أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - بمناسبة يوم الطالب في إيران وأهميته التاريخية















المزيد.....

بمناسبة يوم الطالب في إيران وأهميته التاريخية


نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان

(Nezam Mir Mohammadi)


الحوار المتمدن-العدد: 8550 - 2025 / 12 / 8 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد انقلاب ١٩ أغسطس/آب ١٩٥٣ وإقالة الدكتور محمد مصدق، رئيس الوزراء الشرعي والمحبوب للشعب الإيراني، قام ريتشارد نيكسون، نائب الرئيس الأمريكي آنذاك، بزيارة إيران واستقبله الشاه. كان هذا الإجراء بمثابة تأييد وتثبيت لحكومة الانقلاب غير الشرعية. وقد كان هدف نيكسون، الذي زار طهران نيابة عن الرئيس الأمريكي، هو إعلان "النصر السياسي المثير للأمل في إيران" (مقتبس من خطاب أيزنهاور في الكونغرس الأمريكي بعد انقلاب أغسطس/آب ١٩٥٣).
بإعلان هذا الخبر، قام الطلاب وشريحة من البازاريين (التجار) بالاحتجاج، وتبعه اعتقال عدد منهم. بلغت هذه الاحتجاجات، التي كانت دعماً للدكتور محمد مصدق وإدانة للانقلاب، ذروتها في جامعة طهران. صباح يوم ٧ ديسمبر/كانون الأول ١٩٥٣، قام جنود جيش الشاه، المسلّحون والمجهّزون بمعدات القمع، بتطويق جامعة طهران. واحتجاجاً على هذا الوضع، أُغلِقت في البداية عدة كليات، ولا سيما كلية الهندسة بجامعة طهران، وبعد ساعات أُغلِقت الجامعة بأكملها. وفي هذه الأثناء، دخل عناصر الشاه المسلّحون إحدى قاعات كلية الهندسة لاعتقال طالبين احتجّا على الوجود العسكري في الجامعة. احتجّ الطلاب بشدة على هذا الإجراء العسكري، وفجأة أطلق العناصر النار على الطلاب المحتجين. أصابت إحدى الرصاصات الطالب مصطفى بزرك نيا فسقط شهيداً في رواق الكلية. كما أُصيب طالبان آخران هما مهدي شريعت رضوي وأحمد قندتشي وتوفيا أثناء نقلهما إلى المستشفى. واعتُقل عدد من الطلاب على يد عملاء الشاه. وعقب هذا الإجراء القمعي للشاه، أعلن الطلاب الإضراب.
على الرغم من عدم توفّر وسائل الاتصال السريع المتاحة اليوم، انتشر الخبر في جميع أنحاء إيران، وأظهر المجتمع والرأي العام رد فعل ضد الشاه وجيشه وشرطته القمعية.
في مثل هذه الأحداث، تتمثل الطريقة المعروفة لدى الديكتاتوريات في أنهم، وبما أنهم يسيطرون ويهيمنون على جميع وسائل الاتصال والدعاية، ينشرون الأخبار والتقارير بالطريقة التي يريدونها، بحيث يظهرون الضحايا والمقموعين والقتلى على أنهم المذنبون من جهة، ومن جهة أخرى يبرّئون العملاء والمعذّبين والقتلة الحكوميين. في تاريخ إيران، كان هذا الأسلوب المتبع مشتركاً وموحداً سواء في عهد الشاه أو في عهد الملالي.
في الثورة المناهضة للشاه عام ١٩٧٩، استنشق الشعب الإيراني عطر الحرية لفترة وجيزة وكانوا يصفون الجامعة بـ "معقل الحرية" ولكن للأسف الشديد، تحوّلت الجامعة، التي كان من المفترض أن تكون قاعدة مهمة وحاسمة لنشر فكر الحرية والدفاع عنه، إلى ساحة لصولات وجولات الملالي والقوات الغوغائية (العصيّة) التابعة للحكومة. وبما أن السلطة الملالية، بحكم طبيعة ولاية الفقيه الرجعية، لم تكن تطيق الحرية، فقد جعلت هدفها الأول هو تحويل الجامعات إلى بؤر للرجعية.
أكبر العداوات تجاه الجامعة والطالب جاءت من الخميني، لأنه كان يفتقر شخصياً إلى العلوم الحديثة وكان يعتبر الجامعة عدواً لأفكاره الرجعية والمتخلفة.
قال الخميني في خطاب عيد النوروز لعام ١٣٥٨هجري شمسي (٢١ مارس/آذار ١٩٧٩): "يجب أن تذهب الثورة إلى الجامعة أيضاً". وفي ذلك الوقت، كان جميع المطلعين على شؤون إيران يدركون أن ما قصده الخميني بـ "الثورة" هو أفكاره الرجعية للغاية.
منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول ١٩٧٩ فصاعداً، وبالتوازي مع قمع المنظمات والأحزاب والجماعات السياسية، عملت هيئتان في الجامعات، هما الجمعية الإسلامية والجهاد الجامعي، كأذرع للتجسس والقمع من جانب السلطة ضد الطلاب والأساتذة التقدميين.
ومع هذا التمهيد القائم على "الثورة في الجامعات"، بدأت الانقلاب الثقافي في الجامعات الإيرانية اعتباراً من منتصف أبريل/نيسان ١٩٨٠.
وهكذا شنّ الخميني حملة عسكرية على الجامعات. كان الهدف هو ترويج الحوزات داخل الجامعات وتكميم الأفواه وكسر أقلام المنتقدين والمفكرين الأحرار. ونتيجة لهذا الانقلاب، فُصِل حوالي ١٢ ألف أستاذ و ١٧ ألف طالب من جامعات جميع أنحاء إيران. بالإضافة إلى ذلك، لم يتمكن عدة آلاف من تلاميذ المدارس ذوي التفكير المستنير من الالتحاق بالجامعات بسبب عدم التوافق مع الضوابط الدينية والسيطرة الحكومية.
وفي أعقاب هذا الانقلاب المشين المناهض للعلم والقمعي، بدأت آلة الإرهاب والإعدام وإطلاق النار على الطلاب في الشوارع، واعتقالهم وتعذيبهم وسجنهم.
لقد تجرأ الخميني والملالي التابعون له، شأنهم شأن رضا شاه وابنه محمد رضا شاه الديكتاتور، على انتهاك حرمة الجامعة.
مع إغلاق الجامعات وانتهاء آخر قطرات الحرية في ٢٠ يونيو/حزيران ١٩٨١، تم حتى الآن إحالة أكثر من ١٢٠ ألف تلميذ وطالب وشخصية تقدمية ومناضلة إلى فرق الإعدام أو تم التمثيل بهم على أسِرّة التعذيب على يد جهاز القمع للفاشية الدينية الحاكمة في إيران. وتم ذبح ٣٠ ألف سجين سياسي مجاهد ومناضل كانوا يقضون مدة محكوميتهم الجائرة، بأمر من الخميني في صيف ١٩٨٨، ودفنوا جماعياً، ولم يُعلن النظام بعد عن أماكن دفنهم. وقد اعتبر مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في إيران هذه المذبحة في عداد الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
لا يزال أسلوب القمع هذا وهذه الآلة الجهنمية للإعدام والإرهاب والخنق مستمرة. فقد قُتل أكثر من ١٥٠٠ شخص من المتظاهرين في انتفاضة نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠١٩، وقُتل أكثر من ٧٥٠ شخصاً في انتفاضة سبتمبر/أيلول ٢٠٢٢ وما تلاها، جراء إطلاق النار من قبل القوات القمعية الحكومية، وأصيب الآلاف وجُرحوا أو أصبحوا معاقين، واعتُقل عشرات الآلاف.
هذا هو ثمن الحرية الذي زُرِعت بذرته في ٧ ديسمبر/كانون الأول ١٩٥٣ في جامعة طهران، وأصبح عظيماً وضخماً بدم الشباب المنتفضين في جميع أنحاء إيران، لكي يقتلع جذور الظلم من إيران ويُثمر الحرية والديمقراطية في إيران النازفة.



#نظام_مير_محمدي (هاشتاغ)       Nezam_Mir_Mohammadi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران الهدوء الذي يسبق العاصفة!
- كشفتها بيانات النظام: فصل تعليمي في إيران
- طهران تواصل الکذب والتضليل!
- من 8 مارس إلى 25 نوفمبر: نموذج المرأة التقدمية والانتصار على ...
- صراع البقاء: المأزق الداخلي وعزلة الأذرع الخارجية للنظام
- دبلوماسية الشعب والمقاومة الإيرانية
- نهاية -شتاء الملالي- في ظل البديل الشرعي الوحيد!
- النظام الإيراني يعني: القمع والفساد والفقر
- إنه يستعد لمؤامرة أخرى ضد المنطقة والعالم!
- المنطقة والعالم بحاجة ماسة لنظام جديد في إيران
- أما آن لهذا الکابوس أن ينتهي؟
- الأزمة التي يواجهها النظام الإيراني أکبر من قدراته!
- مثلث إفلاس خامنئي: إعدام، تخاصم، انهيار
- أزمات قد تعصف بالنظام الإيراني بأكمله!
- إيران في منعطف التغيير
- الحقيقة أکبر من أکاذيب النظام الإيراني!
- خامنئي بين حصار خسارة غزة، ولهيب الانتفاضة، وفضيحة الإعدامات
- المنطقة والنظام الإيراني في إتجاهين مختلفين!
- ما يقوله النظام الإيراني ينفيه الواقع!
- الخندق الناري بإنتظار النظام الإيراني!


المزيد.....




- شاهد مغامرة تنزل على طول شلال هادر في قلب الأردن
- جدل بعد انفعال جواد ظريف خلال نقاش مع الأمين العام لمجلس الت ...
- إجلاء مدنيين مع تجدد الصراع على الحدود بين تايلاند وكمبوديا ...
- نيجيريا تعلن تدخلها العسكري في بنين لإحباط محاولة الانقلاب
- إسرائيل تريد منطقة عازلة داخل سوريا من دمشق إلى الجولان
- فرنسا: تسرب مياه بمتحف اللوفر يتسبب في إتلاف مئات الكتب بقسم ...
- مستقبل ضبابي.. لوفيغارو: الأسد يخضع لرقابة مشددة في منفاه بم ...
- كيف تعيد إحياء الصور القديمة.. 5 طرق مجانية
- سوريا: من -لحظة الانتصار- إلى واقع الدولة
- -أجاك الدور يا دكتور-.. الجزيرة نت ترافق من خط شعارات الثورة ...


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - بمناسبة يوم الطالب في إيران وأهميته التاريخية