لاجان.. انفال مصغرة

طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8547 - 2025 / 12 / 5 - 18:48
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

قرية صغيرة من قرى قضاء خبات، 20 كلم عن مدينة أربيل، موقعها استراتيجي مهم، فهي تقع على الطريق القادم من تركيا الى الإقليم، بالإضافة الى انها غنية بالموارد الطبيعية خصوصا النفط "حقل خورماله، مصفى لاناز"، ما جعلها منطقة صراعات بين أطراف السلطة في الإقليم وبين الجماهير الغاضبة.

رغم ثراء تلك القرية الا انها تعاني من شحة الوقود ونقص الخدمات وانتشار البطالة، فضلا عن البيئة غير الصحية، فالأمراض السرطانية تزداد، وامراض الجهاز التنفسي تنتشر بشكل كبير، بسبب الدخان الذي تنفثه شركات النفط والمصافي.

وعود كثيرة قدمتها سلطة البارتي، وعود بتشغيل المعطلين عن العمل، لكنها وعود كاذبة؛ في نهايات شهر نوفمبر-تشرين الثاني الماضي تصاعدت الحركة الاحتجاجية، يقودها شبيبة معطلة وكادحة من هذه القرية، دفعت قوات البارتي بقيادة "منصور بارزاني" نجل مسعود بارزاني، بالعديد من فرقها العسكرية، والمدججة بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وحتى الثقيلة، لمحاصرة القرية من جميع الجهات.

قتل العديد من الشبيبة المحتجة، وجرح العشرات، واعتقل المئات منهم؛ كانت قوات البارتي في حالة هيستيريا، فقطعت جميع الخدمات عن القرية، لا كهرباء او ماء او انترنيت، اقتحموا القرية، قاموا بعملية تهجير منظمة، مشاهد الناس وهي تسير بقوافل الى المناطق المجاورة عرضتها بعض المقاطع المصورة، فقد منعت قوات البارتي كل وسائل الاعلام من تغطية الاحداث هناك.

لا زالت القرية تحاصرها قوات البارتي، ولا زالت عمليات التهجير القسري متواصلة، لقد استخدمت قوات البارتي أبشع الأساليب وأكثرها وحشية ضد سكان تلك القرية، عزلوا النساء والأطفال وكبار السن، وهددوا الناس بالقيام بعمليات اغتصاب للنساء إذا لم تكف الحركة الاحتجاجية؛ لقد وصفت الناس في تلك القرية الوضع بانه "انفال مصغرة".

لاجان ولاله زار مثالان على فاشية سلطة الإقليم، المتمثلة بالحزبين الحاكمين "البارتي-اليكتي"، نموذجان للصراع على الاحتفاظ بالمصالح الطبقية لتلك القوى، مثالان على وحشية وهمجية قوات "البارتي-اليكتي"، انهم لا يختلفون عن همجية ووحشية قوى الإسلام السياسي في بغداد.

#طارق_فتحي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل