أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - لعبة الأمم (2) انقلاب حسني الزعيم من اعدادنا وتخطيطنا !














المزيد.....

لعبة الأمم (2) انقلاب حسني الزعيم من اعدادنا وتخطيطنا !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8554 - 2025 / 12 / 12 - 09:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نتناول في هذه الحلقة، ما اختار له مايلز كوبلاند عنوان "مخططاتنا قيد التنفيذ في سوريا 1947- 1949".
كانت الحرب الباردة قد بدأت تستعر عام 1947، وكان لا بد من وقف ما يسميه كوبلاند "الزحف الروسي". وكان على أميركا "سد الفراغ" بحسبه، في منطقتنا، ولا خيار سوى التدخل في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة. ولكن أين نبدأ؟!
تركيا واليونان دولتان حليفتان لنا، تريدان ما نريد. ايران، نحن في انسجام معها، وتفاهم مع قيادتها، والكلام لمايلز كوبلاند. لم يتبقَّ أمامنا سوى العالم العربي، حيث بدأت الأمور بيننا وبينه تتفاقم بوجود "قيادات طائشة مُضللة على رأس السلطة في تلك الأقطار".
كان المفروض أن يكون العراق أول أهدافنا، إلا أن الفريق المكلف بالتنفيذ هناك لم يستطع مباشرة ذلك من دون عِلم البريطانيين وموافقتهم. من جهتها، رفضت حكومة المملكة العربية السعودية اقتراحاتنا كافة لتغيير طريقة الحُكم فيها، ولم يعد لنا أية حاجة للعمل فيها. وأسقطنا من حسابنا، والكلام ما يزال لكوبلاند، التدخل في شؤون لبنان والأردن ومصر لاعتبارات شتى. لم يتبقَّ أمامنا إلا سوريا. فقد كانت في وضع اقتصادي مريح، ولم يُفلح التركي والفرنسي في اذلال شعبها وترويضه. وكانت ظروفها ملائمة لإجراء انتخابات ديمقراطية تفسح المجال لزعماء على شيء من الذكاء والحنكة والتعاون، للوصول إلى سدة الحُكم واستلام مقاليد الأمور. طبعًا، المقصود انتخابات يفوز فيها مسؤولون يقبلون "التعاون" مع أميركا كي لا نقول شيئًا آخر نعتقد أنه لا يخفى على ذكاء للقاريء.
وصل مايلز كوبلاند إلى سوريا في أيلول 1947، وقد أفلح لاحقًا بإقامة علاقات مع رئيس الدولة السورية آنذاك، شكري القوتلي ومع أصحاب الشأن حوله، كما يقول. ويضيف، ونرجح أنه يكذب، أن الهدف من إقامة علاقات مع هؤلاء اقناعهم بفكرة منح المزيد من الحريات السياسية حتى يغدو النظام السياسي في البلاد أكثر تحررًا وتقدمًا. وليس لنا أن ننسى التنويه بما لحظناه في الكتاب بشأن هذا الجانب ونعتقد أنه ما يزال على حاله حتى يوم الناس هذا، ونعني استسهال رجال المخابرات الأميركية وربما الأوروبية أيضًا إقامة علاقات مباشرة مع الحاكم العربي متخفين بأقنعة دبلوماسية وتجارية على الأغلب. فالحاكم العربي لا يثق بشعبه ولا بمرؤوسيه، لأسباب ليس هنا مجال الخوض فيها، ويطمئن إلى ذوي البشرة الشقراء رجالًا ونساء أكثر بكثير من بني قومه وذويه. ونكتفي بذكر سبب واحد يكمن خلف هذه الظاهرة، وهي الشعور بالنقص تجاه الأميركيين والأوروبيين والرغبة بكسب ودهم للبقاء في كرسي الحكم أطول زمن ممكن.
يُقر كوبلاند بأن محاولاته لإقناع قادة سوريا آنذاك بمنح المزيد من الحريات قد أخفقت، ويعبر عن ذلك باستحضار بيت الشِّعر الشهير للأعشى: "كناطح صخرة يومًا ليوهنها فلم يَضِرْها وأوْهى قَرْنَه الوعِلُ". في النتيجة، وبعد تقييم الوضع في سوريا توصلوا إلى قناعة بأن الأمور سائرة نحو الانفجار. والسبب برأيهم، رفض القوتلي وأعوانه القيام بأية خطوات تحررية (بالمفهوم الأميركي طبعًا/ع). واستقر رأي رجال المخابرات الأميركية ومنهم المؤلف، على أن الأوضاع إما ستقود إلى ثورة مسلحة بدعم من الاتحاد السوفييتي، أو حركة يقوم بها الجيش السوري بدعم سري "منَّا"، أي من الأميركيين، بقصد الإطاحة بالنظام القائم.
قرر كوبلاند و"جماعته" الأخذ بالخيار الثاني، حيث يؤكد "أن انقلاب حسني الزعيم يوم 30 آذار 1949 كان من اعدادنا وتخطيطنا". فقد نسج فريق العمل السياسي الأميركي في سوريا بقيادة الميجر ميد علاقات صداقة مع حسني الزعيم، الذي كان رئيسًا لأركان الجيش السوري في حينه. ومن خلال هذه "الصداقة"، أوحى الميجر لحسني الزعيم بفكرة القيام بانقلاب عسكري "اضطلعنا نحن في السفارة، بمهمة وضع خطته كاملة وتثبيت تفاصيله المعقدة كافة. وكانت تحركاتنا لتنظيم الانقلاب سرية، ومتقنة الوضع والتخطيط".(يتبع).



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة الأمم (1) لا مجال للأخلاق في السياسات الخارجية الأميركي ...
- منطقتنا لن تقبل الكيان اللقيط يا سيادة المستشار
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (8) أسباب الثورة
- مصر العربية أم الفرعونية؟! (3) وأخيرة
- الفلسفة في مواجهة التطرف
- مصر العربية أم الفرعونية؟!(2)
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (7) احتقانات واجتماعات و ...
- مصر العربية أم الفرعونية؟! (1 )
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (6) ارهاصات سبقت الثورة
- لماذا يندفع البرتقالي لوقف الحرب في أوكرانيا !
- وليس بعد الفَسْحَلَة غير الاستباحة !
- زيلينسكي يتهيأ لتجرع سُم الهزيمة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (5) خَطِيِّة الناس برقبت ...
- أحمر حمار في الغابة/ قصة قصيرة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (4) هل توافقون على إقامة ...
- وهم حوار الأديان!
- أقدم مخطوطات القرآن الكريم
- هل يتجه عالمنا إلى الفوضى؟!
- الغنيمة
- المرأة العربية قبل الإسلام


المزيد.....




- لحظة مثول المتهم بقتل تشارلي كيرك أمام المحكمة للمرة الأولى ...
- أمريكيان يشتريان جزءًا من قصر إيطالي متهالك من دون زيارته.. ...
- ترامب يهدد بالقيام بعمليات عسكرية برية داخل فنزويلا
- اليمن: عدن ... جنة أنهكتها سنوات الحرب
- فرنسا: نونيز يعلن تعرض خوادم البريد الإلكتروني لوزارة الداخل ...
- روسيا تعلن عن إحراز مكاسب على الأرض في شرق أوكرانيا
- تايلاند: رئيس الوزراء يحل البرلمان ويمهد لإجراء انتخابات جدي ...
- إجلاء عشرات آلاف السكان جراء فيضانات في الولايات المتحدة وكن ...
- الأمين العام للناتو: الحرب قد تضرب كل بيت في أوروبا
- فورين بوليسي: 3 دروس تعلمتها الصين من الولايات المتحدة


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - لعبة الأمم (2) انقلاب حسني الزعيم من اعدادنا وتخطيطنا !