حيدر صادق صاحب
كاتب وشاعر شعبي
(Haider Sadeq Sahib)
الحوار المتمدن-العدد: 8552 - 2025 / 12 / 10 - 06:58
المحور:
الادب والفن
المسرح فن قديم ومتجذر في التاريخ الإنساني يعتبر أحد أعرق أشكال التعبير الفني والثقافي وهو ليس مجرد عرض يؤدى على خشبة أمام جمهور بل هو ظاهرة اجتماعية معقدة ومرآة تعكس أحوال المجتمعات وتطورها وأحلامها ومخاوفها منذ فجر الحضارة وحتى عصرنا الراهن لعب المسرح أدوارا متعددة في حياة المجتمعات بدءا من كونه طقسا دينيا ومرورا بأداة ترفيهية ووصولا إلى منبر للتغيير الاجتماعي والسياسي ووسيلة لاستكشاف الذات الإنسانية والعلاقات الإنسانية المعقدة ويمكن النظر إلى المسرح ككائن حي يتنفس مع المجتمع ويتغير بتغيراته ويؤثر فيه ويتأثر به
إن الجذور الأولى للمسرح تعود إلى الطقوس الدينية والشعائر القديمة في الحضارات المختلفة ففي مصر الفرعونية كانت هناك تمثيليات دينية مرتبطة بأسطورة أوزيريس وفي بلاد اليونان القديمة نشأ المسرح من الاحتفالات الدينية المكرسة للإله ديونيسوس حيث تطور من الترانيم والرقصات الجماعية إلى عروض مسرحية كبرى شارك فيها كتاب عظام مثل أسخيلوس وسوفوكليس ويوربيديس وأرسطوفانيس وكان المسرح اليوناني جزءا من الحياة العامة والسياسية حيث كان المواطنون يحضرون العروض في المدرجات الكبيرة ويناقشون القضايا الأخلاقية والفلسفية المطروحة على الخشبة وكان المسرح وسيلة لتعزيز القيم المدنية والدينية والتأمل في المصير البشري والقدر الإلهي
وفي روما القديمة تطور المسرح في اتجاهين اتجاه تراجيدي متأثر باليونانيين واتجاه هزلي شعبي أكثر ارتباطا بالحياة اليومية والنقد الاجتماعي وكان المسرح الروماني وسيلة للترفيه عن الجماهير وتقوية الولاء للنظام السياسي لكنه أيضا كان يعبر أحيانا عن هموم العامة ومشاكلهم ومع سقوط الإمبراطورية الرومانية تراجع المسرح في أوروبا ليعود في العصور الوسطى مرتبطا بالكنيسة والمسرح الديني الذي كان يقدم قصصا من الإنجيل وحياة القديسين بهدف تعليم الدين للجماهير الأمية ثم تطور إلى مسرح دنيوي أكثر تنوعا
وفي عصر النهضة الأوروبية شهد المسرح انبعاثا قويا مع ظهور مسرحيات كتاب مثل شكسبير ولوبي دي فيغا وموليير الذين استخدموا المسرح لاستكشاف النفس البشرية بكل تعقيداتها ولنقد المجتمع وأمراضه وكان المسرح في هذا العصر يجمع بين النخبة والعامة ويخلق مساحة للحوار حول القضايا الإنسانية الكبرى مثل الحب والموت والسلطة والعدالة
أما في المجتمعات العربية والإسلامية فكانت هناك أشكال مسرحية تقليدية مثل خيال الظل والحكواتي ومسرح البساط والتقلييد التي كانت تؤدي وظائف ترفيهية وتعليمية ونقدية غالبا في المقاهي والأسواق الشعبية وفي العصر الحديث دخل المسرح العربي عبر الاحتكاك بالغرب وتطور ليصبح أداة مهمة في النهضة الفكرية والاجتماعية والسياسية حيث استخدمه رواد مثل مارون النقاش ويعقوب صنوع وأحمد شوقي وتوفيق الحكيم لتناول قضايا التحديث والتحرر الوطني والصراع بين التقليد والحداثة
دور المسرح في المجتمعات متعدد الأوجه فهو أولا وقبل كل شيء مرآة تعكس واقع المجتمع بكل إيجابياته وسلبياته فالمسرح الجيد لا يهرب من الوبل بل يواجهه ويكشف عنه ويسلط الضوء على الزوايا الخفية والمشاكل المكبوتة المسرح يستطيع أن يعري الظلم الاجتماعي والفساد السياسي والتمييز العنصري والاضطهاد الطبقي وأن يعطي صوتا للفئات المهمشة والضعيفة التي لا تجد مساحة في الخطاب الرسمي أو الإعلام السائد فمن خلال الشخصيات والحوارات والمواقف الدرامية يمكن للمسرح أن يظهر معاناة الفقراء والمظلومين وأن ينتقد الأنظمة القمعية وأن يفضح الازدواجية الأخلاقية للنخب الحاكمة
وقد استخدم المسرح عبر التاريخ كوسيلة للمقاومة السياسية والتحريض على التغيير ففي فترات الحكم الديكتاتوري والاستعمار أصبح المسرح ملجأ للمعارضة الخفية حيث يستخدم الرمز والسخرية للتعبير عن آراء لا يمكن قولها صراحة وفي أمريكا اللاتينية على سبيل المثال طور أوغستو بوال مسرح المضطهدين الذي يشرك الجمهور مباشرة في العمل المسرحي ويحوله من متفرج سلبي إلى مشارك فعال في تغيير واقعهم الاجتماعي وفي جنوب أفريقيا خلال فترة الفصل العنصري استخدم المسرح لنقد النظام العنصري وتضامنا مع نضال السود من أجل الحرية والمساواة وفي العالم العربي استخدم المسرح لنقد الاستعمار ثم الأنظمة الشمولية والقضايا الاجتماعية الملحة
وللمسرح أيضا دور تربوي وتعليمي عميق فهو ليس مجرد ترفيه بل يمكن أن يكون مدرسة تعلم القيم الإنسانية والمهارات الحياتية فالمسرح يعلم التعاطف حين يجعل المشاهد يدخل في عقول شخصيات مختلفة ويتفهم دوافعها حتى الشخصيات الشريرة أو المعقدة ويعلم المسرح التفكير النقدي من خلال طرح الأسئلة الصعبة وتقديم وجهات نظر متعددة حول القضايا الأخلاقية كما يعزز المسرح الوعي التاريخي من خلال تقديم أحداث تاريخية بزوايا إنسانية تخلق ارتباطا عاطفيا ومعرفيا بالماضي ويساهم المسرح المدرسي والجامعي في تنمية شخصية الشباب وثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على التعبير والعمل الجماعي
على المستوى النفسي يوفر المسرح فضاء للتنفيس عن المشاعر المكبوتة والتطهير العاطفي وهي فكرة طرحها أرسطو في مفهوم التطهير أو الكاثارسيس حيث أن مشاهدة المأساة على المسرح تثير فينا الخوف والشفقة ثم تطلق هذه المشاعر السلبية وتطهرنا منها كما أن المسرح يمكن أن يكون وسيلة للعلاج النفسي حيث يستخدم مسرح العلاج النفسي الدراما كوسيلة لمساعدة المرضى على فهم مشاكلهم والتعبير عن صراعاتهم الداخلية والعمل على حلها
والمسرح كذلك أداة للحفاظ على الهوية الثقافية والتراث والذاكرة الجماعية فمن خلال المسرح يمكن إحياء الحكايات الشعبية والأساطير والتاريخ المحلي وتمريرها من جيل إلى جيل في عصر العولمة حيث تهدد الثقافات المهيمنة الثقافات المحلية يصبح المسرح وسيلة لتأكيد الخصوصية الثقافية وإحياء اللغات واللهجات المحلية المهددة بالاندثار المسرح الشعبي خاصة يحمل ذاكرة المجتمع وقيمه وتجاربه ويواصل الحوار بين الأجيال
وفي المجتمعات المتنوعة عرقيا ودينيا يمكن للمسرح أن يكون جسرا للتفاهم بين الثقافات والجماعات المختلفة فمن خلال عروض تعكس تجارب متنوعة ووجهات نظر متعددة يمكن للمسرح أن يكسر الصور النمطية ويقلل من التحيز ويعزز التسامح والقبول بالآخر المسرح التفاعلي خاصة الذي يشارك فيه أفراد من خلفيات مختلفة يمكن أن يخلق حوارا حقيقيا ويعلم مهارات حل النزاعات
ولا ننسى الدور الاقتصادي للمسرح فصناعة المسرح توفر فرص عمل للكثيرين من ممثلين ومخرجين وتقنيين وكتاب ومصممين وإداريين كما أن المسارح النشطة تجذب السياحة الثقافية وتساهم في تنشيط الحياة الحضرية وتحسين صورة المدن لكن هذا الجانب الاقتصادي يجب ألا يطغى على الدور الثقافي والاجتماعي للمسرح وإلا تحول إلى مجرد سلعة استهلاكية تفرغ من مضمونها
في العصر الرقمي الحالي حيث هيمنت الشاشات الصغيرة والوسائط الإلكترونية يواجه المسرح تحديات وجودية كبيرة فالكثيرون يتساءلون عن مستقبله في عصر يفضل فيه الناس الترفيه المنزلي الفردي عبر منصات البث لكن المسرح يمتلك ميزة فريدة لا يمكن للوسائط المسجلة أن تقدمها وهي الحضور الحي والتجربة المشتركة بين الممثلين والجمهور في زمان ومكان واحد هذه الطاقة الحية التي تولد في اللحظة الآنية هي سحر المسحر الذي يبقيه قادرا على المنافسة فالمسرح ليس مجرد نص أو حكاية بل هو حدث إنساني مشترك يخلق مجتمعا مؤقتا بين الغرباء الذين يجمعهم فضاء واحد ومشاعر مشتركة
وقد استجاب المسرح للتحديات المعاصرة بتجارب مبتكرة فظهر المسرح التفاعلي الذي يمحو الحدود بين الخشبة والجمهور والمسرح الوثائقي الذي يخلط بين الواقع والخيال لمعالجة قضايا راهنة والمسرح الرقمي الذي يستخدم التقنيات الحديثة لخلق عواقع بصرية مذهلة لكنه يحافظ على الجوهر الإنساني كما ازدهر المسرح المستقل والبديل الذي يقدم أعمالا جريئة وتجريبية بعيدا عن القيود التجارية للمسارح الكبيرة .
في المجتمعات العربية يواصل المسرح دوره رغم الصعوبات المالية والسياسية والرقابية فهو يطرح قضايا مثل الحرية والعدالة الاجتماعية والصراع العربي الإسرائيلي والاستبداد والفساد وقضايا المرأة والشباب والهوية بين الأصالة والحداثة وكما قال احد الفلاسفة العظماء (اعطني خبزاً ومسرحاً اعطيك شعبا مثقفاً) وهنا تبين هذه المقولة الشهيرة أهمية المسرح كأهمية الخبز للجائع فالمسرح يغذي الانسان ثقافيا وفكريا ويجعله منفتح على الاخر لكن المسرح العربي يعاني من مشاكل هيكلية مثل ضعف التمويل وهيمنة النخب وضعف انتشار الثقافة المسرحية في التعليم والمجتمع .
مظاهر التشويه في المسرح التجاري العراقي....
لم يكن التشوه مجرد "نوعية نصوص"، بل كان **منهجية عمل** و**رؤية للفن** تظهر في مظاهر عديدة:
أولاً. التكرار والنمطية واللاقصة
تحولت العديد من العروض إلى قوالب جاهزة تُعاد مع تغييرات طفيفة. النموذج الأكثر شيوعاً كان مسرحيات "الفرقة" التي تعتمد على مجموعة من الممثلين الثابتين (غالباً ثنائي أو ثلاثي) يدورون في حلقات من المواقف المتكررة. الحبكة تكون بسيطة للغاية، تدور حول سوء فهم أو خدعة أو مطاردة، تتحول إلى سلسلة من "السكتشات" المترابطة بصورة ركيكة، هدفها الوحيد إضحاك الجمهور بأي ثمن. يختفي بناء الشخصية المعقد، وتتحول الشخصيات إلى "أقنعة" ثابتة: الزوج الغبي، الزوجة الثرثارة، الحماة الماكرة، الصديق المخادع.
مثال تقريبي (بدون ذكر أسماء أعمال محددة احتراماً للفنانين) مسرحية تدور حول شخص يحاول إخفاء خطأ صغير (كسر مزهرية) فيتحول الأمر إلى سلسلة من الأكاذيب والمواقف المحرجة التي تتضمن اختباء في خزانة، وتقليد أصوات، وملابس تنكرية سخيفة، وصراخ متبادل، ينتهي بكشف الحقيقة البسيطة وسط ضحك الجميع. التركيز كله على "الموقف الكوميدي" المباشر، دون أي عمق نفسي أو اجتماعي.
ثانياً. الاعتماد على الفكاهة الجسدية المُبتذلة والإيماءات المبالغ فيها (السلابستيك).
أصبح الضحك الهدف الوحيد، وتم استبدال الفكاهة الذكية القائمة على الحوار اللاذع أو الموقف الساخر، بفكاهة جسدية صارخة. تحولت الخشبة إلى ساحة للصراخ، والركل، والوقوع المتكرر، واللكمات الهوائية، والحركات الجنسية المُبتذلة المُضمّرة. لغة الجسد تحل محل لغة النص، وتتحول المهارة التمثيلية من فن إيجاد العمق في الشخصية إلى فن "إضحاك المشاهد بحركة غريبة".
ثالثاً. استغلال الجسد الأنثوي والإيحاءات الجنسية الرخيصة
في محاولة لجذب الجمهور، لجأت بعض العروض إلى استغلال جسد الممثلة كأداة إغراءٍ رخيصة. لم يكن الوجود الأنثوي كشخصية فاعلة لها عمق ودور درامي، بل كـ "ديكور" مثير. تظهر الممثلة بملابس قصيرة أو ضيقة بشكل مبالغ فيه، في مشاهد لا تضيف للحبكة، هدفها الوحيد جذب الانتباه عبر الإثارة الحسية المباشرة، مما يهين المرأة ويُفقِد العمل فنيته ويحوله إلى سلعة بصرية.
رابعاً. تفكيك اللغة وتدمير الجمالية اللفظية
تهشّم أحد أهم أركان المسرح العربي الأصيل، وهو جمالية اللغة. استُبدل الحوار الأدبي البليغ، بلغة دارجة عامية شديدة التسطيح، مليئة بالألفاظ النابية أحياناً، والعبارات المكررة، والنكات المحلية المحدودة التي تفقد بريقها خارج إطارها الضيق. اختفت الشعرية والبلاغة، لتحل محلها لغة الشارع العادية دون أي تشذيب فني أو إضافة جمالية.
خامساً. الارتجال الفوضوي محل النص المُحكم
في المسرح الجاد، الارتجال قد يكون أداة تطوير في البروفات، لكن الأساس يبقى نصاً مكتوباً مُحكماً. في النمط التجاري، يُترك للممثلين حرية كبيرة في الارتجال على الخشبة، مما يؤدي إلى حوارات متكررة ومملة، وإطالة زمنية غير مبررة، وخروج عن الهدف الدرامي. يصبح الهدف هو "تمضية الوقت" و"ملء الفراغ" بضحكات سريعة، حتى لو أدى ذلك إلى تدمير بنية العرض بالكامل.
سادساً. الإعلان المباشر والمنتجات
تحولت بعض العروض إلى منصة إعلانية مُقنّعة. يتم الترويج لمنتج تجاري (مطعم، مكمل غذائي، هاتف محمول) من خلال إدخاله قسراً في الحوار أو المشهد، في عملية تدمير كاملة "للحائط الرابع" (ذلك الحاجز الوهمي بين الممثلين والجمهور) وتفكيك للتجربة الإيهامية التي يقوم عليها جوهر الفن المسرحي.
الآثار المدمرة لهذا المسرح:
1. تشويه ذائقة الجمهور.. ربّى هذا المسرح جيلاً على أن الفن المسرحي هو مجرد "تسلية رخيصة" و"ضَحْكة عابرة". قتل القدرة على التذوق الجمالي، والتأمل، وتلقي الأعمال المعقدة التي تطرح أسئلة.
2. إفقاد المسرح هيبته ومكانته.. تحول المسرح في الوعي الجمعي من منبر تنويري وفكري، إلى نشاطٍ ترفيهيٍ هامشي، لا يختلف عن كرة القدم أو برامج المسابقات التلفزيونية، بل قد يكون أقل شأناً.
3. تثبيط همم المبدعين الجادين.. وجد الكُتّاب والمخرجون الشباب الطموحون أنفسهم في مواجهة سوقٍ يرفض أعمالهم لأنها "معقدة" أو "حزينة" أو "بطيئة". دفع هذا الكثيرين إلى الهجرة أو التخلي عن حلم المسرح الجاد، أو الانخراط في الموجة التجارية خضوعاً للضرورة.
4. عزل المسرح العراقي عن حركته العربية والعالمية.. بينما كان المسرح التجريبي والملتزم يتطور في العالم والعالم العربي، بقي جزء كبير من المشهد العراقي يدور في حلقة مفرغة من التكرار والابتذال، مما أفقده حضوره الريادي السابق.
وفي الختام يمكن القول إن المسرح يبقى فنا حيويا وضروريا للمجتمعات الإنسانية لأنه يذكرنا بإنسانيتنا المشتركة ويعلمنا أن ننظر إلى أنفسنا من الخارج ونتأمل في أعماقنا كما أنه يحافظ على مساحة للحلم والخيال والاحتمال في عالم يغلب عليه البرغماتية والمادية المسرح هو ذلك المكان السحري حيث يمكن للكلمات أن تغير العالم وللخيال أن يصنع واقعا جديدا وهو التجلي الأجمل للحوار الإنساني المستمر عبر العصور فطالما هناك بشر يطرحون أسئلة عن الوجود والعدل والحب والموت سيبقى المسرح ضرورة لا غنى عنها وفضاء لا يمكن استبداله لأعمق أنواع التواصل بين البشر.
10 تشرين الأول 2025
#حيدر_صادق_صاحب (هاشتاغ)
Haider_Sadeq_Sahib#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟