مقداد مسعود
الحوار المتمدن-العدد: 8357 - 2025 / 5 / 29 - 14:03
المحور:
الادب والفن
رأيته ُ وأراه
منذ كانت وجوه الناس مرايا الناس. والطيور تحط على الأكتاف. ومن الأشجار يتلقى البشر ُ الحكمة. رأيت هذا الكائن غضبا لا يخفت، يكسرّ أي زجاجٍ يصادفه، يفتش عن وجوهٍ خاصمته في أحلامه، ليذبحها. رأيته يضرم النار في المكتبات والأشجار والظلال، ولا تنجو منه صور العائلات والمتاحف. من يسأله، يتدلى مِن ربطة ٍ خشنة ٍ
(*)
حين يسقطهُ النعاس على سريره- نادراً ما يحدث ذلك – يرى كل ما قام بتدميره، قد استعاد جماله الحيوي المشع. يرى المشنوقين بكل أناقتهم يتمشون في شوارع، تحرسها الأشجار التي حرقها. المكتبات والمتاحف عامرة ً بشموخها. صور العائلات مصابيح غرف البيوت.
(*)
يرتجفُ في نومهِ يقفز مفزوعاً، يتلفت : صحراء.. ليلٌ قاتمٌ لا أحد سوى سريره، وساقيه المتدليتين من السرير. فجأة يظهر شخصٌ كأنه هو قبل أن يشتد أزره، يحاول أن يقترب منه فلا يصل إليه. في الجهة الأخرى يرى وردة ً بحجم بستان ينبجسُ منها طفلٌ يحرث أرضا طرية ً بمسحاة من فضة ٍ
(*)
تتعالى أصوات نائية ٌ : مَن يقتل كهلا ً في عزلته فهو يحرق مكتبة ً ويهدم معبداً
(*)
يقصد ذلك الكائن نفقا يقوده إلى ثقبٍ في الأرض، يوصله الثقب إلى برجٍ
يتحصن فيه، يحرسه جيشٌ مدججٌ من فخّار. ترتج الأرضون يتهشم الحراس المفخورون... يبقى الكائن وحده.. يتجدد ولا يتبدد
#مقداد_مسعود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟