أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - في بلاد الأشياء الأخيرة 2020:فيلم من اخراج: Alejendro Chomski: بحث الانسان عن الأشياء الممكنة في حياة الصعبة














المزيد.....

في بلاد الأشياء الأخيرة 2020:فيلم من اخراج: Alejendro Chomski: بحث الانسان عن الأشياء الممكنة في حياة الصعبة


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 23:57
المحور: الادب والفن
    


في بلاد الأشياء الأخيرة 1987(رواية بول أوستر)
في بلاد الأشياء الأخيرة 2020:فيلم من اخراج: Alejendro Chomski: بحث الانسان عن الأشياء الممكنة في حياة الصعبة
رواية بول أوستر(في بلاد الأشياء الأخيرة)،رواية تتحدث عن شيء تقريبا يشبه نهاية العالم،بحيث يبدو العالم الذي تعيش فيه حفنة قليلة جدا من البشر تحارب على الباقي والمتبقي من هذا العالم،حيث لم تعد قادرة على السير قدما في ركب الحضارة،ففي بلاد الأشياء الأخيرة الحضارة تعود إلى الخلف ولا تتقدم إلى الأمام.
بدا الأنسان هناك يعتمد على المقدمات البدائية للحياة في غياب كل مقومات الحضارة،فهو يعتمد على غائطه من أجل توليد الطاقة-مثلا-بحيث لم يعد هناك أي امكانية للتقدم،والقبوع في نقطة بأنك تعيش في بلاد الأشياء الأخيرة.
بول أوستر لايترك للماضي أي نصاب،فالنقطة الحاسمة بدون سبب وبدون شك أيضا،هي أنك تعيش الآن في بلاد الأشياء الأخيرة،حتى لو أشار أوستر إلى نقطة عبور،أي انتقال من حيز مكاني إلى حيز مكاني آخر هو بلاد الأشياء الأخيرة،فهذا الانتقال لايعفي من التساؤل:كيف وصلت بلاد الأشياء الأخيرة إلى مثل هذه الحالة؟
هل هناك أي حيز معرفي،تاريخي مثلا،يمكنه تعريف ذلك؟!
ليس من الغريب ان تكون الاجابة هي :لا
لأن هناك تشكيل روائي متعمد بأن تنحصر الاجابة ب(لا)،وتكون بلاد الأشياء الأخيرة في حالتها الحالية هي الحيز الإنشائي السردي لمسار الرواية،من دون ان يقدم بحثا متقدما عن الحالة الماضية،لأن الماضي ليس بذو أهمية بالنسبة لبول أوستر نفسه.
تعود المقدمات،والمقومات للبزوغ من جديد،فهناك الأنانية والقتال من أجل الحياة،على أنه أيضا لايوجد هناك أي أمل في التقدم،بما معناه،نحن نعيش في بلاد الأشياء الأخيرة لحظيا،لكن الفناء لايتعلق بالذات،فالفناء هنا ليس فناءا ذاتيا،بل هو فناء البشرية جمعاء.
إطلالات الجنس الحاضرة في الرواية تبدو غير ذات قيمة على الإطلاق،سوى لتأصيل موضوع الغريزة أولا،وموضوع الحب باقي برغم حالة الفناء البشري،وموضوع حضور طفل إلى هذا العالم لا يعني على الاطلاق أن الأمل الحضاري على وشك البزوغ،فالفناء أقرب من البزوغ،وحضور طفل إلى عالم الأشياء الأخيرة معناه اقترابه من الموت أكثر من تأصيل لنقطة خلود تتسم بالاستمرارية.
الرواية مركبة وفقا لهذا العالم المشروح والمذكور أعلاه،وخارج هذا التركيب تبدو الرواية بسيطة،فمن ناحية سطحية من الممكن القول أن الرواية هي بحث الانسان عن الأشياء الممكنة في هذه الحياة الصعبة.
وحتى لو كانت هذه العوالم غير مركبة،فمحدودية الانسان تجعله دائما يبحث عن الاشياء الممكنة قبل حصول فناؤه الشخصي-فناؤه القادم لا محالة.
آنا بول،دخلت إلى هذا العالم من أجل البحث عن أخيها الذي يبدو من البداية بانه لا أمل في العثور عليه.
هذا الهدف السامي جعلها تعبر إلى بلاد الأشياء الأخيرة في ظروف تبدو حتى أقسى من الظروف التي خلقها بول أوستر نفسه.
تقول آنا بول في افتتاحية فيلم (في بلاد الأشياء الأخيرة،من اخراج الأرجنتيني:Alejendro Chomski
كما قلنا،فآنا بول العشرينية تبحث عن اخيها ويليام في بلاد الأشياء الأخيرة،ويصورها المخرج كما هو متوقع،مدينة محطمة متهاوية (بالأبيض وألسود)،تعيش على الباقي المتبقي من حطام البشر،وعلى الرغم من الفوضي،فهناك شيء من التنظيم تديره جهة حكومية،ففهي هذه المدينة بالتأكيد أن دفن الموتي مخالف للقانون،فالجثث تُأخذ إلى مركز تحويل،ويعاد انتاج الوقود منها...أنه الإنسان الذي لم يعد قادرا على العيش سوى على ذاته.
تقول آنا:الشيء الوحيد الذي من الممكن أن يساعد هو ممارسة العادة السرية،مع الاعتذار بكوني حادة،ولكني لا أجد أي فائدة باقتباس كلمات أنيقة.
هل هي رواية،أو فيلم عن الانكفاء الحضاري...عن الغباء الإنساني الذي أوصله إلى مثل هذه الحالة..؟!
إن قلنا ذلك،أو حتى آمنا به،عند ذلك سنقع في ابتذال ما بعده ابتذال،فالحقيقة هي أن الرواية تخص الذات،تخص الانسان دائم البحث عن اشيائه الأخيرة،ففي كل يوم يقترب من الفناء خطوة.
يعيش كل يوم في بلاد الأشياء الأخيرة قسريا،سواء أدرك ذلك أو لم يدركه.
آنا تعيش الأن مع فرديناند وإيزابيلا في شقة صغيرة جدا،كلاهما مسنان حيث يعمل فرديناند في صناعة قوارب خشبية صغيرة مع حشرها في زجاجة،ويعتبرأن بيعها هو التضحية بعمل فني.
من دون مقدمات،من دون إطلالات على ماضي قريب أو سحيق...كيف تحولت آنا إلى بائعة خردة،وكيف التقت بإيزابيل وفرديناند،فكل شيء في هذا العالم من الممكن |ان يكون خاضعا للصدفة،لقدر أعمى عبثي لايضع أي خاتمة مرتبة لهذا العالم.
الفيلم سردي،يعتمد على سرد البطلة وهي تكتب رسائلها لأخيها الضائع ويليام،ومن مونولوجها الداخلي تنطلق الأحداث المحيطة،وهناك صيغة سينمائية فنية تكمن فقط-ليس إلا-من ناحية الكادر الذي يجعل هناك إمكانية للحصول على تخيل لبلاد الأشياء الأخيرة.
الفيلم لم يقدم أي معالجة جديدة تذكر للرواية،بل هناك اختصارات قاسمة-من الجدير ذكره أن بول أوستر ساهم في كتابة سيناريو الفيلم-فالكيتش واضح جدا في الفيلم،وهنا علينا أن نتابع سرد الأحداث فقط.
بالنسبة لي،قراءة الرواية شيء ممتع أكثر من مشاهدة هذا الفيلم،فالفيلم سقط في الفخ الأدبي بحيث بدا بانه نسخة مصورة عن الرواية،ويبقى هناك شيء كبير...كبير جدا مختفي من خلف هذا النص.
هل هو علم الحفريات...؟!
في بلاد الأشياء الأخيرة من حيث المبحث النصي...من حيث الرواية ومن حيث الأدب عليك البدء بهذه النقطة،من نقطة بلاد الأشياء الأخيرة.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزمن مجهول لحكايا غير مكتملة لرحلات عدة 2000(مايكل هاينكه): ...
- ألعاب مسلية 1997(مايكل هاينكه): المعقول غير ممكن في هذه السي ...
- التقرير 1977-عباس كيارومستاني:فيلم يريد أن يقول شيئا عن سينم ...
- القلعة1997:كيف سيتعامل مايكل هاينكه مع لغز القصر الكافكاوي.. ...
- الثورة 1993(مايكل هاينكه): أندرياس بم اعلن نفسه ملحدا
- الجموح في القلب 1991(ديفيد لينش): قصة فنتازية ذات لفظ سوريال ...
- واحد وسبعين جزا من تسلسل الصدف 1994(مايكل هاينكه):الغضب
- فيديوهات بيني 1993(مايكل هاينكه):الجزء الثاني من ثلاثية برود ...
- القارة السابعة 1989(مايكل هاينكه): هناك درجات للارتباط بالحي ...
- فراولين 1986(مايكل هاينكه):ميلودراما ألمانية
- من هو إدجار ألن 1984(مايكل هاينكه): الفيلم المختلف في مسيرة ...
- بين معلمة البيانو لمايكل هاينكه 2001 ومعلمة البيانو لألفريدة ...
- انحرافات 1983(مايكل هاينكه):وجود ويوتوبيا
- بدلة للعرس 1976(عباس كيارومستاني):.الله ستر
- اللاموس-lamminge1979(مايكل هاينكه):مسارات تدمير الذات
- بعد ليفربول 1974:الفيلم التلفزيوني الأول لمايكل هاينكه
- عن مايكل هاينكه وثلاثة مسارب للبحيرة 1976
- الحياة ولا شيء آخر1992:كيارومستاني الذي يبحث عن مصير ابطاله
- استعراض ترومان1998(من اخراج بيتر وايلدر وتمثيل جيم كاري): تل ...
- 1900(برناردو برتولوتشي)-1976: فيلم عن الصعود والسقوط الطبقي


المزيد.....




- راهبتان برازيليتان تفاجئان مقدم برنامج ديني بالرقص والغناء
- 37 مليون جنية في أسبوع واحد بس! .. ايرادات فيلم مشروع اكس بط ...
- -أريد موتًا صاخبًا لا مجرد عدد-.. ماذا قالت بطلة فيلم وثائقي ...
- هونر تشعل المنافسة بين الهواتف العملاقة بهاتفها HONOR X9c ال ...
- -صحفيو غزة تحت النار-.. فيلم يكشف منهجية إسرائيل في استهداف ...
- شاهد/استقبال حافل بالورود للفنان الايراني همايون شجريان في ا ...
- ايران وحق تخصيب اليورانيوم.. والمسرحيات ا?مريكية الاسرائيلية ...
- “متفوتش الحلقة الأخيرة” القنوات الناقلة بجودة عالية القنوات ...
- ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 100% على صناعة الأفلام السينما ...
- أهالي غزة يجابهون الحرب بالموسيقى وسط الدمار والحصار


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - في بلاد الأشياء الأخيرة 2020:فيلم من اخراج: Alejendro Chomski: بحث الانسان عن الأشياء الممكنة في حياة الصعبة