أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - طارق فتحي - هل صحيح ان البرلمان ساحة للنضال للقوى اليسارية؟














المزيد.....

هل صحيح ان البرلمان ساحة للنضال للقوى اليسارية؟


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 20:21
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


الطرح المعلن لبعض القوى اليسارية التي تشارك في الانتخابات هو ان التغيير يمكن ان يأتي من الداخل، أي من داخل العملية السياسية، وهذا الطرح يكاد يكون ثابتا لا يتغير، ففي كل دورة انتخابية ينتشر هذا الطرح، أو تنشره القوى اليسارية الداخلة في الانتخابات، وقد أصيبت الكثير من القوى اليسارية بعدوى هذا الطرح السياسي المزيف والوهمي.

في الفلسفة الوضعية هناك ما يسمى مبدأ "إمكانية التحقق"، والتحقق في المعاجم الفلسفية هو: "ما يجريه العالم من عمليات لإثبات صحة الفرض"، ولو طبقنا هذا المبدأ على الفرض القائم على ان "البرلمان ساحة للنضال" او "التغيير يأتي من الداخل"، كما تفترض وتتخيل جماعات اليسار الداخلة في العملية السياسية، قلنا لو طبقنا هذا المبدأ فما الذي من الممكن اثباته؟

انبثقت العملية السياسية بشكل رسمي بعد اجراء الانتخابات الأولى 2005، قبلها مر البلد بمرحلة انتقالية من حكم سيء الذكر بول بريمر كحاكم عسكري، ثم الى مجلس حكم شبيه ب "اللويا جيرغا" الافغاني؛ كانت تلك الانتخابات مهمة للقوى الإسلامية والقومية كونها ستمهد لكتابة دستور للبلاد، وهو ما سيثبت شكل العملية السياسية على هيئة طوائف وقوميات واثنيات.

هذا الرسم لشكل السلطة صار أحد الثوابت لدى قادة العملية السياسية، وهو ما تعاقدوا عليه وما ساروا به، لا يمكن الاخلال او خرق هذا العقد، لكل طائفة او قومية حصتها المتفق عليها: رئاسة الجمهورية للقومية "س"، رئاسة البرلمان للطائفة "ص"، رئاسة الوزراء والقضاء الاعلى للطائفة "د"، ثم جرى تقسيم فرعي آخر: عدد الوزارات للطائفة "د" كذا، وللطائفة "ص" كذا" وللقومية "س" كذا؛ ثم بعد ذلك جرى تقسيم آخر: الوزارات السيادية: وزارات الدفاع والداخلية والخارجية والنفط؛ هذه الوزارات جرى تقسيمها أيضا؛ ثم جرى تقسيم اخر: الأجهزة الأمنية الحساسة "المخابرات، الامن الوطني، مكافحة الإرهاب"؛ ثم تقسيم شمل المدراء العاميين، ثم تقسيم الهيئات المستقلة "هيئة الاتصالات، دائرة المنظمات، البنك المركزي. الخ"، وبإيجاز نستطيع القول انه جرى تقسيم كل شيء، فالأمريكان كانوا قد ضربوا الحجر وكل عرف مشربه.

هذا هو واقع العملية السياسية، الجميع يدرك ويعرف ذلك، مع هذا هناك من أراد ان يقول للناس انه يمكن ان يكون البرلمان ساحة للنضال، او ان التغيير يأتي من الداخل؛ طيب، لا بأس بذلك، لنتحقق من هذا الرأي أو الفرض مرة أخرى:

الشيوعيون والمدنيون المستقلون لم يتركوا الانتخابات، وفازوا في بعض الأحيان بمقعد او مقعدين او أكثر، الان لنسأل سؤالا: هل استطاعوا أولئك الافراد من تحقيق شيء؟ قطعا لا؛ هل استطاعوا ان يغيروا قانونا او يسنوا قانونا او يقترحوا قانونا؟ بالتأكيد لا؛ اذن ما معنى ان البرلمان يكون ساحة للنضال؟ امامنا تجربة الدورات الخمس السابقة، لم يكن للشيوعيين والمدنيين المستقلين أي تأثير يذكر، بل لنقل انهم اضافوا صبغة مدنية للبرلمان او اضافوا شرعية لهم ولديموقراطيتهم.

الإصرار على الدخول بالانتخابات من قبل الحركات الشيوعية لا تفسير له سوى انها ترسم سياسة خاطئة ولا جدوى منها، وتتمسك بالإصرار على تلك السياسة؛ أو انها تريد الحصول على بعض المنافع المادية لتديم وجودها، فهي فقيرة الحال قياسا بالقوى الإسلامية والقومية؛ لكن هذا فهم بورجوازي مقيت ويزيد من عزلة تلك الأحزاب، فضلا عن انه يقوي ويرسخ "الروح" الفردية ويعزز من الانا.

التغيير يأتي من الداخل، هذا شعار رددته قوى الثورة المضادة أيام انتفاضة أكتوبر-تشرين، خصوصا حركة امتداد التي خدعت الكثيرين، فقد هلل لها وطبل جمع كبير من المنتفضين، ثم ماذا جرى؟ اشتركت فعليا بسن القوانين الأكثر رجعية وظلامية، ولم تدافع عن مغيب واحد، ولم توقف عمليات القمع والمداهمة لبيوت الناشطين، خصوصا في عقر دار امتداد "ذي قار"، بل ان قسم من أعضائها تحول الى القوى الإسلامية، وفي الأخير هذا ما آل اليه شعار "النضال من داخل البرلمان".



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات مقتضبة على مقال الصديق رزكار عقراوي
- في كيفية تعامل السلطة مع الاحتجاجات
- الانتخابات ووحل الطائفية...جلال الدين الصغير نموذجا
- أفضل مهنة في العالم... نائب في برلمان العراق
- كلمات في ذكرى الانتفاضة
- بضع كلمات لمناسبة ترجمة أطروحة الدكتوراه لكارل ماركس
- حول تحالف البديل واللقاء التلفزيوني مع رئيسه عدنان الزرفي
- لماذا لا يمكن إيقاف الهولوكوست في غزة؟
- ما الذي يعنيه ادراج ميليشيات على لائحة الإرهاب؟
- تساؤلات حول بيان الشيوعي العراقي عن قصف إسرائيل لقطر
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... القسم العاشر
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... القسم التاسع
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... القسم السابع
- حول المدونة الجعفرية الرجعية.. القسم الخامس
- حول المدونة الجعفرية الرجعية.... القسم الثالث
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... القسم الثاني
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... سلب موقع القاضي
- لم الضجة على استبعاد مرشح ما؟
- حول احداث مدينة السليمانية
- اجتماعية المسرح ... بحث في الاشباح الجماعية


المزيد.....




- -الكلاسيكر- - دورتموند يرفع راية التحدي في وجه بايرن المتصدر ...
- هيئة محلفين أمريكية تنظر في اتهامات بشأن -مساهمة- أنشطة مصرف ...
- فوق السلطة: إسرائيل تسرق فريد الأطرش ودريد لحام لا يستحم كثي ...
- تركيا تزود سوريا بمعدات عسكرية لاستخدامها شمالا
- جنازة رسمية لأودينغا في كينيا وسط تدافع وإصابات
- الائتلاف الحاكم في إسرائيل يتراجع في استطلاعين للرأي
- باكستان وأفغانستان تمددان وقف إطلاق النار قبل بدء محادثات ال ...
- هل أغلق ترامب الباب أمام إرسال صواريخ توماهوك لأوكرانيا؟.. م ...
- الكويت: الداخلية تضبط شخصين من جنسية آسيوية وتكشف ما قاما بت ...
- بدر أحمد في بلا قيود: اليمن حاصرته لعنة الجغرافيا


المزيد.....

- نعوم تشومسكي حول الاتحاد السوفيتي والاشتراكية: صراع الحقيقة ... / أحمد الجوهري
- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - طارق فتحي - هل صحيح ان البرلمان ساحة للنضال للقوى اليسارية؟