حسين غسان الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 8548 - 2025 / 12 / 6 - 09:39
المحور:
قضايا ثقافية
عُرفت ماريون فاروق-سلوغليت بكتاباتها النقدية الحادة عن العراق المعاصر، وبالاشتراك مع زوجها بيتر سلوغليت ألّفت كتاب : العراق منذ عام 1958 ، من الثورة إلى الدكتاتورية. لم يكن العراق موضوعا أكاديميا اختارته ببرود. فماريون، المولودة في برلين، سافرت إلى بغداد مراهقةً مع عائلتها في أوائل خمسينيات القرن الماضي. وهناك التقت عمر فاروق العقّاطي، وهو ضابط شاب من الموصل كان يعمل طيارا في الحرس الملكي. ومفارقة حياتها حين اكتشفت بعد زواجها منه بعامين في لحظة ثورة يوليو 1958 التي أسقطت النظام الملكي أن زوجها عمر كان يسارياً، غير أنه كتم هذا السرّ عنها في أيام الملكية المعادية لليساريين. ارتبطت ماريون، التي صاغت التجربة الألمانية في طفولتها التزامها المناهض للفاشية، تلقائيا باليسار العراقي خلال سنوات الصدامات المتكررة مع قوات البعث. وفي فبراير 1963 استولى البعثيون على السلطة في انقلاب دموي، فعذبوا وقتلوا الآلاف من الشيوعيين، وكان عمر فاروق من بينهم. فهربت ماريون إلى برلين ذلك الصيف مع والدي عمر وطفليها الرضيعين مروان وشعلان.
بقيت ماريون منخرطة في الشأن العراقي، وكان شقتها الصغيرة في برلين تستضيف عشرات الاجتماعات التضامنية المتعلقة بالعراق. كما بدأت دراساتها لنيل الدكتوراه في جامعة هومبولت. وخلال عملها في دار السجلات العامة البريطانية التقت بيتر سلوغليت، الذي كان هو الآخر يجري بحثًا عن فترة الانتداب البريطاني على العراق. وكان واضحا لكل من عرفهما أنهما كانا يحملان حماسة صادقة لرفقة بعضهما البعض، وربما ازدادت هذه الحميمية خلال الفترات التي اضطرتهما الوظائف والمنح البحثية إلى الابتعاد عن بعضهما. وقد أنجزا معا مجموعة واسعة من الدراسات حول الملكية الزراعية، والحركات العمالية، والتيارات الفكرية، والكتابة التاريخية. ومن المفيد تذكّر أن التقييم النقدي الشديد الذي قدّمته ماريون للعراق — في كتابها — جاء في زمن كانت معظم الكتابات الغربية تتسم فيه بمجاملة، إن لم نقل ممالأة صريحة، للنظام في بغداد.
المصدر :
Isam al-Khafaji & Joe Stork. “Marion Farouk-Sluglett.” Middle East Report, no. 199 (Summer 1996), Middle East Research and Information Project (MERIP).
#حسين_غسان_الشمخي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟