أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - قراءة في نص (رأيته ُ) للشاعر مقداد مسعود/ بقلم الأستاذ الدكتور علاء العبادي














المزيد.....

قراءة في نص (رأيته ُ) للشاعر مقداد مسعود/ بقلم الأستاذ الدكتور علاء العبادي


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


قراءة في نص "رأيته" للشاعر مقداد مسعود
أ. د. علاء العبادي
نص "رأيته" للشاعر مقداد مسعود لوحة فنية تقدم رؤية رمزية لدواخل الإنسان الغاضب العنيف، ذلك الغضب الغاشم الذي يحطم الجمال والفن والعلم ويحقد عليهم دون أدنى سبب عقلاني. جُملُ النص قصيرة تعكس جو القصيدة المتوتر لكنها ترسم حبكة درامية متصاعدة تبدأ بالتدمير ثم الوعي بالتدمير وأخيراً الانكفاء مع امكانية استمرار هذه الدورة الجهنمية.
ولكي يُرينا الشاعر هول الحدث فهو يُصور الشخصية كمخلوق غريب وشاذ ومُدمر يقوم بكسر الزجاج وحرق المكتبات والأشجار، وهي رموز للمعرفة وللحياة، ولا يستثني صور العائلات التي تمثل الترابط الاجتماعي، وكذلك المتاحف، رمز الحضارة والتاريخ. إنّ غضب هذا الكائن عدميٌ وحقودٌ يستهدف الحياة والجمال بكل معانيهما. وحين ينام هذا الكائن، وهو نادراً ما ينام، تعود الحياة إلى جمالها ورونقها فيمشي ضحاياه بأناقة في الشوارع وتزدهي الأشجار وتُصبح صور العائلات مصابيح تنير حياتهم. ومادام ذلك يحدث في أثناء نوم ذلك الكائن فتلك إذن رؤيا تكشف أنه يعرف معنى الجمال والبناء إلّا أن في دواخله عقدة مأزومة وهي عدم القدرة على تقبّل الحب والحياة والرفاهية، و هذا التقبل قوة ينماز بها الأصحاء، ويفتقدها ذلك الكائن وأمثاله. هذا التناقض بين وعيه التدميري ولاوعيه العارف بالضمير الإنساني يخلق توتراً درامياً بين هذين الحالين. وحين يستيقظ من أحلامه يواجه واقعاً مريراً وعزلة وجودية هائلة ناتجان عن فهمه لسوء ما يفعله. ومن ثم يظهر له "شخص كأنه هو قبل أن يشتد أزره" وهو بذلك يؤكد أن ذاته ضائعة ولا يستطيع التواصل معها رغم أنها جزء منه، وذاك ربما يزيد من عذاباته وصراعه اللامجدي، فيبدو يائساً وغير قادر على أن يكون غير ما هو عليه، فلا نرى نحن، ولايرى هو غير "سريره، وساقيه المتدليتين".
ورغم أن الشاعر يمنحنا الأمل في آخر النص حيث تظهر "وردة بحجم بستان" و "طفلٌ يحرث أرضاً طرية بمسحاة من فضة" حيث تزدحم الطبيعة الممثلة بالوردة والبستان والأرض الطرية، والطفولة النقية نقاء بياض الفضة، لكن الشاعر، في الوقت عينه، لا يربط الأمل بهذا الكائن، بل هو يُدينه لأنّه، أي الكائن، قد شذّ عن الوضع البشري السليم وانهارت لديه القيم الإنسانية القويمة لأن "من يقتلُ كهلاً في عزلته فهو يحرق مكتبة ويهدم معبداً"، وذاك ما كان الكائن يفعله ولو بشكل رمزي.
ورغم أن هذا الكائن يحاول الهروب من نفسه إلى برجٍ يعتزل فيه الناس والحياة، يحرسه جيش من الفخار إلّا أن الفخار يتحطم ويبقى الكائن منعزلاً، قلقاً، معذّباً، مستمراً في حياة سقيمة لا خلاص فيها. إن جملة "يتجدد ولا يتبدد" تؤكد استمرارية الشر ولا نهائيته، وهي تترك القارئ في حالة من دوارٍ مخيف.



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأيته ُ
- فقط
- زهرتان
- (الملك في بجامته) برواية خضير فليح الزيدي
- شاكر نوري/ مقداد مسعود
- الشاعر جلال عباس.. (البحر مرآة السماء)
- دخان أبيض واقف
- (بنات غائب طعمة فرمان) للروائي خضير فليح الزيدي
- شيوعيون عراقيون
- شجيرة الخروع
- متى الوقت... ؟
- الصورة المغطاة بقماش أخضر
- المستشرق روائياً
- الزعفران
- فيصل الثالث : رواية محمد غازي الأخري
- أبو دلامة وريطة بنت أبي العباس السفاح
- مناديل من فضة ٍ للقرنفل
- حوائج
- سفينة لا نهار لها
- رضا الظاهر.. و(النسر المحلّق)


المزيد.....




- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - قراءة في نص (رأيته ُ) للشاعر مقداد مسعود/ بقلم الأستاذ الدكتور علاء العبادي