أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - القلعة1997:كيف سيتعامل مايكل هاينكه مع لغز القصر الكافكاوي...؟!














المزيد.....

القلعة1997:كيف سيتعامل مايكل هاينكه مع لغز القصر الكافكاوي...؟!


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 8330 - 2025 / 5 / 2 - 14:58
المحور: الادب والفن
    


طبعا،رواية القلعة أو القصر،رواية شهيرة جدا لفرانز كافكا،ومن المعروف بأنها آخر نص حققه فرانز كافكا في حياته القصيرة نسبيا،وظلت كرواية غير منتهية كونه مات قبل أن ينجزها او يحقق خاتمتها،ومن المعروف بشكل عام عن كافكا بأنه كان يجد صعوبة كبيرة في إنهاء أي عمل يكتبه،والرواية بحد ذاتها ليست موضوع نقدنا التي هي من أكبر وأقوى وأشهر النصوص التي حققها كافكا مشتركة مع المحاكمة،بل موضوعنا هو العمل الفني الذي حققه مايكل هاينكه الذي بالأساس قدمه للشاشة الصغيرة.
يستخدم هاينكه كعادته الراوي،وهو يعمل هنا على الغوص،او محاولة الغوص في أدق تفاصيل الرواية من خلال الراوي،لأن الفيلم من ناحية فنية لا ينجح في خلق المعطيات لتقديم نص أدبي بأبعاده التقنية على الشاشة.
الراوي هنا يقول كل شيء،يقول الخفي والذي في الداخل،ويشرح ويحلل المشاعر،ليس ليخلص هذا النص الكافكاوي من الغموض المألوف،بل لينقل ذلك الشخص الذين قالوا عنه بأنه أفضل من كتب الرواية في القرن العشرين بحذافيره على الشاشة،والنتيجة كانت فيلم خالي من أي لمسة إبداعية سينمائية.
ليس من الممكن أبدا ان تتحول السينما إلى أدب،كما انه ليس من الممكن ان يتحول الأدب إلى سينما
كتبت هوامش عن الفيلم زادت عن ثلاثة صفحات،ولكن هذه الهوامش لم تكن سوى نقل للراوية،واللمسات الفنية وجدناها قليلة.
لنتحدث عن ناحية أخرى:هل نجح هاينكه في نقل هذا النص الكافكاوي الصعب والمعقد إلى الشاشة؟!
من ناحية سوداوية،نقول أنه نجح بإمتياز،نجح حتى في التقاط التفاصيل الصغيرة من خلال الراوي طبعا ونقلها للمشاهد،والقلعة ليست نصا من الممكن التغاضي عن أي شيء فيه،إنه ليس نصا عن تفاصيل لاداعي لها،بل كل جزئية من الرواية تشكل حدا فاصلا،من الناحية الجمالية والناحية التعبيرية،فمن القول عن النص بأنه كابوسي،وان لم يكن هذا التشبيه ينطبق تماما على القلعة مثل نصوص كافكا الأخرى،ومن الممكن القول عن النص بأنه عبثي أيضا،فكل الشخصيات تتصرف بغرابة شديدة واحيانا لانجد مبررات معقولة أو منطقية لهذه الغرابة،إلا أنها تخلق جوا مشحونا مليء بالتوشيق،ويجعل القارئ والمشاهد يبحث عن السبب أو عن الدافع وراء مثل هذه التصرفات،ولكن من الأجدى أن يتعامل القارئ والمشاهد أيضا على ان هذه الغرابة هي جزء من شخصيات كافكا التي من المستحيل أن نطلق عليها لفظ الجنون،بل شذوذ في أشكالها وتصرفاتها تجعلها حتى غريبة عن بعضها البعض...
هذا شيء أستطاع مايكل هاينكه أن يلتقطه،أن يحققه بإمتياز،لان إيجاد شخصية كافكاوية ووضعها كشخصية حاضرة في الوجود هو شيء في غاية الصعوبة...أنها عملية إبداعية تشبه العمل الإبداعي لديفيد لينش في خلق شخصية بطل فيلم (رأس ممحاة).
اضطرابات الشخصية غير المفهومة،التعامل الغريب مع الآخرين،رفض الآخر الغريب،مع اضفاء عنصر اخفاء الدافع المقبول سوى ان هذه الشخصيات تتصرف من ذاتها بتلقائية،او باتت تلقائية نتيجة الاعتياد على العنصر المقموع فيها.
في الفيلم يدخل جوزيف ك إلى الحيز المكاني للقلعة،وهذا الحيز هو فضاء إنساني مختلف،فلا شك ان عالمنا الذي تدور فيه الأحداث،لكن هناك شيء مختلف بارز في هذا المكان هو القمع الشمولي للفرد،بحيث أن كل الشخصيات تتصرف بطريقة واحدة،أو على الأقل متشابهة إلى حدود ملحوظة ومحسوسة...من الممكن القول بانها يوتوبيا من نوع آخر.
يوتوبيا مشابهة للأنظمة الشمولية الخارقة للعادة والإختلاف بينهما أن شخصيات كافكا جدا آلية،بحيث لانجد فيها أي حس للتمرد على هذا النظام الشمولي...هذا الإستسلام هو الذي خلق هذه الطوباوية غير المثالية على الإطلاق.
كاف قادم بتكليف كمساح أراضي،وهنا نتساءل:
إذا كانت أنفاس هذا المجتمع تبدو محسوبة بدقة من قبل نظام القلعة،فأي اراضي التي لن تكون ممسوحة في هذا المجتمع الخارج عن المألوف بطبائعه الشمولية...ك حتى في طبيعة تكليفه يبدو مجرما ودخيلا على مجتمع ملغز لايبدو بانه سيقبل به من الأساس.
إذا،من الطبيعية ان نشاهد في الفيلم تصرفات عبثية لايبدو بأنه هناك طائل ولا هدف من ورائها،لأن الخلفيات لها خفية،وبالنسبة لنا أيضا،والواضح فيها أنها تعني التهرب من مواجهة هذا الدخيل،ومحاولة طرده من مكان يبدو ان القلعة تملك فيه سلطة قوية منيعة لكنها معنوية،فهي لاتملك حق طرد هذا الدخيل من هذا المكان بالطرق القانونية.
من الملاحظ أننا قدمنا عن الرواية أكثر من الفيلم،لأن العنصر الفني بين العنصرين يبدو ضئيلا جدا،لكنه ليس معدما على اللإطلاق.
هل هذه المعالجة الكافكاوية تستحق المتابعة...؟!
تستحق المشاهدة مرة أخرى...؟!
هذه المعالجة السينمائية هي غاية في الالتزام بالنص الروائي،وتنقصها تلك الحرارة السينمائية...تلك المعالجة التي تختفي من خلف أي قصة.
هاينكه قدم فيلما تلفزيونيا لايوجد به أي ارتباط بالسينما،هو ارتباط بالتلفزيون فقط ومحدوديته،ومن هذه الناحية يبدو لي أن قراءة الرواية تغني عن مشاهدة الفيلم،ومن ناحية أخرى،فالفيلم يسير بكامله بنمط تسلسل يصلح أن يوضع بحلقات أو بأجزاء.
لكن،هل يمكن مقارنة هذا الفيلم،مع سلسلة كيسلوفسكي الخطايا والتي قدمها أصلا للتلفزيون...؟!
بالتأكيد أن معالجة أورسون ويلز لرواية المحاكمة أكثر قوة وحيوية من هذه المعالجة للقلعة،على أننا لانفاضل بين هذين المخرجين إطلاقا.
8/11/2025



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة 1993(مايكل هاينكه): أندرياس بم اعلن نفسه ملحدا
- الجموح في القلب 1991(ديفيد لينش): قصة فنتازية ذات لفظ سوريال ...
- واحد وسبعين جزا من تسلسل الصدف 1994(مايكل هاينكه):الغضب
- فيديوهات بيني 1993(مايكل هاينكه):الجزء الثاني من ثلاثية برود ...
- القارة السابعة 1989(مايكل هاينكه): هناك درجات للارتباط بالحي ...
- فراولين 1986(مايكل هاينكه):ميلودراما ألمانية
- من هو إدجار ألن 1984(مايكل هاينكه): الفيلم المختلف في مسيرة ...
- بين معلمة البيانو لمايكل هاينكه 2001 ومعلمة البيانو لألفريدة ...
- انحرافات 1983(مايكل هاينكه):وجود ويوتوبيا
- بدلة للعرس 1976(عباس كيارومستاني):.الله ستر
- اللاموس-lamminge1979(مايكل هاينكه):مسارات تدمير الذات
- بعد ليفربول 1974:الفيلم التلفزيوني الأول لمايكل هاينكه
- عن مايكل هاينكه وثلاثة مسارب للبحيرة 1976
- الحياة ولا شيء آخر1992:كيارومستاني الذي يبحث عن مصير ابطاله
- استعراض ترومان1998(من اخراج بيتر وايلدر وتمثيل جيم كاري): تل ...
- 1900(برناردو برتولوتشي)-1976: فيلم عن الصعود والسقوط الطبقي
- الريح ستحملنا 1999(عباس كيارومستاني):ارتجال الحياة
- تذاكر 2005(عباس كيارومستاني): فيلم عن التذكرة التي نحجزها في ...
- القمر 1979(برناردو برتولوتشي): انه حب اوديبي ولكن ليس بالمعن ...
- البجعة السوداء(دارين آرنوفسكي) 2010 : اوبرا تشايكوفسكي تحولت ...


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - القلعة1997:كيف سيتعامل مايكل هاينكه مع لغز القصر الكافكاوي...؟!