أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - ( زنديق بغداد) للروائي جعفر رجب














المزيد.....

( زنديق بغداد) للروائي جعفر رجب


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 8402 - 2025 / 7 / 13 - 02:02
المحور: الادب والفن
    


)زنديق بغداد( للروائي جعفر رجب
حين تأملت اللوحة الإسلامية الجميلة لغلاف الكتاب، سقط نظري على العنوان البارز( زنديق بغداد) وكأن الكتاب بِلا مؤلف، ثم سقط نظري على اسم المؤلف المرسوم بخط رفيع جدا!! : جعفر رجب!! تصورتُ الكتاب من الكتب التاريخية التي تتناول ظهور الزنادقة في بغداد، وتأكد لي أنه كتاب تاريخي. في الصفحة الأولى من الكتاب لا يوجد تجنيس بل تكرار للعنوان التفسيري الذي يلي العنوان الأول(زنديق بغداد)
فالمعني هنا هو (هذا ما رواه ابن الريوندي).. في الصفحة الثالثة غير المرقمة تعلن دار تكوين للنشر أن هذا الكتاب ليس بحثا تاريخيا بل رواية!! إذا كان عنوان الكتاب يستفز أنظمة الوعي الجمعي من خلال كلمة (زنديق) فهو يخبرنا قبل الدخول في الكلام التالي(أظن في قفا الكتاب يثّبت وحدة سردية من أحد عشر سطر تنتهي بهذه الجملة (لا ينجو منها إلا مَن أرتبط قلبه بالأعلى).. وسؤالي هنا قبل التنزه في الكتاب : هل الكتاب يحتوي وحدة وصراع الأضداد؟

وكيف يكون ذلك؟ ومجرد ذكر اسم ابن الريوندي : يعني نفي النفي ضمن منطق الجدل.
(*)
أزمنة الرواية تتنوع فهي تحمل الانشطار السردي بين زمنين
(1) زمن الراهن العراقي المفخخ في (الجزء صفر) عنوانه
(السرداب – بغداد 2012).. يخبرنا السارد (مع بدايات الصباح ولحظة دخولهم المكتبة، وقبل أن يرتبوا بعض الكتب لبيعها، هزّ انفجارٌ شارع المتنبي في بغداد، وهز معه دكانهم العتيق الذي ليس سوى نفقٍ طويل مغطى على جانبيه بالكتب 12) وبعد عدة توصيفات لدهليز الكتب، يخبرنا السارد أن الانفجار لم يصب أحداً لكنه أصاب هذا الدكان دهليز الكتب وأحدث (حفرة بفعل الانفجار يؤدي إلى سرداب مظلم/ 15) في السرداب غرفة مربعة صغيرة، تحتوي خزانة مليئة بالكتب والمخطوطات المعتقة وسيعثر الأب على كتاب يحتوي أخبار ابن الريوندي، أو ما يسمى الآن السيرة الشخصية.
(2) الزمن الثاني هو الزمن الذي يقرأ فيه حيّان سيرة ابن الريوندي في نفق الدكان الكائن في شارع المتنبي وتستغرق قراءة السيرة من أذان المغرب حيث(قلّب حيان أولى صفحات الكتاب، وقرأ ما رواه ابن الريوندي. 19) وفي ص487 يخبرنا السارد، أن ( حيّان... سامرَ وصاحَب الكتاب الليل كله، إلى أن أغلق الصفحة الأخيرة، ثم لف الكتاب بقماشة نظيفة وحمله تحت إبطه برفق، خرج وأقفل باب الدكان خلفه... وعند وصوله المنزل رفع الشيخ عبدالله آذان الفجر على مقام الصبا..).
(3) زمن السيرة :ابن الريوندي لم يكتب بخط يدهِ سيرته، بل كان يمليها على تلميذه مهيار، وذلك مسطور في ص483 من الرواية (كتبت على يد(مهيار)، تلميذه في شوال 250 مضين من الهجرة)
(*)
نسيج السرد في رواية (زنديق بغداد) يحوك حكاياته على نول حكايات ألف ليلة وليلة، وتتراوح عناصر التشويق بين الزيادة والنقصان. وهكذا لدينا مجموعة من الساردين يتوارثون وسائل السرد الحكائي، لكن شيخة السرد الحكائي هي الشخصية الرئيسة الثانية (شيرين بانو)
(*)
الريوندي في (زنديق بغداد) يشغل وظيفتين : فهو الإطار الواسع الذي يحتوي صورا جماعية لشخصيات وأحداث وأزمنة، ثم فجأة تختفي كافة الصورة وتصبح الشخصية الرئيسة هي الصورة الوحيدة والكبيرة داخل الإطار أعني صورة ابن الريوندي. المتقلب بين المذاهب والمعارف الدنيوية والدينية والإلهيات وقد يكون حاله كما وصفه المعتزلي أبو القاسم البلخي(علمه كان أكثر من عقله) ويقارب ذلك قول المؤيد لدين الله الشيرازي حين يعلن أن ابن الريوندي(مصيبته في عقله أعظم من مصيبته في دينه)
أما أبو الحسن الخياط المعتزلي وابن الجوزي والإمام الذهبي وأبو علي الجبائي وابن كثير وأبو الفتح الشافعي
فقد أجمعوا على لعنه وتسفيه كتاباته في حين أبو الوفاء بن عقيل فطالب بقتله.. بسبب كتاباته التي تتجاوز على المقدسات الإسلامية.
(*)
الرواية أيضا تشتغل على متغيرين : الجغرافية / التاريخ الشخصية الرئيسة يضيق بعقلها وعاء المكان الأول، فيشجعه عمه بالذهاب إلى العراق في عصر الذهبي حضاريا حيث التناظر والتنافر بين العقول والمذاهب
(*)
شخصيتان في الرواية تنافسان ابن الريوندي في الظهور السردي: شيرين بانو وكذلك يوسف الرحالة، وكلاهما يمتلكان الجوهر نفسه وهما يخاطبنا ابن الريوندي في أواخر أيامه ِ بعد محاورة طويلة وعميقة يقول له يوسف الرحالة ( لا فائدة من البحث عن الحقيقة لأنك لن تجدها، وإن وجدتها فستُقتل/ 464) أما شيرين بانو، فتخاطبه بعد تسلله لقريته (أرحل بعيداً إن استطعت، جنود الولاة في كل مكان، ولرأسك ثمنه الذي يطمع فيه أصحاب النفوس الدنيئة... أركض إلى أهلك، فلا المقام مقامك هنا ولا هذه البلاد بلادك.. لا أقول أهرب وأصمت.. بل أكتب واستمر 480)
(*)
يدخل القارئ إلى فضاء الرواية، من خلال ذلك الحيز المؤدي بنا جميعا إلى الآخر(على دكة غسل الموتى سُجيت باردة كانت كالشتاء الذي يقتحم بيوتنا، (شيرين بانو) تقلبني بكفيها البيضاوين الممتلئين بحنان، تغسلني وتبعد يد أمي عني واجرة 25).. في ص482 يعود السارد المشارك في صياغة الحدث، إلى لحظة طفولته وهو على دكة غسل الموتى، بين يدي شيرين بانو(عندما كنت على دكة غسل الموتى. أسرت في أذني بعيدا عن مسامع أمي قائلة : يا فتى، لا تسمح لأحد كتابة قصتك كما يريد.. لا تسمح لأحد رواية قصتك كما يحب.. لا تسمح لأحد تغيير قصتك كما يشتهي.. ولا تسمح لأحد إنهاء قصتك كما يتمنى.. إنها قصتك في هذه الدنيا، أكتبها على أوراقك، بمدادك.. بقلمك .. بقلبك.. رفعت الأقلام وجفت الصحف..)
(*)
سؤال قراءتي لرواية (زنديق بغداد) هل المؤلف جعفر رجب تخفى خلف قناع مهيار تلميذ ابن الريوندي وكتب سيرة ً فكرية شخصية بصيغة رواية ..؟
جعفر رجب / زنديق بغداد/ هذا ما رواه ابن الريوندي/ منشورات تكوين/ الكويت/ ط2/ 2022



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بذخ الحكومات
- الصحافة الشيوعية في العراق
- راية
- (عمتي زهاوي) للروائي خضير فليح الزيدي
- هواء أيلول
- (ديالاس وشجرة التوت) بقلم القاص والروائي محمد عبد حسن
- أبوءُ لك َ
- قراءة في نص (رأيته ُ) للشاعر مقداد مسعود/ بقلم الأستاذ الدكت ...
- رأيته ُ
- فقط
- زهرتان
- (الملك في بجامته) برواية خضير فليح الزيدي
- شاكر نوري/ مقداد مسعود
- الشاعر جلال عباس.. (البحر مرآة السماء)
- دخان أبيض واقف
- (بنات غائب طعمة فرمان) للروائي خضير فليح الزيدي
- شيوعيون عراقيون
- شجيرة الخروع
- متى الوقت... ؟
- الصورة المغطاة بقماش أخضر


المزيد.....




- مليون مبروك على النجاح .. اعتماد نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- الإعلام الإسباني يرفض الرواية الإسرائيلية ويكشف جرائم الاحتل ...
- صدور نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025 تجاري وصناعي وز ...
- بسرعة “هنا” نتيجة الدبلومات الفنية كافة التخصصات على مستوى ا ...
- ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. أعرض نتيجتك بسرعة من “هنا ...
- عاجل.. ظهور نتيجة الدبلومات الفنية emis.gov.eg جميع التخصصات ...
- عاجل.. ظهرت نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات “هنا” بسرعة ...
- “رابط مباشر” نتيجة الدبلومات الفنية صنايع وزراعي وفندقي وتجا ...
- ظهور نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات الأن على بوابة الت ...
- “الرابط اشتغل” نتيجة الدبلومات الفنية 2025 جميع التخصصات على ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - ( زنديق بغداد) للروائي جعفر رجب