أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - رحلة إلى كيثييرا 1984(ثيو أنجيلبولس):الذاكرة الحزينة














المزيد.....

رحلة إلى كيثييرا 1984(ثيو أنجيلبولس):الذاكرة الحزينة


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 8555 - 2025 / 12 / 13 - 16:11
المحور: الادب والفن
    


النص لثيوانجيلوبولس بالتعاون مع تونينو غويرا،وهنا نتساءل قبل البدأ بالكتابة عن الفيلم،هل هناك أي من مخرج كبير لم يتعامل مع تنينو غويرا؟
عندما يذكر الكبار،يجب ان يذكر معه بالتأكيد تونينو غويرا.
الاستهلالية تقول،أن الرحلة هي رحلة إلى اعماق الفضاء،هي رحلة إلى منطقة كونية خارج هذا العالم المحدود بالحدود السياسية،وحتى البشرية،والذي يمارس فيه الخرق الطبيعي للأصل الواحد للإنتماء البشري،وربما نقول أن
"كيثييرا" هي الجزيرة اليونانية الشهيرة هي الأخرى بانتماءاتها الأصلية للأساطير اليونانية.
فهي موطن أفرديت المعادلة لفينوس الإغريقية،وهذا يكفي،ففينوس ليست بحاجة إلى التعريف على الإطلاق.
ولكن،ثيو أنجيلوبولس لن يقودنا إلى عالم غير مألوف،او عالم مختلف عم ألفناه عنده،فهو يتكلم عن اليونان،وعن ما تعنيه اليونان بالنسبة لمن عرف اليونان،وبالنسبة للإنسان بشكل عام.
سينما انجيلوبولس سينما لها علاقة كبيرة جدا بالماضي،الذي هو ليس رحلة فقط في أحضان ذاكرة معذبة،بل بالزمان والمكان أيضا،فعلى الغالب فهذا الزمان وهذا المكان محددان تماما،لاينطوي على اشارات عشوائية بحيث يجعلنا نقول أن هذه السينما هي سينما فقط عن الذاكرة الممتدة عبر التاريخ اليوناني،على ان هذا لاينفي على الإطلاق أن هذه السينما لها علاقة كبيرة بالحنين المجرد هنا لكل لحظة يائسة معذبة في تاريخ اليونان،وكل مكان مكتشف،وحتى غير مكتشف في اليونان.
وإن كان الطرح السينمائي شاعري عميق الصلة بالمشهد الطويل،والطرح الموسيقي،والأدب،ولمن تبقى هذه السينما سينما إنسانية ذات صلة كبيرة باليونان،مرتبطة ارتباطا غير قابل للإنفصام حتى لو وضعنا أطرها ضمن الإطار الإنساني العام،إلا أن يمكن فهمها من دون ربطها باليونان السياسية والإنسانية.
أليكساندروس مخرج مسرحي في اواخر الثلاثينات من عمره،يمتلك طفلا اسمه سبيرو على اسم والده،وهو يترقب حضور والده من منفاه الروسي بعد ان منحت الحكومة اليونانية عفوا عاما عن المعارضين في اواخر السبعينات.
فجأة يدخل ذلك العجوز إلى المقهى،يبدو بأنه قادم من اللامكان،قادم من مق الماضي نفسه.
اليكساندروس يبدأ بملاحقته متأكدا من أنه ابيه،من دون ان يششك قيد أُنملة في ذلك،وكأنه يلاحق كتلة من زمن قادمة من الماضي،ليلخص الماضي من دون ان تقول أي كلمة من خلال تلك اللقطة التي تبرز الفضاء الشاسع،والفراغ،التي عودنا عليهما ثيوأنجيلوبولس في كل أفلامه،بحيث لايمكن فصل سينماه عن هذه المشهدية،فهي سينما مرتبطة باللقطة،وهي سينما تروي تقريبا بصمت،وتوؤرخ بنكهة وثائقية من خلال الصورة.
إنها تؤرخ السياسة بالتواري بحجاب الفن.
هذا القادم إلى اليونان يعد 32 سنة من المنفى،هل سيكون له القدرةعلى الإنتماء مرة أخرى؟
وكيف سيواجه الآخرين انتماؤه اصلا؟
تقول فيولا"ابنته":إنه والدنا،أو ربما يكون والدنا بعد 32 سنة؟
يبدأ هذا العائد بالذكريات،بالصفير الذي كان لغة للمساجين،في منطقته القروية الأصلية،وتنتفي هذه الذكريات عندما يسلم على رفقائه الأموات في المقبرة،ومن ثم يرقص رقصة الإنتصار على الموت.
وحتى عندما يروي لصديقه اعترافا عميقا،عمق اماضي السحيق نفسه:
لقد من سنوات عديدة لكني لم أخبرك،لقد كنت أحب كاترينا منذ ان كنا فتيانا صغارا
يرد سبيرو عليهم باغنيتهم الأصلية،والتي كانت متداولة كثيرا في الطفولة والشباب بينهما،مع تلك ارقصة اليونانية المألوفة،رقصة زوربا.
لكن،ما دلالة هذا الإعتراف على اللحظة الحالية،على الواقع الحالي،يبدو أنه مجرد اعتراف للتخلص من عقدة ذنب.
الماضي كبير،وشاسع بالنسبة لأنجيلوبولس،انه اعمق ويبدو اهم من الحاضر نفسه.
انجيلوبولس هو مخرج الذاكرة الحزينة،وهذا وصف كافي،بل كافي جدا.
واللقطة الطويلة من بعيد،تظهر خلفها مع القليل جدا من الحوار والكلام.
طبعا،سيكون رد هذا المنفي العائد من الماضي برفض التوقيع على بيع الأرض.
تقول فيولا:لماذا لاتدع أمي توقع؟ أي حق لك بالرفض؟
منذ متى لم أرى ضحكتها،لقد دخلت السجن لأجلك.
كفاح دائم عانينا منه ونحن أطفال،لقد أهدرت حياتنا،ذهبت إلى الجبال وبعد ذلك رحلت،فلماذا عدت؟!

أنت رجل ميت،أربع مرات حكم عليك بالموت
طبعا،وصف رجل ميت مناسب جدا لسبيرو لأنه وجد نفسه فجأة لا ينتمي إلى منطقة كان قد عمل الكثير من أجلها لإعتقاده بأنه ينتمي إليها.
هنا أليكساندروس،المخرج المسرحي،يبدأ بخط هذه القصة،وكان لاحقا سيسرد ماضي أصل نشوئه وهو ماضي آخر.
اليونان ترفض اعطاؤه الإنتماء،أنها تتنكر له،وتنعته ب المسافر الروسي،وسيظل عالقا في المياه الدولية حتى اشعار آخر.
مع نهاية الفيلم،يصور ثيو أنجيلوبولس حفلا طويلا للبحارة،الذي اقيم تكريما لذلك الرجل العجوز،والذي هو الآن في البحر،كاتونيا،زوجته،تقول له كلمة واحدة:أريد الذهاب معك.
يلتقبان على متن عبارة تحمل الصيغة الدولية ومربوطة إلى ميناء اليونان،لكنه يبدو غير محايد لهذا الإنتماء،إن كان يريد الإنتماء إلى ذلك المكان الذي عاد إليه وهو مغمور بكثافة أفكار سياسية ترفض وجوده.
يُفلت الحبل،ويجعل العبارة تسير على سجيتها،فهو في الحقيقة،الآن،غير منتمي لأي شيء ولو حتى فكره.
فيلم رحلة إلى كيثييرا،فيلم رائع عابق بالجمال،انه فيلم يحصل على العلامة الكاملة بكل سهولة.
30/03/2025



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسكندر العظيم 1980(ثيو أنجيلوبولس): كيف يصبح المحرر طاغية
- مكان آمن 1971 هنري جاكلوم: الكثير جدا من الكلام المفكك
- الممثلون الجوّالون 1975-ثيو أنجيلوبولس: السينما التي تطالع ا ...
- أيام 1936-ثيو أنجيلوبولس:سلاح الفن
- سر أوبروالد1980 : المستحيلات من الممكن ان تحدث
- عن ثيو أنجيلوبولس وفيلم اعادة بناء 1970
- الجزئيات الأساسية رواية من قبل ميشيل ويلبك وفيلم صدر عام 200 ...
- نهاية سعيدة 2017(مايكل هاينكه):محاولة انتحار فاشلة
- الحب 2012(مايكل هاينكه): الحب والموت
- الوشاح الأبيض 2009(مايكل هاينكه):إحالة كافكاوية
- مختفي 2005(مايكل هاينكه): مخرج الأقليات المضطهدة
- زمن الذئب 2003(مايكل هاينكه):عالم الملاذ
- في بلاد الأشياء الأخيرة 2020:فيلم من اخراج: Alejendro Chomsk ...
- الزمن مجهول لحكايا غير مكتملة لرحلات عدة 2000(مايكل هاينكه): ...
- ألعاب مسلية 1997(مايكل هاينكه): المعقول غير ممكن في هذه السي ...
- التقرير 1977-عباس كيارومستاني:فيلم يريد أن يقول شيئا عن سينم ...
- القلعة1997:كيف سيتعامل مايكل هاينكه مع لغز القصر الكافكاوي.. ...
- الثورة 1993(مايكل هاينكه): أندرياس بم اعلن نفسه ملحدا
- الجموح في القلب 1991(ديفيد لينش): قصة فنتازية ذات لفظ سوريال ...
- واحد وسبعين جزا من تسلسل الصدف 1994(مايكل هاينكه):الغضب


المزيد.....




- أول عيد ميلاد بدون ديان كيتون.. صنّاع فيلم -The Family Stone ...
- احتفالية في عمان بمناسبة اليوم العالمي لعائلة اللغة التركية ...
- فنان هولندي يفوز بجائزة الكاريكاتير الأوروبي عن رسم يعبر عن ...
- هولندي يتوّج بجائزة الكاريكاتير الأوروبي عن رسم يفضح الإبادة ...
- وفاة الممثل الأميركي بيتر غرين.. العثور على نجم أدوار الشر م ...
- -إحدى أعظم ألغاز الأدب-.. دراسة تستكشف سر وفاة جين أوستن عام ...
- مدير الإدارة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب: ضرورة الحفاظ ...
- متحف -غريفان- بباريس.. 250 تمثالا شمعيا لإضاءة صفحات التاريخ ...
- الممثل الأمريكي ديك فان دايك يكمل عامه الـ100 ويأمل في حياة ...
- 2025 بين الخوف والإثارة.. أبرز أفلام الرعب لهذا العام


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - رحلة إلى كيثييرا 1984(ثيو أنجيلبولس):الذاكرة الحزينة