أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حسين غسان الشمخي - أصل التطبير














المزيد.....

أصل التطبير


حسين غسان الشمخي

الحوار المتمدن-العدد: 8434 - 2025 / 8 / 14 - 16:41
المحور: قضايا ثقافية
    


لغويًا
يقول حسين علي الجبوري في كتابه ( تطبير الرؤوس وتجريح الأجساد تفجعا على مصرع الحسين ) : جاء الاسم من كلمة (الطَّبَر) - بفتح الطاء والباء- وهي كلمة فارسية معناها ما يشقّق به الأحطاب ( الفأس ) . ومنها سمي إقليم واسع في بلاد فارس ب(طبرستان) .
يقول ياقوت الحموي: والذي يظهر لي وهو الحق، ويعضده ما شاهدناه منهم، أن أهل تلك الجبال كثيرو الحروب، وأكثر أسلحتهم بل كلها: الأطبار حتى إنك قلّ أن ترى صعلوكا أو غنيا إلا وبيده الطبر، صغيرهم وكبيرهم، فكأنها لكثرة ما فيهم سميت بذلك، ومعناها موضع الأطبار.
أصل التطبير
قد بحث أحد مؤرخي النجف وهو الأستاذ طالب علي الشرقي هذه الممارسة الدخيلة في كتابه ( النجف الأشرف، عاداتها وتقاليدها ) فقال : ان كل ما يعرف عن التطبير في النجف هو الشائع على ألسنة معمري البلدة. صادف في إحدى المرات أن دخلت إحدى قوافل الزائرين القوقازيين إلى كربلاء يوم العاشر من المحرّم وكانت المدينة صورة صادقة للحزن. لقد سودت المساجد والجوامع وواجهات المحالّ والبكاء واللّطم على الأئمّة ومقتل الحسين يقرأ في الشوارع أو في الصحن الحسيني الشريف. واتفق أن يكون أحد القوقازيين جاهلاً بهذه الأمور فشرح له أحد العارفين باللغة التركية معركة الطف وأظهر له الصورة المؤلمة التي مَرّت على الحسين ومن معه، فأثّر ذلك في نفسه وأفقده صوابه فسل سيفه وضرب رأسه ضربة منكرة مات على أثرها. استحسن أحد رؤساء مواكب العزاء في النجف وكان تركياً هذه العملية فنظم في السنة التي تلت تلك الحادثة عزاءً مكوناً من جماعة من الأتراك الموجودين في النجف فشكلوا عزاءً في النجف قبل ما يقرب من مئة وثلاثين سنة حسب ما رواه بعض معمري البلدة وكان العزاء الأول والوحيد وكان مقتصراً على الأتراك أنفسهم، فلم يسمحوا لأي شخص غير تركي بالاندماج معهم.
ثم يواصل المؤرخ قوله:
(نستخلص من ذلك أن التطبير لم يكن معروفاً قبل حادثة الزوار الأتراك هذه.
وصف موكب تطبير في اسطنبول
قال الرحالة (ماكس مللر Max Muller) في كتابه (رسائل من اسطنبول) عن بعض مراسيم عاشوراء في اسطنبول (عام 1877 م):
امتلأ الخان بالناس، وكان عددهم حوالي الألف وعلى شكل مجاميع. المجموعة الأولى كل واحد منهم كان يحمل في يده سلسلة ثقيلة من الحديد (الزناجيل) ويضرب بها على صدره بصورة منتظمة. وكانت
المجموعة كلها تهتف مرة واحدة وعلى إيقاع الموسيقى (يا حسين... يا حسين). ثم دخلت الخان مجموعة ثانية كان كل فرد منهم يضرب بيده اليمنى على الجهة اليسرى من الصدر، وباليد الأخرى على الجهة اليمنى من الصدر.
التطبير عند المسيحيين
في إيطاليا سنة 1720م كان أفراد من المسيحيين يذهبون على شكل مواكب باتجاه إحدى الكنائس التي تسد بابها استعداداً لهذه التمثيلية فيأخذون بنطح الباب برؤوسهم بشدة حتى ننفتح لهم ورؤوسهم تدمى وتسيل الدماء على وجوههم. ويجري في هذا اليوم الذي يطلق عليه اسم (أحد الآلام passion Sunday ) ضرب الظهور بالسياط وتجريح الأفخاذ . ويطلق على هذه الممارسات إسم (مسرحيات العذاب passion plays ) وتستمر يوماً كاملاً وهي تصور المرحلة الأخيرة من حياة السيد المسيح الذي عانى على الصليب العذاب وتجريح الجسد، لذا توجب على عضو هذه الجماعة ويطلق عليه اسم (Passionist) أن يشارك السيد المسيح في عذابه فيقوم بتعذيب نفسه . على اعتبار أن آباءهم السالفين أسلموا السيد المسيح لأعدائه فصلبوه ولم يقوموا بنصرته كتخلف الشيعة عن نصرة الحسين يوم مجيئه إلى كربلاء وأدى تخلفهم إلى قتله في ذلك اليوم المشؤوم. فكل ذلك يغتبر بمثابة تكفير من جانب الأحفاد عن ذنب ارتكبه الأجداد .
طقوس الأحزان والتفجع لدى السومريين
حيث كانوا يعتقدون بإله يموت ثم يعود ثانية إلى الحياة، حسب دورة الزمن الزراعية، فإذا انتهى الصيف وأخذت النباتات تجف، وحل الشتاء الكئيب ببرده القارس وانتهت دورة النباتات الفصلية، ظنوا أن إلههم قد مات، ورحل إلى باطن الأرض حيث عالم الأموات الرهيب ولا يمكن استعادته إلا بالبكاء والنحيب وتجريح الأجساد وضرب جدران معبده بالرؤوس حتى تدمى وما إلى ذلك فيعود الإله إلى الحياة مرَّةً أخرى وبعودته يحل الربيع فينبت الزرع وتورق الأشجار وتتحفّز لمنح الثمار وتتوالد الماشية وتدر اللبن
فيرتوي الناس. وأقدم شعب آمن بهذه الأساطير شعب سومر في جنوب العراق قبل أكثر من (3500) سنة ق.م. وقد أطلق شعب سومر على إلههم هذا اسم (دُموزي) وعلى زوجته اسم (إينانا) وهي إلهة خصب مثله.ثم آمن به البابليون الأكديون وأطلقوا عليه اسم (تموز) وعلى زوجته اسم (عشتار). ثم انتقلت عبادة تموز إلى بني إسرائيل، وأخلصوا في عبادته رغم نواهي أنبيائهم، فكانوا يجرون البكاء والتفجع عليه في معابده الخاصة به مثلما كان البابليون يفعلون.
* يقول حسين علي الجبوري: إن لكل امة ابطالها المغدورين وإن لكل أمة وشعب من شعوب العالم طريقته في التعبير عن حزنهم على أبطالهم المغدورين.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجالس في بلاد الرافدين القديمة
- زياد الرحباني… عاصفة الفن التي لن تتكرر.
- حربُ الاثنَي عشرَ يومًا: رؤيةٌ موضوعية مجرّدة من العاطفة.


المزيد.....




- مع سيطرة ترامب على شرطة المدينة.. احتجاجات غاضبة في واشنطن ا ...
- تونس .. شركة ناشئة تصنع أطرافا صناعية تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- مصر تسجل قرابة 40 ألف ميغاوات استهلاكًا للكهرباء لأول مرة
- -سياسة ترامب غير الواضحة تجاه الصين-- لوموند
- خمس دول على قائمة الاتصالات.. إسرائيل تبحث نقل سكان غزة إلى ...
- رئيس الموساد في الدوحة ووفد حماس في القاهرة... تحركات إقليمي ...
- الإعلان عن مشروع استيطاني إسرائيلي -سيدفن- فكرة الدولة الفلس ...
- الكويت ـ وفاة 13 شخصا وإصابة عشرات آخرين بتسمم كحولي
- إسرائيل والحرب على الحقيقة.. إبادة ممنهجة للصحفيين في غزة
- مسؤولون في بنغلاديش يشهدون ضد وزيرة بريطانية سابقة في محاكمة ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حسين غسان الشمخي - أصل التطبير