أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - النظام الإيراني وطريق ذو إتجاه واحد!














المزيد.....

النظام الإيراني وطريق ذو إتجاه واحد!


نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان

(Nezam Mir Mohammadi)


الحوار المتمدن-العدد: 8298 - 2025 / 3 / 31 - 15:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يٶکد عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني في تصريحات له بمناسبة تسليم رد طهران على رسالة دونالد ترامب بأنه: "لا يمكن التحدث مع الشعب الإيراني بلغة التهديد"، فإن مصطلح الشعب الإيراني هنا کما هو معمول به منذ 46 عاما في إيران، يعني به النظام، مع ملاحظة مهمة يجب أخذها بنظر الاعتبار، وهي إن هذا النظام وفي الوقت الذي يٶکد فيه بأنه لا يخاف من التهديد فإنه في أوج خوفه، ولاسيما عندما يستدرك قائلا:" درسنا الرسالة بدقة، وناقشنا أبعادها المختلفة، وتم نقل الرد عليها إلى الجانب الأميركي بالشكل المناسب" مع إشارة بالغة الاهمية له الى وجود محاولات من أجل فتح نافذة أمام الدبلوماسية.
من الواضح إن التناقض في تصريحات عراقجي يبدو واضحا وليس من الصعب الاستدلال عليه بسهولة بل وحتى إننا يمکن أن نستشف ونستخلص ما هو أهم من ذلك، إذ أن ما يشير إليه بوجود محاولات من أجل فتح نافذة أمام الدبلوماسية، يعني أن المسار التفاوضي مع واشنطن لم يغلق بعد ذلك الموقف الصارم الذي أعلنه خامنئي بالرفض القاطع للتفاوض مع الولايات المتحدة، وهذا يعني بأن الاوضاع في إيران قد بلغت حدا من التأزم بحيث لا يتيح لخامنئي أن يکون صاحب القرار الحاسم.
ليست المرة الاولى التي يواجه فيها النظام الإيراني هکذا وضع متأزم يجد فيه نفسه أمام تهديد جدي، إذ أن الفترة التي سبقت موافقته على إبرام الاتفاق النووي للعام 2015، کانت فترة عصيبة لم يکن في وسع النظام الاستمرار في مواصلته السباحة ضد التيار، ولعل ذروة ضعف النظام قد تجلت في إعلان خامنئي لشروطه ال19 للموافقة على أي إتفاق نووي، وهذا ما حدث في الايام الاخيرة التي سبقت إبرام الاتفاق في تموز 2015، تماما کما يجري حاليا في الرفض القطعي المعلن لخامنئي بالتفاوض مع واشنطن، غير إنه جرى التوقيع على الاتفاق النووي ولم يلتفت أحد لشروط خامنئي وتهديداته!
من المفيد هنا التنويه بأن المقاطعة الکاملة للتفاوض مع واشنطن وفق الشروط الامريکية المعلنة، موقف له ما يبرره بل وحتى إنه الافضل للنظام الإيراني في مواجهة الموقف الامريکي بالغ التشدد، بيد إنه وفي نفس الوقت فإن هناك أيضا تساٶل فيما إذا کان بإمکان طهران حقا المضي قدما في رفض التفاوض والتمسك به کخيار وحيد، وهذا الخيار يتم تحديد مدى قوته وفاعليته تبعا للوضع الداخلي للنظام من مختلف الاوجه خصوصا إذا ما تم الاشارة الى إنه قد تم تنفيذ أکثر من 3000 عملية ثورية لوحدات الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق خلال العام الإيراني المنصرم(12 مارس2024 ـ 21مارس2025)، الى جانب أن يکون هذا الخيار مدعما بما يسنده على الصعيدين الاقليمي والدولي ولاسيما وإن النظام کان يحرص طوال الفترات الماضية على إستخدام نفوذه في المنطقة لدعم وإسناد مواقفه عى طاولة التفاوض.
الحقيقة إن ما أشار إليه عراقجي الى وجود محاولات من أجل فتح نافذة أمام الدبلوماسية، يبين بصورة وأخرى، إن رهان النظام على العاملين الاقليمي والدولي يميل أکثر الى الانعدام ولاسيما وإن الاوضاع الدولية التي حاول النظام دائما اللعب على حبال الاختلاف فيها، لاتبدو إنها تسمح له هذه المرة تحديدا بذلك خصوصا وإنه فقد الکثير من نقاط القوة، ومن هنا، فإن کاهل النظام الذي أصبح واهنا لم يعد بوسعه تحمل ثقل الاوضاع الداخلية والاوضاع الاقليمية والاوضاع الدولية في وقت واحد، وإن هذا النظام وفي کل الاحوال يسير بطريق ذو إتجاه واحد.
خلال مواجهته الضروس لنضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والتغيير، سعى النظام الإيراني وبصورة ملفتة للنظر من أجل عملية توازن بين الأوضاع الداخلية والاقليمية والدولية، ومن خلال تلك العملية يعيد ترتيب وتنسيق الامور بما يخدم وضعه الداخلي ويجعله تحت سيطرته، وهذا ما قد قام به في مواجهة إنتفاضات الشعب الإيراني في الاعوام 2009 و2017 و2019 و2022، مع ملاحظة إن الاخيرة کانت ولازالت آثارها وتداعياتها الاقوى والاشد تأثيرا عليه، لکن وبعد الذي جرى أخيرا وبشکل خاص في لبنان وسوريا، وبعد فوز دونالد ترامب وشروعه في سياسة الضغط الاقصى على طهران، فإن أي عملية توازن يقوم بها النظام الإيراني من أجل ترتيب الاوضاع کما أسلفنا بما يجعل الوضع الداخلي في صالحه، لم تعد ممکنة بل وحتى إن العکس هو الصحيح، وإن الکاهل المتهالك لهذا النظام لا يمکنه أن يتحمل ثقل ووطأة ثلاثة أثقال في وقت واحد ولاسيما وإن الثقل الاهم والاخطر ونقصد به الثقل الداخلي في طريقه لأن يتضاعف.
خاصة وأن العبء الأهم والأخطر، وهو العبء الداخلي، آخذ في التضاعف. وفي هذا السياق تحديدًا، وفي خضم هذه الصراعات المحتدمة، وفي معمعة الجدل الدائر بين أقطاب النظام حول كيفية الرد على رسالة ترامب، كتب ضرغامي الرئيس السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون التابعة للنظام: "يبدو أن الشعب وحده هو غير المؤتمن... انشروا نص الرسالة الأصلي!"
من جهتها، وفي رد فعل على المطالبات بالكشف عن فحوى الرسائل، صرحت وزارة خارجية النظام قائلة: "إن الإصرار على علنية المراسلات والتفاعلات الجارية بين الدول، باستخدام تعابير شعبوية مغرضة من قبيل وصف الشعب بأنه غير مؤتمن، لا يعدو في أحسن الأحوال كونه مجرد تهميش غير ضروري وإثارة للاحتقان النفسي في المجتمع."



#نظام_مير_محمدي (هاشتاغ)       Nezam_Mir_Mohammadi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق استراتيجي: عجز النظام الإيراني عن استيعاب الحقائق!
- محادثات تعري النظام الإيراني حتى من ورقة التوت!
- التفاوض مع النظام الإيراني جهد بلا جدوى!
- موجة إعدامات في إيران؛ هل هو الخوف أم الضعف؟
- استرضاء ومسايرة النظام الإيراني.. أكثر من مجرد خطأ سياسي!
- المسمار الأخير في نعش نظام ولاية الفقيه في لبنان!
- مرحلة مصيرية للنظام الإيراني لا مفر منها!
- نظام إيران على حافة الهاوية!
- سياسة الاسترضاء حاليا مثل الأوکسجين لنظام يختنق!
- يجب معاقبة النظام الإيراني على دوره في سوريا وبلدان المنطقة!
- النظام الإيراني يقترب من حافة الانهيار
- خامنئي يقول إن لبنان واليمن يظلان -رمزين للمقاومة-!
- تبدد أسطورة -إيران تصبح سوريا-
- حقوق الإنسان بين السياسة والعقوبات: نظام السجون في إيران
- سقوط دكتاتور سوريا؛ نهاية العمق الاستراتيجي لنظام إيران!
- قانون العفاف والحجاب الإجباري: التداعيات والتحديات؟
- رد فعل النظام الإيراني على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذري ...
- صدى المقاومة: أصوات النساء في سجن إيفين
- بين التهديدات الخارجية والمخاوف الداخلية: تحليل قانوني لسياس ...
- خيارات صعبة أمام النظام الإيراني: اختيار بين السيئ والأسوأ


المزيد.....




- شاهد دبابات ومدرعات قتالية تجوب شوارع واشنطن احتفالا بالذكرى ...
- لواء سابق بالجيش المصري: القصف الذي تعرضت له تل أبيب لم يحدث ...
- الجيش الإسرائيلي: تدمير منصات صاروخية ومنصات إطلاق صواريخ أر ...
- +++ إيران تشدد على -حقها في الدفاع عن النفس- وإسرائيل تتوقع ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي لنظيره الألماني: عمليتنا في إيران م ...
- فيتسو يصر على حل مشكلة توريد الغاز الروسي إلى الاتحاد الأورو ...
- ليبيا.. عدسة (RT) ترصد قافلة الصمود في بويرات الحسون بعد مغا ...
- جدل في منصات التواصل حول نشر البنتاغون لبوست مع العلم الروسي ...
- بوتين: أخضع لفحص طبي شامل سنويا
- الجيش الإسرائيلي يؤكد مهاجمة منشأة غاز جنوب إيران


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - النظام الإيراني وطريق ذو إتجاه واحد!