أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - الولايات المتحدة تعيد صياغة نفسها: قراءة في «إستراتيجية الأمن القومي الجديدة»















المزيد.....

الولايات المتحدة تعيد صياغة نفسها: قراءة في «إستراتيجية الأمن القومي الجديدة»


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8554 - 2025 / 12 / 12 - 15:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي


12 ديسمبر 2025


في ربيع التحولات الكبرى التي يشهدها العالم منذ عقدين، تبدو الولايات المتحدة وكأنها تعيد إكتشاف نفسها. هذه المرّة ليست إعادة تعريف شكلية أو خطابية، بل عملية إعادة تشكيل جذرية تتجاوز السياسة اليومية، وتلامس الأساسات التي قامت عليها الإمبراطورية الأمريكية الحديثة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. الوثيقة التي نشرتها إدارة دونالد ترامب — «إستراتيجية الأمن القومي الجديدة» — جاءت بصفتها بيانًا فكريًا أكثر منها وثيقةً بيروقراطية. إنها محاولة رسم “مانيفستو” لمرحلة جديدة يرى الترامبيون أنها ستحدد وجه أمريكا خلال نصف القرن القادم.
هذه الدراسة لا تعيد سرد النص، بل تحاول قراءة أطروحاته المركزية، وتفكيك النواة الفكرية التي يقدمها الكاتب والباحث الروسي بيوتر أكوبوف بوصفه أحد أبرز الأصوات الروسية التي تتابع التحولات العميقة في واشنطن. وهنا تبرز خمس أطروحات أساسية تقود فهم الإستراتيجية الجديدة وتشرح أسباب دويّها على المسرح الدولي. علما بأن مقال بيوتر أكوبوف نشر في 9 كانون أول ديسمبر 2025 عبر وكالة Regnum للأنباء تحت عنوان «الإستراتيجية الأمنية الجديدة للولايات المتحدة — التخلي عن الإدعاء بالهيمنة العالمية».

(1) من “بناء بابل” إلى “إنقاذ الأمة” — نهاية الحقبة العولمية الأمريكية

تبدأ الوثيقة من توصيف صادم للمؤسسة السياسية الأمريكية: إنها — وفق القراءة الترامبية كما يسجلها أكوبوف — نخبة إنفصلت عن الأرض الأمريكية وسعت إلى بناء نسخة جديدة من "بابل العالمية"، أي مشروع توحيد العالم تحت الإدارة الأمريكية.
لكن الجديد ليس الإعتراف بفشل المشروع، بل الإعتراف بأنه: كان مشروعًا غير أمريكي في جوهره.
النخبة العولمية — كما يرى ترامب وفريقه — لم تكن ترى أمريكا كأمة، بل كـ"أداة كونية" لتنفيذ مشروع فوق وطني. أما الإستراتيجية الجديدة فتعود إلى الجملة الصريحة: «أيام الولايات المتحدة التي كانت تسند، كأطلس، النظام العالمي، قد إنتهت».
هذه ليست لغة إنسحاب، بل لغة تحرير: تحرير الدولة من دور فرضته نخبة لا تمثل الشعب، ودفعته إلى صراعات لا تخدم مصالحه.
إنّها لحظة تشبه — في المخيال الأمريكي — نهاية الإمبراطوريات القديمة حين تقرر الإنسحاب خطوة للوراء لكي تنقذ ذاتها.


(2) نقدٌ جذري للنخب القديمة: سوء تقدير، تضخم ذاتي، وأوهام القوة

تقدّم الوثيقة نقدًا داخليًا قلّ نظيره في النصوص الرسمية الأمريكية. فالنخب التي أدارت واشنطن بعد الحرب الباردة — وفق أكوبوف — إرتكبت سلسلة من الأخطاء البنيوية:
1. إعتقدت أن الهيمنة الأمريكية قدر أبدي.
2. بالغت في قدرة الإقتصاد الأمريكي على تمويل دولة رفاه ضخمة وحروب متزامنة.
3. رهنت الطبقة الوسطى لصالح العولمة وحرية التجارة “غير المتكافئة”.
4. سمحت لحلفاء أمريكا بنقل أعبائهم الدفاعية إلى دافع الضرائب الأمريكي.
والأخطر هو أن هذه النخب — بحسب الإستراتيجية — دمرت "المورد الأساسي للقوة الأمريكية": الطابع القومي للأمة الأمريكية نفسها.
هنا لا يعود الحديث سياسيًا، بل ثقافي–حضاري. فالوثيقة تؤكد أن الهوية القومية هي ما بنى القوة الأمريكية، وأن تآكلها يساوي تآكلًا للهيمنة.
بهذا تصبح المعركة ليست ضد الصين أو روسيا، بل ضد الإنحراف الداخلي.

(3) السيادة كقيمة مركزية — “عودة الدولة القومية”

الإستراتيجية الجديدة تعلن ما يشبه ثورة فكرية داخل الخطاب الأمريكي: الدولة القومية ليست مرحلة إنتهت، بل هي الشكل الطبيعي للسياسة البشرية، وستظل كذلك.
في هذه النقطة يلتقي الترامبيون — بشكل غير معلن — مع نقد العولمة الذي صاغه مفكرون أوروبيون وروس وآسيويون خلال العقدين الماضيين. فالنص يضع حدودًا صارمة: «الولايات المتحدة ستدافع بلا إعتذار عن سيادتها ضد المؤسسات الدولية العابرة للحدود».
إنّها نهاية سردية "النظام الدولي الليبرالي" كما عرفناه. والأهم أنها إعلان رفض لوظيفة المؤسسات الدولية كوسيط فوق وطني.
فالترامبيون يريدون علاقة ثنائية: دولة مقابل دولة، ومصلحة مقابل مصلحة — بلا وسطاء.
هذه العودة للدولة القومية تحمل تبعات عميقة: إعادة تعريف دور الأمم المتحدة وحلف الناتو، وتقليص دور المنظمات الاقتصادية العالمية، وإعتبار "التعددية" جزءًا من الماضي، لا من المستقبل.


(4) ليست عزلة… بل إعادة تموضع: الهيمنة مستمرة ولكن بصيغة جديدة

من السهل أن يُساء فهم النص بإعتباره إعلانًا عن إنعزالية أمريكية جديدة.
لكن أكوبوف يوضح أن الترامبيين لا ينسحبون من العالم، بل يعيدون صياغة وظيفة القوة.
الولايات المتحدة — بحسب النص — لا تزال تريد: التفوق العسكري، والريادة التكنولوجية،
والسيطرة على قواعد التمويل الدولية، وإدارة حرب السرديات عالميًا.
لكن الفرق هو: أن كل ذلك يجب أن يخدم أمريكا أولاً، وأمريكا فقط.
إنها ليست نهاية الهيمنة، بل نهاية “المشروع الماورائي” للهيمنة.
بكلمات أخرى: أمريكا لم تعد تريد "السيطرة على العالم"، لكنها تريد أن تبقى "أقوى من العالم".
هذا التحول ينقل واشنطن من خطاب “بناء النظام العالمي” إلى خطاب “موازنة القوى”، ومن خطاب “العولمة” إلى خطاب “المصالح القومية”.


(5) إعتراف تاريخي: السعي للهيمنة الشاملة كان مشروعًا مستحيلاً

من أهم ما تكشفه الوثيقة هو أنها تعترف بأن السيطرة العالمية لم تكن قابلة للتحقق من الأساس.
وهذا الإعتراف — الذي يشبه “لحظة وعي” — يصنع نقطة إنعطاف في السردية السياسية الأمريكية.
فالولايات المتحدة قبلت الآن بأن: الهيمنة الكاملة غير ممكنة، وأن محاولة فرضها أنهكت الداخل الأمريكي، وأن الحفاظ على صدارة نسبية واقعية أفضل من السعي وراء سيطرة مطلقة خيالية.
هذه الفكرة — التي كانت تُعد “هرطقة سياسية” قبل عشر سنوات — أصبحت الآن جزءًا من وثيقة رسمية.
وهنا يؤكد أكوبوف: إن "الهيمنة التي لم تتحقق" تقبل أخيرًا بأن تكون الأقوى بين الأقوياء، لا "الآمرة على الجميع".


خاتمة: ولادة أمريكا جديدة… ونهاية مرحلة في التاريخ العالمي

ما يقدمه أكوبوف ليس مجرد شرح لوثيقة، بل قراءة لما يعتبره “لحظة كونية” في تطور النظام العالمي.
فعندما تقرر الدولة التي بنت العولمة أن العولمة إنتهت، فهذا لا يغيّر السياسة الأمريكية فحسب، بل يُحدث شرخًا في البنية العميقة للنظام الدولي.
الإستراتيجية الجديدة ليست إعلانًا بأن أمريكا تتراجع، بل إعلانًا بأنها تعيد ترتيب أولوياتها، وتعيد كتابة قواعد اللعبة، وتتحول من "إمبراطورية عالمية" إلى قوة قومية كبرى بوعي جديد بذاتها.
ومثل كل التحولات التاريخية الكبرى، ستكون آثار هذا التحول عميقة: تفكك نموذج الهيمنة الليبرالية، وصعود سياسات القوة على حساب المؤسسات،
وإعادة التفكير في التحالفات التقليدية، وإنتقال العالم إلى “تعددية صلبة” لا مركز لها، ولا سلطة حاكمة فوقها.
إنها لحظة نهاية وبداية في آن.
نهاية عصر “الأطلس الأمريكي” الذي يحمل العالم على كتفيه، وبداية عصر “الأمريكا القومية” التي تحمل نفسها أولاً… وتتعامل مع العالم بشروط جديدة بالكامل.

*****
هوامش

1) أطلس (Atlas) في الأسطورة الإغريقية هو أحد الجبابرة الذين عاقبتهم الآلهة، فحُكم عليه أن يحمل قبة السماء على كتفيه إلى الأبد.
أصبح إسمه رمزًا لكل من يُكلَّف بحمل عبءٍ يفوق طاقة الفرد — ولذلك يُستعمل مجازًا للإشارة إلى من “يحمل العالم على كتفيه”.

2) «بناء بابل» يُستخدم هنا كإستعارة لمشروع «توحيد العالم» تحت سلطة واحدة، تمامًا كما في قصة برج بابل التوراتية حيث حاول البشر بناء صرح يسيطر على السماء.
المقصود هو مشروع العولمة الأمريكية الذي أرادت به النخب فرض نظام عالمي موحّد تقوده واشنطن ويخضع لرؤيتها وقوانينها.

3) الانعزالية الأمريكية هي توجه سياسي-استراتيجي تاريخي في الولايات المتحدة يدعو إلى تقليل التدخل في شؤون العالم، والتركيز على حماية المصالح داخل الحدود الأمريكية.
وهي تقوم على مبدأ أن الإنخراط العميق في الحروب والتحالفات الخارجية يُرهق الدولة ولا يخدم الشعب الأمريكي.

ظهرت الإنعزالية الأمريكية تاريخيًا في مرحلتين رئيسيتين:
1. منذ تأسيس الولايات المتحدة حتى الحرب العالمية الأولى (1789–1917)
سيطر مبدأ جورج واشنطن الشهير: “تجنّبوا التحالفات الدائمة”، فإبتعدت أمريكا عن الصراعات الأوروبية وركّزت على بناء قوتها الداخلية.
2. بين الحربين العالميتين (1919–1941)
بلغت الإنعزالية ذروتها بعد الحرب العالمية الأولى، حيث رفض الكونغرس الإنضمام إلى “عصبة الأمم”، وركّزت البلاد على الشؤون الداخلية حتى هجوم بيرل هاربر عام 1941 الذي أنهى هذه الحقبة.
هذه هي الفترتان اللتان تُعَدّ فيهما الإنعزالية سياسة رسمية أو شبه رسمية في التاريخ الأمريكي.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 797 - عقيدة ترامب الجديدة - الخليج أولاً… وتركي ...
- طوفان الأقصى 796 - «وجه واحد للنازية»: قراءة في مقالة دميتري ...
- طوفان الأقصى 795 - سوريا بعد عام على سقوط نظام الأسد: هل وُل ...
- البيريسترويكا بعد أربعين عاماً: سقوط الإمبراطورية السوفياتية ...
- طوفان الأقصى 794 - بين الرياض وتل أبيب: طريق محفوف بالتوترات
- طوفان الأقصى 793 - العلاقات التركية–الأذربيجانية في ضوء “الع ...
- ألكسندر دوغين - أوروبا تحت سيطرة الشبكة الليبرالية العالمية: ...
- طوفان الأقصى 792 - المواجهة المؤجلة: قراءة هادئة في إحتمالات ...
- طوفان الأقصى 791 - «إسرائيل الجديدة: دولة صغيرة بدورٍ إمبراط ...
- ألكسندر دوغين - -وإذا لزم الأمر، فسنمحو أوروبا من على وجه ال ...
- طوفان الأقصى 790 - الذهب الدامي والنفط المحترق: حرب السودان ...
- تحرير كراسنوأرميسك: قراءة تحليلية في دلالات الإختراق الميدان ...
- طوفان الأقصى 789 - إعدامات ميدانية في الضفة الغربية: صفقة تر ...
- ألكسندر دوغين - العقل الإنساني كصدى لذكائه المصطنع: أطروحة ح ...
- طوفان الأقصى 788 - الشرق الأوسط: صدى أكتوبر
- ألكسندر دوغين - مفتاح النصر… في الداخل أولًا: حول الحرب واله ...
- طوفان الأقصى 787 - حين يتصدّع المعبد: حكاية تراجع AIPAC في أ ...
- طوفان الأقصى 786 - في المسألة الكردية: تنازع النفوذ بين الأح ...
- ألكسندر دوغين - «خطة السلام ذات النقاط الثماني والعشرين… تُغ ...
- طوفان الأقصى 785 - السعودية في موقع الحليف الأول؟ قراءة في ا ...


المزيد.....




- -سيبدأ قريبًا جدًا-.. ترامب يُلمّح إلى إمكانية تحرك بري في ف ...
- الصين تفرض ضريبة جديدة على الواقيات الذكرية وسط مخاوف صحية ب ...
- لغز الضمادة على يد ترامب: البيت الأبيض يؤكد -صحة الرئيس جيدة ...
- مادورو يتهم الولايات المتحدة بـ-القرصنة-.. وترامب يعلن قرب ب ...
- فائز يعيد كأس يوروفيجن احتجاجاً على مشاركة إسرائيل
- -كلير أوبسكير-الفرنسية تحصد جائزة أفضل لعبة لعام 2025
- العراق.. طفلة تبيع الماء وهي ترتجف من البرد
- عاجل | وزير خارجية لبنان للجزيرة: وصلتنا تحذيرات من جهات عرب ...
- كولومبيا تعرض منح مادورو اللجوء في حال تنحيه عن السلطة
- جرحى في هجوم أوكراني على روسيا وموسكو تستهدف منشآت نفطية


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - الولايات المتحدة تعيد صياغة نفسها: قراءة في «إستراتيجية الأمن القومي الجديدة»