محمد بسام العمري
الحوار المتمدن-العدد: 8563 - 2025 / 12 / 21 - 02:53
المحور:
الادب والفن
اليوم،أشرقت الشمس على وجوه النساء كما تفعل كل يوم، لكن ثمة شيء مختلف في هذا الصباح. نظراتهن تحمل شيئًا أعمق من مجرد الانعكاس في المرايا، وكأنهن يرون العالم بعيون لم تخذلها العتمة.
في الزحام، تمضي امرأة بعباءتها السوداء، تحمل في يدها كتبًا، وفي الأخرى طفلًا يلتف حولها كغصن صغير في مهب الريح. لا أحد يسمع أفكارها، لكنها تكتبها على ناصية الوقت.
في مقهى بعيد، تجلس سيدة ترفع كوب قهوتها بيد مثقلة بالحكايات، تنظر من النافذة وكأنها تستنطق الشارع. ماذا لو لم تكن هناك حواجز؟ هل كانت ستركض بلا خوف؟
في ورشة ميكانيكية، تمسح امرأة يديها من الشحوم، تنظر بفخر إلى عملها، بينما تمر بجانبها نظرات مشوبة بالدهشة. لم تعد تهمها الدهشة، فالحرية أثقل من أن توزن بالأعين.
وفي آخر الحكاية، ثمة فتاة تجلس عند عتبة بيتها، تكتب قصيدة عن امرأة لم تختر الصمت يومًا، عن أولئك اللاتي مشين فوق الجمر ولم يحترقن، عن اليد التي امتدت، فأزهرت مستقبلًا.
اليوم، يوم المرأة العالمي، لكنه ليس سوى نقطة في نهر طويل من الأيام التي تُعاد فيها كتابة القصص، حيث لا ينتظرن التماثيل ولا التصفيق، بل يكتبن مصيرهن بمداد من ضوء.
شمسٌ تتهادى،
في عينيها انعكاسٌ –
حلمٌ لا يموت.
المرأة ليست يومًا يُحتفى به، بل مسارٌ ممتدٌ من الصبر والقوة والخلق. في تفاصيلها الصغيرة تكمن ثورات غير مرئية، وفي ظلها تنبت حكايات تتجدد. كل امرأة مرآة لحقيقة أخرى، لحياةٍ تستمر رغم كل القيود. اليوم ليس احتفالًا، بل اعترافٌ بأن النور الذي يسكنهن لا يحتاج مناسبة ليضيء.
محمد بسام العمري
#محمد_بسام_العمري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟