أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 788 - الشرق الأوسط: صدى أكتوبر















المزيد.....

طوفان الأقصى 788 - الشرق الأوسط: صدى أكتوبر


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8545 - 2025 / 12 / 3 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

3 نوفمبر 2025

تواصل إسرائيل، بعد مرور عامين على صدمة هجوم 7 أكتوبر 2023، مواجهة موجة غير مسبوقة من الأسئلة الصعبة حول مسؤولية قيادتها السياسية والعسكرية عن الإخفاق الذي سمح لحركة حماس بتنفيذ أحد أكبر الإختراقات الأمنية في تاريخ الدولة العبرية. وفي هذا السياق، يقدّم المؤرخ والكاتب الروسي فاليري بورت* قراءة معمّقة لهذه اللحظة من الإنكشاف الإسرائيلي، معتبرًا أن «السياسيين الإسرائيليين لا يريدون تحمّل المسؤولية عن أخطائهم» — وهي الجملة التي يضعها عنوانًا فرعيًا لمقاله المنشور في 29 نوفمبر 2025 عل موقع مؤسسة الثقافة الإستراتيجية.

أولًا: أجواء ما بعد الصدمة — لماذا إنفجرت الأزمة داخل إسرائيل؟

يُجمع الخبراء في إسرائيل اليوم على أن هجوم السابع من أكتوبر لم يكن مجرد إختراق تكتيكي، بل زلزال إستراتيجي كشف هشاشة بنية الأمن القومي الإسرائيلي. ويشير بورت إلى أن الإعلام العبري «ممتلئ بالمواد المرتبطة بالأحداث المأساوية ليوم 7 أكتوبر 2023، حينما إجتاح مقاتلو حماس أرض الدولة اليهودية… وإرتكبوا مجزرة دموية».
هذا الوصف الحاد يعكس طبيعة الجرح المفتوح داخل المجتمع الإسرائيلي، والذي لا يزال يطالب بإجابات واضحة عن سؤال المسؤولية: من الذي سمح بحدوث هذا الإنهيار؟
ووفقًا لبورت، فقد حاولت القيادة السياسية — وعلى رأسها بنيامين نتنياهو — تأجيل فتح ملف التحقيق ما أمكن: «رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعد على مضض بأن الحكومة ستجري تحقيقًا مناسبًا… لكنه لفترة طويلة رفض القيام بذلك».
الضغط الشعبي هو الذي أجبر الحكومة على التحرك. لكن هذا التحرك — في نظر بورت — جاء متأخرًا للغاية.

ثانيًا: القيادة العسكرية تبحث عن كبش فداء — ولكن دون كشف الأسماء

يكشف المقال أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زمير، أعلن مؤخرًا عن نيته معاقبة أو إبعاد عدد من القادة الكبار بسبب فشل يوم الهجوم.
لكن المفارقة أن زمير لم يذكر أي اسم.
لماذا؟
يجيب الكاتب: «هذه المسألة الحساسة والمؤلمة تمس العديد من السياسيين الإسرائيليين، وهم لا يعرفون كيف يخرجون من هذه القصة».
ويصف زمير ما حدث بأنه: «فشل خطير، فاضح، ومنهجي».
«لم تنجح القوات في أداء مهمتها الأساسية يوم 7 أكتوبر — حماية المدنيين».
ومع ذلك، يلاحظ بورت أن هذه الإعترافات جاءت بعد عامين كاملين من الهجوم، بينما بقي كبار المسؤولين في مواقعهم لفترات طويلة.

ثالثًا: من بقي ومن رحل؟ — خريطة الحساب المتأخر

يقدّم بورت مجموعة من الأمثلة الصارخة على التباطؤ في تحمّل المسؤولية: هيرتسي هليفي، رئيس الأركان أثناء الهجوم، بقي في منصبه حتى مارس 2025، وإكتفى بـ«الإعتراف بأخطائه» دون أي تدابير مؤسسية حقيقية.
يوآف غالانت، وزير الدفاع أثناء الهجوم، لم يستقِل إلا في نوفمبر 2024، رغم أنه إعترف منذ أيام الهجوم بأنه «مسؤول عن عدم قدرة الجيش على منع الهجوم».
نتنياهو نفسه بقي في السلطة، وكذلك رئيس الموساد دافيد بارنيا.
الخلاصة التي يطرحها بورت بوضوح: «من الواضح أن أحدًا من كبار القيادات الإسرائيلية لا يريد تلطيخ سمعته، ولذلك توجد شكوك كبيرة في أن التحقيق سيصل إلى نهايته الطبيعية».

رابعًا: كيف خُدع الأمن الإسرائيلي؟ — آلية التضليل الإستراتيجي لحماس

يستعيد الكاتب معلومات قد نشرتها الصحافة الإسرائيلية، ويصل إلى إستنتاج مذهل:
حماس لم تباغت إسرائيل عسكريًا فقط، بل خدعتها سياسيًا وأمنيًا عبر بناء صورة زائفة لعدم رغبتها في المواجهة.
ينقل بورت عن صحيفة The Times of Israel: «حماس أنشأت آلية خداع محكمة… أقنعت الإسرائيليين والدوليين بأنها مهتمة برفاهية السكان المدنيين وليست معنية بالقتال».
وبينما كان القادة الإسرائيليون مطمئنين، كانت حماس — حسب التحقيقات — تبني:
•شبكة أنفاق عملاقة
•مقرات قيادة
•مصانع أسلحة
•مخازن
•منظومة رصد متقدمة
ويذكر الكاتب: «إتضح أن مقاتلي حماس كانوا يضمون خبراء حقيقيين ومحللين محترفين… وأنهم جمعوا بيانات إستخبارية تضاهي ملفات العمليات الخاصة».
هذا التطور النوعي كان غائبًا تمامًا عن تقديرات الإستخبارات الإسرائيلية.

خامسًا: الخطأ الإستراتيجي الأكبر — التركيز على إيران وتجاهل غزة

من أخطر خلاصات بورت: «نتنياهو كان يعتبر أن التهديد الأساسي يأتي من حزب الله وإيران، بينما كان العدو الحقيقي موجودًا في "الفناء الخلفي"».
ويعزز ذلك بالإقتباس الأصلـي: «كان نتنياهو واثقًا أن حماس غير معنية بالهجوم… وأن الحدود محصّنة بما يكفي».
هذا الوهم الإستراتيجي ساهم في شلل القرار السياسي والعسكري يوم الهجوم.

سادسًا: إستدعاء الذاكرة — تشابه مذهل بين أكتوبر 2023 وأكتوبر 1973

يستعيد بورت صفحات من تاريخ حرب أكتوبر 1973، ليُظهر أن إسرائيل — آنذاك كما الآن — وقعت في الفخ نفسه:
الإستخفاف بالخصم وتجاهل التحذيرات.
يصوغ الكاتب المقارنة هكذا: «التاريخ تكرر… كما في 1973، تجاهلت القيادة الإسرائيلية التحذيرات الواضحة».
ثم يروي الحوادث الشهيرة:
1. تحذيرات الإستخبارات قبل الحرب
2. إجتماع 3 أكتوبر الذي خلص — خطأً — إلى أن «لا حرب في الأفق»
النتيجة كانت كارثية: «الهجوم باغت إسرائيل… والجيش تكبّد خسائر كبيرة في الأيام الأولى».
ورغم أن إسرائيل إستعادت المبادرة لاحقًا، فإن الخلاصة السياسية كانت واحدة: «إنتهى الأمر بإستقالة حكومة غولدا مائير».

سابعًا: لماذا لم يتكرر السيناريو السياسي في 2023؟

يسأل بورت: كيف إستقالت حكومة مائير بعد أسابيع من الحرب عام 1973، بينما بقي نتنياهو ومعه قادة الأمن في مواقعهم بعد كارثة أكبر بكثير؟
وتكون إجابته: «البعض رحل… لكن ليس فورًا. والبقية ما زالوا في مواقعهم حتى الآن».
الدلالة هنا واضحة: هناك تحوّل جذري في الثقافة السياسية الإسرائيلية، يتمثل في تراجع مفهوم «المسؤولية السياسية» لصالح البقاء في السلطة مهما كانت التكلفة.

خاتمة: بين صدمة الأمس ومأزق الغد

تُظهر قراءة فاليري بورت أن إسرائيل تعيش اليوم لحظة توثيق تاريخي لا تقل خطورة عن لحظة ما بعد حرب أكتوبر 1973.
لكن الفارق الكبير — كما يكشف بورت — هو غياب الإعتراف السياسي الحقيقي بالأخطاء.
إن أخطر ما يقوله الكاتب: «هناك شك كبير في أن التحقيق سيصل إلى نهايته».
وإذا كان عام 1973 قد إنتهى بإعادة صياغة كاملة للنظام السياسي والأمني في إسرائيل، فإن عام 2023 — وفق تحليل بورت — ما زال بلا خاتمة.
وهذا هو جوهر الأزمة: ليست أزمة أمنية فحسب، بل أزمة قيادة، ومسؤولية، وقدرة على مواجهة الحقيقة.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين - مفتاح النصر… في الداخل أولًا: حول الحرب واله ...
- طوفان الأقصى 787 - حين يتصدّع المعبد: حكاية تراجع AIPAC في أ ...
- طوفان الأقصى 786 - في المسألة الكردية: تنازع النفوذ بين الأح ...
- ألكسندر دوغين - «خطة السلام ذات النقاط الثماني والعشرين… تُغ ...
- طوفان الأقصى 785 - السعودية في موقع الحليف الأول؟ قراءة في ا ...
- طوفان الأقصى 784 - سوريا بين تفكّك السلطة وإعادة إنتاجها
- طوفان الأقصى 783 - ألمانيا تفتح أبوابها لحميرٍ من غزة… وتغلق ...
- خطة ترامب للسلام في أوكرانيا - ملف خاص - الجزء 6
- طوفان الأقصى 782 - أحمد الشرع بين السرديات الروسية والتركية ...
- خطة ترامب للسلام في أوكرانيا – ملف خاص – الجزء 5
- طوفان الأقصى 781 - ترامب – إبن سلمان: تحالف القوة والمال… وص ...
- خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص - 4
- طوفان الأقصى 780 - غزة… والولايات المتحدة… وإسرائيل: حين تصط ...
- خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص -3
- طوفان الأقصى 779 - فلسطين: الذاكرة التي لا تنام - حين يصبح ا ...
- خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص - 2
- طوفان الأقصى 778 – العراق بعد الإنتخابات – صراع النفوذ وتواز ...
- خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص - 1
- ألكسندر دوغين - تصاعد الخطاب المعادي لإسرائيل في الولايات ال ...
- ألكسندر دوغين - ماغا MAGA والصليب في زمن “السلام الكاذب”


المزيد.....




- سوريا.. أول رد رسمي على قرار -الجولان- بمجلس الأمن ضد إسرائي ...
- الكرملين: المحادثات مع واشنطن حول أوكرانيا كانت -بناءة- لكن ...
- نهاية مأساوية لشاب برازيلي.. افترسته لبوة في حديقة حيوانات
- بيترو يحذر ترامب: لا توقظ النمر.. مهاجمتنا تعني إعلان الحرب ...
- مصر تسترد قطعتين أثريتين من بلجيكا
- بعد أوامر سرية.. رئيس كوريا الجنوبية بصدد تقديم اعتذار لكيم ...
- هجوم البيت الأبيض.. الأفغاني المشتبه به يدفع ببراءته
- اشتداد القتال شمالي كردفان.. و-بابنوسة- ساحة معركة كبرى
- الرسالة وراء ارتداء بوتين الزي العسكري المموه وادعاء الانتصا ...
- السعودية.. أبرز 4 تصريحات من محمد بن سلمان عن ميزانية 2026


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 788 - الشرق الأوسط: صدى أكتوبر