ...
- دعوة عاجلة للتضامن : حماية للتراث الزراعي اللبناني وسيادته ا ...
- فرنسا تفتح تحقيقا بعد رصد مسيرات فوق قاعدة تابعة لقوة الردع ...
- جولات متتالية من المحادثات بين أوكرانيا والولايات المتحدة وس ...
- بوتين في الهند.. من المستفيد الأكبر من الزيارة؟
- كأس العرب: السعودية أول المتأهلين إلى ربع النهائي والمغرب يك ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (8) أسباب الثورة