طارق فتحي
الحوار المتمدن-العدد: 8463 - 2025 / 9 / 12 - 22:58
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
المدونة ونفاق الغرب
لا زالت المدونة الرجعية التي صوت عليها برلمان التخلف والتفاهة، لا زالت مدار جدل واخذ ورد، بين مؤيد رجعي ومتخلف، وبين من يريد البقاء على القانون القديم 188، مدونة أراد بها الإسلاميين ضرب أحد اهم معاقل المدنية للمجتمع والدولة، أرادوا بها سلب كل حقوق المرأة والطفل، من تعددية الزوجات الى زواج الطفلات الى سرقة ارث المرأة، الى.. الى.. الى، تحت اعذار سخيفة وبالية.
وقف المجتمع المدني بأجمعه ضد هذه المدونة الرجعية، ضد مجموعة من أعضاء مجلس النواب، متخلفين جدا، لا يملكون اية ثقافة قانونية، لكنهم استندوا على المؤسسة الدينية الرسمية التي كانت سدا منيعا لكل اعتراض على هذه المدونة، هذه المؤسسة ارادت ضمان مصالحها بخضوع المجتمع لقوانينها وتشريعاتها.
المجتمع المدني وبسبب ضعفه وتشتته، وبسبب حالات القمع الشديدة التي توجه له بين فترة وأخرى، خصوصا بفترة حكم الإطار التنسيقي البغيض، هذا المجتمع بكل قواه، من قوى يسارية وتقدمية وعلمانية وليبرالية ومنظمات مجتمع مدني، لم يستطع مواجهة قوى التخلف والظلام الإسلامية، فكان ينتظر تدخل القوى الغربية الراعية لهذا الحكم الرجعي، تدخل يضغط به على صبيانهم في السلطة لثنيهم عن التصويت على هذه المدونة.
لكن الديموقراطية الغربية تعني ان يكون الحكم حافظا لمصالحنا فقط، ولا يهم من يحكم وكيف يحكم؟ فجاءت زيارة وفد السفارة الألمانية الى مقر لجنة المرأة والاسرة والطفل في مجلس النواب لتؤكد على هذه الحقيقة، وقد استقبلتهم السيدة دنيا الشمري وشرحت لهم احكام المدونة لممثل السفارة السيد ادريان رايزر.
المشكلة ان السيد ادريان شكر السيدة دنيا لتوضيحها الأسئلة المطروحة، ولم نعلم هل كان موافقا، راضيا عن المدونة؟، لكن الكارثة ان السيدة دنيا أعربت "عن املها في استمرار التعاون بين الجانبين فيما يخص التشريعات التي تهتم بشؤون المرأة والاسرة والطفل"!!!!.
هذا هو النفاق الغربي على حقيقته، يضحون بكل شيء في سبيل مصالحهم ومصالح رساميلهم، نفاق تلمسه في خطوة لهم، من خلال تصريحاتهم ولقاءاتهم ومؤتمراتهم، فهم دائما يتعهدون بالدفاع عن حقوق الانسان ومساواة المرأة ودعم الحريات وحرية التعبير؛ لكنهم عندما يذهبون للسلطة يقولون لهم "هذا شأن داخلي".
الطريف في هذه الزيارة حضور السيدة حلا صالح الجابري، وهي تعمل مستشارة ثقافية في السفارة الإيرانية، حضورها هذا اللقاء!!! ولا نعلم ما علاقة السفارة الإيرانية بقضية مثل هذه المدونة، ومناقشتها في مقر لجنة المرأة والاسرة والطفل في مجلس النواب العراقي!!!!! وعجبي.
#طارق_فتحي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟