أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - طارق فتحي - في ذكرى انتفاضة الخامس والعشرين من أكتوبر














المزيد.....

في ذكرى انتفاضة الخامس والعشرين من أكتوبر


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8507 - 2025 / 10 / 26 - 00:21
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الكثير كان ينتظر بزوغ فجر الخامس والعشرين، لم ينم المنتفضون، اقاموا ليلة احتفالية في ساحة التحرير، بعد ان التئام شملهم مع بقية المدن؛ عاشوا ليلة صاخبة، يملؤهم الامل بغد مشرق، يحدوهم الطموح بحياة جديدة، يفكرون كيف سيكون ذاك الغد، وثم بعد ذلك يتذكرون اصدقاؤهم الذين فقدوهم، من الذين حصدت حياتهم الة القتل الإسلامية، والذين خطفتهم الميليشيات والسلطة وغيبتهم؛ يفتقدون المعاقين، والذين اختفوا قسريا، بعدما هددت حياتهم ميليشيات الإسلام السياسي وعصاباته؛ لقد تذكروا مرارة عام كامل، عام من الخطف والقتل والاغتيال والتشويه وحرق الخيم وضرب العصي "التواثي"، تمر الذكريات شيئا فشيئا، تغرق عيونهم بالدموع، عندما يتذكرون صفاء وعمر وامجد وتحسين وفاهم وساره وزوجها وريهام وزهراء ووو، وتأخذهم غصة لان قتلتهم لم يعاقبوا الى اليوم، لان قتلتهم يمرحون ويسرحون ويملئون الدنيا ضجيجا، بالتغريدات والتصريحات والتعليقات، تبا لهذه الحياة، هل انتهى كل شيء؟ هل ستبقى "العمامة والعگال" من يحكم؟ لم هذا البؤس؟ كان الجميع يتمتم بهذه الكلمات مع نفسه. كان ذلك في اول ذكرى للانتفاضة.

مرت السنين بسرعة، تراجع الكثير، انهزم اخرين، ساد الإحباط واليأس، ذهب ذلك الامل بالقضاء على السلطة الإسلامية والقومية، اخرون انتهى بهم المطاف في أحضان السلطة، اما الذين تغنوا وصدعوا الرؤوس بالتغيير من الداخل وعبر الانتخابات، والذين كانوا هم الاشكال الجنينية لقوى الانتفاضة المضادة، أولئك دخلوا مجلس النواب وانتفعوا وزادت ثرواتهم، وقد انقلبوا بشكل كامل على الانتفاضة، فقسم كبير منهم ذهب ليرشح نفسه مع قتلة شبيبة الانتفاضة.

لقد كانت انتفاضة أكتوبر-تشرين 2019 واحدة من اهم الاحداث في تاريخ العراق، فهي قد أحدثت شرخا عميقا بين الجماهير المنتفضة وبين سلطة الإسلاميين والقوميين القذرة من جهة، وعمقت من الخلاف وعدم الثقة بين هذه القوى ذاتها من جهة اخرى، وقد تكون اليوم هي في مرحلة انتقالية جديدة من الصراع، فقد تعلمت هذه الجماهير الكثير من الخبرات والتجارب.

الممارسة الاحتجاجية حركة موجودة في كل المجتمعات، ولا يمكن ان تنتهي بوجود التفاوت الطبقي والظلم الاجتماعي، فليس خبو واخفات نار الانتفاضة، يعطي معنى بنهاية الطريق، وجود الإسلاميين والقوميين والعشائريين في السلطة هو أكبر دافع وحافز لديمومة الحركة الاحتجاجية، فهؤلاء قوى نهب وفساد وقتل وذيلية وتبعية، ولا يمكن ان يقدموا شيئا لهذا البلد سوى المزيد من الخراب والدمار، ولهذا فلا يمكن ازالتهم بانتخابات شكلية محسومة النتائج مسبقا، فهذا وهم، بالتالي لا خيار امام الجماهير سوى تطوير اشكال نضالاتها.

الخلود لذكرى تلك الانتفاضة الباسلة، وألف تحية لشبيبة "اقتحمت السماء"، والذكرى العطرة لكل المضحين ممن قتلتهم القوى الإسلامية الفاشية، والحرية لكل المعتقلين والمغيبين في سجون السلطة وميليشياتها. والخزي والعار والشنار لقوى الاسلام السياسي القبيحة.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انحطاط الليبرالية في العراق.... قصي محبوبة نموذجاً
- هل ستنظف الانتخابات حظيرة العملية السياسية؟
- هل صحيح ان البرلمان ساحة للنضال للقوى اليسارية؟
- ملاحظات مقتضبة على مقال الصديق رزكار عقراوي
- في كيفية تعامل السلطة مع الاحتجاجات
- الانتخابات ووحل الطائفية...جلال الدين الصغير نموذجا
- أفضل مهنة في العالم... نائب في برلمان العراق
- كلمات في ذكرى الانتفاضة
- بضع كلمات لمناسبة ترجمة أطروحة الدكتوراه لكارل ماركس
- حول تحالف البديل واللقاء التلفزيوني مع رئيسه عدنان الزرفي
- لماذا لا يمكن إيقاف الهولوكوست في غزة؟
- ما الذي يعنيه ادراج ميليشيات على لائحة الإرهاب؟
- تساؤلات حول بيان الشيوعي العراقي عن قصف إسرائيل لقطر
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... القسم العاشر
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... القسم التاسع
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... القسم السابع
- حول المدونة الجعفرية الرجعية.. القسم الخامس
- حول المدونة الجعفرية الرجعية.... القسم الثالث
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... القسم الثاني
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... سلب موقع القاضي


المزيد.....




- بيان حزب النهج الديمقراطي العمالي – جهة الشمال/ الريف
- اليسارية كونولي تفوز في الانتخابات الرئاسية الأيرلندية
- مؤشرات على فوز كاسح لمرشحة اليسار لرئاسة أيرلندا
- مقابلة مع سمير عادل سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الع ...
- فم الحصن:جيل وراء جيل والنضال مستمر
- فيديو.. فتح: لم نشارك في اجتماع الفصائل الفلسطينية بالقاهرة ...
- رؤيتنا.. دروس معركة غزة.. ومهام الثوريين
- سوريا.. اعتقال -أبو الفدا- المتهم بقمع متظاهرين سلميين بحقبة ...
- الفصائل الفلسطينية المجتمعة بالقاهرة تتفق على تشكيل لجنة مؤق ...
- لماذا لا يؤثر اليسار في حَراك جيل- زد وفي سواه من حركات النض ...


المزيد.....

- ليبيا 17 فبراير 2011 تحققت ثورة جذرية وبينت أهمية النظرية وا ... / بن حلمي حاليم
- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - طارق فتحي - في ذكرى انتفاضة الخامس والعشرين من أكتوبر