إيران الحرّة: رؤية شاملة للتغيير الجذري بيد الشعب والمقاومة

نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان
(Nezam Mir Mohammadi)

الحوار المتمدن-العدد: 8381 - 2025 / 6 / 22 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تعيش إيران اليوم لحظة تاريخية فارقة، حيث تتفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويشتد السخط الشعبي ضد نظام ديني استبدادي لم يجلب سوى القمع والإعدامات والحروب. أربعة عقود من الاستبداد والفساد وتصدير الأزمات أوصلت المجتمع الإيراني إلى قناعة راسخة بأن لا الحرب الخارجية ولا سياسة الاسترضاء والمساومة مع النظام يمكن أن تكونا حلاً حقيقياً.
لقد أثبتت التجارب أن المفاوضات وسياسة المساومة مع حكام طهران لم تؤدِ إلا إلى استمرار القمع وتصدير الإرهاب وتصعيد الأزمات، في حين أن التدخلات العسكرية الخارجية لم تجلب سوى الدمار والمعاناة للشعب الإيراني. في هذا السياق، يبرز "الخيار الثالث" كحل واقعي وعملي: لا للحرب ولا للمساومة، بل التغيير الديمقراطي على يد الشعب والمقاومة المنظمة.
المقاومة الإيرانية، بقيادة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أثبتت عبر السنوات قدرتها على كشف مشاريع النظام السرية وتنظيم حركة احتجاجية واسعة النطاق داخل البلاد. برنامجها للمستقبل يقوم على مبادئ واضحة: إقامة جمهورية ديمقراطية حديثة تقوم على فصل الدين عن الدولة، المساواة بين المرأة والرجل، إلغاء عقوبة الإعدام، ضمان حقوق القوميات، واستقلال القضاء. هذه المبادئ ليست شعارات مجردة، بل برنامج عملي أقرّه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية منذ عقود، ويستند إلى تجربة نضالية طويلة وتضحيات جسيمة.
مرحلة الانتقال بعد سقوط النظام محددة المعالم: تشكيل حكومة انتقالية لمدة ستة أشهر، تُنظم خلالها انتخابات حرة لاختيار مجلس تأسيسي يتولى صياغة دستور جديد للجمهورية الديمقراطية. هذه العملية تضمن مشاركة جميع القوى السياسية والاجتماعية، وترسي أسس نظام تعددي يضمن الحرية والعدالة لجميع المواطنين.
الدعم الدولي، خاصة من أوروبا والعالم العربي، مطلوب في هذه المرحلة المفصلية. المطلوب ليس المال أو السلاح، بل الاعتراف بحق الشعب الإيراني في المقاومة، واعتبار الحرس الثوري منظمة إرهابية، ووقف سياسة الاسترضاء التي لم تجلب سوى المزيد من الأزمات لإيران والمنطقة. إن الاعتراف بشرعية المقاومة الإيرانية ودعمها سيعطي زخماً إضافياً لنضال الشعب من أجل الحرية.
ورغم كل القمع والإعدامات، لم تتوقف المقاومة الشعبية داخل إيران، حيث تتواصل الاحتجاجات والإضرابات والعمليات المنظمة يومياً في مختلف المدن. هذه الديناميكية الداخلية، المدعومة ببرنامج سياسي واضح وشبكة تنظيمية قوية، تجعل من التغيير أمراً حتمياً وقريباً.
مستقبل إيران الحرّة والديمقراطية لن يُفرض من الخارج، بل سيصنعه الشعب والمقاومة الوطنية. هذا المستقبل هو وعد الانتفاضة المستمرة، وهو البديل الحقيقي لكل أشكال الاستبداد، سواء كان دينياً أو ملكياً. إيران الغد ستكون جمهورية ديمقراطية، لا مكان فيها للقمع أو التمييز، بل وطنًا للحرية والعدالة لجميع أبنائها. هذا هو الوجه الحقيقي لإيران المستقبل، الذي سيصنعه الشعب والمقاومة، ويجعل من إيران نموذجاً للسلام والتعايش في المنطقة.

#نظام_مير_محمدي (هاشتاغ)       Nezam_Mir_Mohammadi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل