حسين غسان الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 8458 - 2025 / 9 / 7 - 19:14
المحور:
قضايا ثقافية
بمناسبة ظاهرة خسوف القمر الدموي التي ستحدث بعد ساعات، يُعَدّ البابليون القدماء أوّل من رصد هذه الظاهرة؛ إذ وصلتنا منهم أربعة ألواح طينية مسمارية تعود إلى العصر البابلي القديم (نحو 1894 – 1595 ق.م)، أي قبل نحو 4000 عام. وتُعَدّ هذه الألواح أقدم الشواهد التاريخية المعروفة عن خسوف القمر، وهي محفوظة اليوم في المتحف البريطاني في لندن.
يقول برادلي شيفر، عالم الفلك في جامعة ولاية لويزيانا: «تخيّل أنك مزارع قديم… أنت في الحقل، وفجأة تُظلم السماء. لا يمكن أن يكون ذلك إلا رسالة من الآلهة».
كان يُنظر إلى خسوف القمر باعتباره مؤشرا مهما للغاية على المصائر التي ستصيب بابل القديمة والإمبراطوريات المجاورة، وغالبًا ما كان يُعدّ نذيرا بموت ملك. ووفقا لوكالة «ناسا»، فقد تعلّم البابليون كيفية التنبؤ بخسوف القمر مسبقًا ( 1 ) ، وكانوا أحيانًا يعيّنون «ملوكًا بدلاء» خلال فترة الخسوف ليتحمّلوا غضب الآلهة بدلًا من الملك الحقيقي الذي يظل في مأمن.
وقد ورد في أحد النذور: «سيكون هناك هجوم على الأرض من أسراب الجراد». ويقول نذير آخر: «جيش كبير سيسقط»، وثالث يتنبأ: «سيموت ملك». وبحسب المؤلّف برهان الدين دلو، ورد في بعض النصوص السحرية البابلية أنّ الخسوف يحدث بفعل هجوم سبعة شياطين أو أرواح شريرة على القمر، وكان البابليون يُصلّون للإله عند الخسوف ويقدّمون القرابين حتى يظهر مضيئا من جديد، بعد أن يقهر الشياطين أو يطرد الظلام، أي الموت.
(1) : اكتشف البابليون—وخاصة الفلكيّون الكلدانيون—أن خسوف القمر يتكرّر كل نحو 223 شهرا قمريا، أي ما يقارب 18 عاما و11 يوما وثلث يوم. وتعود أقدم الأدلة المكتوبة على هذا الاكتشاف إلى القرن السابع أو الثامن قبل الميلاد. وفيما بعد أطلق الفلكي الإنجليزي إدموند هالي على هذه الدورة اسم «ساروس»، غير أن البابليين أنفسهم لم يطلقوا عليها هذا المسمّى.
#حسين_غسان_الشمخي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟