أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الإسكندر العظيم 1980(ثيو أنجيلوبولس): كيف يصبح المحرر طاغية














المزيد.....

الإسكندر العظيم 1980(ثيو أنجيلوبولس): كيف يصبح المحرر طاغية


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 8533 - 2025 / 11 / 21 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


ماذا سيقول ثيو أنجيلوبولس في ختام ثلاثيته السياسية الأشهر في تاريخ السينما السياسية اليونانية؟
مع بداية الفيلم،هناك رجل يتحدث،يحاول أن يسرد التاريخ:
في يوم من الأيام،جاء ملك اجنبي لغزو أرض أجدادنا،الاسكندر الذي جاء من بيلا،سلالة المحاربين الذين سكنو الجبال،جُمعت له المقدونيين الشجعان،فطاردو الملك الأجنبي وحرروا أرضنا،بعد ذلك انتقل إلى اعماق آسيا غازيا ومهاجما الأمم والشعوب.
وذات يوم،بينما كان يراقب غروب الشمس في النهر العظيم،أثقل الحزن كاهله،في تلك الليلة بالذات هجر رفاقه،ورحل وحيدا باحثا عن نهاية العالم.
يستند الفيلم إلى مذبحة ويليسي عام 1870،والتي اختطف خلالها عدد من قطاع الطرق سائحين بريطانيين وطالبوا بفدية.
ومن هنا،يقوم هذا الشخص الذي يدعو نفسه بالأسكندر الأكبر بالفرار من السجن،ويحمل على كاهله المعاني المطلقة للعدالة والمساواة،ويقوم باختطاف عدد من الأرستقراطيين البريطانيين-الذين بشكل او بشكل آخر يستغلون الفلاحين-ويحاول اقامة مجتمع اشتراكي.
أي خلق يوتوبيا في حيز ضيق من القرى اليونانية
لكن اطلالته الحديثة-في مستهل الفيلم-تكون على اليونان الحديثة...يونان القرن العشرين
في هذه السينما المشهدية ذات المشاهد الطويلة المغرقة في الطول،وخاصة عندما تأتي من اعلى او من بعيد،يحاول ثيو أنجيلوبولس أن يكرر الحكاية الخالدة:كيف يصبح المحرر طاغية.
ومن هنا يعكس رؤيته على التاريخ الحديث:آمال اليونان التي اضمحلت بالإنقسام السياسي،والوعود السياسية،التي من الطبيعي أن تكون كاذبة.
هنا تحدث ازدواجية،فهو يقيم مجتمعا على الأقل يلغي الملكية،لكنه يتحول إلى طاغية متفردا في رأيه،وبالتأكيد لن يجتمع كلا هذين الأمرين معا،وحتى لو اضفى عليه ثيوأنجيلوبولس منحا أسطوريا متعمدا على شاكلة:
لا احد يعرف من أين جاء،لقد عثروا عليه طفلا يتجول في التلال،وعندما سألته عن اسمه قال أنه الإسكندر،ولم يعرف أحد شيئا آخر عنه،أو هو تزوج أمه بالتبني التي قُتلت لاحقا في محالوة اغتيال له لتأليبه الفلاحين على السلطة.
هذه الرسالة،أو الحكمة،كانت واضحة جدا في الفيلم،ومن هذه الناحية فهي لاتستحق كل هذه المدة لسردها،اكثر من ثلاث ساعات،ولكن اغراق أنجيلوبولس فيلمه بالمشهدية الطويلة،حتى في أدنى التفاصيل،تركيزه على الفلاحين في طقوس يومية فلكلورية،مثل مشاهد الرقص،جعلت من هذا الفيلم يخرج على هذه الشاكلة.
بكل تأكيد،نقول أن المشهدية في الفيلم انتصرت على الحبكة،ونعتقد أيضا بانها انتصرت أيضا على رسالة الفيلم،والتي بدت في احيان كثيرة ملغزة،وغير متناسبة مع مشاهد الفيلم الطويلة.
كل ما في الأمر،أن ثيوأنجيلوبولس حاول ان يقول السياسة بالطريقة الشعرية السينمائية،والتي لاتبدو غريبة على هذا المخرج،وهنا يعود الأمر للمشاهد للحكم على الفيلم.
في احد اجمل مشاهد الفيلم،يقوم القرويين بالالتفاف حول الاسكندر وقتله،وفجأة نجد أن الاسكندر يتحول إلى تمثال،أو بالاحرى إلى رأس تمثال،هذا بعد ان قتل الرهائن،وقام الجنود بقتل كل رفاقه.
رأس التمثال هو الحاكية الخالدة التاريخية،وليس من الضروري أن تكون الحكاية جميلة،أو مثالية لكي نخلدها،وهي الحكاية التي يقول عنها ثيوأنجيلوبولس بصراحة-ربما هي أوضح ما في الفيلم-بانها حكاية اليونان المعاصرة.
نقول،وخاصة،بأننا شاهدنا كل أفلام أنجيلوبولس،بأن القادم أفضل لهذا المخرج،مع الاصرار على عدم اطلاق أي تقييم للفيلم،فالفيلم مشهدي،يخضع أولا وأخيرا لوجهة نظر المشاهد.
26/03/2025



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكان آمن 1971 هنري جاكلوم: الكثير جدا من الكلام المفكك
- الممثلون الجوّالون 1975-ثيو أنجيلوبولس: السينما التي تطالع ا ...
- أيام 1936-ثيو أنجيلوبولس:سلاح الفن
- سر أوبروالد1980 : المستحيلات من الممكن ان تحدث
- عن ثيو أنجيلوبولس وفيلم اعادة بناء 1970
- الجزئيات الأساسية رواية من قبل ميشيل ويلبك وفيلم صدر عام 200 ...
- نهاية سعيدة 2017(مايكل هاينكه):محاولة انتحار فاشلة
- الحب 2012(مايكل هاينكه): الحب والموت
- الوشاح الأبيض 2009(مايكل هاينكه):إحالة كافكاوية
- مختفي 2005(مايكل هاينكه): مخرج الأقليات المضطهدة
- زمن الذئب 2003(مايكل هاينكه):عالم الملاذ
- في بلاد الأشياء الأخيرة 2020:فيلم من اخراج: Alejendro Chomsk ...
- الزمن مجهول لحكايا غير مكتملة لرحلات عدة 2000(مايكل هاينكه): ...
- ألعاب مسلية 1997(مايكل هاينكه): المعقول غير ممكن في هذه السي ...
- التقرير 1977-عباس كيارومستاني:فيلم يريد أن يقول شيئا عن سينم ...
- القلعة1997:كيف سيتعامل مايكل هاينكه مع لغز القصر الكافكاوي.. ...
- الثورة 1993(مايكل هاينكه): أندرياس بم اعلن نفسه ملحدا
- الجموح في القلب 1991(ديفيد لينش): قصة فنتازية ذات لفظ سوريال ...
- واحد وسبعين جزا من تسلسل الصدف 1994(مايكل هاينكه):الغضب
- فيديوهات بيني 1993(مايكل هاينكه):الجزء الثاني من ثلاثية برود ...


المزيد.....




- مصر: رصد حالات مصابة بالحمى القلاعية بين الماشية.. و-الزراعة ...
- موسم الدرعية يطلق برنامج -هَل القصور- في حيّ الطريف
- المدينة والضوء الداخلي: تأملات في شعر مروان ياسين الدليمي
- مكان لا يشبهنا كثيراً
- لقطات تكشف عن مشاهد القتال في فيلم -خالد بن الوليد- المرتقب ...
- طهران تشهد عرضاً موسيقياً فخماً من مسرحية أوليفر تويست + فيد ...
- يحيى الفخراني يفتتح -أيام قرطاج المسرحية- بعرض -الملك لير-
- ألمانيا تعيد كنوزا إثيوبية بعد قرن
- محمد إقبال: الشاعر والمفكر الهندي الذي غنت له أم كلثوم
- فلسطين تتصدر المشهد في مهرجان الدوحة السينمائي 2025.. 97 فيل ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الإسكندر العظيم 1980(ثيو أنجيلوبولس): كيف يصبح المحرر طاغية