أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حسين غسان الشمخي - «نفرتاري… التي تشرق لها الشمس»














المزيد.....

«نفرتاري… التي تشرق لها الشمس»


حسين غسان الشمخي

الحوار المتمدن-العدد: 8531 - 2025 / 11 / 19 - 23:06
المحور: قضايا ثقافية
    


“The one for whom the sun shines” — Ramses II

رغم أن زواج رمسيس الثاني – أحد أعظم الفراعنة في التاريخ – من نفرتاري “ملكة مصر العظيمة” وزوجته الأولى والمفضّلة، بدأ كخطوةٍ سياسيّةٍ، إلا أنه بمرور الوقت تحوّل إلى علاقةِ حُبٍّ متقدّة، احتفى فيها رمسيس الثاني بنفرتاري من خلال المعابد والآثار والكلمات التي تركها لها. فقد بنى لها المعبد الأصغر في أبو سمبل – لم يسبق أن بنى فرعونٌ من قبلُ معبدا لزوجته – وجعل تماثيلها الضخمة تقف إلى جانب تماثيله على واجهة المعبد، وأكثر من ذلك جعل تماثيل الملكة تضاهي في الحجم تماثيل رمسيس. في الفنّ المصريّ التقليديّ يشير حجم التمثال إلى الأهميّة النسبيّة للشخص؛ فالملوك يُصوَّرون أكبر حجما من زوجاتهم أو أبنائهم أو الوزراء أو الرعايا أو الأعداء. فتصوير الزوجين بهذه الطريقة يضعهما على مستوى متساوٍ. ورغم حرص رمسيس على اغتنام أيّ فرصةٍ لنقش اسمه على مشاريعه، فإن طابع هذا المعبد يميل أكثر إلى تمجيد زوجته بدلًا منه. بل وصل الأمر إلى أن يأمر برسم لوحاتٍ كاملةٍ تُظهرها في طقوسٍ دينيّةٍ وسياسيّةٍ عادةً ما تُخصَّص للملوك وحدهم. وقد نقش رمسيس العظيم على واجهة معبد نفرتاري في أبو سمبل كلماته التي خلّد بها زوجته:
«لقد شيّد رمسيس الثاني معبدا لزوجته الملكة العظمى نفرتاري، إلى أبدِ الآبدين… نفرتاري… التي تُشرق لها الشمس.»

دام زواجهما 24 عاما حتى وفاتها في السنة الرابعة والعشرين من حكم رمسيس (حوالي 1255 ق.م) عن عمرٍ يُقدَّر بحوالي 40–50 عامًا. بعد وفاتها شيّد لها رمسيس العظيم القبر الذي يُعرَف برمز QV66، ويُعدّ واحدًا من أكثر القبور روعةً في وادي الملكات. ويعرفه المؤرخون باسم “كنيسة سيستين لمصر القديمة”. في رسومات القبر تظهر نفرتاري مرتديةً أنماطًا مختلفةً من الأقراط؛ أحيانًا على هيئة أفاعٍ، وأحيانا بلا أقراط، وأحيانًا تكون أذناها مغطّاتين بغطاء الرأس. لكن في كثيرٍ من المشاهد تُرى وهي ترتدي أقراطًا فضّيّةً على شكل الفأس المزدوج.
إن الحبَّ والمودّةَ اللذين أبداهما رمسيس تجاه زوجته، واللذين يتجلّيان بوضوحٍ في الرسوم التي زيّنت جدران قبرها الفخم، يدلّان على أن الزيجات الملكيّة في مصر القديمة لم تكن دائمًا قائمةً على السلطة أو التحالفات أو المصلحة فقط، بل كانت أحيانا مبنيّةً على حُبٍّ عميقٍ وذو معنى. نفرتاري لم تكن امرأةً عاديّة، وكان رمسيس يرغب في أن يعرف العالم كلّه مدى خصوصيّتها ومكانتها في قلبه.

“جميلةُ كلِّ الجميلات”
كانت نفرتاري، المعروفة بأنها أجمل ملكةٍ على وجه الأرض في زمن مصر القديمة، مشهورةً بجسمها المتناسق، وفساتينها المختارة بعنايةٍ، وملابسها الجميلة، وإكسسواراتها الفنيّة، ومكياجها، إلى جانب مظهرها الجسديّ الجميل؛ وما زالت تجذب انتباه مصمّمي الأزياء حول العالم. كان رمسيس شديد التفاني لنفرتاري ومفتونا بجمالها.

ألقابها :
لُقِّبت نفرتاري بعدة ألقاب، من بينها: «الأجمل بينهم»، «محبوبة الإلهة موت»، «الزوجة الملكية العظمى»، «النَّبيلة بالوراثة»، «سيدة السحر والرقة والحب»، «التي تُرضي الآلهة»، «العظيمة في النِّعم»، و«البهية ذات الريشتين»،«سيدة مصر العليا والسفلى». وكانت تحمل لقب «أمّ الملك»، لكن من المفارقة أنّ أبناء نفرتاري لم يشغلوا أيّ مكانٍ في ترتيب الخلافة؛ إذ توفّوا جميعا قبل والدهم.
وعلاوةً على ذلك، لُقِّبت بلقب «سيدة الأرضين»، وهو لقبٌ كان يُمنَح للملوك فقط قبل ذلك الوقت، في إشارةٍ إلى الاتحاد الأسطوريّ للمملكة الشمالية (مصر السفلى) مع المملكة الجنوبية (مصر العليا).

كان لرمسيس الثاني ثماني زوجات، وعاش لأكثر من تسعين عاما، ويُقدّر أنه أنجب حوالي مئةِ طفلٍ.

المصادر:
1- McDonald, John K. 1996. House of Eternity: The Tomb of Nefertari. Conservation and Cultural Heritage. Los Angeles, CA: Getty Conservation Institute and J. Paul Getty Museum.Page16
2-McDonald, John K. 1996. House of Eternity: The Tomb of Nefertari. Conservation and Cultural Heritage. Los Angeles, CA: Getty Conservation Institute and J. Paul Getty Museum.Page 17
3- Shaw, I. and Nicholson, P., 2008. The British Museum Dictionary Of Ancient Egypt. London: British Museum Press.  Page 12



#حسين_غسان_الشمخي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيانة أم حذر وشك ؟ لماذا أباد هارون الرشيد البرامكة؟
- ممداني عمدةً لنيويورك: حين يهتزّ نفوذُ اللوبي الصهيوني في عا ...
- رواية «حب الضياع»
- سجن الرضوانية: صيدنايا العراق
- سجن الرضوانية: صيدنايا العراق في عهد النظام البائد
- صباح السابع من أكتوبر
- اليوم الوطني العراقي
- شعب الله المختار
- سقراط والموت
- البابليون : أوّلُ من رصد خسوف القمر
- محاورة كريتو لأفلاطون
- أسطورة الخليقة السومرية
- بين الطوفان البابلي والطوفان التوراتي
- تموز وعشتار
- العالم الآخر في الحضارة السومرية
- قضية الدكتورة بان والعقل الجمعي.
- أصل التطبير
- المجالس في بلاد الرافدين القديمة
- زياد الرحباني… عاصفة الفن التي لن تتكرر.
- حربُ الاثنَي عشرَ يومًا: رؤيةٌ موضوعية مجرّدة من العاطفة.


المزيد.....




- غزة: مقتل 28 فلسطينيا جراء غارات إسرائيلية.. و-حماس- تحذر من ...
- بريطانيا تحذر روسيا بعد رصد سفينة تجسس بالقرب من اسكتلندا
- بعد التصعيد الإسرائيلي والضغط الأميركي.. هل تنفجر الأوضاع في ...
- -فانهايم-.. مشروع عسكري أميركي مات قبل أن يولد
- اعتداء عنيف على طالب في ميلانو يسلط الضوء على تصاعد الجريمة ...
- ألمانيا تكشف عن الدبابة -ليوبارد 2 إيه 8- المطورة حديثا
- حرب السودان.. كيف وصلت أسلحة ألمانية لأيدي ميليشيا الدعم الس ...
- بطلب من بن سلمان... ترامب يتعهد بوقف النزاع وإنهاء -الفظائع- ...
- ما أبعاد -مشهدية- نتنياهو جنوب سوريا؟
- بيرام الداه اعبيد : -الرئيس الموريتاني أظهر أنه لا يتحمل الد ...


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حسين غسان الشمخي - «نفرتاري… التي تشرق لها الشمس»