أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - طارق فتحي - ذكريات محمد البدراوي والنقاء السياسي














المزيد.....

ذكريات محمد البدراوي والنقاء السياسي


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8525 - 2025 / 11 / 13 - 20:27
المحور: سيرة ذاتية
    


حيث ينتشر الإحباط من القوى الشيوعية، بسبب السياسات غير المدروسة والمصرين عليها، وحيث الهروب الجماعي والفردي من الشيوعية، حيث الحنين و"النوستالجيا" الى ماض كان أفضل، هروبا من ازمة قوى اليسار المستعصية على الحل، هروبا من ضجيج الإسلاميين والقوميين بالفوز –المعروف مسبقا- في الانتخابات؛ قادتنا اقدامنا الى منطقة الكفاح المفعمة بالحياة، الى بيت صغير منزوي في أحد ازقتها الضيقة، هناك حيث يسكن مناضل شيوعي نيف عمره على التسعين، جاءنا يمشي متكئا على عكازه، استقبلنا بحفاوة، فهو يحب من يسأل عنه.

كنا متلهفين لسماعه وهو يتحدث عن حياته وذكرياته يحدوه حنين جارف لتلك السنين الماضية، ونحن ما فتئنا نسأله عن هذه الحادثة أو تلك الشخصية، قال "مفتخرا" بأنه ولد بنقس العام الذي ولد فيه الحزب الشيوعي العراقي 1934، في قضاء بدرة الحدودي التابع لمحافظة الكوت، في عمر الستة عشر عاما أصبحت شيوعيا، كان هناك شخص اسمه "موشي مختار" هو من نظمني؛ تعلمت ان اكتب عن واقع الخدمات السيء في قضاء بدرة، وانتقد السلطة؛ لكن هذا الفعل لم يرضى عنه "اغوات" القضاء، فجاءني احدهم اسمه "إسماعيل محمد طاهر"، قال لي "احنا قضاء صغير، وهاي المشاكل من زمان، قابل انت راح تغير الوضع، ترى هذول الموجودين يكتلوك، هاك هاي خمس دنانير وروح لبغداد اشتغل هناك وعيش"؛ وبالفعل ذهبت الى بغداد واستقريت فيها.

قلنا له هل صحيح أنك دخلت السجن وكان معك جلال الطالباني؟ قال حدث ذلك في الخمسينات، بسبب اشتراكي في مظاهرة ضد بريطانيا والحكم الملكي، فقد اتصل بي "كريم احمد" وكنت في تلك المظاهرة "الهتاف" الوحيد فيها؛ في السجن قد تشاجرت معه لأن جلال شتمنا نحن الشيوعيين، قال عنا "أنتم الشيوعيين ذيول لموسكو"، لم يبق جلال في السجن مدة طويلة فقد كان "سعيد قزاز" خاله، وقد تدخل لخروجه.

سألناه عن انقلاب شباط الأسود 1963، قال كنت ساكن في محلة "الطاطران"، دخل الى البيت اثنان من "الحرس القومي"، كنت اعرفهم واحفظ أسمائهم "طالب دره وغازي ابن روزه"، قادوني هؤلاء الى "الموقف العام"، قام "عبد الرحمن الطبقجلي وغازي الربيعي" بتعذيبي في السجن.

حدثنا عن الانشقاق في الحزب الشيوعي الذي حدث عام 1967، فقد انشقت "القيادة المركزية" عن الحزب، قال انه تحدث مع أعضاء القيادة المركزية، كيف وضعوا "عزيز الحاج" سكرتيرا على القيادة، يقول قلت لهم "الا تعرفون من هو عزيز الحاج، الم يعترف في التحقيق عام 1949".

في عام 1969 أنهى البدراوي علاقته بالحزب الشيوعي، وكف عن العمل السياسي، رغم العديد من الاتصالات التي اتته من الكوادر والقيادات، لكنه بقي شيوعيا نقيا؛ قلنا لماذا اتخذت هذا القرار؟ قال: لم يعد الحزب كما رأيناه سابقا.

بعد ذلك بادر الى سؤالنا عن أحوال الحزب الشيوعي؟ وهل حقق نتائج في الانتخابات؟ قلنا له "احواله ليست على ما يرام، فلم يحقق اية نتائج تذكر، فهو مصمم على استراتيجيته وتكتيكه ذاته منذ 2003 في العمل السياسي، وضرب على نفسه عزلة اجتماعية كبيرة، وبعد كل انتخابات تجري ويخسر فيها تخرج بعض الدعوات لعمل "مؤتمر"، لعزل القيادة هذه او تلك، رغم انهم فعلوا ذلك في المؤتمرات السابقة، فهم الى الان لا يريدون ان يعترفوا بأن القضية لا تتعلق بالقيادة او الأشخاص انما بمنهج التفكير السياسي، فهذا المنهج مسيطر ومهيمن على فكر اية قيادة تأتي، انه في طور الافول.

في ختام الجلسة قال لنا "مروا عليه، ا گعد بالگهوة يوميا من الخامسة عصرا الى السادسة"، كانت جلسة جميلة وممتعة، حملت شريط ذكريات عن ازمان مرت على هذا البلد، الى ان وصل الى الحضيض في عهد القوى الإسلامية والقومية؛ ودعناه بعد ان تمنينا له دوام الصحة الدائمة والعمر المديد، على امل ان نلتقي به مجددا.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بضع كلمات في ذكرى الراحل نوري جعفر
- (الصالح الأمين)
- الأخلاق والانتخابات
- غزة، السودان، لبنان، سوريا، اليمن... الموت واحد
- في ذكرى انتفاضة الخامس والعشرين من أكتوبر
- انحطاط الليبرالية في العراق.... قصي محبوبة نموذجاً
- هل ستنظف الانتخابات حظيرة العملية السياسية؟
- هل صحيح ان البرلمان ساحة للنضال للقوى اليسارية؟
- ملاحظات مقتضبة على مقال الصديق رزكار عقراوي
- في كيفية تعامل السلطة مع الاحتجاجات
- الانتخابات ووحل الطائفية...جلال الدين الصغير نموذجا
- أفضل مهنة في العالم... نائب في برلمان العراق
- كلمات في ذكرى الانتفاضة
- بضع كلمات لمناسبة ترجمة أطروحة الدكتوراه لكارل ماركس
- حول تحالف البديل واللقاء التلفزيوني مع رئيسه عدنان الزرفي
- لماذا لا يمكن إيقاف الهولوكوست في غزة؟
- ما الذي يعنيه ادراج ميليشيات على لائحة الإرهاب؟
- تساؤلات حول بيان الشيوعي العراقي عن قصف إسرائيل لقطر
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... القسم العاشر
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... القسم التاسع


المزيد.....




- مصرف لبنان المركزي يفرض -إجراءات وقائية- على تداول العملات ا ...
- تقرير صحافي: إسرائيل تتحضّر لعمل عسكري ضد حزب الله في بيروت ...
- الحرِّيَّةُ لإبراهيم شريف
- جنود إسرائيليون يعترفون باستعمال الفلسطينيين كدروع بشرية في ...
- ليلة مرعبة في العاصمة الأوكرانية كييف جراء هجوم روسي -هائل- ...
- -بلو أوريجين- التابعة للأمريكي جيف بيزوس تنجح بإطلاق صاروخها ...
- حرب النجوم.. في وجه التهديد الروسي، جيشٌ فضائي فرنسي يُدشن م ...
- أوضاع مأساوية صعبة للنازحين السودانيين بمدينة طينة الحدودية ...
- الصين تحتج على تصريحات لرئيسة وزراء اليابان بشأن تايوان
- ماذا وراء حظر ألمانيا جمعية -مسلم إنتر أكتيف-؟


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - طارق فتحي - ذكريات محمد البدراوي والنقاء السياسي