أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - الاتحاد الأوروبي إلى مزبلة التاريخ: كيف سيقسّم «العظماء الأربعة» العالم؟














المزيد.....

ألكسندر دوغين - الاتحاد الأوروبي إلى مزبلة التاريخ: كيف سيقسّم «العظماء الأربعة» العالم؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8560 - 2025 / 12 / 18 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألكسندر دوغين
فيلسوف روسي معاصر


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

18 ديسمبر 2025

عندما أُلقيت أوروبا خارج اللعبة: دوغين وولادة عالم «القوى العظمى»

لحظة إعتراف نادرة من واشنطن

نادرًا ما يعترف النظام الدولي بإنهياره بصوت مرتفع، لكن ما يلتقطه ألكسندر دوغين في مقاله الأخير ليس مجرد فكرة نظرية، بل إعتراف أميركي متأخر بنهاية العالم الأحادي. إقتراح إنشاء تكتل جديد بإسم C5 أو “نواة الخمسة” لا يعكس قوة واشنطن، بل حدودها. فحين تعجز القوة المهيمنة عن فرض النظام القديم، تلجأ إلى إعادة صياغته.
كما يوضح دوغين منذ البداية: «فكرة C5 كبديل لمجموعة السبع G7 تنبع مباشرة من المقاربة الجيوبوليتيكية لحركة MAGA، وهي مقاربة تقوم على الواقعية السياسية ورفض العولمة.»
نحن إذًا أمام أميركا مختلفة: أقل أخلاقية، أكثر واقعية، وأشد برودة في حساباتها.


ما هو «نظام القوى العظمى»؟

يعيد دوغين القارئ إلى مفهوم محوري طرحه سابقًا في كتابه «ثورة دونالد ترامب: نظام القوى العظمى». هذا النظام لا يعترف بالمساواة بين الدول، ولا يرى في السيادة حقًا قانونيًا عامًا، بل امتيازًا حضاريًا.
يكتب دوغين: «السيادة الحقيقية لا يجب أن تُمنح إلا للدول-الحضارات، التي تمتلك أيديولوجيتها وإقتصادها وجيوبوليتيكها الخاصة.»
وفق هذا المنطق، لا قيمة للدول الصغيرة مهما كانت “ديمقراطية”، ولا وزن للشرعية الدولية إذا لم تسندها القوة. العالم، ببساطة، يُدار من الأعلى.


من هم «العظماء»؟

في تصور C5، لا مكان إلا لقوى أثبتت نفسها تاريخيًا:
الولايات المتحدة، روسيا، الصين، الهند، مع إدراج اليابان بوصفها عنصر توازن في مواجهة الصين.
يعلّق دوغين بوضوح: «الفرق الجوهري هو أن السيادة لا تُعترف إلا للدول-الحضارات القائمة فعليًا.»
إنه نادي مغلق، لا يُفتح بالطلبات ولا بالشعارات، بل بالقدرة على فرض الإرادة.


لماذا خرجت أوروبا من المعادلة؟

أكثر ما يلفت في طرح دوغين هو الإقصاء الكامل لأوروبا. الإتحاد الأوروبي، بريطانيا، كندا، أستراليا… جميعها خارج المشهد.
يكتب بلا مواربة: «في هذا المشروع لا مكان للإتحاد الأوروبي ولا للعولميين… لقد أُلقي بهم في القمامة.»
السبب ليس إقتصاديًا فقط، بل حضاري:
أوروبا – في نظر دوغين – فقدت إستقلالها الجيوبوليتيكي وتحولت إلى ذراع أيديولوجية للعولمة، وبالتالي لم تعد مؤهلة للعب دور سيادي.


C5 مقابل BRICS
: تعددية باردة وأخرى “دافئة”
هنا يقدّم دوغين مقارنة لافتة. فبينما تمثّل BRICS تعددية منفتحة تستوعب حضارات لم تكتمل بعد، تأتي C5 كتعددية إنتقائية صارمة.
عن BRICS يقول:
«إنها تعددية ودّية، متعددة الأقطاب “على المدى البعيد”.»
أما C5 فهي:
«إعتراف بالسيادة للحضارات المكتملة فقط.»
الأول مشروع صعود جماعي،
الثاني مشروع تقاسم نفوذ.


الحيلة الأميركية: إحتواء التعددية بدل مواجهتها

الرسالة الأميركية الضمنية، كما يقرأها دوغين، ليست دعوة إلى الشراكة بقدر ما هي محاولة لإعادة الإمساك بعجلة القيادة.
تلخَّص الفكرة ببساطة: «لا تتكتلوا ضدنا… لنبنِ التعددية معًا.»
بدل أن تتشكل منظومة عالمية خارج النفوذ الأميركي، تحاول واشنطن إدخال القوى الكبرى في إطار تشاركي تقوده هي، ولو بشكل غير مباشر.


أوكرانيا… من ورقة ضغط إلى عبء

في خلفية النص، تظهر أوكرانيا كأحد ضحايا هذا التحول. فحين يُعاد ترتيب العالم على مستوى القوى العظمى، تتحول الأدوات الثانوية إلى عبء.
يكتب دوغين بلهجة حاسمة: «أُلقي بهم في القمامة مع زيلينسكي والنازية الأوكرانية.»
إنه منطق القوى الكبرى حين تعيد توزيع أوراقها بلا عاطفة.


عالم أقل نفاقًا… وأكثر قسوة

لا يقدّم دوغين عالمًا أكثر عدلًا، بل عالمًا أكثر صدقًا في وحشيته. عالم بلا شعارات كونية، بلا حقوق إنسان عابرة للحدود، وبلا أوهام ليبرالية.
لكن في المقابل، عالم يعترف بالحقيقة العارية:
القوة هي التي تصنع النظام، لا العكس.
وفي هذه المفارقة التاريخية، تُجبَر الولايات المتحدة – للمرة الأولى – على الإعتراف بالتعددية، حتى لو كانت نسختها الخاصة منها.

*****

المرجع
ألكسندر دوغين
«الاتحاد الأوروبي إلى مزبلة التاريخ»: كيف سيقسّم «العظماء الأربعة» العالم؟ دوغين يشرح الأهم.
– 12 كانون الأول / ديسمبر 2025

*****

هوامش

1) مجموعة C5
تعني «نواة الخمسة»: تكتل غير رسمي يضم الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند واليابان، يقوم على فكرة أن السيادة العالمية الحقيقية محصورة في عدد محدود من الدول-الحضارات الكبرى.
هو تصور بديل لـ G7 ومنفصل عن العولمة، يهدف إلى تقاسم النفوذ بين القوى العظمى بدل فرض نظام عالمي أحادي.
صاحب الفكرة ليس ألكسندر دوغين، بل تيار MAGA داخل النخبة الأميركية.
بحسب دوغين، فإن فكرة C5 («نواة الخمسة») تعود إلى منظّرين واستراتيجيين أميركيين قريبين من حركة MAGA، وجرى التعبير عنها سياسيًا في تصريحات وأفكار:
ماركو روبيو (بوصفه معبّرًا عن الواقعية الأميركية الجديدة)،
وستيف بانون كمنظّر سياسي لحركة MAGA،
ويدعم منطقها أكاديميًا تيار الواقعية السياسية ممثلًا بـ جون ميرشايمر.
أما دوغين، فدوره تحليلي وتفسيري: يشرح الفكرة ويفككها ويضعها في سياق التحول الأميركي من العولمة إلى «نظام القوى العظمى».



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 803 - نهاية «الإستثناء الإسرائيلي»: حين تتحوّل ...
- جيفري ساكس - عداء روسيا: كارثة لأوروبا
- طوفان الأقصى 802 - إسرائيل والشرق الأوسط بعد الزلزال: من وهم ...
- ألكسندر دوغين - ترامب يدهش العالم مجددًا
- الأقصى 801 - إستغلال هجوم أستراليا: بين الإدانة الأخلاقية وت ...
- ألكسندر دوغين - ضباب كثيف يلف الدبلوماسية - برنامج إيسكالاتس ...
- طوفان الأقصى 800 - يائير لابيد: إسرائيل عند مفترق تاريخي
- حرب أوكرانيا - وجهة نظر تاريخية سياسية دينية
- طوفان الأقصى 799 - مراجعة كتاب - بيتر بينارت: -أن تكون يهودي ...
- ألكسندر دوغين…تأمّلات حول الحرب
- طوفان الأقصى 798 - ما لا نسمعه عن الضفة الغربية
- الولايات المتحدة تعيد صياغة نفسها: قراءة في «إستراتيجية الأم ...
- طوفان الأقصى 797 - عقيدة ترامب الجديدة - الخليج أولاً… وتركي ...
- طوفان الأقصى 796 - «وجه واحد للنازية»: قراءة في مقالة دميتري ...
- طوفان الأقصى 795 - سوريا بعد عام على سقوط نظام الأسد: هل وُل ...
- البيريسترويكا بعد أربعين عاماً: سقوط الإمبراطورية السوفياتية ...
- طوفان الأقصى 794 - بين الرياض وتل أبيب: طريق محفوف بالتوترات
- طوفان الأقصى 793 - العلاقات التركية–الأذربيجانية في ضوء “الع ...
- ألكسندر دوغين - أوروبا تحت سيطرة الشبكة الليبرالية العالمية: ...
- طوفان الأقصى 792 - المواجهة المؤجلة: قراءة هادئة في إحتمالات ...


المزيد.....




- -وسط حصار لفنزويلا-.. ضربة أمريكية على قارب مزعوم لتهريب الم ...
- واحدة من أكبر صفقات الأسلحة بتاريخهما.. إليكم تفاصيل ما أُبر ...
- عثرات بالبحث عن مطلق النار بجامعة براون تؤدي للقبض على الشخص ...
- -العربية- منذ الصغر، مبادرة إماراتية ورحلة هوية وانتماء
- استطلاع: غالبية الألمان تؤيد استخدام أصول روسية لصالح أوكران ...
- تواصل المواجهات بين كمبوديا وتايلاند وبنوم بنه تتهم بانكوك ب ...
- جدعون ليفي: أنى لمجزرة بوندي أن تحجب كل مجازر غزة!
- صحف عالمية: الخط الأصفر يشبه حدودا قاتلة للفلسطينيين في غزة ...
- مجزرة -بطن الهوى-.. إخلاء مزيد من بيوت المقدسيين لصالح المست ...
- ماذا تأكل عند الإصابة بالإنفلونزا؟


المزيد.....

- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - الاتحاد الأوروبي إلى مزبلة التاريخ: كيف سيقسّم «العظماء الأربعة» العالم؟