أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 792 - المواجهة المؤجلة: قراءة هادئة في إحتمالات الجولة الثانية بين طهران وتل أبيب















المزيد.....

طوفان الأقصى 792 - المواجهة المؤجلة: قراءة هادئة في إحتمالات الجولة الثانية بين طهران وتل أبيب


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8548 - 2025 / 12 / 6 - 21:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

7 ديسمبر 2025

مقدمة: الشرق الأوسط يعيش على حافة الإنفجار الدائم

منذ نهاية الحرب الصاروخية القصيرة بين إيران وإسرائيل في يونيو 2025، لم ينخفض التوتر في المنطقة بدرجة واحدة. على العكس، فإن ما يحدث الآن هو لحظة إعادة تشكيل ميزان القوى، حيث قام كل طرف — طهران وتل أبيب — بتشريح أداء الطرف الآخر بدقة جراحية، إستعدادًا لجولة ثانية يُقال في الكواليس إنها «مسألة وقت فقط».
التصريحات الإيرانية الأخيرة بأن ترسانتها اليوم «أقوى بكثير مما كانت عليه خلال الحرب السابقة» ليست مجرد إستعراض، بل رسالة إستراتيجية مفادها أن كل ما جرى في يونيو كان مجرد بروفة لم تكتمل.

إيران بعد الحرب: مصانع تعمل 24 ساعة يوميًا

تؤكد مصادر غربية، من بينها خبراء نقلت عنهم نيويورك تايمز، أن مصانع الصناعات الصاروخية الإيرانية تعمل بلا توقف. الحديث هنا لا يدور عن زيادة بسيطة في الإنتاج، بل عن قدرة على إطلاق 2000 صاروخ في موجة واحدة — أي أربعة أضعاف ما أُطلق خلال الحرب الأخيرة.
إنها معادلة رقمية ذات مغزى إستراتيجي: العدد وحده يمكن أن يربك أي نظام دفاع صاروخي مهما بلغت قوته.
بالنسبة لطهران، الهدف واضح: إغراق الدفاع الصاروخي الإسرائيلي وإجباره على العمل عند حدوده القصوى — وربما ما بعدها.

إسرائيل: القبة الحديدية ليست من حديد

رغم الرواية الإسرائيلية الرسمية التي تحدثت عن إعتراض 221 صاروخًا و«سقوط معظم الباقي في مناطق غير مأهولة»، فإن الأرقام تحمل تناقضات كبيرة:
•500 صاروخ وصل إلى الأراضي الإسرائيلية
•36 صاروخًا سقطت في مناطق سكنية
•مئات القطع والمحركات والخزانات التي تتساقط بعد الإعتراض لم تُسجَّل في البيانات الرسمية
بالمقارنة مع أي دولة أخرى، كان يمكن للعدد أن يتسبب في دمار أكبر، لكن إسرائيل — المكتظة بالسكان وغير المحمية في المناطق الصحراوية حيث تقع قواعدها — تخفي الكثير من خسائرها.
العبء على منظومة الدفاع الإسرائيلية كان هائلًا: أكثر من ألف صاروخ إعتراض أطلقتها إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاؤها خلال 12 يومًا، أي بمعدل يقرب من صاروخين مقابل كل صاروخ إيراني.

ما بعد الحرب: إسرائيل تعرف أنها لم تُنهِ المهمة

رغم الضربة الوقائية التي شنتها إسرائيل على مواقع الإطلاق والدفاع الجوي الإيراني، فإن تلك الضربة لم تمنع إيران من إطلاق موجات مكثفة في الأيام الأولى. لكنها أثرت — بوضوح — على:
•دقة الصواريخ في المراحل اللاحقة
•القدرة على الإطلاق الجماعي
•إستمرار تدفق الذخائر إلى المنصات
إسرائيل تعلم ذلك، ولذلك يعمّ شعور داخل المؤسسة العسكرية بأن الجولة المقبلة ليست خيارًا، بل «ضرورة وجودية» في ظل إستمرار تقدم البرنامج النووي الإيراني.

الصين: اليد الخفية في إعادة بناء الترسانة الإيرانية

وفق معلومات إستخباراتية أوروبية، وصلت إلى إيران شحنات «ضخمة» من بيركلورات الصوديوم — المادة الأساسية في تصنيع وقود الصواريخ.
الكلمة التي إستخدمتها المصادر: «عدة شحنات»
لكن حجم هذه الشحنات يساوي عمليًا 2000 طن من المادة الخام.
وهذا يكفي لإعادة ملء مخازن صاروخية بحجم حرب كاملة.
الأهم:
الصين — بحسب تسريبات غربية — تدرس تزويد طهران بأنظمة دفاع جوي من طراز HQ-9، أي النسخة الصينية المطوّرة عن الـ S-300 الروسية. هذه الأنظمة، إن وصلت بالفعل، ستغيّر قدرة إيران على حماية مواقعها الصاروخية من الضربات الوقائية.

إسرائيل والنووي: تهديد بلا دليل، وهجمات بلا نتيجة حاسمة

في يونيو 2025، نفذت الولايات المتحدة عملية «مطرقة منتصف الليل»، إذ ألقت قاذفات B-2 أربع عشرة قنبلة GBU-57 خارقة للتحصينات على مواقع في فردو وناتانز.
لكن النتيجة كانت رمزية أكثر من كونها إستراتيجية:
•إيران لم تعترف بوقوع خسائر كبيرة
•منشآت بديلة يجري إعدادها تحت جبل «كيركاكس»
•المفتشون الدوليون ممنوعون من الوصول
•إسرائيل مقتنعة بأن «البرنامج الإيراني النووي يتجاوز مرحلة الردع»
مفارقة غريبة: إسرائيل نفسها تملك صواريخ Jericho-2 وJericho-3 القادرة على الوصول العميق داخل إيران، لكنها لم تستخدمها خلال الحرب الأخيرة. السبب المعلن: الكلفة والدقة.
السبب غير المعلن: غياب الرؤوس الحربية المناسبة… أو عدم القدرة على الإعتراف بوجودها.

إيران: الهجوم أسهل من الدفاع — وستختار الأسهل

تدرك طهران درسًا عسكريًا كلاسيكيًا: إغراق الدفاع الجوي أسهل بكثير من بناء دفاع قادر على إعتراض كل شيء.
في غزة، كانت «القبة الحديدية» فعالة أمام صواريخ بسيطة.
لكن مع صواريخ أسرع وأكثر مناورة — مثل «فتّاح»، «حاج قاسم»، و«خيبر شكن» — بدا النظام هشًا.
الحرب الأخيرة أثبتت أن:
•صواريخ إيران طورت قدرة عالية على المناورة
•الإعتراض فوق الغلاف الجوي مكلف جدًا
•الدعم الأميركي كان عنصرًا أساسيًا لإنقاذ الدفاعات الإسرائيلية
•من دون واشنطن، كانت النتيجة مختلفة

المعادلة الجديدة: كم سيستغرق تعويض 50% من ترسانة الصواريخ؟

التقديرات الغربية تشير إلى أن إيران أطلقت بين 30% و50% من مخزونها خلال 12 يومًا.
لكن السؤال الإستراتيجي الأهم: كم من الوقت تحتاج إيران لتعويض هذا المخزون — وربما مضاعفته؟
الإجابة، وفق المؤشرات الحالية:
•المواد الخام: تصل من الصين
•الدفاع الجوي: يُعاد بناؤه بمساعدة صينية
•القدرات التقنية: تحسنت بفضل التجربة القتالية
•المنشآت النووية: يجري نقلها لعمق أكبر تحت الأرض
إذا صحت هذه المعطيات، فإن طهران ستكون في «وضع أقوى» مما كانت عليه قبل الحرب خلال فترة قصيرة جدًا.

الخاتمة: الجولة الثانية — مجرد مسألة توقيت

الشرق الأوسط اليوم في مرحلة «ما بين الحروب».
الجميع يستعد:
•إيران: لتجاوز دفاعات إسرائيل عبر الكم والسرعة والتخفي
•إسرائيل: لإجهاض البرنامج النووي وضرب البنية الصاروخية
•الولايات المتحدة: للحفاظ على «التفوق الإسرائيلي» كشرط للإستقرار
•الصين: للتوسع بهدوء في أسواق السلاح وفي هندسة موازين القوى
•الخليج: يراقب بقلق لأن أي حرب جديدة ستمر عبر أجوائه ومياهه
المنطقة أمام سيناريوهين فقط:
إما صفقة كبرى تعيد ضبط الملف النووي الإيراني،
أو تصعيد كبير قد يجعل حرب 2025 تبدو مجرد مشهد إفتتاحي في مأساة جيوسياسية أكبر بكثير.

*****
المرجع
«وجهة نظر الرأس الحربي: رؤية القدس و...»
رومان سكوموروخوف
موقع المراجعة العسكرية
29 نوفمبر 2025



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 791 - «إسرائيل الجديدة: دولة صغيرة بدورٍ إمبراط ...
- ألكسندر دوغين - -وإذا لزم الأمر، فسنمحو أوروبا من على وجه ال ...
- طوفان الأقصى 790 - الذهب الدامي والنفط المحترق: حرب السودان ...
- تحرير كراسنوأرميسك: قراءة تحليلية في دلالات الإختراق الميدان ...
- طوفان الأقصى 789 - إعدامات ميدانية في الضفة الغربية: صفقة تر ...
- ألكسندر دوغين - العقل الإنساني كصدى لذكائه المصطنع: أطروحة ح ...
- طوفان الأقصى 788 - الشرق الأوسط: صدى أكتوبر
- ألكسندر دوغين - مفتاح النصر… في الداخل أولًا: حول الحرب واله ...
- طوفان الأقصى 787 - حين يتصدّع المعبد: حكاية تراجع AIPAC في أ ...
- طوفان الأقصى 786 - في المسألة الكردية: تنازع النفوذ بين الأح ...
- ألكسندر دوغين - «خطة السلام ذات النقاط الثماني والعشرين… تُغ ...
- طوفان الأقصى 785 - السعودية في موقع الحليف الأول؟ قراءة في ا ...
- طوفان الأقصى 784 - سوريا بين تفكّك السلطة وإعادة إنتاجها
- طوفان الأقصى 783 - ألمانيا تفتح أبوابها لحميرٍ من غزة… وتغلق ...
- خطة ترامب للسلام في أوكرانيا - ملف خاص - الجزء 6
- طوفان الأقصى 782 - أحمد الشرع بين السرديات الروسية والتركية ...
- خطة ترامب للسلام في أوكرانيا – ملف خاص – الجزء 5
- طوفان الأقصى 781 - ترامب – إبن سلمان: تحالف القوة والمال… وص ...
- خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص - 4
- طوفان الأقصى 780 - غزة… والولايات المتحدة… وإسرائيل: حين تصط ...


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يعلن استهدافه إحدى أكبر مصافي النفط الروسية ...
- أحمد الشرع: إسرائيل قابلت سوريا بعنف شديد.. وأصبحت تخوض حربا ...
- ذكرى سقوط الأسد: رويترز تكشف عن -محاولات لزعزعة الأمن-، ودعو ...
- الأردن إلى ربع نهائي كأس العرب والجزائر تحقق فوزا عريضا على ...
- هل فشلت المعارضة التونسية في تعبئة الشارع؟
- ماذا تغير في رؤية السياسة الخارجية الأمريكية؟
- مظاهرة في تونس تحت شعار -المعارضة ليست جريمة- بمشاركة جمعيات ...
- ماكرون يتوجه إلى لندن الإثنين لبحث خطة السلام في أوكرانيا مع ...
- خطة هروب جاهزة لكندا.. فرنسيون قلقون من حرب محتملة مع روسيا ...
- توقيف 4 نشطاء لطخوا صندوق عرض التاج البريطاني بالطعام


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 792 - المواجهة المؤجلة: قراءة هادئة في إحتمالات الجولة الثانية بين طهران وتل أبيب