أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - أزمات قد تعصف بالنظام الإيراني بأكمله!














المزيد.....

أزمات قد تعصف بالنظام الإيراني بأكمله!


نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان

(Nezam Mir Mohammadi)


الحوار المتمدن-العدد: 8504 - 2025 / 10 / 23 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لايبدو إن الاوضاع في النظام الإيراني الذي يحکم منذ 46، عاما بالحديد والنار تسير وفق النسق والسياق الذي کان مرسوما لها، إذ يبدو واضحًا بأن هناك عدد کبير من التهديدات والتحديات غير العادية التي تستهدفه والتي تتجاوز إستهداف جوانب أو أقسام محددة منه وتهدد بنيته الاساسية.
الضربات الاستراتيجية التي تلقاها النظام في المنطقة وحرب الايام ال12 وتفعيل آلية الزناد وإعادة العقوبات الدولية عليه، لم تکن مجرد أحداث وتطورات عادية يمکن المرور عليها مرور الکرام، وإنما تجاوزت في خطورتها الحدود التقليدية وبدأت تظهر تأثيراتها في العمق، وهو الامر الذي صار يقلق الأوساط الحاکمة في طهران بمختلف توجهاتها ولاسيما بعد أن تيقنوا من إن الخطر والتهديد المحدق بالنظام ليس عاديا وإنما وجوديا لعدم التمکن من درأه وتجاوزه وفق الطرق والاساليب السابقة.
أساس القلق والخوف السائد لدى کافة أجنحة وفصائل النظام، يکمن في إن التهديد الذي يواجهونه الان يتطلب شکلا وصيغة جديدة وغير مسبوقة من التعامل، ومن المفيد جدا هنا التنويه من إن الصراعات الداخلية بين مختلف أجنحة النظام. هذه الصراعات، التي غالبا ما تتجذر في الخلافات الأيديولوجية والمصالح الاقتصادية وتباين المقاربات تجاه القضايا الخارجية، لم تعد تقتصر على الانقسام التقليدي بين ما يسمى بالإصلاحيين والمتشددين، بل امتدت لتصل إلى ذروتها داخل معسكر المتشددين أنفسهم.
ولعل من أبرز الأمثلة الحديثة على هذه الانقسامات، السجال الكلامي الذي اندلع بين علي أكبر ناطق نوري، وأحمد علم الهدى، وغلام حسين كرباسجي حول التقييم التاريخي لاحتلال السفارة الأمريكية عام 1979. هذا الجدل، الذي وجد أصداء واسعة في وسائل الإعلام والمنابر الرسمية، يمثل رمزا لأزمة أعمق تهز هيمنة الولي الفقيه علي خامنئي.
إحتلال السفارة الامريکية في طهران، والذي کان ولازال يعد من أبرز مناقب النظام وحتى يرمزون له بنصر سياسي نوعي، لکن وعندما يلجأ علي أكبر ناطق نوري، إحدى الشخصيات الوازنة في التيار المتشدد والرئيس الأسبق للبرلمان، الى التصريح خلال مقابلة حديثة له بأن قرار إحتلال السفارة الامريکية کان خطأ استراتيجيا فادحا في الوقت الذي قدس فيه النظام هذا القرار وحتى إعتبرها "ثورة ثانية"، والملفت للنظر إنه وفي الوقت الذي هاجم فيه رجل الدين أحمد علم الهدى المقرب من خامنئي تصريحات ناطق نوري، غير إن غلام حسين كرباسجي، الأمين العام الأسبق لحزب "کارکزاران" وشخصية مقربة من الإصلاحيين البراغماتيين، وضمن سلسلة ردود الفعل، قد قد دخل على الخط مدافعا عن نوري ومهاجما منتقديه عندما صرح في إشارة واضحة الى علم الهدى: "بعض هؤلاء الذين يهاجمون الآن مواقف السيد ناطق نوري بشأن احتلال السفارة، عندما تنظر إلى تاريخهم، لا تجد لهم سجلا في الثورة ولم يكونوا من أهل النضال قبلها، والآن حصلوا على منبر ويتفوهون بهذه الكلمات".
بيد إن هذا السجال الكلامي يتجاوز كونه خلافا شخصيا ليصبح رمزًا لتصاعد الصراعات بين الأجنحة داخل بنية السلطة المتصدعة. فمن جهة، يسعى جناح يوصف بالمعتدل، تقوده شخصيات مثل ناطق نوري ويحظى بدعم من أطياف إصلاحية مثل كرباسجي، إلى مراجعة السياسات الخارجية والداخلية لإنقاذ النظام من أزماته القاتلة. ومن جهة أخرى، يصر الجناح المتطرف، ممثلا بعلم الهدى، على التمسك بالدعاية المعادية لأمريكا للحفاظ على تماسك قاعدة النظام السلطوية، ويعتبر أي تشكيك في هذا النهج بمثابة انشقاق عن النظام وشخص خامنئي.
هذه الانقسامات، التي تتعمق في ظل الهزائم والإخفاقات المتتالية للنظام على الصعيدين الداخلي والخارجي، تكشف عن عجز خامنئي المتزايد عن الحفاظ على الحد الأدنى من التماسك الداخلي. فأجنحة السلطة، التي تشكلت غالبا على أساس المصالح الاقتصادية والسيطرة على المؤسسات المالية الضخمة، باتت الآن تضعف بعضها البعض في مواجهة الضغوط الخارجية والسخط الشعبي المتنامي.
في النهاية، يعكس هذا التوتر بين أجنحة الحكم تآكل هيمنة علي خامنئي وتصدع شرعية النظام. خامنئي، الذي كان يوما قادرا على لعب دور الحكم بين الفصائل المتنافسة، يجد نفسه اليوم محاطا بتحديات داخلية وخارجية تفوق قدرته على السيطرة، مما قد يؤدي، إذا ما استمر هذا المسار، إلى أزمات أكبر قد تعصف بكيان النظام بأكمله.
حاول خامنئي في خطابه ليوم الإثنين الموافق ۲۰ تشرين الأول (أكتوبر) أن يُوجّه تحذيراً للرجال الدين الذين يُظهرون قلقهم من الوضع الراهن في المجتمع، ولو بالإشارة لا بالتصريح. وقد صرّح في هذا الصدد قائلاً: "إنَّ الوساوس التي يثيرها البعض حول يأس الجيل الشاب أو ما شابه ذلك، هي أقوال غير مدروسة". إنَّ خامنئي الذي يرى نفسه في مأزق أمام الأزمات الهيكلية والمتفاقمة التي تعصف بالمجتمع، لم يُشر إلى أنَّ ممثليه في الحرس الثوري وأئمة صلاة الجمعة قلقون ليس فقط من تراجع الحماسیة وضعف عزيمة البسیجیین، بل والأهم من ذلك، من انفصال وانسحاب الأفراد ذوي الخبرة الطويلة من هيكل النظام. وهذا الأمر لا يمكن إنكاره بتاتاً، وخامنئي بوصفه رأس الهرم السلطوي، مُطَّلع تماماً على عمق هذه الأزمة أكثر من أي شخص آخر.



#نظام_مير_محمدي (هاشتاغ)       Nezam_Mir_Mohammadi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران في منعطف التغيير
- الحقيقة أکبر من أکاذيب النظام الإيراني!
- خامنئي بين حصار خسارة غزة، ولهيب الانتفاضة، وفضيحة الإعدامات
- المنطقة والنظام الإيراني في إتجاهين مختلفين!
- ما يقوله النظام الإيراني ينفيه الواقع!
- الخندق الناري بإنتظار النظام الإيراني!
- صوت إيران الحقيقي يصدح من قلب نيويورك أمام الأمم المتحدة
- الأهم لما بعد إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران؟
- أخطر تهديد محدق بالنظام الإيراني؟
- استمرار النضال من بروكسل إلى نيويورك
- الغموض وعدم مرونة النظام الإيراني مرحلة لن تطول
- تظاهرة بروكسل: استفتاء حي على إسقاط النظام
- الطريق الذي أوصل إلى تفعيل آلية الزناد؟
- من الذي يأتي أولا: خبز الشعب أم النظام الإيراني؟
- إنتظار لن يطول کثيرًا!
- زيارة لاريجاني أم نکسة وفضيحة النظام الإيراني؟
- مؤشرات تؤكد النهاية القريبة للنظام الإيراني!
- السؤوال هو يستسلم أم يسقط؟
- إيران على أعتاب التغيير
- مذبحة عام 1988 في إيران: جريمة ضد الإنسانية وسعي نحو العدالة


المزيد.....




- بعد تصريحه عن السعودية.. سموتريتش يُعرب عن -أسفه-: -لم يكن م ...
- -لا ملوك، تعني لا ملوك- – مقال في نيويورك تايمز
- حكومة ستارمر تحت الضغط.. أكثر من 36 ألف مهاجر وصلوا إلى بريط ...
- جندي درزي يقاضي ضابطًا إسرائيليًا بعد نعته بـ-إرهابي من النخ ...
- -إسرائيل ستفقد دعمنا إذا ضمّت الضفة-.. ترامب متفائل بانضمام ...
- القضاء الفرنسي يصدر مذكرة توقيف ثالثة بحق بشار الأسد
- ?ابس : هل سيتمكن - جرير والفرزدق- من حل الأزمة البيئية ؟
- رغم مناخها البارد جدا.. طلائع البعوض تصل إلى إيسلندا
- حرب الزيتون.. ارتفاع وتيرة هجوم المستوطنين الإسرائيليين على ...
- الكنيست يقر مناقشة مشروع قانون لضم إسرائيل الضفة الغربية وفا ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - أزمات قد تعصف بالنظام الإيراني بأكمله!