أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - الطريق الذي أوصل إلى تفعيل آلية الزناد؟














المزيد.....

الطريق الذي أوصل إلى تفعيل آلية الزناد؟


نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان

(Nezam Mir Mohammadi)


الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 01:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عالم الدبلوماسية النووية المعقد، هناك مصطلحات تقنية تبدو بعيدة عن حياة الناس اليومية، لكنها في الواقع تحمل في طياتها مصير أمم بأكملها. "آلية الزناد" أو "سناب باك" هي إحدى هذه المصطلحات. إنها ليست مجرد بند قانوني في قرار لمجلس الأمن، بل هي ساعة الصفر التي دقت أخيراً، معلنة نهاية حقبة من الأوهام والمساومات مع نظام الملالي. إن قرار القوى الأوروبية بتفعيل هذه الآلية ليس مجرد رد فعل على الانتهاكات النووية الصارخة للنظام، بل هو اعتراف دولي بأن هذا النظام لا يفهم لغة الحوار ولا يمكن احتواؤه. هذه الخطوة، التي جاءت في أعقاب هجمات عسكرية كشفت عن هشاشة النظام وفشل المفاوضات، تغلق فصلاً من الدبلوماسية العقيمة لتفتح فصلاً جديداً وأكثر خطورة: فصل المواجهة المفتوحة. لكن اللاعب الرئيسي في هذا الفصل الجديد لن يكون الدبلوماسيين في فيينا أو نيويورك، بل سيكون الشعب الإيراني نفسه، الذي يرى في هذه العزلة الدولية الفرصة الأخيرة لإنهاء كابوس أربعة عقود من الطغيان.

من الخداع إلى المواجهة: الطريق الذي أوصل إلى تفعيل آلية الزناد
لفهم لماذا وصلنا إلى هذه النقطة، يجب أن نتذكر أن آلية الزناد كانت في الأصل صمام أمان اقترحته روسيا لضمان التزام إيران بتعهداتها. لكن النظام الإيراني، وبدلاً من أن يرى في الاتفاق النووي فرصة لإعادة الاندماج في المجتمع الدولي وتحسين حياة شعبه، رآه مجرد غطاء لتوسيع برنامجه النووي السري وتمويل إرهابه الإقليمي. منذ عام 2019، بدأ النظام في انتهاك التزاماته بشكل منهجي، ووصل إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي درجة لا تملك أي مبرر مدني وتضعه على بعد خطوة فنية واحدة من القنبلة. وعندما جاءت الضربات العسكرية الإسرائيلية-الأمريكية في يونيو 2025، التي استهدفت قلب برنامجه النووي في نطنز وفردو وأصفهان، كان رد فعل النظام هو المزيد من التحدي، حيث علق تعاونه مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لقد أحرق النظام كل الجسور وأجبر القوى الأوروبية على الاعتراف بأن سياسة الحوار قد ماتت.

ردود فعل تكشف عن الرعب الداخلي
إن ردود فعل النظام على تفعيل آلية الزناد تكشف عن حجم الرعب الذي يعيشه. فوصف وزير الخارجية عباس عراقجي لهذه الخطوة بأنها "معادل لهجوم عسكري" ليس مجرد مبالغة دبلوماسية، بل هو اعتراف بأن هذه العقوبات، على الرغم من أنها ليست نفطية أو مصرفية بالدرجة الأولى، إلا أنها تخنق النظام وتعزله بالكامل، وتمنعه من تطوير برامجه الصاروخية والتسلحية. والتهديد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي هو ورقة أخيرة يلعبها نظام يدرك أنه فقد كل أوراقه الأخرى. لكن الأهم من ذلك هو أثر هذه الخطوة على الداخل الإيراني. فالتحذيرات الداخلية من أن هذه العقوبات ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية وزيادة السخط الشعبي هي اعتراف بأن النظام يخشى شعبه أكثر مما يخشى العقوبات الدولية.

الفتيل الذي سيشعل برميل البارود
وهنا نصل إلى جوهر القضية. إن الآثار الاقتصادية المباشرة لعودة هذه العقوبات قد تكون "قابلة للإدارة" كما يدعي النظام، لأن العقوبات الأمريكية أشد وطأة. لكن الآثار النفسية والاجتماعية ستكون كارثية عليه. إنها الرسالة النهائية للشعب الإيراني بأن العالم قد تخلى عن هذا النظام، وأن أي أمل في الإصلاح أو التحسن الاقتصادي في ظل حكم الملالي قد تبخر تماماً. هذه الرسالة هي الفتيل الذي سيشعل برميل البارود الاجتماعي الذي تجلس عليه إيران. إنها ستكون الشرارة التي تحول الاحتجاجات المتفرقة ضد الغلاء والبطالة إلى انتفاضة وطنية شاملة تهدف إلى إسقاط النظام.
وفي هذا السياق، تكتسب مظاهرة السادس من سبتمبر في بروكسل أهميتها القصوى كرمز لهذا التحول. إنها لم تعد مجرد مظاهرة للمعارضة، بل أصبحت تعبيراً عن هذه الإرادة الشعبية المتنامية. إنها منصة لإعلان أن الشعب الإيراني لا يريد مجرد تخفيف العقوبات، بل يريد إزالة سبب العقوبات: نظام الملالي نفسه.
ستكون هذه المظاهرة هي العرض العملي "للخيار الثالث" الذي يتجاوز الدبلوماسية الفاشلة والتدخل العسكري. إنها ستعلن دعمها الكامل لـخطة السيدة مريم رجوي ذات العشر نقاط، وهي الخطة التي تقدم رؤية لإيران ديمقراطية وغير نووية، إيران تكون شريكاً للسلام في العالم بدلاً من كونها مصدراً للتهديد. الرسالة من بروكسل ستكون واضحة: لقد دقت ساعة الصفر الدبلوماسية، والعالم ينتظر الآن دقة ساعة الصفر الشعبية في شوارع طهران. إن تفعيل آلية الزناد لم يكن نهاية القصة، بل كان بداية النهاية.



#نظام_مير_محمدي (هاشتاغ)       Nezam_Mir_Mohammadi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي يأتي أولا: خبز الشعب أم النظام الإيراني؟
- إنتظار لن يطول کثيرًا!
- زيارة لاريجاني أم نکسة وفضيحة النظام الإيراني؟
- مؤشرات تؤكد النهاية القريبة للنظام الإيراني!
- السؤوال هو يستسلم أم يسقط؟
- إيران على أعتاب التغيير
- مذبحة عام 1988 في إيران: جريمة ضد الإنسانية وسعي نحو العدالة
- أزمتان لا يمکن للنظام الإيراني تجاوزهما بسلام!
- إيران: حرب الأيام ال12 كشفت ضعف النظام الخفي!
- القصة وما فيها نهاية النظام الإيراني!
- خامنئي وکذبه ألذي يحطم بعضه!
- ماذا يعني التغيير في إيران؟
- عن تعليق النظام الإيراني للتعاون مع الوکالة الدولية للطاقة ا ...
- ماذا عن إيران بعد وقف إطلاق النار؟
- إيران الحرّة: رؤية شاملة للتغيير الجذري بيد الشعب والمقاومة
- الفساد المؤسسي في نظام ولاية الفقيه: ظاهرة -عائلية-؟!
- النظام الإيراني ورم لابد من إزالته!
- برنامج إيران النووي: مزاعم -سلمية- وتأكيد خامنئي على -القنبل ...
- هنا يستعدون وهنا ينبطحون!
- النووي الإيراني: بين خطاب السلام وأسرار الخفاء!


المزيد.....




- مسار الأحداث يسأل ماذا وراء فشل عمليات -جدعون- المتتالية؟
- أوتشا: تكثيف الهجوم على مدينة غزة سيؤدي إلى كارثة أعمق
- -لم نهزم حماس-.. وثيقة مسرّبة تُقر بفشل نتنياهو
- هل تنذر الخلافات الإسرائيلية بانهيار إستراتيجية الاحتلال الع ...
- ترامب محذرا بوتين: -سترى ما سيحدث- إذا لم تكن أمريكا راضية ب ...
- بعد استهداف قارب فنزويلي.. وزير الدفاع الأميركي يؤكد استمرار ...
- نائب ندّد بـ-سياسة الغرب الابتزازية- يتسلم قيادة جهاز الأمن ...
- محاكمة بولسونارو في البرازيل تثير الجدل.. محاموه يؤكدون تقيي ...
- أردوغان: لا يمكن أن نبقى متفرجين أمام جرائم نتنياهو
- محللون: مواجهة -ضم الضفة الغربية- المحتلة يتطلب تعاونا فلسطي ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - الطريق الذي أوصل إلى تفعيل آلية الزناد؟