أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - مثلث إفلاس خامنئي: إعدام، تخاصم، انهيار














المزيد.....

مثلث إفلاس خامنئي: إعدام، تخاصم، انهيار


نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان

(Nezam Mir Mohammadi)


الحوار المتمدن-العدد: 8509 - 2025 / 10 / 28 - 19:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النظام الإيراني في مأزق ثلاثي الأبعاد
يجد النظام الإيراني نفسه حالياً في موقع يكشف فيه تضافر ثلاث أزمات متزامنة عن مأزقه السياسي والإداري المطلق. يمكن النظر إلى هذه الأزمات الثلاث كـ "حزمة سياسية" تكشف عن الأبعاد المختلفة لانهياره الداخلي. من جهة أخرى، سيكون لجودة رد فعل المجتمع الإيراني والسياسات العالمية تجاه التطورات المستقبلية دور حاسم. إن هذه الحزمة السياسية المُرَكَّبة من ثلاث قضايا أساسية هي خير مُعَرِّف لموقع حكم الملالي، وتحديداً خامنئي، شديد الاضطراب والمترافق مع مأزق مطلق.

الضلع الأول: تسارع القمع السياسي وتصاعد الإعدامات
إن تسجیل رقم قياسي وغير مسبوق بلغ 280 حالة إعدام على الأقل خلال شهر واحد فقط حتى تاريخ 28 أكتوبر 2025، هو حدث لم يسبق له مثيل خلال الـ 36 عاماً الماضية. وقد اكتمل هذا الوضع بإعدام 22 سجيناً خلال أيام 23 إلى 25 أكتوبر فقط. تشير هذه الإجراءات إلى أن خامنئي قد بنى استراتیجية حُكمه بالكامل على بقاء السلطة بأي ثمن وعن طريق الحد الأقصى من القمع الشديد، وخاصة الإعدام. وهكذا، لم يعد وابل المقصلة أداة ردع سياسي، بل بات مؤشراً على حالة استعجال وغياب أي استراتيجية فعالة.

الضلع الثاني: ذروة الخصومات داخل السلطة
إن التقدم المتسارع للمنافسات والصراعات على السلطة داخل النظام، مع المطالبات العلنية من القضاء بمحاكمة وسجن الخصوم السياسيين، يوضح الوضع غير المستقر معنوياً وسياسياً لخامنئي لدى الموالين لنظامه. هذا الخصام الميداني، الذي ابتعد عن الجوانب الاستعراضية وتفاقم ليصبح خصاماً لا يقبل المصالحة، خاصة بعد حرب الأيام الـ 12 وبعد تفعيل آلية الزناد، يدل على أن الهيمنة المركزية للسلطة تعاني من أزمة شرعية داخلية وأن القرارات الكلية أصبحت هشة ومضطربة للغاية.
إن ذروة الخصومات الداخلية في المراحل النهائية تدل على تفكك هيكل النظام؛ الهيكل الذي لم يعد قادراً على إدارة خلافاته ضمن الأطر المقبولة. عندما يهدد جناح جناحاً آخر بالإزالة الجسدية أو تلفيق الملفات القضائية، فإن هذا يعني أفول هيمنة خامنئي بوصفه الولي الفقيه للنظام؛ لأن سلطة خامنئي التي كانت كافية سابقاً للحفاظ على التوازن والنظام بين أجنحة السلطة، لم تعد قادرة الآن على منع الانهيار الظاهري للجبهة الحاكمة وتسرُّب هذه الخلافات إلى مستوى المجتمع. يشير هذا الوضع إلى ضعف السيطرة وتزايد عدم الاستقرار في مجمل نظام ولاية الفقيه.

الضلع الثالث: الانهيار الاقتصادي والإدارة غير الفعالة
لقد خرجت السيطرة على الأسعار، العملة، الدولار، التضخم، وتأمين السلع الأساسية عن قدرة الحاكمية، وأصبح النمو التصاعدي لأزمة المعيشة مقتصراً على روتين بقاء النظام اليومي. إن السياسات الاقتصادية للحاكمية، الخالية من أي رؤية استراتيجية والقائمة على الإدارة غير الفعالة، غير قادرة على تلبية الحد الأدنى من احتياجات الناس. هذا الوضع لم يقتصر على تحدي الشرعية الداخلية لدى الموالين للنظام، بل قضى أيضاً على إمكانية احتواء الأزمات.
على سبيل المثال، تكتب صحيفة "جهان صنعت" الحكومية: زيادة سعر الأرز بـ 500 ضعف "هذا الرقم ليس مجرد خبر، بل هو وثيقة انهيار. إن مثل هذه القفزة لا تُصَمَّمُ في زمن الحرب، بل في غرف التفكير التابعة للنظام. هذا النظام يتعمد استخدام انفلات الأسعار كأداة تعذيب اجتماعي.
عنوان "قفزة الأسعار في ذروة الركودط ليس مجرد جملة خبرية بسيطة؛ بل هو التعريف المعياري لانهيار الطلب وعجز الحاكمية عن السيطرة. أي أن حتى موت السوق لم يعد يوقف الاستغلال، ووحش الفساد لا يزال حياً ويلتهم!
هذه ليست علامات متفرقة؛ هذه العناوين ذات المضمون المشترك في الإعلام الحكومي، هي خارطة دقيقة لآلة حكم وقودها، عمداً، هو الريع والنهب. إن حاكمية الملالي في هذه المرحلة لا تقوم بإصلاح الفساد؛ بل تقوم تحديداً بإدارة وتنظيم الفساد. فالبنك المركزي، والمجلس (البرلمان)، والسلطة القضائية، و... في هذا النموذج ليست أدوات رقابة، بل هي حلقات لتوزيع الغنيمة. كل من لا يحصل على حصته يُقصى، وكل من يكشف يُدَمَّر.

الخاتمة: نهاية وشيكة ومسؤولية عالمية
إذا نظرنا إلى الأزمات الثلاث المذكورة أعلاه كأضلاع لمثلث، فإنَّ أنفاس الحاكمية قد بدأت تُعدُّ داخل هذا المثلث. هذا الوضع الذي يتجه نحو النهاية، ليس مجرد إنذار سياسي، بل هو رسالة واضحة للمجتمع الإيراني والقوى العالمية بأن التطورات المصيرية وشيكة. إن نوعية رد فعل المجتمع ومصالح الأطراف الخارجية، سيكون لها دور حاسم في رسم تحول يمكن أن يغير المسار المستقبلي.
لذلك، فإن الحزمة الثلاثية الأضلاع المتمثلة في الإعدامات الواسعة، والخصومات الداخلية، والانهيار الاقتصادي، لا تقتصر على إبراز الموقع شديد الهشاشة للحاكمية، بل ستحدد أيضاً الاستراتيجيات المستقبلية للمجتمع الإيراني والأطراف الدولية. أي تقييم للوضع الحالي والمستقبلي لإيران في خريف 2025 دون الأخذ بعين الاعتبار هذه المحاور الثلاثة، سيكون ناقصاً ومضللاً.



#نظام_مير_محمدي (هاشتاغ)       Nezam_Mir_Mohammadi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمات قد تعصف بالنظام الإيراني بأكمله!
- إيران في منعطف التغيير
- الحقيقة أکبر من أکاذيب النظام الإيراني!
- خامنئي بين حصار خسارة غزة، ولهيب الانتفاضة، وفضيحة الإعدامات
- المنطقة والنظام الإيراني في إتجاهين مختلفين!
- ما يقوله النظام الإيراني ينفيه الواقع!
- الخندق الناري بإنتظار النظام الإيراني!
- صوت إيران الحقيقي يصدح من قلب نيويورك أمام الأمم المتحدة
- الأهم لما بعد إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران؟
- أخطر تهديد محدق بالنظام الإيراني؟
- استمرار النضال من بروكسل إلى نيويورك
- الغموض وعدم مرونة النظام الإيراني مرحلة لن تطول
- تظاهرة بروكسل: استفتاء حي على إسقاط النظام
- الطريق الذي أوصل إلى تفعيل آلية الزناد؟
- من الذي يأتي أولا: خبز الشعب أم النظام الإيراني؟
- إنتظار لن يطول کثيرًا!
- زيارة لاريجاني أم نکسة وفضيحة النظام الإيراني؟
- مؤشرات تؤكد النهاية القريبة للنظام الإيراني!
- السؤوال هو يستسلم أم يسقط؟
- إيران على أعتاب التغيير


المزيد.....




- نتنياهو يعطي الضوء الأخضر لشن ضربات جوية على غزة.. إليكم ما ...
- احتفال ديوالي في سلطنة عمان يثير جدلاً واسعا والمفتي يعلق
- السودان: ماهي تداعيات سيطرة الدعم السريع على الفاشر؟
- بين الضغوط الخارجية وحسابات الداخل.. إعلان أبو مازن الدستوري ...
- صفقات بملايين الدولارات.. كيف أصبحت الإمارات بوابة ترامب الج ...
- زحمة موفدين في بيروت: مصر تعرض المساعدة لتثبيت الاستقرار فهل ...
- بتهمة الانتماء لحماس.. انتقادات حادة تطال القناة العامة الأل ...
- DW تتحقق - هل ستلغى أسواق عيد الميلاد في ألمانيا؟
- نتنياهو يتهم حماس بخرق اتفاق وقف إطلاق النار ويأمر بشن -غارا ...
- عمليات بحث عن رفات رهائن إسرائيليين  في غزة


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - مثلث إفلاس خامنئي: إعدام، تخاصم، انهيار