أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - لعبة الأمم (4) عهد جديد في مصر وقيادة مختلفة














المزيد.....

لعبة الأمم (4) عهد جديد في مصر وقيادة مختلفة


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 12:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقر مايلز كوبلاند أن تجربتهم في سوريا آنذاك أخفقت، لذا، آثروا الانسحاب مؤقتًا من الشرق الأوسط مُبفين على "أعمال الجاسوسية المحدودة، والتدخلات الروتينية في الانتخابات البرلمانية". لغاية 1952، انهمك موظفو الخارجية الأميركية في محاولات العثور "على أفكار أنضج، وطرق أفضل لضم أحد الحكام العرب إلى طاولة اللعب".
في أوائل عام 1952، أنهت لجنة الاختصاصيين وصف الحالة في الشرق الأوسط، وحدود امكانيات "لعبة الأمم" آخذة بعين الاعتبار خبراتنا السابقة وطاقاتنا ومواقف كل من الأعداء والأصدقاء والمحايدين.
كان قرارنا الأخير أن تكون مصر أولى خطواتنا الجديدة، ولهذا أسبابه. فقد وهبت الطبيعة مصر مكانًا يجعل أي تأثير فيها لا ينحصر داخل أرجائها، بل يمتد وينعكس في الأقطار العربية جميعها. ليس هذا كل ما في الأمر، فقد كانت المخابرات المركزية الأميركية، على عهدة مايلز كوبلاند "تمتلك جهازًا تنفيذيًّا ذا كفاءة عالية ودراية واسعة بالدولة المصرية".
كانت مصر تعيش ظروفًا صعبة في أواخر عهد الملك فاروق، وتسير الأوضاع فيها نحو التدهور. حاولنا، والكلام لمايلز كوبلاند، تنظيم ثورة سلمية في مصر، تحت قيادة الملك فاروق نفسه، للقضاء على الفساد المستشري، وتصفية النظام القديم وأن يستبدل به نظامًا جديدًا. لكن الملك، بحسبه، كان فاقدًا القدرة على التركيز. ففي العديد من جلساتنا معه أبدى تفهمًا عميقًا لما يدور في مملكته، بل ووافق على اتخاذ بعض الاجراءات، وفق خطة وضعها مندوب وكالة المخابرات المركزية الأميركية المحترف آنذاك، كيرميت روزفلت. لكنه، أي الملك، لم يلبث أن يختفي في اليوم التالي عن الأنظار مفضلًا ممارسة هوايته في العربدة والجنس، ضاربًا عرض الحائط بكل ما اتفق عليه في اليوم السابق. ويقر كوبلاند بأنهم كانوا يفتعلون عبر بعض عملائهم أزمات وزارية، بغية دفع الملك للقيام بثورة سلمية، ولكن بلا جدوى. وأخيرًا، استقر رأيهم على أن الجيش هو وحده القادر على مواجهة الموقف المتدهور في مصر، على أمل إقامة نظام حُكم يستطيع الغرب التفاهم معه !
عاد كيرميت روزفلت إلى واشنطن، قبل شهرين من وقوع ما يسميه كوبلاند "انقلاب الجيش" في مصر. وقدَّم تقريرًا إلى وزير الخارجية الأميركية حينئذٍ دين أتشيسون، من أهم ما تضمنه أنه لم يعد هناك أي أمل في ابعاد الجيش عن القيام بانقلاب قريبًا واستلام السلطة. وأوصى التقرير بأن توافق الحكومة الأميركية على اقصاء الملك فاروق، وربما دفن النظام الملكي في مصر نهائيًّا. وهذا لا يمنع، كما يقول كوبلاند، من اتباع بعض الشكليات، مثل ارسال مذكرة احتجاج رقيقة تفسح المجال أمام السفير الأميركي في القاهرة لاظهار قلقه المُصطنع على سلامة الملك فاروق.
علمت الإدارة الأميركية بوقوع انقلاب في مصر، من الصحف الصادرة صباح يوم 23 يوليو 1952. وقد سبق ذلك سيل من التقارير الاستخبارية تشير إلى أن أحداثًا توشك أن تقع، ولكن من دون تحديد زمانها أو تحركاتها. ويشير كوبلاند إلى تأييد الصحافة المصرية بكليتها للإنقلاب الأبيض، ووقوف الشعب مع رجال الثورة من دون أي أسف أو ندم على الإطاحة بالملك الذي يصفه ب"الخليع". ويستحضر كوبلاند مشهد ظهور اللواء محمد نجيب وديعًا أنيسًا بغليونه الجذَّاب كأنه الآمر الناهي، وإن لم يكن ذلك حقيقة.
كانت التفسيرات الأولية تشير إلى أن محمد نجيب رأس الثورة، وعلى هذا الأساس بنت الحكومتان الأميركية والبريطانية علاقاتهما مع العهد الجديد. لكن سُرعان ما ذاب الثلج وانتزع جمال عبدالناصر زمام الأمور منه، ولم يمضِ بعد أكثر من بضعة شهور على الإنقلاب. لم يكن نجيب أكثر من ستار اتخذه عبدالناصر لنفسه، حتى يحين موعد ظهوره على المسرح شخصيًّا.
ويبدي كوبلاند استغرابه من اقتناع المندوب الرئيس لوكالة المخابرات المركزية الأميركية في مصر، كيرميت روزفلت، بما سمعه من عبدالناصر أنه ليس هو رأس الثورة مع أن وليم ليكلاند المسؤول السياسي في سفارة واشنطن في القاهرة آنذاك وبعض موظفيها أكدوا ان نجيب لم يكن أكثر من ستار. (يتبع)



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة الأمم (3) دروس وعِبر لمن يريد أن يقرأ ويفهم ما يقرأ ويت ...
- لعبة الأمم (2) انقلاب حسني الزعيم من اعدادنا وتخطيطنا !
- لعبة الأمم (1) لا مجال للأخلاق في السياسات الخارجية الأميركي ...
- منطقتنا لن تقبل الكيان اللقيط يا سيادة المستشار
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (8) أسباب الثورة
- مصر العربية أم الفرعونية؟! (3) وأخيرة
- الفلسفة في مواجهة التطرف
- مصر العربية أم الفرعونية؟!(2)
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (7) احتقانات واجتماعات و ...
- مصر العربية أم الفرعونية؟! (1 )
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (6) ارهاصات سبقت الثورة
- لماذا يندفع البرتقالي لوقف الحرب في أوكرانيا !
- وليس بعد الفَسْحَلَة غير الاستباحة !
- زيلينسكي يتهيأ لتجرع سُم الهزيمة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (5) خَطِيِّة الناس برقبت ...
- أحمر حمار في الغابة/ قصة قصيرة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (4) هل توافقون على إقامة ...
- وهم حوار الأديان!
- أقدم مخطوطات القرآن الكريم
- هل يتجه عالمنا إلى الفوضى؟!


المزيد.....




- فيديو جديد لمشتبه به في حادثة إطلاق النار بجامعة براون
- مظاهرات فلسطينية ضد توسع الاستيطان في طولكرم
- هل تحتضر صناعة السيارات الأوروبية أمام المنافس الصيني؟ قرار ...
- تفاؤل أمريكي بشأن التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا
- الهند.. تصرف غير متوقع من شاب لم يتمكن من رؤية ميسي
- تحقيق يكشف ازدياد مخاطر استخدام الجماعات المسلحة للذكاء الاص ...
- برد ينهش الجدران المهدمة في أحياء حلب المدمرة
- مادورو يدعو الرئيس التشيلي المنتخب إلى -احترام الفنزويليين- ...
- بالصور.. خيام تتطاير وأطفال يواجهون البرد بلا مأوى في غزة
- دعوة أفريقية لإثيوبيا وإريتريا لتجديد الالتزام باتفاق الجزائ ...


المزيد.....

- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - لعبة الأمم (4) عهد جديد في مصر وقيادة مختلفة