أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - هالة الوردي















المزيد.....

هالة الوردي


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 8480 - 2025 / 9 / 29 - 22:12
المحور: الادب والفن
    


(أواخر أيام محمد) هالة الوردي
10أيلول 2025
عديدة الكتب التي تناولت سيرة الرسول الأعظم محمد، صلى الله عليه وسلّم، لكن الباحثة هالة الوردي، تميزت عربيا، بتفرد كتابها( أواخر أيام محمد/ تحقيق في الموت الغامض للنبي) ترجمة نضال حمدان/ منشورات الجمل/ط1/ 2025/ الشارقة – بغداد) فهي اختارت أوجع أيام القائد الأول في الإسلام .
(*)
في المدينة المنوّرة، الأثنين 8 حزيران 632 ميلادية، 13 ربيع الأول من السنة إحدى عشرة من الهجرة. وبخصوص تاريخ الوفاة حسب الهجري، تخبرنا الباحثة من الصفحة الأولى (سنرى في اللاحق من صفحات هذا الكتاب، أن الضبابية تلُفّ التأريخ الدقيق لوفاة الرسول) ونلاحظ أن مدخل البحث من ص9 إلى ص 12 كان مدخلا روائيا شيقا للقارئ. وعملاً بتوصيات محمد، تولى علي ّ الغُسل ووارى الجثمان الثرى في الليلة نفسها، وتخبرنا الباحثة أن عائشة( ما علمت بدفن الرسول إلا لما سمعت صوت المساحي من جوف ليل الأربعاء/ 12) وما بين القوسين نقلا عن تاريخ الطبري في المجلد الثاني ص239. وتسأل الباحثة (أين أختفى أبو بكر وعمر بن الخطاب خليفتا المستقبل؟) وتجيب بمرارة (يبدو أن كل صحابة محمد تبخروا فجأة، حتى عندما حان وقت حفر القبر، لم يُعثر على أبي عُبيدة الجراح، وهو لا حد المهاجرين المعتمد، اختفاؤه أمرٌ مريب) فعلا ثمة فجوة يكتنفها غموض حول هذه اللحظة الموجعة التي تبث سؤالا صارخا: لماذا لم يدفن الرسول يوم وفاته؟ من الأثنين حتى ليل الأربعاء: يتوقف الوقت في المدينة المنّورة، الوقت متخثر والدسائس السياسي تهرول لانتزاع الرياسة: مَن يكون خليفة بعد الرسول، التعجيل في الاستيلاء على الرياسة أهم من دفن الرسول الأعظم!! هذا السؤال منه تتشكل انتاجية كتاب (أواخر أيام محمد) من خلال تحقيق حول الأسابيع الأخيرة من حياة الرسول وفترة احتضاره، وكذلك حول الساعة الأولى التي تلت وفاته، والمؤلفة تعي جيدا أن كتابها هذا ( سيفتح الباب على تساؤلات أخرى حول نهاية محمد المليئة بالغموض، ومنها: لماذا مُنع من كتابة وصيّته قبل ثلاثة أيام على وفاته؟ وما كان تحديداً السبب في موته./ 14) والطريف بالأمر أن التنافس على خلافة المسلمين، كان بين الذين كانت تربطهم بالرسول مع علاقة وثيقة ومميزة!!
وهؤلاء هم أنفسهم الذين تركوا جثمان الرسول من نهار الأثنين حتى ليل الأربعاء!!
من الجانب الآخر لم يكن الرسول نرجسيا ،لا يشير إلى سواه، جاء في الآية 110 من سورة الكهف (قُل إنمّا أنا بشرٌ مثلكم) وربما من هذه الآية الكريمة تنطلق الباحثة (يسعى هذا الكتاب تحديداً إلى تقديم صورة بشرية للنبي محمد، من خلال رسم ملامح رجل من دم ولحم مثلنا وكذلك الشأن بالنسبة إلى المحيطين به/ 17) لذا لم يجد البحث أفضل من (الانكباب على الحقبة الأخيرة من حياة رجل أصبح سجينا لجسده المريض، واعيّا ضعفه لكي نبرز بشكل جلي إنسانيته.) ترى قراءتي أن لحظات احتضار الرسول محمد، كشفت عن انصهار الصحابيين المقربين من الرسول في شخصية سالبة قاسية فرضت ذاتها على ذات الرسول في أشد أيام احتضاره ، صحابة سعت لتجريد الرسول من هالته القيادية ومنعته من كتابة الوصاية الأخيرة وفي الوقت نفسه، انتبذت بعيداً عنه وإن حضرت فهي تحضر منتظرة ً غيابه الجسدي لتحل محله.
(*)
الانشقاقات في الإسلام هي الصراع في الإسلام وهذا الصراع أخطر من الصراع على الإسلام، الذي نكابده الآن. وكيف أصبح عمراً خليفة يذكرها لنا الطبري في تاريخه، ثم ينقلها لنا الباحث نبيل فياض في كتابه( يوم انحدر الجمل من السقيفة) : (دعا أبو بكر عثمان ، فقال أكتب : بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبوبكر قحافة إلى المسلمين، أما .. ثم أغمي عليه، فكتب عثمان: أما ما بعد فإني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب. ص146/ نبيل فياض نقلا ً عن تاريخ الطبري).. إقصاء علي بن أبي طالب، وتهميش فاعليته، بعد وفاة الرسول، لم يكف، وصل الأمر إلى مسألة جمع القرآن في زمن خلافة عثمان، وحرق كافة النسخ إلاّ النسخة الموجودة لدى عثمان بن عفان(أمر بأحراق مصاحف القرآن ما عدا مصحفه الذي فرضه/ 67/ هشام جعيط/ الفتنة/ ط4) كان عثمان بن عفان لينا في السنوات الست الأولى في تعامله مع الناس، لكنه في السنوات الست الثانية / الأخيرة، استبد بفعل موجهات أموية تتحكم به كخليفة وتستعمله من أجل سطوتها وزيادة ثرواتها، بخصوص أحراق المصاحف،. ما جانبت الصواب الباحثة في قولها (لم يكن بدافع أسباب لغوية، بل كان تحقيقا لأهداف سياسية، من أجل إحباط مطامح علي بن أبي طالب، فالسيطرة على الذاكرة هي مسألة لا تقتصر على تاريخ الإسلام وحده، بل إن كتابة التاريخ تتوافق دائما مع حاجات إضفاء الشرعية على كل سلطة سياسية 397) وهذا يعني القوة الدافعة لعثمان هنا ليست معرفية دينية ومن جانب آخر هناك نسخ أخرى من القرآن منها نسخة علي بن أبي طالب، ونسخة عبدالله بن مسعود، ونسخة أُبيّ بن كعب، وقد أصدر الباحث نبيل فياض الكتب الثلاثة كما ترجم الباحث كتاب أرثر جفري. سؤالي هنا: لماذا لم يستعن الخليفة الثالث عثمان بن عفان ،بعلي بن أبي طالب بهذا الخصوص!! لماذا يفرض عثمان النسخة التي لديه من القرآن الكريم، ويأمر بحرق بقية النسخ من القرآن!! ولماذا الحجاج يطارد النسخة التي بحوزة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود؟ في ص306 من كتابه (حكايا الصعود/ ط1/ 2028/ دار أبكالو/ ألمانيا/ ميونخ) تحت عنوان(مصحف عثمان أم مصحف الحجّاج) يخبرنا نبيل فياض : (في سلسلة الأعمال التي قمنا بنشرها على مدى عشرين عاماً والتي تحمل عنوان فروقات المصاحف، أوردنا مجموعة روايات تحكي عن مطاردة الحجاج الدموية لمصحف عبد الله بن مسعود الذي يبدو أنه عاند الإتلاف لزمن لا بأس به، يقول أبن الأثير، إن الحجّاج هدد (ولا أجد أحداً يقرأ علي قراءة أبن أم عبد، يعني أبن مسعود، إلا وضربت عنقه، ولأحكنها من المصحف ولو بضلع خنزير) وما يقوله نبيل فياض هو مقتبسا من : الكامل في التاريخ/ ص849 وفي رواية يقتبسها نبيل من النويري في كتابه ( نهاية الأرب في فنون الأدب/ ص2568)
وفي كتاب (البداية والنهاية لأبن كثير/ ص3222) (سمعتُ الحجاج على منبر واسط يقول: عبدالله بن مسعود رأس المنافقين لو أدركته لأسقيت الأرض من دمه).. عبدالله بن مسعود رأس المنافقين!! لكن حين يكتب الحجاج إلى عبدالملك كتاباً يقول فيه (كنت أقرأ في المصحف فانتهيت ُ إلى قوله تعالى (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء) فأردت ألحق به : والخلفاء. فجعل عبدالملك يقول: يا للحجاج ما أكفره وأجسره قاتله الله/ ص381/ أبو حيان التوحيدي/ البصائر والذخائر)
(*)
حول مشروع الباحثة في قولها( نتطلع من خلال سرد الأيام الأخيرة، إلى اقتلاع الرجل من الأسطورة الملحمية – الدينية التي طُمر تحتها وإرجاعه إلى التاريخ، أي إلى الزمن البشري كما يقول جاك بيرك/ 18) مشروع بيرك ما تزال محاولاته تنفذها/ تجسدها مدونات : آرثر جفري، ريشارد غابرييل، العفيف الأخضر، نبيل فياض ،جمال على الحلاق، ياسين الحاج صالح، فاضل الربيعي، باتريشا كرون، منتجمري وات، أبكار السقاف، بنت الشاطىء، بثينة بنت حسين، هشام جعيط، إبراهيم محمود، جورج طرابيشي، أبي موسى الحريري، الدكتور سليمان بشير، والدكتور محمد سعيد، يوسف شلحت، وائل الحلاق، هؤلاء الأعلام، قرأتُ معظم مؤلفاتهم وقبل كل هؤلاء قرأت للشاعر معروف الرصافي (الشخصية المحمدية) مع تحفظي واختلافي مع كتاب الشاعر الرصافي. كلهم لن تمكنهم قدراتهم البحثية بزعزعة المثال الأعلى للنبي محمد. ربما يكون السبب أن المثقفين يتحاورون في فضاء مغلق عليهم، ولا يشعرون أن أغلبية الناس تعاني اضطهاد مكثفا، فقد فشلت الثورات العربية وسقطت أقنعة المثقفين بدعواتهم للإصلاح وصاروا من وعاظ السلاطين والملوك وأجهزة المخابرات، هنا لم يبق للمواطن سوى التعلق بالمثال الأعلى المتجسد في النبي محمد وآل بيته وصار يرفع مظلمته إلى الأضرحة والعتبات الشريفة، هكذا نموذج بشري أرتقي من البشري إلى ما هو أسمى وأجمل، لا يستوى المناضل والمجاهد والعبقري مع بقية البشر على مر العصور. هنا علينا أن نثمن دور الفرد في التاريخ، (محمد) هذا الفرد استوعب كلية ما يجري، وانضوى ضمن سعاة البريد الإلهي: إبراهيم ونوح وموسى وعيسى..
(*)
ترى الباحثة هالة الوردي: (شكّل موت محمد أزمة حقيقية وضعت الإسلام على المحك /19) على مستوى المدينة المنورة، لم يشكل الأزمة، والدليل بقاء جثمانه الشريف من الأثنين إلى ليل الأربعاء بِلا دفن، والنأي عنه والتنافس على الخلافة في سقيفة بني ساعدة.. أن الخلاف الذي حصل تم حسمه ُ، بفرض الأمر الواقع وليس بالتراضي، فرضٌ يتعارض مع مبدأ ومعنى الشورة الذي جاء به النبي وعمل به القرآن، وبشهادة وضّاح صائب في كتابه( قتل ُ الإسلام وتقديس الجناة/ دار الانتشار العربي/ ط1/ بيروت/ 2011) ما جرى قبل دفن الرسول يعتبر (أوّل خروج على النص القرآني وسنّة الراحل الذي لا يزال جثمانه على بعد خطوات؟/ ص106) وهناك خروج لا مثيل له تم َ، بعد طعنه على يد أبي لؤلؤة، شعر عمر بن الخطاب بدنو الأجل، قال أدعوا لي: عليا وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، وكانت هذه الدعوة العمرية، حتى ينتخبوا خليفة لهم.. نلاحظ أن الخليفة عمر بن الخطاب استبعد الأنصار، على الرغم من مآثرهم واستحقاقهم وموقفهم المشرّف مع النبي حين هاجر من مكة إلى المدينة. كما نلاحظ أن عمراً جعل الخلافة حكراً على قريشيين بارزين، فعلا أن الخلافة هنا (بستان قريش)!! وفي خلافة عثمان تضيق الحلقة أكثر وتصير السلطة حكراً على آل عثمان بن عفان. ويمكن الاطلاع على ص65- 66- 67 من كتاب (الفتنة) للدكتور هشام جعيط

(*)
تعود هالة الوردي إلى تفعيل ثريا النص لتبيان أهميته ( يعتمد السرد المقترح في هذا الكتاب والهادف إلى تقصي الوقائع المتصلة بآخر أيام محمد) وهي بذلك تغترف من القرآن ومجمل المصادر السنيّة والشيعية، التي تحتوي كمّا هائلا من الروايات والمعلومات عن احتضار النبي وموته . لكن مصادر المذهبين بدأت مع القرن الهجري الثاني، فسيرة بن هشام عن الرسول، انتشرت في 218 هجرية، وهي نسخة مهذبة مشذبة من سيرة محمد بن اسحق ، كما كرّس المؤرخ المسلم الواقدي (130- 207) هجرية بحثا أحادي الموضوع بعنوان كتاب وفاة النبي، غير أن هذا المؤلف مفقود للأسف. حاشية ص20 من كتاب هالة الوردي.. إذن على أي مصدر ستعتمد الباحثة..؟ هنا تجيبنا في قولها (ما يعزز موثوقية بعض المعلومات هو التطابق الغريب والمثير، الذي نلاحظه بين المصادر السنيّة والشيعية المشهورة، والتي يُعتقد على خطأ أنها على طرفي نقيض، ونقاط التلاقي هذه وما تنتجه من مساحات تقاطعية، هي التي يشعر الدارس بأنه أقرب ما يكون إلى نواة الحقيقة التاريخية/ 22).وإذا سألنا الباحثة أين الجديد في كتابك هذا، خصوصا وأنت تحيلين قارئ كتابك إلى كتابين اشتغلا الموضوع نفسه في حاشية ص22 كتاب عنوانه (وفاة رسول. نهاية حياة وبداية الإسلام) للكاتب ستيفن ج. شومايكر. والكتاب الثاني للكاتب ليور هاليفي عنوان الكتاب
(قبر محمد. طقوس الموت وصناعة المجتمع الإسلامي) كما أن الباحثة تحاول تنفيذ وصية الكاتب علي أمير معزيّ التي تؤكد (تقتضي مصلحة البحث من واضعه، تفحّص (أرشيف المعارضة) التي تبقى الإحاطة بها غير كافية) ذلك أن المزاعم الشيعية الحازمة والمكررة ليست فقط هذراً صنعه القهر والإحباط نتيجة الفشل لذا تعلن الباحثة (وعملاً بهذه الوصية، عقدنا في كتابنا العزم على وضع السرديات السنية والشيعية الراوية لآخر أيام محمد في المقابلة والمقارنة.) وإذا سألناها أين الجديد في بحثك هذا، تجيبنا الباحثة (في المحصلة، تكمن جدّة سرديتنا في عنصريين متلازمين : المقارنة غير المسبوقة بين المصادر السنيّة والشيعية، وكتابة سردية تراعي التسلسل الزمني للأحداث) وبالطريقة هذه تكون فهرست زمن أواخر أيام الرسول تزيدنا علماً بمجريات الأيام الأخيرة التي كابد فيها النبي محمد من سكرات الموت ومن أقرب المقربين له. لا تعدنا الباحثة بحقيقية مطلقة (ندرك جيداً أن كتابنا هذا قد لا ينفُذ إلاّ إلى حقيقة تقريبية... فالمؤرخ هو أيضاً لا يلتقط من التاريخ إلا شكلا متحولا وفي صيرورة دائمة، أي أنه لا يلتقط من التاريخ إلا التشابك اللامتناهي ) وهناك مصادر تكون خارج المذهبين إذا جاز القول، وهي الكتابة المتصارعة بين البيوت الثلاثة: بيوت علي(عليه السلام) وأميّة والعباس. فقد (انحاز كل بيت من هذه البيوت الثلاثة إلى مجموعة من الصحابة ومنحوهم من المكانة ما كان لغيرهم ص24/ جمال علي الحلاق/ قراءة في تاريخ محرم/ منشورات الجمل/ ط1/ 2008)
(*)
في ص359 نقرأ (تبين الأدلة الأثرية أن معاصري محمد كانوا غير مبالين إلى حد ما بديمومة ذكراه) ما بين القوسين يجعلني أسأل ما المقصود بالأدلة الأثرية؟ أليس في هذا الكلام ما يشبه التعمية؟ لماذا لا تفصح الباحثة عن ماهية الأدلة الأثرية؟ بعد هذه الوحدة السردية تكمل الباحثة ( رجل واحد فقط أدرك بلا شك أهمية الحفاظ على ذكرى الرسول حيّة لكي يؤسس شرعيته السياسية : إنه الخليفة الأول أبو بكر الصّديق./360) يبدو حتى الباحثة تريد تغيّب مكانة الإمام علي وما قاله الرسول عنه في غدير خم!! وتقول بعدها الباحثة (أما الهاشميون فقد خسروا السلطة لأن ذاكرتهم كانت ضعيفة، ويتضح ذلك من النسيان العارض الذي أصاب ابن عباس، ابن عم الرسول، وهو الذي عجز عن تذكر الوصيّة الثالثة التي أوصى بها محمد في مرضه الأخير/ 360) هنا تمارس الباحثة تضبيب المشهد، وتهمل ما جرى بحق علي وآل بيته لحظة تسنم أبو بكر السلطة. ليس النسيان الذي أصيب به حبر الأمة، أن ابن عباس يقول ما تقوله عائشةـ وحبر الأمة له مطامع دنيوية لا رائحة للدين فيها..(كان أبن عباس واليا ً على البصرة، فقد أستولى على أموال المسلمين وفر بها إلى مكة. وعندما كتب إليه الإمام علي مطالبا إياه اعادة الأموال المنهوبة إلى بيت المال قائلا له: كيف ستلقى الله بأموال المسلمين؟ أجابه أبن عباس وهو حبر الأمة : لأن ألقى الله بأموالهم خير لي من أن ألقاه بدمائهم مثلك/ 96/ العفيف الأخضر/ إصلاح الإسلام/ منشورات الجمل/ ط1/ بغداد/ 2014) أما كلام الباحثة هالة الوردي فيناقض كلامها في ص 12- 13 – 14 التي توقفنا عندها في بداية مقالتنا. هنا علينا أن نتمعن أنظمة السلوك الجمعي المضاد، في أواخر القرن الهجري الأول ربما كانت المحاولة الأولى لتدوين سيرة (كتاب السقيفة) المعروف أيضا باسم(كتاب سلّيم) لمؤلفه الشيعي سليمان بن قيس الهلالي وهو تلميذ علي بن أبي طالب ويعد هذا الكتاب هو الأول من نوعه في تناول الأيام الأخيرة من حياة محمد ويعود هذا النص إلى القرن الهجري الثاني (وهذا النص مكرّس بشكل أساسي للأعمال العنفية التي فجرتها مسألة خلافة محمد/ حاشية ص حاشية ص389 من كتاب هالة الوردي) ومن المذهب السني أول من حرر نصوصا عن حياة محمد هو عروة بن الزبير(ت94 هجرية)، كتبَ عن هذه الأيام بتكليف من الخليفة عبد الملك بن مروان، واتخذت كتابة عروة (شكل عدّة رسائل وجهها إليه، مع ذلك، لم يبق عن هذه الرسائل أي أثر مع أن عروة عاش لمدة سبع سنين في مصر، حيث لم تكن أوراق البردي لتنقصه/ 390/ هالة الوردي) وبأمر الخليفة المنصور، تم تكليف محمد بن إسحاق ليدون سيرة الرسول، وكتبها في أواخر النصف الأول من القرن الهجري الثاني، ثم السيرة النبوية كتبها أبن هشام في 218 هجرية، وهي بالأساس محاولة تشذيب السيرة النبوية التي كتبها محمد أبن إسحاق.
(*)
الآن المتبع كنص أول بين الكافة هي سيرة بن هشام، كم المسافة بين حياة الرسول ورحيله وبين هذه المدونة، وفي هذا الكم، كم جرت متغيرات سياسية في حياة المسلمين، بحيث أصبحت السيرة النبوية، تدون بصيغة الأمالي سياسيا، فالعباس عم الرسول سيكون له حضوراً على وفق مرضاة الخليفة العباسي. وكذا الحال في زمن الدولة الأموية، في فجر الإسلام كان أبو هريرة من (أهل الصفة) لا يكاد يجد ما يسد به رمقه، وفي زمن معاوية (صار يلبس الخزّ والكتان الممشق ويسكن في قصر له بالعقيق وحين مات في 59 هجرية، دفع معاوية إلى ورثته عشرة آلاف درهم. والسبب أن أبا هريرة، قام بتصنيع أحاديث ينسبها للرسول منها (الأمناء ثلاثة أنا وجبريل ومعاوية) (ناول النبي صلى الله عليه وسلّم معاوية سهما، فقال: خذ هذا السهم حتى تلقاني به في الجنة) بل تجاوز في نفاقه وهو يخاطب عائشة بنت طلحة(والله ما رأيت وجها أحسن منك إلا وجه معاوية على منبر الرسول/ العقد الفريد/ ج6/ ص54)
هذه المقالة فصل من مخطوطة كتاب.



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوس وعافية
- ثلاثة أصوات من البصرة
- العدد
- من الرماد تفقس المصابيح
- صنع الله إبراهيم
- بينما هو
- زياد رحباني
- (كوثرة متدحرجة) قصص قصيرة : بلقيس خالد
- قراءة في (الفساد في الدولة الفاطمية)
- ( زنديق بغداد) للروائي جعفر رجب
- بذخ الحكومات
- الصحافة الشيوعية في العراق
- راية
- (عمتي زهاوي) للروائي خضير فليح الزيدي
- هواء أيلول
- (ديالاس وشجرة التوت) بقلم القاص والروائي محمد عبد حسن
- أبوءُ لك َ
- قراءة في نص (رأيته ُ) للشاعر مقداد مسعود/ بقلم الأستاذ الدكت ...
- رأيته ُ
- فقط


المزيد.....




- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - هالة الوردي