|
ستراتيجية الاحتواء الدموي وسحق المد اليساري في العالم
مكسيم العراقي
كاتب وباحث يؤمن بعراق واحد قوي مسالم ديمقراطي علماني بلا عفن ديني طائفي قومي
(Maxim Al-iraqi)
الحوار المتمدن-العدد: 8500 - 2025 / 10 / 19 - 14:49
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
توطئة وقف ترامب موخرا في قمة شرم الشيخ وقال ان العراق بلد فيه نفط كثير ولكنهم لايعرفون مايفعلون به! وكأن امريكا وترامب لايعرفون ماذا يحدث وماذا حدث في العراق والعالم على يد الامبراطورية الامريكية الاجرامية التي تحطم الارض انسانيا واقتصاديا واخلاقيا وبيئيا! هذا البحث القصير هو على شرف من لاشرف لهم ممن انتجتهم امريكا في العراق والعالمّ!
1. مقدمة 2. الإطار المنهجي لتفكيك ستراتيجية الاحتواء الدموي 3. النموذج الغربي لآليات التدمير الخفية في أوروبا وآسيا 4. تدمير اليسار في العالم العربي وإفريقيا 5. المحور الإقليمي عن الرجعية العربية وتمكين الإسلام السياسي 6. الرد السوفيتي واليسار المحلي, تحليل مقارن لضعف المقاومة 7. الآثار الجيوسياسية طويلة المدى 8. المصادر
(1) مقدمة بعد انهيار الإمبراطورية الألمانية عند نهاية الحرب العالمية الأولى، شهدت ألمانيا ثورة (1918–1919). تشكّلت مجالس عمالية وحركات يسارية، لكنه تم قمع هذه التحركات بعنف عبر تحالف النخبة السياسية مع ميليشيات يمينية مثل الفرايكوربس (Freikorps)، نتيجة قرار حكومي سعت من خلاله الطبقة الحاكمة لاستعادة الاستقرار. أدى قمع انتفاضة سبارتاكوس واغتيال قادتها إلى ترسيخ نموذجٍ مبكر لرد النخب الحاكمة على المدّ اليساري: استخدام العسكرة والتمييز بين الأمن والثورة كمبرّر للحسم. في الحرب الأهلية الإسبانية (1936–1939) تجلّت سياسة غربية عملية لاحتواء اليسار عبر السياسة عدم التدخل (Non-Intervention)؛ فبينما قدّم الاتحاد السوفييتي دعماً للجمهوريين، اختارت معظم الدول الغربية صيغة الامتناع الرسمية، ما سمح لصالح القوى التقليدية والفاشية بأن تستأثر بالمواجهة. هذه الممارسة كانت مقدّمة لتبلور إطار مفاهيمي أكثر وضوحًا بعد 1945. ظهر مفهوم الاحتواء (Containment) كمبدأ مركزي في السياسة الأميركية بعد الحرب العالمية الثانية حيث تحوّل الاحتواء إلى عقيدة رسمية عبر مبدأ ترومان (Truman Doctrine )، وتبلور على مستوى اقتصادي عبر خطة مارشال (Marshall Plan)، وعلى مستوى عسكري-سياسي عبر حلف شمال الأطلسي (NATO). هدف هذه العقيدة كان منع توسع النفوذ السوفييتي بالوسائل السياسية والاقتصادية والعسكرية عند الضرورة، بدلاً من المواجهة الكاملة. تطوّرت أدوات الاحتواء لتشمل ما عُرف لاحقًا بـ«الاحتواء المحيطي (Peripheral Containment)» ونظرية الدومينو (Domino Theory)، التي فسّرت ضرورة التدخّل لمنع سقوط دول متتابعة في المعسكر الشيوعي. وفي حالات أخرى اتُّبع نهج أكثر عدوانية يسميه المحللون الإرجاع (Rollback)، أي محاولات تغيير الأنظمة الموالية للعدو بدلاً من الاكتفاء بوقف تمددها. نفّذت وكالات الاستخبارات الغربية ــ وبالأخص وكالة المخابرات المركزية (CIA) والبريطانية MI6 ــ عمليات سرية (covert operations) شملت دعم انقلابات، تسليح فصائل محلية، وعمليات تأثير معلوماتية. من الامثلة البارزة: اليونان (دعم الحكومة ضد اليسار 1946–1949)، إيران (عملية 1953)، وغواتيمالا (1954). كما تُرجمت عقيدة الاحتواء إلى مواجهات عسكرية مفتوحة في كوريا وفيتنام، حيث تحوّل الصراع الأيديولوجي إلى حرب مباشرة أوقعت أثارًا إنسانية وسياسية كبيرة. الإطار العملي لهذه السياسة أنتج نتائج مزدوجة: على المدى القصير حقّق الغرب أهدافًا استراتيجية بإحباط توسع الشيوعية في بؤر محددة، لكن على المدى الطويل أثمرت عن تأسيس أنظمة زبائنية واستبدادية فاسدة بل وارهابية، تقويض مؤسسات حكم رشيدة، واندلاع دوامات عنف ونزوح بشري. كما أظهرت الممارسة أن مبرّرات «الأمن القومي (national security)» استُغلت أحيانًا لتبرير خروقات لسيادة الدول (state sovereignty) والمعايير القانونية الدولية. النتيجة تُشير إلى ضرورة التفريق بين حماية الأمن واللجوء إلى التدخل المباشر. الدعم طويل الأمد لبناء مؤسسات مدنية قوية، وسياسات تنموية شفافة، واحترام سيادة القانون تبدو أكثر استدامة من الاعتماد على قادة أو انقلابات كحلول مؤقتة. كما أن المساءلة والالتزام بالقواعد الدولية هما ركيزتا أي استراتيجية تهدف للنتائج الدورية وليس المكاسب العاجلة. خلاصة القول: تحوّل الاحتواء من سياسة عملية غير مرسَّمة في ثلاثينيات القرن الماضي إلى عقيدة مركزية في الحرب الباردة، لكنه حين طُبِّق بعيدًا عن رقابة قانونية وأخلاقية أسهم في خلق إرث من الاضطراب السياسي والاجتماعي في كثير من مناطق العالم. المصطلحات الأساسية في هذه القصة هي: Non-Intervention, Containment, Truman Doctrine, Marshall Plan, NATO, Domino Theory, Peripheral Containment, Rollback, CIA, MI6, covert operations, national security, state sovereignty — وهي مفردات حاكَمت فهم السياسة الدولية في نصف القرن الماضي وما تلاه.
(2) الإطار المنهجي لتفكيك عملية الاحتواء الدموي يمثل المد اليساري والشيوعي الذي شهدته دول العالم النامي خلال حقبة الحرب الباردة تحدياً وجودياً للسيطرة الجيوسياسية والاقتصادية للقوى الغربية. ولم يكن هذا المد مقتصراً على الحركات الماركسية اللينينية التقليدية وحسب، بل شمل القوى القومية الراديكالية والاشتراكية التي سعت لتحقيق الاستقلال الاقتصادي والسياسي، ورفضت التبعية للمنظومة الرأسمالية العالمية. ولضمان استمرار سياسة الهيمنة، تبنت الولايات المتحدة وحلفاؤها استراتيجية شاملة عرفت في هذا التحليل بـ "الاحتواء الدموي"، استهدفت هذه القوى التقدمية، ليس فقط لأسباب أيديولوجية، بل لضمان السيطرة على الموارد الحيوية ومنع "تأثير الدومينو" الشيوعي. 1. تعريف "المد اليساري/الشيوعي" واستهداف العالم الثالث (1945–1979) كانت سياسة الاحتواء الأمريكية تهدف بالدرجة الأولى إلى منع انتشار الأفكار الماركسية في الشرق الأوسط، ودعم الأنظمة الموالية لها لضمان استقرار إمدادات النفط. هذا المد اليساري اكتسب قوة تنظيمية هائلة في بعض الدول، مما جعله خطراً حقيقياً على النخب الحاكمة والمصالح الغربية. على سبيل المثال، كان الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي السوداني يمتلكان مرتكزات اجتماعية قوية ومتجذرة، لا سيما بين الطبقة العاملة والمثقفين. ففي السودان، سيطر الشيوعيون على نقابات عمال السكك الحديد في عطبرة، وشاركوا في تأسيس والسيطرة على الاتحاد العام لنقابات عمال السودان واتحاد مزارعي الجزيرة. وفي العراق، أدى الحزب الشيوعي دوراً مؤثراً في مجريات الأحداث بعد ثورة 14 تموز 1958. إن تحليل هذا الواقع يظهر أن استهداف الحركات الشيوعية لم يكن مجرد صراع فكري، بل كان استهدافاً ممنهجاً (Strategy of Infrastructure Targeting) للبنية التحتية الاجتماعية الحديثة للدولة: النقابات العمالية والطلاب والمثقفين. فالوجود الشيوعي القوي كان يعني بالضرورة وجود نقابات قوية تدافع عن مكتسبات العمال وتطالب بالإصلاح الزراعي الجذري وبناء قطاع عام واسع. كانت هذه المطالب تمثل عائقاً أمام الرأسمالية الغربية والاستثمار الأجنبي المباشر. ولذلك، كان تدمير هذه القواعد الاجتماعية المنظمة ضرورياً لتسهيل سيطرة القوى التقليدية أو الأيديولوجيات التي لا تعتمد على التنظيم الطبقي الحديث (كالإسلام السياسي) في المراحل اللاحقة. إن تدمير هذه الطبقات المنظمة هو الذي سهل عملية إعادة هيكلة الاقتصادات لتلبية متطلبات السوق العالمية، كما ظهر بوضوح في إندونيسيا لاحقاً. بعد الاحتلال الامريكي الايراني للعراق عام 2003 تم تدمير الطبقة العاملة والانتاج والزراعة والتعليم والصحة والثقافة في اطار تلاقي مصالح الامبريالية مع الدين السياسي! واستبدال مفهوم الدولة بمفهوم العصابات والمليشيات التي تنهب الارض ومن عليها بحجة مقاومة امريكا واسرائيل! 2. مفهوم القوى الخفية من عملية كلاديو إلى الاستخبارات المركزية لعبت القوى الخفية دوراً حاسماً في تنفيذ استراتيجية الاحتواء، ممثلة في شبكة معقدة من العمليات الاستخباراتية والتحالفات العسكرية السرية التي تجاوزت الأطر الدبلوماسية الرسمية. كانت هذه القوى تعمل كخط دفاع أول لحماية الهيمنة الغربية. لقد تجسد هذا المفهوم في أوروبا من خلال عمليات كلاديو (Gladio) السرية، وهي منظمة عسكرية ملحقة بحلف الناتو. كانت مهمتها المعلنة حماية أوروبا من غزو دول حلف وارسو، لكنها نفذت ما عرف بـ استراتيجية التوتر (Strategy of Tension). قامت هذه الاستراتيجية على إرهاب المجتمعات وتخويفها من صعود الشيوعيين، بهدف ضمان عدم وصولهم للحكم، حتى لو كان ذلك عبر الوسائل الديمقراطية أو على حساب حياة المدنيين الذين سقطوا ضحايا لعمليات إرهابية نُسبت زيفاً لليسار. ما تكشفه عمليات كلاديو هو أن القوى الغربية كانت مستعدة لارتكاب إرهاب الدولة ونسبه للشيوعيين لضرب مصداقيتهم. هذا الإجراء خلق سابقة لاستخدام العنف المجهول – والاطراف الثالثة, قبل ان ينتقل للعراق وكل دولة محتلة امريكيا, كأداة سياسية. إن نجاح تكتيك تخويف الشعوب من اليسار الراديكالي أدى إلى انتقال هذا التكتيك، عبر وكالة المخابرات المركزية (CIA)، لدعم أنظمة عسكرية ديكتاتورية في دول العالم الثالث، مثل اليونان وإندونيسيا. وسمحت هذه الاستراتيجية بشرعنة القمع الداخلي لتلك الأنظمة تحت غطاء مكافحة الإرهاب الشيوعي، مما شكل نموذجاً لتدخلات غير مباشرة لكنها دموية. 3. التحالف الجيوسياسي لقوى الرجعية العربية ضد القومية الاشتراكية في الشرق الأوسط، لم تكن القوى الرجعية العربية، متمثلة في الممالك المحافظة ودول الخليج، مجرد متفرج، بل كانت شريكاً فعالاً في استراتيجية الاحتواء الدموي الأمريكية. نظرت هذه الدول إلى واشنطن كشريك موثوق ضد الشيوعية وكضمانة للاستقرار الاقتصادي والسياسي، خاصة فيما يتعلق بالنفط. إن هذه الشراكة قادت إلى ما يمكن تسميته بـ الهندسة الأيديولوجية (The Ideological Engineering)، حيث لم يكن تمكين الإسلام السياسي مجرد رد فعل، بل إنتاج قوة اجتماعية وسياسية مضادة. كانت التيارات الإسلامية تُعتبر قوة قادرة على مواجهة الحركات القومية الاشتراكية وتحدي هيمنتها. لقد استغلت هذه القوى الانفتاح الاقتصادي والتحالف مع الغرب الذي أعقب نكسة 1967 (التي حدثت بفعل الدعم الامريكي والغربي لاسرائيل واعتبرت ضربة قاصمة للحركات القومية الاشتراكية وهي في واقع الامر لم تكن غير خسارة معركة في حرب طويلة) وتراجع المشروع القومي الاشتراكي. لقد أدت هذه الهندسة إلى ظهور الإسلام السياسي لملء الفراغ الذي تركه اليسار بعد تعرضه للقمع أو بعد سقوط النظام الاشتراكي العالمي. كان الخلاف الأيديولوجي بين الشيوعية (المادية والمعادية للأديان) والإسلام (الروحي) يوفر المبررات اللازمة لمحاربة اليسار. هذا التمكين استند إلى فكرة أن الإسلام يوفر بديلاً شاملاً، على عكس الشيوعية التي يُنظر إليها على أنها دكتاتورية أقلية تُسلب الأفراد حريتهم وتقتصر على الجانب الاقتصادي فقط. هذا التحول أسس لمنطق الصراع الذي سيشكل المنطقة في العقود اللاحقة، حيث استخدمت أنظمة مثل نظام السادات في مصر الإخوان المسلمين لمواجهة التيارات اليسارية والقومية كبديل فكري وممول وتحالف نميري مع الاسلام السياسي ثم تحالف صدام في حملته الايمانية التي اسست القاعدة المادية والسياسية للاسلام السياسي الذي دمر العراق بعد عام 2003!
(3) النموذج الغربي لآليات التدمير الخفية في أوروبا وآسيا الآليات المباشرة التي تم من خلالها سحق المد اليساري في دول حيوية، بدءاً من التجارب الأوروبية وصولاً إلى المذابح الدموية في آسيا. 1. نموذج القمع الأوروبي- إسبانيا واليونان 1) إسبانيا (1936-1939): التدخل المبكر ونذير الحرب العالمية تعتبر الحرب الأهلية الإسبانية هي الاختبار الأيديولوجي المفتوح الأول في القرن العشرين، حيث تقاتلت القوى الجمهورية (التي ضمت طيفاً واسعاً من اليساريين، الاشتراكيين، والشيوعيين) ضد القوميين الفاشيين بقيادة الجنرال فرانشيسكو فرانكو. انتهت الحرب عام 1939 بانتصار القوميين، وإقامة الدولة الإسبانية تحت حكم فرانكو، وقمع وحشي للثورة الإسبانية، تبعه عمليات قتل جماعي وإرهاب استمر حتى عام 1975. كان التباين في الدعم الدولي واضحاً: الجمهوريون تلقوا دعماً من الاتحاد السوفيتي والمكسيك، بينما تلقى القوميون دعماً ضخماً ومنظماً من القوى الفاشية المتمثلة في إيطاليا (50 ألف جندي) وألمانيا (16 ألف جندي) والبرتغال. يُستنتج من ذلك أن التدخل السوفيتي في إسبانيا كان كبيراً نسبياً، لكنه كان يواجه تدخلاً مضاداً يفوقه حجماً وتأثيراً من قوى كانت بالفعل في حالة استعداد للحرب، مما يفسر هزيمة اليسار.
2) اليونان من الحرب العالمية الثانية الى اعوام (1967-1974) ودور الطغمة العسكرية كذراع للناتو الدعم الغربي وسحق الثورة الشيوعية في اليونان بعد الحرب العالمية الثانية وصمت ستالين بعد يالطا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، وجدت أوروبا نفسها ساحة صراع جديدة بين الحلفاء المنتصرين: الاتحاد السوفييتي والغرب بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا. كانت اليونان أول ميدان فعلي للحرب الباردة، حيث اندلعت فيها الثورة الشيوعية (الحرب الأهلية اليونانية) بين عامي 1946 و1949. • خلفية الثورة خلال الاحتلال الألماني لليونان (1941–1944)، قادت جبهة التحرير الوطنية (EAM) وجناحها العسكري جيش التحرير الشعبي (ELAS) المقاومة ضد النازيين، وكانا تحت نفوذ الحزب الشيوعي اليوناني (KKE) وبعد التحرير، رفضت هذه القوى تسليم السلاح للحكومة الملكية المدعومة من بريطانيا، ما أدى إلى اندلاع صدام دموي عام 1946. • الدعم الغربي خافت بريطانيا ثم الولايات المتحدة من سقوط اليونان في المعسكر الشيوعي، خصوصًا مع توسع النفوذ السوفييتي في البلقان. فقدمت لندن ثم واشنطن: -مساعدات عسكرية ومالية ضخمة للحكومة الملكية. -قوات ومستشارين عسكريين لقمع المتمردين الشيوعيين. وفي عام 1947 أعلن الرئيس الأمريكي ترومان "مبدأ ترومان"، الذي نصّ على دعم "الشعوب الحرة" ضد الشيوعية — وكان المقصود به أولًا اليونان وتركيا. بدعم أمريكي مباشر (الأسلحة والطائرات والمدفعية والاستخبارات)، تمكّنت الحكومة من سحق المقاومة الشيوعية بحلول 1949، منهيةً الحرب الأهلية لصالح الغرب. 2) صمت ستالين واتفاق يالطا المثير أن ستالين لم يتدخل لحماية الحلفاء الشيوعيين في اليونان، رغم توسعهم في أوروبا الشرقية. يعود السبب إلى اتفاق يالطا (شباط 1945) وخصوصًا ما عُرف لاحقًا بـ "اتفاق المئوية" أو "صفقة الورق المناديل" التي أبرمها ستالين وتشرشل في موسكو عام 1944، حيث اتفقا على تقاسم مناطق النفوذ في أوروبا الشرقية والبلقان: اليونان: 90% نفوذ بريطاني، 10% سوفييتي. رومانيا وبلغاريا: العكس تقريبًا لصالح السوفييت. لهذا، حين اندلعت الحرب الأهلية في اليونان، التزم ستالين الصمت ولم يقدّم دعمًا عسكريًا يُذكر للحزب الشيوعي اليوناني، تاركًا أمره للقدر الغربي، خشية خرق الاتفاق وتقويض التوازن مع بريطانيا والولايات المتحدة. حتى يوغسلافيا الشيوعية بقيادة تيتو، التي ساعدت الثوار لفترة، تعرضت لضغط سوفييتي لوقف الدعم. 3) النتائج بانتهاء الحرب الأهلية، أصبحت اليونان رسميًا في المعسكر الغربي، وانضمت لاحقًا إلى حلف الناتو (1952). مثّل فشل الثورة الشيوعية هناك أول انتصار استراتيجي للغرب في الحرب الباردة، بينما كشفت براغماتية ستالين عن استعداد موسكو للمساومة على الحركات الثورية الصغيرة مقابل ضمان نفوذها في أوروبا الشرقية. كان ذلك درسا لم يفهم للحزب الشيوعي العراقي والسوداني قبل وقوع المذابح عبر تسوية مقبولة مع القوى الحاكمة بدلا من الذهاب للمذابح لاخر الشوط! ان الدعم الغربي في اليونان لم يكن مجرد تدخل عسكري، بل كان نقطة تحول في السياسة العالمية: بداية مبدأ ترومان وولادة الحرب الباردة رسميًا. أما صمت ستالين، فكان ثمناً لاتفاق مناطق النفوذ — إذ فضّل التمسك بالمكاسب المؤكدة في بولندا وبلغاريا ورومانيا على مغامرة في بلدٍ ضمن الحصة البريطانية. المثير للسخرية, تمسك ستالين بدول ليس لها قاعدة يسارية او شيوعية قوية وشكلت فيما بعد عبئا ثقيلا على موسكو مثل بولندا وجيكوسلوفاكيا والمجر في الوقت الذي اهملت فيه بلدان مشتعلة بالفكر اليساري والشيوعي!
شهدت اليونان، الواقعة على الجناح الجنوبي لحلف الناتو، تدخلاً عسكرياً مباشراً اخرا لضمان عدم وصول اليسار إلى السلطة. في 21 نيسان 1967، نفذت مجموعة من العقداء انقلاباً عسكرياً للإطاحة بالحكومة المؤقتة، قبل شهر واحد فقط من انتخابات كان من المتوقع أن يفوز بها حزب الاتحاد المركزي اليساري بقيادة جورجيوس باباندريو. تولى هذا النظام العسكري اليميني، المعروف باسم الخونتا، الحكم حتى عام 1974، وكان شعاره الأيديولوجي "اليونان لليونانيين المسيحيين". لقد نجح هذا النظام في قمع المعارضة بشكل فعال، لا سيما الحزب الشيوعي، وكان هذا القمع مدعوماً من الولايات المتحدة وأجهزتها الاستخباراتية. يُعد القمع في اليونان مثالاً كلاسيكياً لتطبيق استراتيجية الاحتواء في أوروبا الطرفية. لم يكن الهدف قمع الشيوعية بالمعنى الضيق فحسب، بل منع أي شكل من أشكال الديمقراطية يمكن أن يفتح الباب أمام القوى اليسارية عبر صناديق الاقتراع. بالإضافة إلى الدعم الخارجي، عانى الحزب الشيوعي اليوناني (KKE) من أخطاء تكتيكية جسيمة قبل الانقلاب، مثل قرار حل منظماته السرية عام 1958 والاندماج في "اليسار الديمقراطي الوحدوي" كقوة اشتراكية ديمقراطية، مما أضعف استقلاليته الأيديولوجية والتنظيمية وجعله عرضة للسحق السريع بمجرد وصول الطغمة العسكرية للسلطة. الغرب سمح بعد ذلك بديمقراطية زائفه من اجل صعود الحركات الاسلامية للسلطة وحتى بوجود الامريكان والتزييف والارهاب كما حصل في كل الانتخابات العراقية قبل عام 2011 موعد رحيل الامريكان وتسليمهم العراق لايران بعد ان سلموا مقدرات الامن والجيش الجديد لهم بقانون دمج مليشيات بدر والبيشمركة في الجيش والشرطة والامن! وتم حل الجيش والقوى الامنية واجتثاث البعث مع ان هناك اعداد كبيرة منهم لم ترتكب جرما ولم يكن ولائها لايران او امريكا!
2. نموذج الإبادة في آسيا في مذابح إندونيسيا 1965 تعتبر مذابح إندونيسيا (1965-1966) المثال الأوضح والأكثر دموية للتدخل الغربي المباشر لسحق المد الشيوعي في آسيا، ومهدت الطريق لديكتاتورية الجنرال سوهارتو لثلاثة عقود. كان الحزب الشيوعي الإندونيسي (PKI) يتمتع بنفوذ شعبي وتنظيمي هائل. وبعد محاولة انقلاب فاشلة عام 1965، أطاح سوهارتو بالرئيس القومي سوكارنو بمساعدة مباشرة من الحكومة الأمريكية والجيش. لقد تجاوز هذا التدخل حدود الدعم السياسي، حيث عملت السفارة الأمريكية على إعداد قائمة القادة الشيوعيين ووفرتها لأجهزة الأمن الإندونيسية، التي كانت تفتقر إلى المعرفة الكافية بمن هم القادة الشيوعيون، لتسهيل عملية التطهير الجماعي. تمثل إندونيسيا تحولاً في استراتيجية الحرب الباردة، حيث ارتبط القضاء على اليسار مباشرة بفتح الأسواق أمام الرأسمالية العالمية (The Economic Rationale for Genocide). فبعد المذابح، سارعت الشركات المتعددة الجنسيات، مثل يونيرويال وجوديير وألكوا، إلى إعادة هيكلة الاقتصاد الإندونيسي لتسهيل الاستثمار الأجنبي المباشر وخفض الضرائب. لقد كانت الإبادة الجماعية، التي راح ضحيتها مئات الآلاف، جزءاً وظيفياً لا يتجزأ من عملية "إعادة الهيكلة الاقتصادية" لخدمة المصالح الغربية. وحصل في العراق بعد صعوط الاسلام السياسي تسليم نفط العراق الى الشركات الغربية والشرقية وبقى الانتاج نفسه تقريبا الذي كانت تديره شركة النفط الوطنية قبل حرب ايران!! مع نسبة خطيرة لتلك الشركات واضعاف ذلك للشركات في شمال الوطن التي دعمت تمرد الملة مصطفى ضد نظام الزعيم قاسم الذي بدا تاميم نفط العراق في عام 1961 واكمله صدام عام 1972
(4) تدمير اليسار في العالم العربي وإفريقيا كيف تم تدمير اليسار في العالم العربي وإفريقيا من خلال قوى داخلية وإقليمية، مما أدى إلى تمكين الإسلام السياسي كبديل أيديولوجي، خاصة مع تراجع جاذبية القومية الاشتراكية بفعل هزيمة حزيران والاعلام المعارض ومنه اليساري ذاته والعداء وشبه الحصار الغربي . القمع المزدوج في العراق والسودان وسوريا في العالم العربي، لم يُسحق اليسار بالضرورة من خلال الانقلابات الغربية المباشرة فحسب، بل عانى من القمع الوحشي الذي مارسته الأنظمة القومية (العسكرية) نفسها التي اعتبرته تهديداً داخلياً ومنافساً على السلطة. 1. العراق: كان للحزب الشيوعي العراقي دور مهم بعد ثورة 1958، لكنه دخل في صراع مع الزعيم قاسم بسبب عوامل غبية، ثم تعرض للسحق العنيف بعد انقلاب البعث في شباط 1963. يُعدّ انقلاب 8 شباط 1963 من أكثر الأحداث دموية وإثارة للجدل في تاريخ العراق الحديث. فقد أطاح الانقلاب بحكومة عبد الكريم قاسم، زعيم ثورة 14 تموز 1958، التي أنهت الحكم الملكي وأعلنت الجمهورية. ورغم أن الانقلاب قاده البعثيون وضباط قوميون، فإنّ الأدلة التاريخية والوثائق الغربية التي كُشف عنها لاحقًا تشير إلى دور أمريكي–بريطاني فاعل في التخطيط، الدعم، والمتابعة السياسية. 1) خلفية الصراع بعد 1958، اتّجه العراق في ظل عبد الكريم قاسم نحو سياسات: الاستقلال الوطني عن الكتلتين الشرقية والغربية؛ التقارب مع الاتحاد السوفييتي في التسليح والدعم الفني؛ تأميم جزئي لقطاع النفط الذي كانت تهيمن عليه شركات بريطانية وأمريكية؛ دعم حركات التحرر العربية، ما أثار قلق الغرب. في المقابل، رأت واشنطن ولندن أن قاسم يسير في طريق “التمصير” السوفييتي للعراق، ويهدد التوازن الإقليمي بعد انسحابه من حلف بغداد (الذي كان حجر الأساس للنفوذ البريطاني في المنطقة).
2) البعثيون ودور المخابرات الغربية كانت حزب البعث العربي الاشتراكي، بدعم من بعض القوميين والضباط، القوة الرئيسة وراء انقلاب شباط. لكن الوثائق اللاحقة، خاصة تلك التي أفرجت عنها وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) ووزارة الخارجية البريطانية، تشير إلى ما يلي: • تمهيد سياسي واستخباري منذ 1961، كثّف ضباط الـCIA والـMI6 اتصالاتهم مع ضباط بعثيين ساخطين على قاسم. نُقل عن مسؤول الـCIA في بغداد (جيمس إكرلي) قوله إن الولايات المتحدة تبحث عن بديل أكثر استقرارًا. كما ساعدت السفارة الأمريكية في جمع معلومات دقيقة عن الشيوعيين الذين كان قاسم قد سمح لهم بالنشاط في الدولة. • الدعم اللوجستي والمعلوماتي تشير شهادات عديدة إلى أن قوائم بأسماء الشيوعيين العراقيين أُعدّت وسُلّمت للبعثيين عبر قنوات أمريكية، ما ساعد على تنفيذ حملة الإعدامات والتصفية بعد الانقلاب، التي راح ضحيتها الآلاف. وفي الأيام الأولى بعد سقوط قاسم، قدّمت المخابرات الأمريكية دعمًا في مراقبة الاتصالات والتنسيق مع الحكومة الجديدة بقيادة البعثي أحمد حسن البكر والرئيس عبد السلام عارف. • الموقف البريطاني كانت بريطانيا، التي فقدت نفوذها الاقتصادي بعد تأميم النفط جزئيًا، ترحّب بأي تغيير يُقصي قاسم. وثائق وزارة الخارجية البريطانية (PRO, London) تظهر أن لندن كانت على علم مسبق بتحركات الضباط القوميين واعتبرتها فرصة لإعادة العراق إلى الحظيرة الغربية. • النتائج المباشرة للانقلاب -اغتيل عبد الكريم قاسم بعد محاكمة شكلية في 9 شباط 1963. -أُطلقت حملة دموية ضد الشيوعيين والنقابيين والطلبة اليساريين. -عادت العلاقات مع الغرب بسرعة: -اعيدت الاتصالات الرسمية مع واشنطن. -ابرمت صفقات نفطية جديدة لصالح الشركات الغربية. -اعيد العراق إلى محور عربي محافظ شبه موالٍ للغرب (بالتنسيق مع مصر بعد وفاة الوحدة السورية). لكن الانقسام داخل البعث وجرائمه نفسه أدى لاحقًا إلى سقوطه في انقلاب تشرين 1963، وصعود عبد السلام عارف منفردًا بالحكم. • تحليل الدور الغربي لم يكن انقلاب شباط صنيعة أمريكية بحتة، لكنه كان ناتج التقاء مصالح: -البعثيون أرادوا إسقاط قاسم لتصفية اليسار وبناء دولة قومية وسط صراعات خطيرة بينهم. -الولايات المتحدة وبريطانيا أرادتا إزالة نظامٍ وُصف بـ المزعج، وإيقاف التغلغل السوفييتي في الخليج. لذلك، قدّمت القوى الغربية غطاءً سياسياً واستخباريًا دون تدخل عسكري مباشر. ويُعدّ الانقلاب، وفق معظم المؤرخين، أول تدخل أمريكي فعلي في السياسة العراقية الحديثة، ومقدمة لتاريخ طويل من الصراع بين واشنطن وبغداد.
2. السودان: امتلك الحزب الشيوعي السوداني قاعدة قوية واسعة، لكنه أصبح ضحية لجعفر النميري بعد محاولة الانقلاب الفاشلة عام 1971. تم تنفيذ عمليات قتل وتصفية وحشية ضد قادته، وصلت إلى حد الرمي من الأسطح والإذابة بالأحماض. 3. سوريا: وصف الحزب الشيوعي السوري نظام البعث، بعد انهيار ميثاق 17 نيسان 1963، بأنه يتجه نحو "الفاشستية والديكتاتورية وإرهاب الدولة". كان القمع الذي مارسته الأنظمة "التقدمية" ظاهرياً ضد اليسار بمثابة تصفية حسابات طبقية وسياسية ضمن الإطار القومي. لقد أزالت هذه الأنظمة التنظيمات الشعبية الوحيدة القادرة على بناء دولة مدنية أو توفير بديل علماني واسع للشارع. هذا التدمير الممنهج للبنية التحتية النقابية والطلابية لليسار خلق فراغاً أيديولوجياً وتنظيمياً هائلاً في الساحة الشعبية.
(5) المحور الإقليمي عن الرجعية العربية وتمكين الإسلام السياسي تمكين الإسلام السياسي, القوة المضادة للهيمنة استُخدم الإسلام السياسي لملء هذا الفراغ، مدعوماً بتمويل دولي وإقليمي موجه، خاصة بعد تصاعد التوترات مع الاتحاد السوفيتي في الشرق الأوسط وأفريقيا. 1. الفراغ الأيديولوجي: أتاحت الأيديولوجيا الشيوعية، التي تتسم بعدائها للأديان، المبررات المطلوبة لشن حملة مضادة واسعة. حيث وُسِم الإسلام السياسي بـ البُعد الروحي!! في مواجهة مادية الشيوعية، مما قدمه كبديل قادر على حشد الجماهير ورفض نموذج الدكتاتورية التي تسلب الأفراد حريتهم!! وقد انتج تلك النماذج في كل مكان مسالخ بشرية ونهب وتدمير واغتصاب وصراعات وعمالة وتجسس وتخريب عميق وقد وصف ترامب كل ذلك بكلمة واحدة (لايعرفون ماذا يفعلون بالنفط) انهم ينهبونه وياخذون ثمنه في بنوككم وبنوك ايران والعالم! 2. التحالف الاستراتيجي: عملت الأنظمة الموالية للغرب على تمكين التيارات الدينية. ومن الأمثلة الصارخة، محاولة الرئيس السادات في مصر وضع الإخوان المسلمين في مواجهة التيارات اليسارية والقومية وتحالف نميري مع الاسلام السياسي!
أفغانستان ونقطة التحول: في أفغانستان بعد الغزو السوفيتي عام 1979، تم توجيه الدعم الأمريكي والباكستاني والخليجي (السعودية) لجماعات "المجاهدين" كقوة مضادة للحكومة الشيوعية. لقد تم توجيه طاقة الجماهير الغاضبة، التي كان يمكن أن تتوجه نحو التحرر الطبقي أو الاجتماعي (اليسار)، نحو الصراع الأيديولوجي الديني ضد "الكفر" (الشيوعية). هذا التحويل خدم مصالح القوى الرجعية الإقليمية والعالمية. إن هذه العملية أدت إلى صعود الإسلام السياسي ليس فقط كقوة معارضة، بل كقوة حاكمة أو مسيطرة في مناطق الصراع (كما حدث لاحقاً في سوريا والعراق بعد 2011). شكلت حرب افغانستان تحولا خطيرا بنشوء المليشيات الاسلامية الفاشية العابرة للحدود بدعم سعودي امريكي ايراني للقاعدة التي تحولت الى داعش فيما بعد!
(6) الرد السوفيتي واليسار المحلي, تحليل مقارن لضعف المقاومة يستدعي هذا التحليل المقارنة بين التدخل السوفيتي في الحرب الأهلية الإسبانية (1936) وعدم تدخلهم الفعال لحماية حلفائهم اليساريين في العالم الثالث في العقود اللاحقة. 1. الحرب الأهلية الإسبانية (1936) والتدخل الاستثنائي كان التدخل السوفيتي لدعم الجمهوريين في إسبانيا استثنائياً ويعكس سياق الثلاثينات، حيث كان الاتحاد السوفيتي يواجه تحدي الفاشية ويسعى لتكوين جبهة عالمية ضد المحور (ألمانيا وإيطاليا). قدم الاتحاد السوفيتي دعماً عسكرياً مباشراً وملموساً للجمهوريين، شمل الأسلحة والطائرات والدبابات. كان هذا التدخل يندرج تحت منطق الأمن القومي المباشر ومواجهة قوى المحور التي كانت جاهزة للحرب الشاملة. بالمقابل، أصبحت القوى الشيوعية في العالم الثالث بعد الخمسينات تعتبر تحالفات غير ضرورية أو باهظة الثمن للدفاع عنها، خاصة بعد ترسخ حدود الحرب الباردة، ولم تعد مصالح موسكو الحيوية مهددة بشكل مباشر كما كان الحال في أوروبا. 2. عقيدة بريجنيف والقيود الجغرافية والسياسية (1968 وما بعد) بعد الحرب الباردة، حكمت عقيدة بريجنيف (عقيدة السيادة المحدودة) التدخل السوفيتي. هذه العقيدة سمحت بالتدخل العسكري لحماية الأنظمة الاشتراكية فقط داخل الكتلة الشرقية الأوروبية، كما حدث في المجر (1956) وتشيكوسلوفاكيا (1968). وعلى الرغم من استخدامها لتبرير غزو أفغانستان عام 1979، فإن حدودها الجغرافية كانت واضحة. لم تكن دول مثل إندونيسيا، أو الأحزاب الشيوعية في السودان والعراق، تعتبر دولاً اشتراكية او حتى مشروعا لذلك بالمعنى الرسمي، ولم يتم حتى دعمهم ماديا او تسليحيا بل مجرد حلفاء غير رسميين أو وطنيين غير منحازين ربما, بالتالي، سقطت هذه الحركات خارج نطاق الحماية العسكرية الفورية التي تضمنها عقيدة بريجنيف. كان التدخل في مناطق بعيدة جغرافياً يهدد بصدام مباشر وكارثي مع الولايات المتحدة، وهو ما تجنبه السوفيت في الغالب خارج أوروبا. هذا التوجه تعزز بشكل كبير في نهاية الثمانينات، عندما تخلى ميخائيل غورباتشوف عن مبدأ بريجنيف، معلناً "عقيدة سيناترا" (عدم التدخل) في عام 1989. لقد كان هذا التخلي عن مبدأ مساعدة أي دولة اشتراكية وقت الأزمة بمثابة "تخلٍ بيروقراطي" عن حركات التحرر والدول الاشتراكية في العالم الثالث، مما أرسل رسالة واضحة للحركات اليسارية بأن الدعم السوفيتي لم يعد مضموناً. وكانت النتيجة انهيار الاتحاد السوفيتي وتقدم حلف الناتو نحو روسيا رغم التعهدات الكاذبة للغرب الذي رفض حتى انضمام روسيا للناتو! فهم لايستطيعون العيش دون احلاف وانفاق عسكري واعداء مما ادى الى مذبحة الحرب الاوكرانية من 24 شباط 2022 للان وبنجاح ساحق! 3. تحول عقيدة التدخل السوفيتي: تحول الموقف السوفيتي تجاه التدخل كان واضحاً عند المقارنة بين المراحل الزمنية المختلفة: 1) الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939): كان التدخل كبيراً وشمل معدات ثقيلة ومتطوعين. المبرر كان مواجهة الفاشية المباشرة (قوى المحور) في سياق الأزمة الاستراتيجية القصوى. 2) إندونيسيا (1965): كان التدخل محدوداً (دعم دبلوماسي ضعيف)، حيث كانت إندونيسيا خارج نطاق "الأمن الحيوي" السوفيتي، وتجنب الاتحاد السوفيتي الصدام العسكري المباشر مع الولايات المتحدة في آسيا. 3) السودان (1971): كان التدخل معدوماً (إدانة لفظية فقط). لم يكن الحزب الشيوعي يعتبر حليفاً اشتراكياً رسمياً، وساعد في ذلك فشله في الحفاظ على السلطة وتفضيل نظام النميري للغرب لاحقاً. 4) أفغانستان (الانسحاب 1989): وصل الموقف إلى حد الانسحاب الكامل. تزامن هذا مع التخلي عن "عقيدة بريجنيف" وتبني "عقيدة سيناترا" تحت سياسات غورباتشوف الداخلية التي فضلت السلام والتضامن بدلاً من الصراع الطبقي.
3. أسباب ضعف الأحزاب اليسارية المحلية وعدم قدرتها على الصمود إلى جانب التخلي السوفيتي والقمع الغربي، عانى اليسار في العالم الثالث من أزمات داخلية عميقة أضعفت قدرته على مقاومة القمع المزدوج (من العسكر القوميين والإسلاميين). 1) القمع الوحشي والتصفية: تعرض الشيوعيون العرب للتصفية الوحشية من قبل الأنظمة القائمة. هذا القمع المفرط، الذي شمل السجن والتعذيب والإعدام، أدى إلى سحب معظم العمال والفلاحين المتعاطفين انضمامهم خوفاً من العواقب، ورجوعهم تحت سيطرة الحكومة القائمة. 2) التراجع الأيديولوجي والتنظيمي: دخل اليسار العربي مرحلة تراجع طويلة بعد هزيمة 1967، وفقد بوصلته الفكرية. أظهرت بعض التيارات اليسارية "انعزالية" و"ارتباكاً" سياسياً، وافتقاداً للجرأة والخيال في خوض الصراع الفكري، مما أدى في بعض الأحيان إلى تبني سياسات اليمين بلغة يسارية. 3) الذوبان في الإسلام السياسي: فشلت الأحزاب اليسارية، حتى تلك التي تمتعت بقاعدة قوية (السودان/العراق)، في بناء جبهات صراع حقيقية ضد الأنظمة القومية الديكتاتورية. هذا التخبط الأيديولوجي، إلى جانب النكسات، أدى لاحقاً إلى ما يوصف بـ "الذوبان التكتيكي" لقطاعات واسعة من اليسار في الإسلام السياسي تحت شعارات "الديمقراطية أولاً" (كما حدث في الربيع العربي)، متجاهلين التناقض البنيوي بين مشروع الدولة المدنية والبرنامج الديني للحركات الإسلامية. إن عدم القدرة على ملء الفراغ، أفسح المجال أمام القوة التنظيمية والتمويلية للإسلام السياسي لتصبح القوة المهيمنة على الساحة المعارضة. 4) لم تكن لتلك الاحزاب بنية اقتصادية او تسليحية او تدريبية كما فعلت جماعة الاخوان ولم تكن تظهر مرونة وخداع وتحالفات ومساومات مع الانظمة الحاكمة وادارة المؤامرات بل كانت تشدد على الابواق الاعلامية والمزايدات والصدامات مع الاخرين! بدلا من القيام بانقلاب عسكري مثلا نظمت قيادات غبية او متامرة كفاح مسلح غبي في الاهوار بقيادة عزيز الحاج! الذي انهار عند القاء القبض عليه كما انهار اوجلان! وهي اساسا لاتمتلك شركات تمويل في الداخل او الخارج ولاسلاح! بل تعتمد على صدور ابنائها المغرر بهم! لو كان هناك تفكير ستراتيجي واعي لتحقق الاهداف باقل الاثمان وافضل الطرق ولما انحدرت تلك البلدان للخراب بسبب تلك المغامرات الطفولية في الاهوار والجبال وقد انتهت بمذبحة بشتاشان المسكوت عنها! لقد كانت هناك ايادي داخلية وخارجية توجه تلك الحركات الشيوعية واليسارية في اتجاه ومنحى اخر!
(7) الآثار الجيوسياسية طويلة المدى 1. الية السحق المزدوجة والتأثير المنهجي لقد تم سحق المد اليساري والشيوعي بشكل فعال من خلال آلية مزدوجة متكاملة. التدخل الغربي السري (الاستخبارات، العمليات الخاصة، الدعم العسكري) استهدف البنية التحتية السياسية العسكرية في دول حيوية مثل إندونيسيا واليونان لضمان فتح الأسواق. بالتزامن، عملت القوى الرجعية الإقليمية (الممالك المحافظة ودول الخليج) على استهداف الجذور الاجتماعية لليسار في العالم العربي من خلال التحالف مع الأنظمة القومية العسكرية التي قامت بالقمع الوحشي، ثم من خلال التمكين الأيديولوجي والمالي للقوى الدينية. كانت الشيوعية تُقمع بشكل منهجي لكونها القوة التنظيمية الوحيدة القادرة على بناء "دول نامية غير رأسمالية" (Non-capitalist Developmental States) تسيطر على مواردها الذاتية وتقوم بتأميم المشاريع وتطبيق إصلاح زراعي جذري. كان الهدف الاستراتيجي للقوى الخفية هو إزالة هذا العائق التنموي والطبقي. 2. تأثير هذا السحق على التنمية والدولة المدنية أدى السحق المزدوج لليسار إلى نتائج مدمرة على المدى الطويل في بنية الدول المستهدفة: 1) تدمير النخب المدنية والطبقة العاملة المنظمة: تم إزالة النخبة المنظمة القادرة على قيادة التحول الديمقراطي والاجتماعي. 2) الديكتاتورية والتبعية الاقتصادية: تم تثبيت أنظمة عسكرية ديكتاتورية (سوهارتو في إندونيسيا، الخونتا في اليونان) كانت موالية للغرب ومستعدة لإعادة هيكلة الاقتصادات لتلبية متطلبات الاستثمار الأجنبي. ثم انظمة دينية فاسدة ارهابية جرت البلاد نحو الخراب خدمة للراسمالية العالمية مثل النظام الايراني والعراقي والسوري الخ 3) التجزئة والتفتت: أدى القضاء على الصراع الطبقي والاجتماعي إلى تحويل مسار الصراع نحو الأيديولوجيا الدينية أو الطائفية، مما أسهم في تفكك الدول وتجزئتها، وهو ما ظهر جلياً في السودان والعراق وسوريا واليمن لاحقاً.
3. التحول في طبيعة الصراع: من الصراع الطبقي إلى الهيمنة الأيديولوجية الدينية إن الفراغ السياسي والأيديولوجي الذي خلفه تدمير اليسار والقومية الراديكالية، مهد لصعود الإسلام السياسي الأصولي. وبتمويل خارجي، أصبح الإسلام السياسي الأداة الجديدة للهيمنة، وأصبح "العدو الجديد" الذي حل محل الشيوعية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي (الإرهاب). يتبين اذن أن سحق المد اليساري حقق هدف احتواء الشيوعية للقوى الغربية، لكنه أدى إلى نتائج عكسية على المدى الطويل بالنسبة للاستقرار العالمي. فبدلاً من ترسيخ الديمقراطيات الموالية، ساهمت هذه الاستراتيجية في نشأة بيئات سياسية واجتماعية غير مستقرة وظهرت فيها أشكال متطرفة من الإسلام السياسي كبديل متطرف للنظام الاشتراكي المادي. لقد تم استبدال خطر الحركة التحررية المنظمة بخطر الإيديولوجيا الدينية المسلحة التي تهدد بنية الدولة الوطنية ذاتها والعالم.
(8) المصادر 1. shobbakmedia.com. .. الحرب الباردة في الشرق الأوسط: كيف أثرت. من(https://shobbakmedia.com/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D8%AA/) 2. sudanile.com. . دراسة عن الحزب الشيوعي السوداني 1946-1971. من(https://sudanile.com/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D9%88%D8%B9%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-1946-1971/) 3. scppb.org. .. بحث حول تاريخ الحزب الشيوعي السوري است. من(https://scppb.org/2018/10/27/%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D9%88%D8%B9%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D8%B3%D8%AA 4. nsarchive.gwu.edu. . U.S. Embassy Tracked Indonesia Mass Murder 1965. من https://nsarchive.gwu.edu/briefing-book/indonesia/2017-10-17/indonesia-mass-murder-1965-us-embassy-files 5. fts. 2017. The massacre paved the way for the 32-year military dictatorship of Suharto. من https://nsarchive.gwu.edu/sites/default/files/media_mentions/declassified_files_outline_us_support_for_1965_indonesia_massacre.pdf 6. wikipedia.org. .. منظمة غلاديو السرية. (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%88) 7. youtube.com. .. عملية غلاديو قمع الشيوعية في أوروبا. https://www.youtube.com/watch?v=DHaFMRAal2c 8. 9. skynewsarabia.com. .. اندلعت اشتباكات خلال مسيرة في اليونان حيث خرج الآلاف في مسيرات.3 https://www.skynewsarabia.com/world/1755694-%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%93%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AF%D8%B9%D9%85%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86
10. wikipedia.org. .. CIA activities in Indonesia. من https://en.wikipedia.org/wiki/CIA_activities_in_Indonesia 11. mominoun.com. .. الشيوعيّة بعيون إسلاميّة: متخيّل العداء والاحتواء. https://www.mominoun.com/articles/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%AA%D8%AE%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%A1-6391
12. suwar-magazine.org. .. أزمة اليسار العربي: من الهزيمة إلى الذوبان في الإسلام السياسي. https://www.suwar-magazine.org/articles/2468_%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%B2%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A
13. archive.assafir.com. .. ليس صدفة ان يملأ الإسلام السياسي الفراغ الذي تركه اليسار بعد سقوط النظام الاشتراكي. من https://archive.assafir.com/ssr/1496217.html 14. aljazeera.net. .. الحرب الأهلية الإسبانية.. يوم واجه الجمهوريون الجنرال فرانكو بالسلاح. https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2022/12/3/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9 15. youtube.com. .. مظهره معاناه الجنود المدنيين واثار على الحياه. الفرديه.7 من https://www.youtube.com/watch?v=_utekGtqq78 16. wikipedia.org. .. الحرب الأهلية الإسبانية. https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9 17. youtube.com. .. تسلط الحلقة الضوء على الانقلاب العسكري الشهير الذي حصل في اليونان. https://www.youtube.com/watch?v=BT00HXfnRQM 18. wikipedia.org. .. Greek junta. من https://en.wikipedia.org/wiki/Greek_junta 19. inter.kke.gr. .. آثارها على الحزب خلال ظروف هزيمة الحركة ولا شرعيتها. من https://inter.kke.gr/ar/articles/-100--00011/ 20. legal-agenda.com. .. اليسار في مواجهة الإسلام السياسي: الصّراع المَعطُوب. https://legal-agenda.com/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%91 21. democraticac.de. .. فجأةً, أصبح للحزب الشيوعية العربية صوتاً في سياسات بلاد العرب. من https://democraticac.de/?p=64399 22. washingtoninstitute.org. .. مجلس التعاون الخليجي: إلى دور التطبيع مع سوريا؟ التكيف مع أسلوب جديد للتعايش. من https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/mjls-altawn-alkhlyjy-ly-dw-alttby-m-swrya-altkyf-m-aslwb-jdyd-lltaysh 23. democraticac.de. .. فجأةً, أصبح للحزب الشيوعية العربية صوتاً في سياسات بلاد العرب. من https://democraticac.de/?p=64399 24. arabicpost.net. .. "عقيدة بريجنيف".. هل يطبق بوتين في أوكرانيا "خدعة" سوفييتية من "تراث" الحرب الباردة؟ https://arabicpost.net/%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA/2022/02/06/%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%8A%D8%AA 25. wikipedia.org. .. عقيدة بريجنيف. https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9_%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%AC%D9%86%D9%8A%D9%81 26. ahewar.org. .. السياسة الخارجية لغورباتشوف: لقد تخلى غورباتشوف عن مبدا الصراع الطبقي. من https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=277821 27. aicpalestine.org. .. الدور المطلوب.. ومصيدة الإنتهازية والتحريفية!. من https://aicpalestine.org/index.php/ar/articles-ar/290-2019-12-07-08-14-42 28. hadfnews.ps. .. تعد ظاهرة انبعاث الحركات السياسية الدينية (الإسلامية والمسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية. https://hadfnews.ps/post/105616/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81-%D9%85%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A 29. legal-agenda.com. .. لم يكن لدى هذا اليسار فصاحة شكري بلعيد ولا جرأته ليخوض الصراع الإيديولوجي. https://legal-agenda.com/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%91/ 30. en.wikipedia.org. .. Brezhnev Doctrine. https://en.wikipedia.org/wiki/Brezhnev_Doctrine
#مكسيم_العراقي (هاشتاغ)
Maxim_Al-iraqi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفعل التاريخي التأسيسي للقوة والمفاجأة في قلب مسار التاريخ
...
-
الأنظمة الطارئة كأدوات للتدبير الخارجي وآليات تفكيك الدولة ا
...
-
تفكيك اللامساواة في العالم لاسباب دينية في ضوء نظرية رأس الم
...
-
تفكيك اللامساواة في العالم لاسباب دينية في ضوء نظرية رأس الم
...
-
تفكيك اللامساواة في العراق في ضوء نظرية رأس المال لتوماس بيك
...
-
تفكيك اللامساواة في العراق في ضوء نظرية رأس المال لتوماس بيك
...
-
ستراتيجية التحول الثوري في الدول الهشة المنتهبة المدمرة!
-
أزمة الولي الفغيه المعين والتناقض اللاهوتي مع علي والحسين وا
...
-
تهديدات الجيل الرابع من الصراعات غير المتكافئة (عام 2025 وما
...
-
الفساد السيادي العابر للحدود لاستنزاف الاصول العراقية عبر تف
...
-
تقييم المخاطر الوجودية للعراق في ظل الاطماع الايرانية التركي
...
-
نصوص التوراة والانجيل والقرآن وفكرة امتلاء الأرض ظلماً والتو
...
-
التناقض بين الدستور العراقي وطريق دولة الدويلات والمماليك وا
...
-
آليات استرداد الأصول المنهوبة ومحاسبة الفساد والتخريب والاره
...
-
تحليل وعلاج الانتهازية في العراق في سياق ما بعد الثورة (بحث
...
-
البارادايم الإسلامي والعلماني وتأثيرهما على الدولة والهوية و
...
-
القرصنة الأخلاقية والفساد الأخلاقي, ايران والعراق انموذجا!
-
الهيمنة الثقافية ل أنطونيو غرامشي وتطبيقاتها في الهيمنة الثق
...
-
جوزيف ستيكَليتز وأزمة عدم المساواة, من الاقتصاد الأمريكي إلى
...
-
رأسمالية الدولة عند عمر ورأسمالية العمائم والعتاكة والمافيات
...
المزيد.....
-
-واجهنا حربا في 2011-.. السيسي بندوة تثقيفية للجيش: -نعمل حس
...
-
كتائب القسام تعلن العثور على جثة رهينة إسرائيلي آخر
-
مواجهة شي جينبينغ وترامب لن يخرج منها إلا منتصر واحد - مقال
...
-
ترامب وكيم جونغ أون.. كواليس -تحركات سرّية- للقاء محتمل
-
مرحلتان من عمرك يشيخ فيهما جسدك بشكل مفاجئ!
-
سرقة مجوهرات من متحف اللوفر في باريس والبحث جار عن اللصوص
-
عودة القتال إلى غزة يثير مخاوف بشأن آمال إنهاء الحرب
-
تحويل مسار طائرة صينية إلى شنغهاي بعد اشتعال بطارية في خزانة
...
-
-نحن الشعب وليس الرعية-... كيف تتابع الصحافة الأمريكية احتجا
...
-
منها الشوفان وألواح البروتين.. 6 أطعمة -صحية- قد تقصّر عمرك
...
المزيد.....
-
نعوم تشومسكي حول الاتحاد السوفيتي والاشتراكية: صراع الحقيقة
...
/ أحمد الجوهري
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
المزيد.....
|