أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - الفساد المؤسسي في نظام ولاية الفقيه: ظاهرة -عائلية-؟!














المزيد.....

الفساد المؤسسي في نظام ولاية الفقيه: ظاهرة -عائلية-؟!


نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان

(Nezam Mir Mohammadi)


الحوار المتمدن-العدد: 8372 - 2025 / 6 / 13 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للمرة الثانية خلال خمسة عشر شهراً، تحول رجل الدين كاظم صديقي، رئيس "مقر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وإمام جمعة طهران المعين من قبل خامنئي، إلى محور قضية فساد رئيسية في نظام ولاية الفقيه الفاسد. وقد أعلنت السلطة القضائية للملالي عن اعتقال ابنه وكنته بتهمة عامة تتعلق بـ "مخالفات وتجاوزات متنوعة".
ورغم أنه لم يتضح بعد بالتحديد ما هي التهم الموجهة إليهما قضائياً، وتضاربت الأنباء حول اعتقال كلا الابنين أو ابن واحد لكاظم صديقي، إلا أن فتح ملف لأفراد عائلة رجل الدين صديقي، قد وضعه مرة أخرى – وبشكل صحيح – في صميم قضية فساد الشخصيات والمسؤولين الرئيسيين في نظام الملالي.
إن وضع رجل الدين كاظم صديقي تحت مجهر الاتهام بسبب فساد عائلته، لا ينبغي تصنيفه ضمن الأساليب المعتادة للأجهزة الأمنية لنظام ولاية الفقيه ضد المعارضين والمنتقدين، حيث تقوم هذه الأجهزة باستهداف أفراد عائلاتهم ومضايقتهم للضغط عليهم. فتوسيع نطاق التهم والعقوبات ليشمل أفراد العائلة، وخلق مفهوم "المسؤولية الجماعية العائلية"، هو أسلوب شائع في الأنظمة الاستبدادية أو الديكتاتورية لنشر الخوف أو الانتقام. والنظام الإيراني يستخدم هذا الأسلوب بكثرة، لدرجة أنه ينافس في مدى استخدامه الرقم القياسي العالمي الذي حققه النظام النازي الألماني.
لكن فساد مسؤولي النظام الفاسد الحاكم في إيران نادراً ما يكون ظاهرة فردية. فهم يستغلون مواقعهم لصالح أفراد عائلاتهم وأقاربهم أو جماعتهم ومحفلهم الخاص. هذه المجموعة الصغيرة التي تحتكر السلطة، تُشرك المقربين والأقارب بشكل واسع ومباشر في الامتيازات والمنافع الناجمة عن السلطة. وتعتبر ظاهرة "آقازاده" (أبناء المسؤولين) أحد مظاهر هذه العلاقات الفاسدة، ولكن تجلياتها يمكن رؤيتها على نطاق واسع في الأجهزة البيروقراطية والعسكرية والاقتصادية (خاصة في الشركات الكبرى التابعة للحرس الثوري).
أشهر حالات استغلال السلطة لصالح العائلة، هي خطة علي خامنئي لتعيين "آقازاده" ابنه مجتبى، على عرش خلافته. وأحدثها ما كشفه عبد الناصر همتي، وزير الاقتصاد المُقال، بشأن ابتزاز أعضاء البرلمان له لتعيين أقاربهم وأصدقائهم في مناصب مختلفة. فالصلة العائلية أو الانتماء الفئوي يعتبران سلم الترقي الرئيسي للمناصب الهامة أو الوصول المباشر إلى مصادر الثروة، التي يتحول فيها المستفيدون أحياناً إلى عناوين رئيسية في وسائل الإعلام بسبب نزاعات أو منافسات فئوية، أو عدم دفع حصص الشركاء، أو ما يسمى بـ "مصلحة النظام" في استعراض مكافحة الفساد، ثم يُنسون بعد ذلك.
وفي مجال استخدام النفوذ العائلي، يمكن الإشارة إلى مير حسين ومحمد صادق، ابني محمد مصدق، النائب الأول المستقيل لرئيس السلطة القضائية، بتهمة تلقي رشاوى ضخمة. وحسين فريدون، شقيق رجل الدين حسن روحاني (الرئيس السابق للنظام)، بتهمة تلقي رشاوى. وأحمد هاشمي شاهرودي، ابن شقيق رجل الدين هاشمي شاهرودي، الرئيس الأسبق والمتوفى للسلطة القضائية، بتهمة الاستيلاء على أصول بنك سرمايه. وناصر واعظ طبسي، نجل رجل الدين عباس واعظ طبسي، المتولي السابق لآستان قدس رضوي (محافظة خراسان رضوي)، بتهمة مماثلة ولكن هذه المرة من البنك الوطني، والعديد من المسؤولين والجهات والمؤسسات الأخرى.
وفي نطاق وصول الأقارب إلى مصادر الثروة والمناصب، يمكن الإشارة إلى قائمة طويلة تشمل إخوة علي خامنئي وأبناء رفسنجاني وحتى المديرين الأقل رتبة. ومن أشهر الحالات الحالية، حسين شمخاني، نجل القيادي السابق في الحرس الثوري علي شمخاني، الأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي وأحد المستشارين الحاليين لبيت خامنئي، المتورط في نهب النفط على نطاق واسع. وفي نفس الفئة، سعيد صادقي، نجل القيادي في الحرس الثوري حسين رضا صادقي، النائب السابق للمنسق في حماية معلومات الحرس الثوري والمستشار الحالي لقائد هذه القوة، والذي يعمل في مجال النهب بصفته المدير التنفيذي لشركة نيكو، الوكيل الرسمي لبيع النفط في البلاد.
لم يتمكن ابن كاظم صديقي وكنته من ارتكاب "المخالفات والتجاوزات" بشكل عشوائي أو بفضل مكانتهم الشخصية؛ بل هما نتاج دوران الثروة والسلطة داخل دائرة العائلة والأقارب، والمحافل والجماعات. فبدون مقعد رجل الدين صديقي في جهاز الحكم، لما كان أبناؤه "آقازادة" ولما حازوا على نصيب من ذلك. وفيما يتعلق بفساد عائلة رجل الدين صديقي، فإن ما يميزه بشكل خاص هو التحايل واستغلال الدين، الذي هو متجر النظام الحاكم، وواجهة الدجل الديني، واستغلال الدين تحت شعار: "مقر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"!



#نظام_مير_محمدي (هاشتاغ)       Nezam_Mir_Mohammadi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الإيراني ورم لابد من إزالته!
- برنامج إيران النووي: مزاعم -سلمية- وتأكيد خامنئي على -القنبل ...
- هنا يستعدون وهنا ينبطحون!
- النووي الإيراني: بين خطاب السلام وأسرار الخفاء!
- تهديد أم إنه الذعر بعينه؟!
- رعب النظام الإيراني من كشوفات المقاومة الإيرانية في خضم المف ...
- السبيل الوحيد لضمان بقاء النظام الإيراني؟!
- إيران والعقرب النووي: حزم دولي أم كارثة وشيكة؟
- خوف طهران من آلية الزناد أم من الانتفاضة الحاسمة؟
- الاساس هو نهاية الحلم النووي للنظام الإيراني
- نظرة على حياة الدكتور كاظم رجوي: ضحية إرهاب الدولة
- مرحلة الخيارات المفروضة على طهران!
- خامنئي وحرسه وخطهم الأحمر؟!
- انشقاقات في طهران: خلافات حادة حول التفاوض مع واشنطن!
- النظام الإيراني في مأزق التهديدين الداخلي والخارجي
- النظام الإيراني وطريق ذو إتجاه واحد!
- مأزق استراتيجي: عجز النظام الإيراني عن استيعاب الحقائق!
- محادثات تعري النظام الإيراني حتى من ورقة التوت!
- التفاوض مع النظام الإيراني جهد بلا جدوى!
- موجة إعدامات في إيران؛ هل هو الخوف أم الضعف؟


المزيد.....




- فيديو ما قاله محمد بن سلمان عن -إيران العام 2025- بتصريح يعو ...
- السعودية.. توجيه ملكي بعد عرض محمد بن سلمان عن حجاج إيران بع ...
- مراسل CNN يتفاجىء بسقوط صاروخ بالقرب منه في إسرائيل.. شاهد ر ...
- الأردن يعلن فتح أجوائه أمام حركة الطيران المدني
- وكالة الطاقة الذرية الإيرانية: الأضرار في منشأة نطنز سطحية ...
- ضربات إسرائيل على إيران تُربك مؤتمر -حل الدولتين-
- في اتصالات عاجلة.. ولي العهد السعودي يحاور قادة أوروبا بشأن ...
- الأردن.. سقوط أجسام جوية في عدد من مناطق المملكة (فيديوهات) ...
- مادورو يدعو شعب إسرائيل إلى وقف العدوان على إيران وفلسطين
- الأردن يعلن فتح أجوائه أمام حركة الطيران المدني


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - الفساد المؤسسي في نظام ولاية الفقيه: ظاهرة -عائلية-؟!