أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طارق فتحي - ما الجدوى من الفلسفة؟














المزيد.....

ما الجدوى من الفلسفة؟


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8537 - 2025 / 11 / 25 - 18:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعليق مقتضب على ندوة أستاذ الفلسفة علي عبود في منتدى الاثنين المعرفي

"إن درجة معينة من الثقافة والرفاهية شرط جوهري خارجي لتطور الروح الفلسفية… ولهذا فإننا نجد أن الناس يبدأون في التفلسف فقط في الأمم التي ارتفعت بنفسها إلى مستوى كبير من الرخاء والثقافة"............. أحد هوامش كتاب اوغست بيبل "مجتمع المستقبل".

"الفلسفة في عالم بالغ التعقيد.. ما الجدوى منها"؟ هو ذا كان عنوان المحاضرة التي القاها على مسامعنا أستاذ الفلسفة في جامعة بغداد الدكتور علي عبود، تطرق خلالها للكثير من المواضيع التي تهم الشأن الفلسفي، وقد تزامن القاء هذه المحاضرة مع اليوم العالمي للفلسفة.

كان الحضور كبيرا جدا، فقد غصت قاعة المنتدى بالكثيرين ممن يحب ان يسمع شيئا عن الفلسفة، وهو ما اسعد الدكتور علي عبود، فقد عبر عن امتنانه لهذا الحضور، وبالمقابل فأن الحضور تمنوا على الدكتور ان يعاود المجيء وعقد ندوة في وقت آخر.

من الصعوبة جدا ان تتحدث عن الفلسفة في بلد يشهد خرابا لا مثيل له، فالعمامة هي التي تحكم هذا البلد، وهذا يعني ان التلوث يغطي كل شيء، لقد قضوا على الحياة بكامل تفاصيلها، بتنا نشهد أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية واخلاقية لا تنتهي، فهذه العمامة القروسطية تمارس اشد السلوكيات الإرهابية ضد المجتمع. بالتالي فأن الحديث عن الفلسفة يعد من "الترف".

بطاقة تعريفية:

الدكتور علي عبود من مواليد بغداد 1981، أستاذ ورئيس قسم الفلسفة في جامعة بغداد، له العديد من المؤلفات في الفلسفة منها "خطاب الهويات الحضارية" و "الإشكالية السياسية للحداثة" و "العنف والشمولية" و "بقايا اللوغوس" و "الفلسفة والإرهاب". يعد أحد أكثر المساهمين في الكتابة عن وفي الفلسفة.

بدأ الدكتور علي محاضرته بالقول ان الفلسفة تعلم "النقد والشك"، وهذا صحيح جدا، لكنه لم يتطرق الى سؤال هل ان اقسام الفلسفة في الجامعات أخرجت جيلا او حتى افرادا يعتمدون الشك او النقد، خصوصا وان الدين والطائفية هما من "يتسيدان" المشهد اليوم، ونحن نعلم ان الجامعات تحولت الى بؤر لقوى الإسلام السياسي، حتى ان رجال الدين بدأوا يغزون تلك الجامعات ويلقون فيها محاضرات دينية وطائفية.

تطرق الدكتور علي الى قضية مهمة جدا، هي افول اقسام الفلسفة في الجامعات، فهو يذكر ان 11 طالب-ة فقط من قدموا لهذا القسم في هذه السنة، بمقابل أكثر من 25 تدريسي في القسم، وهذا يعني ان الفلسفة في طريقها الى الزوال او الاضمحلال؛ والاغرب ان قسم الاثار تم فيه قبول 6 طلاب فقط لهذا العام، في بلد يعد الثاني في الاثار.

الدكتور علي كان حذرا جدا في الدخول في مناقشة علاقة الدين بالفلسفة، او علاقة الإسلام السياسي في المساهمة في خراب قسم الفلسفة؛ وأيضا كان حذرا من الخوض في المجال السياسي، ونعتقد ان هذا الحذر هو جزء من موت عملية النقد والشك، فالمفترض من المشتغلين بالفلسفة ان يكونوا قوة مواجهة، او يعلموا الناس وتلامذتهم الجرأة في نقد أي شيء والشك بكل شيء.

لم يتطرق الدكتور علي الى الأسباب الاقتصادية والمعيشية التي تبعد الناس عن الفلسفة، فالعبارة التي اقتبسها اوغست بيبل اعلاه هي تدلل على ان الفلسفة تستلزم "درجة معينة من الثقافة العقلية" كما يقول هيجل، الذي يتفق تماما مع ما طرحه ارسطو عندما قال ان "التفلسف بدأ عندما أصبحت الحياة المادية متوفرة"، فالفرد الذي يعمل 10-11 ساعة في اليوم لا يستطيع ان يكون "ثقافة عقلية"، لأن الواقع المعيشي يضغط بشكل كبير عليه؛ فضلا عن ان القوى الدينية-الاسلامية التي تحكم هي بالضد تماما من استخدام العقل، بل انها تعاقب من يستخدمه.

صحيح ما يقول الدكتور علي من ان وظيفة "الفيلسوف" هي "طرح السؤال"، لكن ماذا بعد؟ ومن هو هذا "الفيلسوف"؟ وهل يوجد في العراق ما نستطيع ان نطلق عليه وصف "فيلسوف"؟

الفلسفة لا يمكن لها ان تنتهي او تتوقف، فالأسئلة تبقى ملازمة للإنسان ما وجد، او كما يقول ماركس "الفلسفة لا يمكن ان تختفي قبل ان تتحقق"؛ وبالإمكان القول انها حتى إذا تحققت في مرحلة معينة من التاريخ البشري واجابت بشكل عملي عما يريده الانسان، فهو تحقق جزئي، بسبب ان الحياة والانسان سيحملان الأسئلة الجديدة للمرحلة الجديدة.

في الختام لا يسعنا الا ان نتقدم بالامتنان العميق للدكتور العزيز علي عبود، الذي نتمنى ان يزيل كلمة "المحمداوي" من اسمه، بسبب انه يحمل دلالات عشائرية هو في غنى عنها، ونتمنى له دوام الصحة والعافية والاستمرار في رفد المكتبات بالنتاجات الفلسفية. والشكر موصول للقائمين من الأصدقاء الأعزاء على منتدى الاثنين المعرفي، الذي يعد ركيزة مهمة للترويج ونشر الأفكار التنويرية.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن جيفري إبستين
- منطق ليبرالي
- ذكريات محمد البدراوي والنقاء السياسي
- بضع كلمات في ذكرى الراحل نوري جعفر
- (الصالح الأمين)
- الأخلاق والانتخابات
- غزة، السودان، لبنان، سوريا، اليمن... الموت واحد
- في ذكرى انتفاضة الخامس والعشرين من أكتوبر
- انحطاط الليبرالية في العراق.... قصي محبوبة نموذجاً
- هل ستنظف الانتخابات حظيرة العملية السياسية؟
- هل صحيح ان البرلمان ساحة للنضال للقوى اليسارية؟
- ملاحظات مقتضبة على مقال الصديق رزكار عقراوي
- في كيفية تعامل السلطة مع الاحتجاجات
- الانتخابات ووحل الطائفية...جلال الدين الصغير نموذجا
- أفضل مهنة في العالم... نائب في برلمان العراق
- كلمات في ذكرى الانتفاضة
- بضع كلمات لمناسبة ترجمة أطروحة الدكتوراه لكارل ماركس
- حول تحالف البديل واللقاء التلفزيوني مع رئيسه عدنان الزرفي
- لماذا لا يمكن إيقاف الهولوكوست في غزة؟
- ما الذي يعنيه ادراج ميليشيات على لائحة الإرهاب؟


المزيد.....




- -أريدك أن تقابل والدي-.. مذيع CNN أندرسون كوبر يرى ويسمع وال ...
- -تلقى تعليمات بصنع متفجرات-.. داخلية الكويت تضبط مواطنًا ينت ...
- ضربات روسية على كييف تسفر عن مقتل 6 على الأقل وإصابة عشرات
- خطة واشنطن تتهاوى في السودان: لا الجيش صادَق.. ولا الدعم الس ...
- تقارير عن قبول أوكرانيا بوقف الحرب.. هل بلغت المفاوضات لحظة ...
- من هو نيكولاس مادورو، المطلوب للولايات المتحدة؟
- مؤسسة -غزة الإنسانية- المدعومة من الولايات المتحدة تُنهي عمل ...
- روبوت صيني يدخل موسوعة غينيس بعد سيره 100 كم في 3 أيام
- الحرب في أوكرانيا.. هل يقبل بوتين بخطة ترامب للسلام المعدلة ...
- إثبات النسب: القانون في مواجهة الوصمة


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طارق فتحي - ما الجدوى من الفلسفة؟