أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طارق فتحي - بضع كلمات لمناسبة ترجمة أطروحة الدكتوراه لكارل ماركس














المزيد.....

بضع كلمات لمناسبة ترجمة أطروحة الدكتوراه لكارل ماركس


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8480 - 2025 / 9 / 29 - 00:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"تستطيع ان تتهيأ للقاء الفيلسوف العظيم-وربما الوحيد الحقيقي- في الجيل الحالي... تخيل روسو وفولتير وهولباخ وليسينغ وهاينه وهيجل مجتمعين في شخص واحد- أقول مجتمعين وليسوا متجاورين- فلديك الدكتور ماركس"... موسى هيس 1812-1875... يصف ماركس.

انجز الأستاذ الفاضل نزار هليل الترجمة لأطروحة الدكتوراه لكارل ماركس 1841، والتي حملت عنوان "الاختلاف بين فلسفة الطبيعة عند ديمقريطس وإبيقور"، وهذه الترجمة تعد الأولى ضمن أرشيف ماركس التي تنقل للعربية، رغم فقدان ثلاثة أجزاء من هذه الاطروحة، بسبب الإهمال من ماركس ذاته وجامعة يينا المرسلة اليها، الا انها بقيت تحتفظ بأهمية كبيرة، خصوصا وأنها تعد من كتابات فترة الشباب، التي استخدم فيها ماركس لغة هيجيلية في التعبير، فتأثيرات هيجل واضحة على ماركس، بل ان البعض يرى ان العنوان قد يكون مشابها الى حد كبير لأطروحة الدكتوراه لهيجل المعنونة "في الفرق بين نسق فيخته ونسق شيلنغ في الفلسفة".

"ليس الكافر من احتقر الهة الجمهور، بل الكافر من تبنى تصور الجمهور عن الالهة".

هكذا يبدأ ماركس اطروحته، بعبارة للفيلسوف ابيقور، بسبب ان ابيقور ينسب له انه احتقر الالهة جميعا، او انه وضعهم في مكان بين العوالم "الانترمونديا"، يعيشون في نعيم وعزلة، غير ابهين بالبشر، انه بمعنى ما يحتقرهم، او هكذا تم فهمه في الكثير من تواريخ الفلسفة، فهو يريد القول ان الالهة موجودة، لكن وجودهم قائم على فكرة سابقة شائعة بين الإنسانية جمعاء، واساس هذه الأفكار خيالات تتراءى لنا في المنام او اليقظة، بالتالي الاحتقار ليس للإلهة، لأن الانسان لا يحتاج أليها، بل لمن يتبنى تصورات الجمهور الذي يخلق أشياء كبيرة وعظيمة لها.

يقتبس ماركس رأيا للفيلسوف لايبنتز بحق ديمقريطس يقول فيه:

"عن هذا الرجل العظيم ديمقريطس نحن لا نعرف شيئا سوى ما اقتبسه ابيقور منه، ولم يكن ابيقور قادرا دائما على اخذ الأفضل".

وهذا الرأي هو أيضا مقتبس من الكثير من الفلاسفة الذي رأوا بابيقور كمفسد لفلسفة ديمقريطس، أو مشوه لها، وماركس هنا يبدي دهشته من ذلك اللغز الغامض والمستعصي، فهما "فيلسوفان يعلمان نفس العلم بالضبط، بنفس الطريقة تماما، ولكن-كم هو متناقض- يقفان متعارضين قطريا في كل ما يتعلق بالحقيقة واليقين وتطبيق هذا العلم"؛ وهنا يبدأ ماركس بإثبات ذلك التناقض او التعارض.

لكن ما هي الاختلافات التي رصدها ماركس بين ديمقريطس وابيقور:

ديمقريطس سافر الى اغلب مناطق العالم ليتعلم. اما ابيقور فلم يسافر ولم يترك حديقته، وعلى حد تعبيره انه لم يكن له معلم.

ديمقريطس يشك في ان يعرف الحقيقة ويشعر باليأس، ويقال انه اعمى نفسه كي يتأمل دواخل النفس. اما ابيقور فقد عرف الفلسفة بأنها "الحكمة العملية التي توفر السعادة بالأدلة والأفكار، وهي بهذا المعنى ميسورة لكل انسان في كل سن.

الى غيرها من الاختلافات التي شخصها ماركس في اطروحته حول الصدفة والذرة والظاهرة.

لم يغب هيجل ومفرداته عن الاطروحة، خصوصا مصطلح
Aufheben

فهذا المصطلح هو الأكثر تعقيدا في المنظومة الهيجيلية، انه كما يعرفه هيجل نفسه ان له في اللغة معنيان: يعني "حفظ"، "احتفظ ب “، "حافظ على"؛ وفي الوقت نفسه تعني "أوقف"، "أنهى"، "وضع حدا ل."، وماركس يطبق هذا المصطلح الجدلي على فلسفة ديمقريطس وابيقور ببراعة كبيرة.

لقد جاءت أطروحة ماركس لتزيد من عمق فهمنا حول الفلسفة اليونانية، كان من المفترض حسبما يقول ماركس ان يقدم عرض شامل للفلسفة الابيقورية والرواقية والشكاك، لكنه ألغى المشروع بسبب كما يقول "تمنع الترتيبات السياسية والفلسفية.. من انجاز مثل هذه المهمة.

لا يمكننا الا ان نقدم خالص شكرنا وتقديرنا للأستاذ الفاضل نزار هليل على ترجمته لهذا الإرث الرائع لماركس، فأرشيف ماركس-انجلس لم يترجم منه الا القليل، والمكتبة العربية تعاني شحة من تلك النتاجات، ونشكر أيضا الصديق الأستاذ سعدون هليل لما يقدمه من نتاجات رائعة في الادب والفلسفة، ونتمنى لهما دوام الصحة والعافية.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول تحالف البديل واللقاء التلفزيوني مع رئيسه عدنان الزرفي
- لماذا لا يمكن إيقاف الهولوكوست في غزة؟
- ما الذي يعنيه ادراج ميليشيات على لائحة الإرهاب؟
- تساؤلات حول بيان الشيوعي العراقي عن قصف إسرائيل لقطر
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... القسم العاشر
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... القسم التاسع
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... القسم السابع
- حول المدونة الجعفرية الرجعية.. القسم الخامس
- حول المدونة الجعفرية الرجعية.... القسم الثالث
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... القسم الثاني
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... سلب موقع القاضي
- لم الضجة على استبعاد مرشح ما؟
- حول احداث مدينة السليمانية
- اجتماعية المسرح ... بحث في الاشباح الجماعية
- صورة الانحطاط الأخلاقي لأعضاء مجلس النواب العراقي
- (هناك محرقة في غزة)
- تصريحات عراقجي ... تلويح ام لملمة؟
- في ذكرى مأساة هيروشيما
- من اين أتت صورة رجل الدين؟
- الجفاف يضرب بقوة


المزيد.....




- فيديو منسوب إلى -أسطول الصمود العالمي-.. هذه حقيقته
- هل ماتت فكرة التطبيع بعد ما فعلته إسرائيل في سوريا؟ شاهد كيف ...
- الصين تدشّن أعلى جسر في العالم بارتفاع 625 متراً
- فاديفول يتوجه إلى وارسو لبحث الاستفزازات الروسية ودعم أوكران ...
- لماذا انتخابات مولدافيا -حاسمة- لروسيا وأوروبا؟
- اجتماع مرتقب بين نتانياهو وترامب الاثنين فيما تواجه إسرائيل ...
- الشيباني: سوريا لا تمثل تهديدا لأحد بما في ذلك إسرائيل
- شاهد مدمر الهواتف يكشف سر -آيفون إير-
- ما الذي أكدته مشاهد القسام الخاصة بعملية خان يونس؟ خبير يُجي ...
- مفاوضات إنهاء حرب غزة في -مراحلها النهائية-.. اتفاق وشيك أم ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طارق فتحي - بضع كلمات لمناسبة ترجمة أطروحة الدكتوراه لكارل ماركس