حسين غسان الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 8440 - 2025 / 8 / 20 - 07:16
المحور:
قضايا ثقافية
ما تزال الأزمات الاجتماعية في العراق تنعكس في وقائع تراجيدية متكررة، ومن أبرزها قضية وفاة الطبيبة النفسية الدكتورة بان زياد طارق. فقد تحولت هذه الحادثة إلى ملف للرأي العام، عكست فيه سيطرة “العقل الجمعي” على حساب المؤسسية القانونية والعلمية. فمن المفترض أن تكون مثل هذه القضايا من اختصاص الطب العدلي والأدلة الجنائية والجهات القضائية، غير أنّها أُقحمت سريعًا في دوامة الإعلام الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث جرى استغلالها لتغذية التفاعل وخلق “الشو الإعلامي” وتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية.
لقد بلغ الاستغلال الإعلامي لهذه الحادثة حدًّا غير مسبوق، إذ تعرّضت عائلة الدكتورة بان، بما في ذلك شقيقها، لحملة تشويه واسعة النطاق، وصلت إلى أكثر من 150 ألف تعليق في أحد منشوراته، غالبيتها اتهامات جارحة وتجاوزات لفظية تحوّلت إلى شكل من أشكال التحريض الاجتماعي، في وقت كان القضاء لم يقل كلمته بعد.
ورغم صدور الحكم القضائي النهائي يوم أمس الذي أكد أن الوفاة كانت انتحارًا، مستندًا إلى تقارير الطب العدلي، ورغم غياب أي دليل ملموس يثبت وجود جريمة قتل أو تورّط مباشر من أفراد العائلة، لا يزال الجدل محتدمًا. إذ يصرّ جزء من الرأي العام على رفض نتائج التحقيقات.
ومع أنّ النقد الموضوعي لعمل الأجهزة الحكومية مشروع بل وضروري في أي دولة، إلا أن توجيه الاتهامات الظنية، والتحريض على العائلة، يمثل تجاوزًا خطيرًا على مبادئ العدالة والإنسانية. فكيف يمكن لأهلها - بعد أن بُرّئوا قضائيًا - مواجهة مجتمع صبّ عليهم غضبًا لا يرحم، في وقت كان الأحرى به أن يحيطهم بالتعاطف والمواساة؟
#حسين_غسان_الشمخي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟