أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الشاعر الروائي منذر عبد الحر.. في (طقوس الإثم)















المزيد.....

الشاعر الروائي منذر عبد الحر.. في (طقوس الإثم)


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 8541 - 2025 / 11 / 29 - 00:11
المحور: الادب والفن
    


العطرُ أجمل اللغات
الشاعرمنذر عبد الحر.. في روايته (طقوس الإثم)
1/ 10/ 2025
هندسة السرد في (طقوس الإثم/ دارشمس/ القاهرة/ط1/ 2012) تتكون من حكاية كبرى تحتوي نوعين من الحكايات : حكاية عامة تشملنا جميعا وحكايات صغرى/ خاصة، لها نسيج سردي، لم تنسجها الشخصيات نفسها بل نسجها الآخرون والوقت في هذه الشخصيات .
(العام)
منازل تقصفها الطائرات، قتيل ملقى على تل قمامة، جثث في الشوارع والساحات، يتراكض الناس للحصول على الغاز والنفط، غياب التيار الكهربائي، ظهور عشرات الصحف الجديدة، أصوات تلعن النظام السابق والغريب أنها جزء من ذلك النظام وتهتف له وتناصره، صيّادو السمك وباعته، أصبحوا تجاراً للسيارات وأصحاب مكاتب صيرفة، المقاهي صارت مزاداً علينا لبيع البضاعة المسروقة، صيدليات مرتجلة على أرصفة الشوارع وفي الساحات.
(الخاص)
لا قطيعة بين العام والخاص، فالخاص من منتوجات قساوة العام، المتجسدة في الأسماء (جابر) (رشيد) (ناصر سامي) (حازم الوافي) (رواء) (سهام) (صاحب القصر) (نوال) والروائي الشاعر منذر عبد الحر، يفعّل بين حكاياتهم / حكايتهن نسيجا روائيا، يتناول الشخصية، وينتقل إلى الوضع العام ثم يعود ينتقل لشخصية أخرى، فأخرى ، ثم يعود للشخصية الأولى التي تنتظره ليسردها إلينا، فالرواية تبدأ بشخصية جابر(انفرجت أفواه الجميع حين أطلَّ معتوه المدينة (جابر) من الزقاق الضيق المطل على المزرعة المتروكة.. وهو يلوّح بقميص عسكري ممزق عليه بقعٌ من الدماء/ 9) وهي الصفحة الأولى من الرواية. هذا المشهد السينمي، يكتنز بما جرى في نيسان 2003، ثم ينتقل السارد إلى شخصية ثانية وهي (رواء) يهبنا نظام معلوماتي وجيز عنها. ثم يعود في الفصل الثاني وهو يحدثنا عن شخصية (رشيد) وحين يتذكر يوم 8 نيسان 2003 يتوقف السارد وامضا عن (جابر) وتلك اللحظة التي حدثنا عنها في ص9، ليخبرنا عن القصف الأمريكي الذي هدم المنازل،ويعود ليلتقط صورة ً سردية لشخصية (رشيد ذو الثلاثة والأربعين عاماً، صاحب الجسم الممتلئ والوجه الحنطي الهادئ والعينين الصغيرتين والرأس الذي تسلل إليه الشيب مبكراً، فأظهره أسن من عمره 16) وفي ص26 يعود لشخصية جابر وما يقوله السارد عن (جابر) يجعله ساردا نصف عليم فهو (وفي كل الأحوال، تبقى الحكاية، غير مؤكدة، أو ربما ليس بسببها حسب أصبح (جابر) على ما هو عليه..) في ص30 يحدثنا السارد عن (نوال) أم جابر التي تميزت بجمالها الصاخب ولسانها ذي اللهجة البغدادية، الذي يخترق الحواجز الاجتماعية مع الجميع و(نوال) بشهادة السارد (تتغنج في كل شيء، بل أنها تتفنن في سحر أنوثتها/ 32) وهي متاحة للكل.. في ص61 يعود السارد لشخصية (رشيد) الذي لا يعرف من الحب سوى التعلق البريء، بأنثى جميلة يهيم بها، وتبادر حبيبته (مها) وتعلن على ورقة وردية حبها له، ويرد التحية بمثلها، لكن الحرب أخصت اندفاعه العاطفي، فصار يفرغ كبته بالمواخير، بذريعة الحرب صارت الكتب حبيباته. ومثله يتذكر (حازم الوافي) (أيامه الجميلة قبل أن يُخصى، تذكّر أحلامه، وآماله وطموحاته السياسية التي انكسر عودها، حين أمسكوا به وأقتاده مثل الجرذ ليذوق أمر العذاب وأحقره ، تذكّر كيف عرّوه وعلقوه في المروحة ليدلي باعترافاته كاملة، وحين رفض أوّل مرة سحبوه من قضيبه، وأدخلوا عود ثقاب في فتحته وأشعلوه، وقرر الاعتراف بكل ما يردونه، بل العمل معهم والتعاون وإعطاءهم التقارير المستمرة، هذا الأمر أشعره بالسقوط الكلي، فأدمن الخمر والانتقام الغريب من ذاته 167)
(*)
محمود الشاب الأنيق الهادئ المثقف، طالب الماجستير في (علوم الحياة) لم يعبأ بنوال أبداً، التي راودته عن نفسه فاستعصم، لذا لجأت بدهاء العاهر إلى إغاظة محمود، وإثارة غضبه المكبوت، بدعوة آخرين إلى بيتها، وكانت النتيجة أن طالب الماجستير، لم يحسن التعامل مع (علوم الحياة) في الحياة اليومية، فبعد يومين من غيابه عن بيتهم، طفت جثة محمود في مياه النهر. بالطبع محمود لم ينتحر، بل نحرته ُ(نوال) بعهرها، وكذا الحال مع (حازم الوافي) الذي قصد النهر بقدميه ليتخلص من قاتل ذكورته وشرفه السياسي، أثناء التعذيب من أزلام السلطة الغاشمة، المارة على الجسر. هنا السارد يتكلم بطريقة موجعه، عن سلبية المشاهدين للمشهد التراجيدي (نظر الناس باتجاه الرجل الذي ألقى بنفسه في النهر، الكل ينظر إلى (سورة الماء) التي حدثت في موقع سقوطه، دارت النوارس حول الماء، واختفى الرجل الساقط، وسررت همهمات، انتحر رجل، وستطفو جثته حتما!!/170).. على القارئ ان يستعمل فطنته مع هذه الكلمات (اختفى الرجل الساقط).. (أنتحر رجل، وستطفو جثته حتما) والناس ربما كلها (عامر) شقيق (رواء) الذي يمر عبر المزرعة الكبيرة، ليصل إلى عمله فبين الأشجار والسواقي، يرى تنويعات من الجثث، يوميا لذا (قرر أن يتعامل مع هذه الأمور، وكأنها لا تعنيه، لا من قريب ولا من بعيد/ 151) وإذا كان (محمود) قد انتحر ومثله (حازم الوافي) فإن جثة (جابر) المعتوه كانت ملقاة في ساقية من السواقي، وقد عثر عليها(عامر) وهو في طريقه إلى عمله. هنا انتهت حيادية (عامر) فهو يعرف ويتعاطف مع المجنون (جابر) نهاية جابر مأساوية (كان جسده مليئا بالطعنات / 152) . حين لم تذهب (رواء) شقيقة (عامر) للجامعة مع صديقتها (سحر) وبقيت منتظرة السيارة الموعود بها شقيقها، كان الأمر بدوافع لا مرئية، فصديقتها (سحر) لم تصل إلى الجامعة، فقد صعدت للسماء مفحمة هي والسائق الطيب، فقد (تعرضت في الطريق لعبوة ناسفة حطمت السيارة وأحرقت (سحر) مع قريبها/ 198).. و(زهير) صديق (رشيد) لم يحصل على بنزين لسيارته، بل على رصاصات أمريكية مزقت صدره..
(*)
أن القاتل الأول للمعتوه (جابر) هي أمه (نوال) فقد صُدِم جابر (حين شاهد أمه في غرفة نومها داخل البيت وهي عارية تحت رجل جثة رجل غريب . 27).إن كان (حازم الوافي) قد أخصته السلطة أثناء التعذيب فهناك رجل ٌ سلطة من الأثرياء الكبار، بلا ذكورة ٍ وهو(يشكو عجزاً في كل شيء إلا الإنفاق على نوال بكرم لا يُضاهى، وهو يستخدم كل الأساليب، كي يستطيع الإمساك بشيء من المتعة الجنسية 123)
(*)
في الصفحة 141، يعلن السارد ثريا الرواية في قوله عن (نوال) وهي رهينة بقبضة الخاطفين الثلاثة (أخذت رقصتها بُعداً تعبيرياً عالي البوح، فقد استسلمت لطقوس إثمها، ومضت في الطريق إلى اعتلاء صهوة الرغبة، وهي تدرك تماماً أنها ستتموج بعد قليل تحت هياج الجنون) هذه الصورة السردية لنوال، يكمن فيها الإحباط والندم والمضي في الطريق الذي خطته لحياة، فهي تعي جيدا أن جمال الأنثى يدعو إلى العهر، ويجعلها بضاعة ً عالية الجودة. لكن الإثم ليس حكراً على نوال، بل كلهم في الإثم: ناصر سامي. سهام، حازم، الرجل الثري...
(*)

(سهام) زوجة (حازم الموافي) هربت منه، والرجل الأنيق والحاذق في تعامله مع النساء (ناصر سامي) سيهرب من عشيقته(سهام) فقد ألقى شباكه على امرأة ثرية، وستهرب (نوال) من بغداد ربما لتغسل ما تبقى من حياتها، بماءٍ طهور.
(*)
حين انتهت نزهتي الروائية، مكث في ذاكرتي (جابر) المعتوه وحده ُ فهو الذي رأى ما لم يراه سواه، رأى وكتمَ الرؤية/ الرؤيا، فاستقال من عقله، وفضّل التشرد مع ما فيه..



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر كاظم اللايذ.. (خيمة في حنجرة مدفع)
- يا غيّاث
- الواحد المتعدد
- حقيبة الخيّاط موسى هزاع
- الناقد والشاعر ريسان الخزعلي
- بعيدا عن السيوطي
- ميس خالد العثمان
- يريفان
- سؤلي...
- أين هذا المكان..؟
- تنازل
- حصاة
- ( أبجدية محمد مسعود) للشاعر مشرق المظفر
- الناقدان : حسن ناظم / علي حاكم صالح
- بقلم الكاتب علاء لازم العيسى/ قراءة في كتاب (ديالاس وشجرة ال ...
- هالة الوردي
- قوس وعافية
- ثلاثة أصوات من البصرة
- العدد
- من الرماد تفقس المصابيح


المزيد.....




- وقائع واحداث منبجسة من نسيج الواقع.. وممضاة بدماء شهداء فلسط ...
- آراء متباينة حول الإعلان الترويجي لفيلم -الست- المرصع بالنجو ...
- -أفلام ميوز-.. ميلانيا ترامب تطلق شركة إنتاج قبل إصدار فيلم ...
- -الزمن تحت الخرسانة- المخيم كعدسة لقراءة المشروع الاستيطاني ...
- الاحتلال يخسر -الفضاء الأزرق-.. وصعود الرواية الفلسطينية يثي ...
- الثقافة: الفيلم المرشح للأوسكار
- إسبانيا: اعتقال الراهبة لورا غارسيا بتهمة تهريب الأعمال الفن ...
- الأمير مولاي رشيد: مهرجان الفيلم بمراكش منصة للحوار وإبراز ا ...
- كهوف الحرب وذاكرة الظلمات اليابانية الغارقة -تحت الأرض- في ق ...
- وفاة الممثلة الجزائرية بيونة عن 73 عاما


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الشاعر الروائي منذر عبد الحر.. في (طقوس الإثم)