بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 8351 - 2025 / 5 / 23 - 16:09
المحور:
الادب والفن
يبدأ الفيلم مع الكلمة الإيحائية:هناك طفلة تحاول أن تشرح كلمة لمجموعة من الأطفال وهم يحاولون التوصل إلى الكلمة من خلال تخمين حركاتها.
قد يكون هذا المشهد يحاول اختصار ما الذي يريد ان يقوله الفيلم،لأن الفيلم يطرح قضية المفهوم الاجتماعي للأقليات والغريب والإندماج والتعايش الاجتماعي.
هل هناك طريقة موحدة وتامة للتعامل مع هذه المشكلة على الأقل من واقع الطرح الإجتماعي ليس إلا ...؟!
جان قادم من الريف-صبي في السابعة عشرة من عمره تقريبا-قادم إلى باريس هاجرا الريف بحثا عن أخيه جورج،الذي يعمل محررا في صحيفة نيوزويك وهو الآن متواجد في كوسفو،يلتقي صدفة بزوجة اخية إيفا-جولييت بينوش-.
يقوم جورج بإلقاء المغلف الورقي للساندويشة إلى متسولة في الزاوية،بدلا من إلقاء لها صدقة،وهذا لايعجب عضو إجتماعي منضم إلى هذا المجتمع،اسود قادم من مالي.
يصر أن يقوم الشاب بالإعتذار للسيدة،على ان جان يرفض وتتدخل الشرطة،لنكتشف ان هذه المتسولة من كوسوفو،حيث تقوم الشرطة بإعادة تسفيرها إلى بلدها.
إن كان مايكل هاينكه يمارس على الدوام سينما مستفزة غير محايدة على الإطلاق،فهو هنا يبدو محايدا في فيلم يبدو بانه أهذا أفلامه أيضا على الإطلاق.
وحتى لو كانت القصة محبوكة سينمائيا بشكل جيد،على انه يتضح فيها النفس الوثائقي بقوة،ومن غير شك تلك العلاقة الكبيرة بالسياسة.
إذا،هناك تداخلات سريعة في الفيلم،بين تلك التي غادرت فرنسا إلى كوسفو التي نشاهد شيئا من حياتها،وجورج وشذرات من علاقاته الإجتماعية بزوجته إيفا،ووالده وابن أخيه جان الذي يقرر فجأة ان يهجر المزرعة.
ومن ثم أيضا،الأقليات الأفريقية في فرنسا وطرح وجهة نظرها بانها تعاني من ظلم اجتماعي كبير،بالاضافة الى العنف في كوسوفو.
هاينكه في هذا الفيلم لايحاول أن يحل مشكلة،ولسان حاله وكانه يقول:بأن هذه المشاكل الوجودية قابعة ولازال يُنظر إليها من نفس الزوايا منها كيف أقبل واتعايش مع الآخر،حتى لو كان هذا الآخر يعاملني باحتقار ناتج عن نقص وشعور بالظلم الاجتماعي...كل تلك القضايا هي رمز مجهول،كيف نستطيع تعريفه أو وضع إلزام تعريفي له...؟!
هاينكه يقول بوضوح بأنه لايقدم حلولا،ولا يدعي بأنه يحاول أن يقدم صيغة مقبولة للإندماج العالمي،ولنلاحظ أيضا أن الفيلم يسير على خلفية فيلم آخر تقوم إيفا بتصويره بعنوان الجامع.
وهذا بحد ذانه بدا غير واضحا وباهتا جدا...
على الرغم من قلة التفاصيل،فلا يمكن القول عن الفيلم بأنه خفيف على المشاهدة،أو سهل الهضم،بل هو بليد نوعا ما،ولا اعتقد أن هذه التداخلات القصصية قد أفضت إلى فيلما كبيرا،وحتى جولييت بينوش لاتبدو لي لإي أحسن أحوالها،فهذا الدور الذي قامت به ليس يأفضل أدوارها على العموم.
6/12/2024
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟