|
|
الفلسفة الألمانية المعاصرة والارث الثقيل وتحليل مفهوم التحول التاريخي وإشكالية العسكرة الجديدة!
مكسيم العراقي
كاتب وباحث يؤمن بعراق واحد قوي مسالم ديمقراطي علماني بلا عفن ديني طائفي قومي
(Maxim Al-iraqi)
الحوار المتمدن-العدد: 8553 - 2025 / 12 / 11 - 00:18
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
جدول المحتويات 0 مقولات ماثورة 1 تأصيل مفهوم Zeitenwende-A turning point وموقعه في الفلسفة السياسية الألمانية 2 الأبعاد الداخلية للعسكرة والنقد والرفض المجتمعي 3 اليمين المتطرف، الأهداف الخفية، والمستقبل الجيوسياسي 4 نتائج 5 المصادر
(0) -إن المسائل العظيمة في العصر لا تُحسم بالخطب والقرارات الصادرة بالأغلبية، بل بالحديد والدم. أوتو فون بسمارك -الحرب ليست مجرد عمل سياسي، بل هي أداة سياسية حقيقية، واستمرار للعلاقات السياسية، وتنفيذ لها بوسائل أخرى. كارل فون كلاوزفيتز -كل أمة لديها طبقة من الانضباط يجب أن تُقاس بها قيمتها. فريدريش نيتشه ا-لألماني يثقل كاهله بالعمق والاجتهاد، بينما يسعى العالم لأن يكون سطحياً. يوهان فولفغانغ فون غوته -عندما تنظر الفلسفة إلى العالم، فإنها لا تراه كما يجب أن يكون، بل كما كان. هيغل -الكتابة الشعرية بعد أوشفيتز هي عمل بربري. ثيودور أدورنو -من لا يتذكر الماضي فهو محكوم عليه بتكراره. ريتشارد فون فايتسكر -إننا نعاني في ألمانيا ليس فقط من تطور المجتمع الرأسمالي، بل أيضاً من نقص تطوره. إننا نعاني من الأحياء والأموات على حد سواء. الأحياء هم البورجوازية التي تثقل كاهلنا، والأموات هم الأشكال القديمة للمجتمع التي ما زالت قائمة. كارل ماركس (في سياق تحليله للتأخر الاجتماعي والسياسي لألمانيا مقارنة بفرنسا وإنجلترا)
(1) تأصيل مفهوم Zeitenwende-A turning point وموقعه في الفلسفة السياسية الألمانية
1. الصدمة المعرفية ونهاية "السلام عبر التجارة" • التعريف الاصطلاحي لـ Zeitenwende-A turning point كتحول وجودي يمثل مصطلح Zeitenwende-A turning point، الذي يترجم حرفيا إلى "نقطة تحول زمنية" أو "نهاية حقبة وبداية عصر جديد"، نقطة قطيعة مفاهيمية في الخطاب السياسي والأمني الألماني. اعلنه المستشار اولاف شولتز في خطاب تاريخي بعد ثلاثة ايام فقط من الغزو الروسي واسع النطاق لاوكرانيا في 24 شباط 2022. بالنسبة للحكومة الألمانية، لم يكن هذا الغزو مجرد تحد سياسي، بل كان بمثابة "نقطة تحول تاريخية" تتطلب من ألمانيا اعادة تقييم جذري لسياساتها الخارجية والدفاعية المتبعة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. لقد شكل هذا الحدث صدمة معرفية كبرى لأنه نسف فرضيتين مركزيتين قام عليهما الفكر الأمني الألماني لعقود. الفرضية الأولى هي الاعتقاد الراسخ بأن الأمن الأوروبي يمكن تحقيقه بالشراكة مع روسيا، وقد وجه هذا الاعتقاد جهود ألمانيا في مجال الحد من التسلح ومحاولاتها لتسوية النزاعات الدبلوماسية (مثل اتفاقيات مينسك). أما الفرضية الثانية، المرتبطة بشكل وثيق بالهوية الألمانية ما بعد الحرب، فهي الإيمان بأن المصالح الاقتصادية المشتركة كفيلة بتحويل العلاقات العدائية وتجاوز الخلافات (مبدأ Wandel durch Handel، أو "التغيير عبر التجارة"). أدى انهيار هاتين الفرضيتين إلى ضرورة تحديد أساس فلسفي جديد لاعادة تسليح ألمانيا. توحدت المانيا بتعهد للروس بان الناتو لن يزحف شبرا باتجاه روسيا ولكن الزحف استمر كلما ضعفت روسيا ويبدو ان لحس الوعود يتعلق بموازين القوى وليس موازين الاخلاق!
• الانهيار الفلسفي لـ "التغيير عبر التجارة" (Wandel durch Handel) كانت عقيدة Wandel durch Handel تجسيدا ألمانيا للمثالية الليبرالية المتجذرة فلسفيا في افكار التنوير. كانت هذه العقيدة تعتبر التجارة الحرة، كما اشار اليها توماس باين في القرن الثامن عشر، وسيلة لـ "استئصال نظام الحرب" على أساس ان الحرب لا تجلب الربح لاحد. شكل هذا الاعتقاد أساس الهوية السلمية لألمانيا الغربية، حيث تم استبدال استخدام القوة الصلبة كأداة للسياسة الخارجية بالدبلوماسية الاقتصادية. يشير التخلي المفاجئ عن هذه السياسة إلى انهيار نموذج أخلاقي كامل. لم يكن هذا مجرد تحول تكتيكي، بل هو اقرار بفشل ذريع لمبدأ التنوير القائل بأن العقلانية الاقتصادية ستتغلب بالضرورة على منطق صراع القوة الجيوسياسي. أدى هذا الانهيار الفلسفي إلى اجبار ألمانيا على التعامل مع عودة المنطق الهوبزي للسياسة الدولية. ونتيجة لذلك، يتعين على الفلسفة الألمانية الآن ان تستبدل الأساس الأخلاقي للقوة الناعمة بأساس واقعي للقوة الصلبة، مما يطرح تحديا وجوديا حول كيفية دمج هذه الواقعية في الإطار الأخلاقي ما بعد الحرب العالمية الثانية دون العودة إلى النزعة العسكرية التقليدية.
• تقييم ما بعد السردية: هل Zeitenwende-A turning point فشل مفاهيمي؟ على الرغم من ان التقييمات العامة تشير إلى ان اعادة التوجيه الأمني الألماني تحظى بدعم بين الجمهور الذي تم التاثير عليه اعلاميا وقانونيا اجتماعيا، إلا ان التحليل الفلسفي والاستراتيجي اللاحق قد وجه نقدا لاذعا لمفهوم Zeitenwende-A turning point في الممارسة. فقد خلص تقييم شامل أجراه المجلس الألماني للعلاقات الخارجية (DGAP) إلى ان التحول "فشل"، وانه لم يعد يحمل قوة سياسية، ويوصي بالتخلي عنه كمصطلح للتداول. ويكمن جوهر هذا النقد المفاهيمي في ان السياسة المعلنة قدمت "الاستمرارية الاستراتيجية باعتبارها تغييرا". أي ان الفجوة كانت كبيرة بين الخطاب المرتفع عن "نهاية حقبة" وبين التطبيق الاستراتيجي الفعلي. أدى هذا الفشل إلى ترك ألمانيا غير مستعدة لمواجهة التحديات الجيوسياسية والجيواقتصادية الكبرى، وإلى تآكل نفوذها لدى الحلفاء. هذا التباين بين الإعلان والواقع دفع بعض الفلاسفة إلى وصف Zeitenwende-A turning point بأنه مجرد "أسطورة" جديدة، او سردية لغوية تحاول تبرير تغيير محدود الأثر على المدى القصير. وهذا يعني ان التحول لم يكن عميقا بما يكفي ليتناسب مع حجم الأزمة، وان ألمانيا تحتاج إلى قيادة جريئة واعادة ضبط شاملة للسياسة الداخلية والخارجية لوقف انحدارها الاستراتيجي.
2. يورغن هابرماس وتحدي اعادة التسليح الأوروبي • الفيلسوف السياسي امام الضرورة الجيوسياسية يمثل يورغن هابرماس، بوصفه الفيلسوف الألماني الأكثر تأثيرا في عصره و"السياسي الذي يعمل بالفلسفة"، المرجعية الرئيسية للنظرية النقدية والضمير الأخلاقي لألمانيا ما بعد الحرب. وقد اشتهر بنضاله ضد محاولات تطبيع الماضي الألماني وتبرئة القوة، كما ظهر في "نزاع المؤرخين" في الثمانينات. لطالما كان موقفه اختبارا لمبادئ السلمية الألمانية. في سياق Zeitenwende-A turning point، اظهر هابرماس انفتاحا غير مسبوق على اعادة تسليح اوروبا، وهو موقف يوصف بأنه خروج عن سلميته المعهودة. وقد أدى التزامه الدائم بالاندماج الأوروبي إلى نشره مقالا شاملا بعنوان "لأجل اوروبا"، دعا فيه بوضوح إلى ان الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يجب ان "تقوي وتجمع قواتها العسكرية". ويعد هذا التحول في الموقف اعترافا ضمنيا بأن المنطق الجيوسياسي قد تجاوز الإطار النظري السلمي الذي ساد في العقود الماضية.
• تبرير هابرماس المشروط للقوة لم يكن دعم هابرماس للعسكرة عودة للقومية الألمانية، بل كان تبريرا مشروطا يهدف إلى تحقيق اهداف كوسموبوليتية. ((بشكل عام، تشير الكوسموبوليتية إلى المواطنة العالمية أو الأممية. وهي أيديولوجية تقول بأن جميع البشر ينتمون إلى مجتمع واحد يستند إلى الأخلاق المشتركة، أو العلاقة الاقتصادية المشتركة، أو الهيكل السياسي الذي يشمل جميع الأمم.)) الحجة الأساسية التي قدمها هي ان الهدف من اعادة التسليح الأوروبي ليس فقط الدفاع التقليدي، بل هو تمكين الاتحاد الأوروبي من ان "يُحسب سياسيا في عالم مضطرب ومتفكك جيوسياسيا". وبذلك، تصبح القوة العسكرية الموحدة وسيلة للاتحاد الأوروبي لـ "استخدام ثقله الاقتصادي العالمي لدعم قناعاته واهتماماته المعيارية". يؤكد هذا التبرير على ان القوة العسكرية يجب ان تخدم "المشروع الكانطي"، الذي يهدف هابرماس إلى تحقيقه من خلال تقوية المؤسسات فوق الوطنية وبناء "الفيدرالية العالمية" كوسيلة لحماية السلام العالمي وحقوق الإنسان. هذا الموقف يمثل هروبا فلسفيا محسوبا من فخ القومية الألمانية التقليدية، بتحويل القوة العسكرية إلى اداة لتعزيز النظام الدولي الليبرالي القائم على القواعد. ومع ذلك، وجهت انتقادات حادة لهابرماس بأن اطاره الفكري لم يستوعب التحول بالكامل، حيث يرى النقاد ان "التزامه بسلميته ومناهضته للعسكرة مدى الحياة" قد جعله "سجينا لهيكله الفكري الخاص". يشدد هذا النقد على ان الردع الفعال لا يتطلب الموارد فحسب، بل يتطلب ايضا الإرادة والتصميم على القتال، وهو ما يستلزم "العقلية العسكرية" التي طالما شيطنها هابرماس. وبالتالي، فإن الصراع الحقيقي في هذا الصدد يتجاوز مجرد قرار زيادة الإنفاق (صندوق الـ 100 مليار يورو)، بل يتعلق بتغيير البنية الذهنية الألمانية تجاه ضرورة الدفاع والاستعداد للمواجهة.
3. السلام الدائم لكانط تحت الاختبار • التناقض بين Zeitenwende-A turning point وأسس السلام الكانطي يمثل قرار ألمانيا بزيادة الإنفاق العسكري تحديا جوهريا لأسس الفلسفة الأخلاقية والسياسية لإيمانويل كانط، خصوصا ما ورد في "السلام الدائم". تقوم أخلاق كانط على فكرة الواجب القاطع والإرادة الخيرة، ويقوم مشروعه السياسي على ضرورة الغاء الجيوش الدائمة عبر الزمن، والعمل نحو تأسيس اتحاد دولي سلمي. ان التزام ألمانيا بزيادة انفاقها العسكري، الذي وصل إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024 وتخطط لرفعه إلى 3.5% بحلول عام 2029، يمثل تناقضا مباشرا مع روح المبادئ الكانطية. كما ان انشاء صندوق الـ 100 مليار يورو (Sondervermögen-Special assets-) لتمويل اعادة تسليح الجيش الألماني هو قبول واقعي لمنطق الردع الدائم، وهو ما يضطر ألمانيا إلى اعادة تعريف "الدور الأخلاقي" في الصراعات الدولية. الفلسفة الألمانية تجد نفسها مرغمة على التعامل مع حقيقة ان العالم لم يتجه نحو "السلام الدائم" كما تصوره كانط، بل عاد إلى صراع القوى الذي يتطلب تسليحا ضخما. وربما كانت تلك النهاية مدبرة لخدمة مصالح خاصة! • تبرير الدور الأخلاقي الجديد كحماية القانون الدولي في محاولة لتبرير العسكرة الهائلة في ضوء الإرث السلمي، تحاول الحكومة الألمانية اعادة تعريف دورها العسكري على انه واجب أخلاقي لحماية القانون الدولي. يتم تبرير التسلح بأنه ضروري للدفاع عن "النظام القائم على القواعد" في مواجهة التهديدات الخارجية. هذا التبرير يمثل محاولة لاستغلال الإطار الأخلاقي لكانط (الحاجة إلى القانون العالمي) لتبرير استخدام ادوات مناقضة لروحه (الجيوش الدائمة الضخمة). للتخفيف من التناقض، تلتزم المؤسسة العسكرية الألمانية (البوندسفير) بدمج المعايير الأخلاقية والمجتمعية، وتعتبر عملية اعادة تسليح ألمانيا الغربية بعد عام 1945 مثالا على "النموذج الكانطي" الذي يركز على الطابع المعياري للمهام العسكرية. يعرف هذا النموذج بـ "المواطن بالزي الرسمي" (Citizen in Uniform)، ويهدف إلى ضمان ان تكون القوة العسكرية متوافقة أخلاقيا مع المجتمع المدني. ومع ذلك، فإن قرار تمويل الـ 100 مليار يورو كدين خارج الميزانية العادية (Sondervermögen-Special assets-) يثير تحديا عميقا للمبدأ الكانطي المتعلق بضرورة الشكل الجمهوري للدولة للسلام. ان ضعف الشفافية البرلمانية على قرارات التمويل العسكري الهامة يمثل تآكلا للرقابة الديمقراطية. هذا يتناقض مع المبدأ الذي يعتبر ان تحمل المواطنين لتكلفة الحرب (عبر الرقابة البرلمانية) يمثل رادعا أساسيا لاعلانها، مما يخالف شروط كانط للسلام الدائم.
(2) الأبعاد الداخلية للعسكرة والنقد والرفض المجتمعي 4. النقد الراديكالي والواقعية الأمنية • المدرسة النقدية (مدرسة فرانكفورت) ونقد الدولة الأمنية تستمد النظرية النقدية، التي نشأت عن مدرسة فرانكفورت، شرعيتها التاريخية من مقاومة الاستلاب والسيطرة بعد صدمات الحرب العالمية الأولى وفشل الحركات الاشتراكية في اوروبا. وقد ركزت المدرسة على نقد هيمنة النظم الرأسمالية والشمولية. في ضوء Zeitenwende-A turning point، ينظر إلى التركيز الألماني على الأمن العسكري باعتباره آلية ايديولوجية تُكرس "الدولة الأمنية". يرى النقاد ان العسكرة توجه الموارد الاقتصادية لخدمة مصالح النخب والتحكم في الإنتاج. بما ان الاقتصاد الألماني يتوقع انهاء حالة الركود من خلال "استثمارات حكومية بمليارات اليوروهات في البنية التحتية والدفاع"، يبرز النقد بأن هذا يمثل تحويلا للرأسمالية نحو "اقتصاد الحرب"، حيث تُستغل الأزمة الجيوسياسية لتبرير تعزيز مجمع صناعي عسكري ضخم ومكلف، مما يعزز هيمنة الرأسمالية عبر انتاج ادوات الصراع.
• (Kriegsrausch-War frenzy) نشوة الحرب التي ابتلعت ألمانيا عام 1914 يُعد مصطلح "Kriegsrausch" -نشوة الحرب واحداً من أكثر المفاهيم دلالةً وألماً في التاريخ الثقافي الألماني الحديث، فهو يجسد حالة الهذيان الجماعي والوطنية الجارفة التي اجتاحت الإمبراطورية الألمانية في صيف عام 1914، معلنةً عن بداية مأساة الحرب العالمية الأولى. يشير المصطلح إلى الإثارة الجماعية والبهجة العارمة وغير العقلانية التي شعر بها قطاع كبير من السكان عند إعلان التعبئة العامة للحرب. لقد كانت هذه الظاهرة بمثابة انتفاضة عاطفية، حيث طغت مشاعر الوحدة القومية والمجد المتوقع على أي تفكير عقلاني في تبعات الصراع. عندما دخلت ألمانيا الحرب في أغسطس 1914، لم يكن الاستقبال حالة من الحذر أو الخوف، بل كان احتفالاً صاخباً. تدفقت الحشود إلى الشوارع والساحات العامة في برلين وميونيخ وهامبورغ، ليس احتجاجاً على الحرب، بل احتفاءً بها، وكانت الجموع تهتف وتبارك الجنود المغادرين إلى الجبهة، معتقدين أنهم سيعودون "قبل سقوط أوراق الخريف". كان أبرز مظاهر ذلك هو الإعلان عن الهدنة الداخلية بين الأحزاب السياسية المتنافسة، بما في ذلك الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي كان معارضاً تاريخياً للحرب الرأسمالية. هذا التوافق على دعم المجهود الحربي خلق شعوراً مزيفاً بالوحدة الوطنية المطلقة، وتم فيه تجميد الخلافات الطبقية والسياسية لصالح الهدف القومي الأسمى. كما كان للحركة الشبابية والمثقفين دور كبير في تأجيج هذه النشوة، حيث رأى جيل كامل الحرب كفرصة "للتطهير" من الركود الاجتماعي والفردانية المفرطة، وكاختبار بطولي للروح الألمانية، وتطوع الآلاف من طلاب الجامعات والشباب للانضمام إلى الجبهة، مدفوعين بالدعاية التي مجّدت الموت في سبيل الوطن. لكن النشوة كانت قصيرة الأجل ومصيرها الزوال تحت وطأة الواقع القاسي. مع فشل خطة شليفن السريعة، وتوقف التقدم في الجبهة الغربية، وتحول الصراع إلى حرب خنادق جامدة ومقيتة، بدأت النشوة بالتلاشي. كشفت الأرقام الهائلة للقتلى والجرحى في معارك مثل فردان والسوم عن الوجه القبيح للحرب، مما أدى إلى تبدل مشاعر الفرح الأولي إلى مرارة ويأس عميقين. أصبحت تلك الظاهرة مادة خصبة للنقد اللاذع في الأدب الألماني بعد الحرب، حيث وصف روائيون مثل إريك ماريا ريمارك، في رائعته "كل شيء هادئ في الجبهة الغربية"- تحول الى فيلم يمكن رؤسته عبر نتفلكس-، كيف تم تضليل جيلهم بالوعود الكاذبة، حيث تحطمت الوطنية المتحمسة على صخور الوحل والدم في الخنادق. يمثل "Kriegsrausch" تذكيراً قوياً بالخطر الكامن في تحويل النزاعات العسكرية إلى احتفالات وطنية، إنه يجسد كيف يمكن للعواطف الجماعية، عندما تدار بالدعاية الحماسية، أن تطغى على العقلانية والمنطق، وتدفع بأمة بأكملها نحو كارثة لا تُحمد عقباها. لقد كانت لحظة "النشوة" السعيدة عام 1914 هي مقدمة لسنوات من المعاناة التي غيرت وجه ألمانيا وأوروبا إلى الأبد. كان ذلك ايضا في العراق عند نشوب الحرب العراقية الايرانية وغزو الكويت!
• تحليل ظاهرة "هياج الحرب" (Kriegsrausch-War frenzy) في الخطاب الألماني يثير التحول نحو العسكرة مخاوف في الأوساط الفكرية من عودة حالة "هياج الحرب" (Kriegsrausch-War frenzy)، وهو مفهوم يشير إلى الانفعال والحماس الجماعي المرتبط بالعنف والحرب. هذا القلق له جذور تاريخية عميقة، إذ يستحضر مباشرة "مسألة ذنب الحرب" (Kriegsschuldfrage) التي كانت نقاشا محوريا بعد الحرب العالمية الأولى. يكمن الخطر الفلسفي في ان التحول السريع قد يفتح الباب امام تأسيس أخلاق عسكرية على اسس عاطفية ولا عقلانية (مثل الإثارة الناتجة عن العنف أو الروابط الجماعية المتكونة في الصراع). يؤدي هذا إلى الوقوع في فخ النسبية الأخلاقية الخطيرة، حيث تصبح الحقائق الأخلاقية مجرد "حقائق اجتماعية حول ما يعتقده الناس عن الأخلاق" بدلا من ان تكون قادرة على الصمود امام النقد العقلاني. يشير هذا الصراع بين التقييمات المبكرة المتحمسة للتحول والتحليل النقدي اللاحق إلى ان الخطاب العام يواجه توترا بين الرغبة في التحرر من عقدة الذنب التاريخية والخشية من تكرار السلوكيات القومية العاطفية التي غذت الحروب السابقة.
5. التجنيد الإجباري وتحديات الجيل القادم • ازمة شرعية التجنيد الإجباري (يانصيب الحاجة) في اطار السعي لتعزيز القوة العسكرية، عادت قضية التجنيد الإجباري إلى الواجهة، مع اقتراحات بفرض نظام تجنيد جزئي او ما يسمى بـ "تجنيد الحاجة". يهدف الجيش الألماني إلى الوصول إلى 260 الف جندي ثابت و200 الف جندي احتياطي. النموذج المقترح يفرض على الشباب ملء استبيانات وقد يلجأ لاحقا إلى التجنيد الإجباري عن طريق القرعة او الاختيار العشوائي إذا لم يتم تحقيق الأهداف المطلوبة. واجه هذا القانون معارضة كبيرة، تجلت في مظاهرات واضرابات في المدارس من قبل المنظمات والتيارات الشبابية. الأهم من ذلك، ان استطلاعات الرأي تظهر ان نسبة منخفضة جدا من الشباب، حوالي 16% فقط، مستعدون لحمل السلاح والدفاع عن ألمانيا في حال وقوع حرب. هذه المعارضة ليست مجرد رفض عملي، بل هي رفض قيمي يهدد شرعية عملية العسكرة من اساسها. • الحجة الأخلاقية ضد التجنيد عبر مفهوم "العجز الديمقراطي" يعتبر النقد الفلسفي لاعادة التجنيد ان هذه الخطوة تتعارض مع المبادئ الديمقراطية. يتم فرض "واجب" الخدمة على الشباب، بينما يُحرمون من "المشاركة السياسية" والتأثير على صياغة القرارات الأمنية الكبرى، مما يخلق "عجزا ديمقراطيا". يشعر الشباب بأنهم يُطلب منهم تحمل عبء أمني ناتج عن ازمات لم يتسببوا بها. الأكثر عمقا هو التحليل الذي يعتبر التجنيد محاولة لـ "اعادة تربية" ايديولوجية. إذا كانت الأغلبية الساحقة ترفض القتال، فإن محاولة فرض الانضباط العسكري والإلزام هي محاولة حكومية لفرض تغيير قيمي من اعلى إلى اسفل، وحقن جيل الشباب بسم العسكرة لكسر مقاومتهم الأيديولوجية للحرب. ينظر إلى هذا على انه ظلم بين الأجيال؛ فالشباب يُطلب منهم التضحية بسبب فشل الجيل السابق في تحقيق السلام المستدام عبر التجارة.
(3) اليمين المتطرف، الأهداف الخفية، والمستقبل الجيوسياسي 6. الفلسفة القومية الجديدة وخطاب AfD • الأيديولوجية Völkisch-nationalist لحزب البديل لألمانيا (AfD) حزب البديل لألمانيا (AfD) هو قوة سياسية صاعدة، ويمثل اليوم اكبر حزب معارض. يتبنى الحزب ايديولوجية قومية محافظة ويمينية متطرفة، متأصلة في "القومية العرقية" (Völkisch-nationalist nationalism). وقد تمكن الحزب من تحقيق نمو كبير، خاصة في الولايات الشرقية. يختلف موقف AfD من العسكرة عن موقف الحكومة. فبينما يعارض الحزب استراتيجية الحكومة ووجود الناتو في شرق اوروبا، إلا انه يدعو بقوة إلى تعزيز الجيش الألماني واعادة التجنيد الإجباري. هذا التناقض يوضح ان AfD لا يعارض التسليح بحد ذاته، بل يعارض عسكرة ألمانيا في اطار اطلسي او اوروبي، ويدعو بدلا من ذلك إلى عسكرة قومية بحتة تهدف إلى تعزيز "السيادة القومية المطلقة". يرفض الحزب التبعية الأمنية للولايات المتحدة ويسعى إلى استخدام الجيش لخدمة الأجندة القومية المتطرفة، مع التركيز على حماية الحدود. • تحليل خطر النزعة الإقليمية (Irredentism) تثير الأيديولوجية Völkisch-nationalist التي يتبناها حزب AfD مخاوف تاريخية عميقة في السياق الأوروبي الراهن. القومية العرقية، التي تركز على الرابط بين القوم (Volk) والأرض، ترتبط تاريخيا بأصول النزعة الإقليمية الألمانية في القرن العشرين. في ظل فرضية "الخراب الأوروبي" وتزايد الصراع، يطرح التساؤل حول ما إذا كانت الأهداف الخفية لليمين المتطرف تشمل "اعادة الأراضي الألمانية المستلبة سابقا". على الرغم من ان برنامج AfD لا يعلن صراحة عن مطالب اقليمية، فإن صعود حزب يقوم على اسس قومية عرقية، مع دعوته لجيش قوي، يضع الإطار الأيديولوجي لعودة النزعة الإقليمية في حال تفكك النظام الأوروبي. وهذا يشكل خطرا جيوسياسيا هائلا على الاستقرار الأوروبي، حيث تستبدل اجندة AfD المعيارية الكوسموبوليتية باجندة قومية ضيقة. (الإرِدِنتية (Irredentism) المذهب القومي المطالب باسترداد الأراضي تُعد الإرِدِنتية واحدة من أكثر الحركات القومية قدرةً على إشعال النزاعات الدولية، إذ تُمثل مذهباً سياسياً يهدف إلى استعادة الأراضي التي تعتبرها دولة ما جزءاً لا يتجزأ من تراثها التاريخي أو العرقي أو الثقافي، لكنها حالياً تقع تحت سيطرة دولة أخرى. جذور هذا المصطلح تعود إلى العبارة الإيطالية "Italia irredenta" والتي تعني "إيطاليا التي لم تتحرر"، في إشارة إلى المناطق الناطقة بالإيطالية التي ظلت تحت الحكم النمساوي المجري في أواخر القرن التاسع عشر. لقد تحول هذا المطلب المحلي الإيطالي إلى مفهوم عالمي يشير إلى أي حركة قومية تسعى لمواءمة الحدود السياسية مع الحدود العرقية والثقافية المتصورة للأمة. يقوم الفكر الإرِدِنْتي على أساس أن الحدود الحالية للدولة هي حدود مصطنعة ومجحفة لا تعكس الامتداد الطبيعي والمشروع للأمة. وغالباً ما يستند المطالبون إلى مرجعيات تاريخية قديمة، مستخدمين خرائط تعود إلى عصور سابقة لتبرير الحق في ضم الأراضي المتنازع عليها. كما يلعب العامل العرقي واللغوي دوراً محورياً؛ حيث يرى الإرِدِنْتيون في وجود أقليات عرقية أو لغوية تابعة لهم في الدولة المجاورة دليلاً على أن تلك الأراضي "مسروقة" ويجب "تحريرها". هذا الخطاب ليس مجرد حنين للماضي، بل هو أداة فعالة تستخدمها النخب السياسية لتعبئة الجماهير وتعزيز الوحدة الداخلية، وغالباً ما يكون غطاءً للسياسات الخارجية العدوانية والتوسعية. للإرِدِنتية تأثير عميق على الاستقرار العالمي، فهي المصدر الأساسي للعديد من النزاعات الحدودية المسلحة عبر التاريخ وفي العصر الحديث. إنها تغذي الحركات القومية المتطرفة داخل الدولة المطالبة، وفي الوقت نفسه تثير مخاوف الدول المجاورة التي ترى في هذه المطالبات تهديداً مباشراً لسيادتها ووحدتها الإقليمية. كما أن الإرِدِنتية تضع الأقليات العرقية التي تعيش في الأراضي المستهدفة تحت ضغط هائل، حيث قد يُنظر إليهم داخل دولهم على أنهم غير موالين أو عملاء للدولة الأم التي تطالب بأرضهم. ومن الأمثلة الكلاسيكية على هذه الظاهرة المطالبة الألمانية النازية بضم المناطق التي يسكنها الألمان خارج ألمانيا الأم، وفكرة صربيا الكبرى التي أشعلت حروب البلقان، مما يوضح أن هذا المذهب يظل قوة جبارة وخطيرة قادرة على إعادة رسم الخرائط بالدم والنار.)
7. رؤى فلسفية لمستقبل ألمانيا المعسكرة • الأهداف الخفية والتخوف من تكرار الماضي ان التسلح الألماني يثير دائما مسألة الأهداف الكامنة وراء القرارات المعلنة. يكشف التاريخ الألماني الحديث عن وجود اهداف خفية في صفقات التسلح (كما حدث في قضية الأسلحة السرية مع اسرائيل في الستينات التي أدت إلى توترات مع الدول العربية). في العصر الحالي، يتمثل الهدف الخفي المحتمل في تعزيز النفوذ العالمي الألماني كقوة كبرى قادرة على العمل بشكل مستقل عن التكتلات التقليدية، او تعزيز مصالح مجمع صناعي-عسكري ضخم يستغل الأزمة. تبرز النظرية النقدية ان تحويل الشركات المدنية (مثل استغلال شركات السيارات الخاسرة) نحو الإنتاج العسكري، يمثل تكريسا لـ "اقتصاد الحرب" الذي يضمن استمرار هيمنة رأسمالية الدولة عبر الاستثمار في ادوات الصراع، بدلا من توجيه الموارد نحو التنمية المدنية والاجتماعية. مع المشاكل الاقتصادية الخطيرة وافلاس الشركات بعد غياب الغاز والنفط الروسي الرخيص ومشاكل السوق الصيني!
• المواقف الفلسفية لأحزاب اليسار والحزب الاشتراكي الديمقراطي يظهر الصراع الفلسفي عمقا حتى داخل الأحزاب الحاكمة والمعارضة اليسارية. فعلى الرغم من ان Zeitenwende-A turning point تم اعلانه من قبل حكومة يقودها الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، إلا ان الحزب كان قد عارض في البداية ارسال الأسلحة إلى اوكرانيا قبل الغزو. أما حزب اليسار (Die Linke)، فيرفض بشكل مطلق النزعة العسكرية، ويعارض نشر قوات الناتو في شرق اوروبا. هذا الموقف يعكس الانقسام داخل الفلسفة الاشتراكية: جناح يتبنى الواقعية الجيوسياسية المتمثلة في ضرورة الردع (SPD)، وجناح آخر يرى ان الحل لا يكمن في تعزيز الآلة العسكرية للدولة القومية، بل في النضال لإلغاء نظام الدولة القومية والتحرك نحو "اتحاد اشتراكي عالمي".
(4) نتائج ان النقاش الفلسفي الألماني المعاصر حول Zeitenwende-A turning point يؤكد ان التحول الأمني ليس مجرد تغيير في الميزانية، بل هو صراع على الهوية الأخلاقية لألمانيا. لقد اجبرت الأحداث الفلسفة الألمانية على مواجهة حقيقة ان الإرث السلمي المستمد من الكانطية والنظرية النقدية قد أصبح غير كاف للتعامل مع واقع الصراع الجيوسياسي. الحلول المطروحة، سواء كانت متمثلة في نموذج هابرماس (عسكرة أوروبية مشروطة تخدم القانون المعياري) او المقاومة الشبابية للتجنيد (الرافضة لـ "العجز الديمقراطي")، تهدف جميعها إلى ايجاد صيغة أخلاقية للقوة: قوة تخضع للرقابة المدنية وتفهم ثقلها التاريخي (نموذج "المواطن بالزي الرسمي"). إذا نجحت ألمانيا في دمج هذه القوة الجديدة ضمن اطار معياري أوروبي دون تآكل شفافيتها الديمقراطية، فإنها قد تتمكن من تجاوز الانزلاق نحو النزعة العسكرية القومية. اما إذا فشلت في ذلك، واستمرت العسكرة في تعزيز النزعات القومية العرقية (AfD)، فإن ألمانيا تخاطر بالتخلي عن ارثها السلمي لتقع تحت رحمة ايديولوجيا "الوقت لأجل ألمانيا" (Zeit für Deutschland)، وهو ما يهدد الاستقرار الأوروبي بأكمله.
(5) المصادر
1. Arian Aghashahi - Hungarian Conservative - - 04.08.2025 https://www.hungarianconservative.com/articles/interview/co-founder-former-chairwoman-afd-frauke-petry
2. Jules Evans - Philosophy for Life - The Ecstasy of Violence and War - https://www.philosophyforlife.org/blog/the-ecstasy-of-violence-and-war
3. Dr. Benjamin Tallis - المجلس الألماني للعلاقات الخارجية (DGAP) - نهاية نقطة التحول - https://embassyforconsulting.com/?p=985 &--print---posts=--print-- 4. Tomas Kucera - Armed Forces & Society - The Strategic Significance of Ethical Imperatives: The Case of the German Armed Forces - 2015 https://www.researchgate.net/publication/274983393_The_Strategic_Significance_of_Ethical_Imperatives_The_Case_of_the_German_Armed_Forces
5. Robert J. Delahunty and John Yoo - Chicago Journal of International Law - Kant, Habermas and Democratic Peace - 2010 https://chicagounbound.uchicago.edu/cjil/vol10/iss2/5 6. Irfan Khawaja - Irfan Khawaja Philosopher - John Dewey, Philosophy, and the German Aggression - 2018/11/11 https://irfankhawajaphilosopher.com/2018/11/11/john-dewey-philosophy-and-the-german-aggression 7. https://www.youtube.com/watch?v=xdjgVAahD7w
9. https://www.youtube.com/watch?v=GuzXM6fz-P4
10. https://asjp.cerist.dz/en/article/179363
11. https://www.nas.org/academic-questions/38/2/a-war-for-the-soul-of-germany
12. Tobias Bunde and Valentin Daur - Munich Security Conference - After the End of Certainties https://securityconference.org/en/news/full/new-perspective-Zeitenwende-A turning point-how-germans-assess-security-policy-and-the-threat-landscape/ 13. Wikipedia - - Alternative for Germany - https://en.wikipedia.org/wiki/Alternative_for_Germany 14. Wikipedia - - War guilt question - https://en.wikipedia.org/wiki/War_guilt_question 15. ويكيبيديا - - اخلاق كانطية - https://ar.wikipedia.org/wiki/أخلاق_كانطية
#مكسيم_العراقي (هاشتاغ)
Maxim_Al-iraqi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحو معاهدة ويستفاليا شرق اوسطية مضمونة دوليا ...اليات واهداف
...
-
مسارات الفلسفة الالمانية واتجاهاتها من التنوير الى النقد الم
...
-
اليسار الألماني بين حصار المؤسسات وصعود اليمين المتطرف في ظل
...
-
نحو تقييم الدول بشرعية الانجاز فقط لا بالانظمة او الدساتير ا
...
-
العراق واقتصاده من البلوتونومي الى خزانات البلوتونيوم واقتصا
...
-
4 سنوات كارثية قادمة بتامر ايراني امريكي بعد سيطرة امة الجبن
...
-
الانكفاء العلماني وصعود الثيوقراطية الفاشية الفاسدة في الشرق
...
-
نظرية النافذة المكسورة في بلد مكسر منتهب مدمر مثل العراق
-
الذكاء الصناعي الراسمالي والة الغباء الصناعي الديني الطائفي
...
-
تحليل ايديولوجي وسياسي لعداء الاسلام السياسي للحضارتين المصر
...
-
صعود اليسار الجديد في معاقل الراسمالية الغربية وافول نظيره ا
...
-
نظرية ناش وتوازن الفشل, في تحليل الأوضاع السياسية والاقتصادي
...
-
ستراتيجيات قمع الثورة المضادة في مراحل التحول السياسي الحرجة
...
-
كيف استغل الاستعمار والإمبريالية الجديدة الإسلام السياسي لتح
...
-
تاثير شركات السلاح الغربية في صياغة واستدامة الحروب (1914-20
...
-
تاريخ وتطور الادعاءات الأمريكية الزائفة لتبرير العدوان والهي
...
-
الاقتصاد السياسي للاستدامة الحزبية - دروس الصين وفشل روسيا و
...
-
ستراتيجية الاحتواء الدموي وسحق المد اليساري في العالم
-
الفعل التاريخي التأسيسي للقوة والمفاجأة في قلب مسار التاريخ
...
-
الأنظمة الطارئة كأدوات للتدبير الخارجي وآليات تفكيك الدولة ا
...
المزيد.....
-
أسرة عبدالحليم حافظ تطالب بمنع عرض حفل يحمل اسمه في الكويت
-
-دخول قوات يمنية إلى مناطق سيطرة الحوثيين-.. هذه حقيقة الفيد
...
-
وجهة نظر ألمانية: واشنطن تخلت عن أوروبا وعليها الاعتماد على
...
-
الكشري والبشت والقفطان في قائمة التراث العالمي اللامادي
-
اليمن : ماذا عن خطر التقسيم ؟
-
مشعل: غزة قدمت ما عليها ولدينا تصور لسلاح المقاومة
-
خالد مشعل يكشف لـ-موازين- إستراتيجية غزة القادمة وخيارات الم
...
-
محللون: العقوبات الأميركية وحدها لن توقف الحرب في السودان
-
سوريا تطالب بوقف خروقات إسرائيل وساعر يستبعد اتفاقا قريبا
-
السيول تفاقم معاناة 250 ألف أسرة فلسطينية في غزة
المزيد.....
-
العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو
...
/ حسام الدين فياض
-
قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف
...
/ محمد اسماعيل السراي
-
تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي
...
/ غازي الصوراني
-
من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية
/ غازي الصوراني
-
الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي
...
/ فارس كمال نظمي
-
الآثار العامة للبطالة
/ حيدر جواد السهلاني
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
المزيد.....
|