مقداد مسعود
الحوار المتمدن-العدد: 8478 - 2025 / 9 / 27 - 00:14
المحور:
الادب والفن
قوسٌ وعافية
وحده ُ مَن يتكئ على نفسه ِ وأحلامهِ، هو الذي درَس َ فأوعبَ، وهو الذي جمع فأوعى. رأيتُه في بخارى، ثم سار عنها، سمعتُ أنه يقيم في بلخ، يبلسم ُ أحلام المعوزين، وحين وصلتُها، أستوقفني طفلٌ بدمعتين كبيرتين : سيدي أصابك الفوات. فجأة ًصارت شاشةً بيضاء ذاكرتي، ثم ظهر في الشاشة، قوسُ قفا رجل ٍ، تصورتهُ يبحثُ عن ما ضاع منه ُ في هذا المكان.
مكثتُ أعاينهُ، ثم استدار صوب زقاق ٍ. فسطع َ سيداً مكتسياً المهابة، خطواته القصيرة تشي أنه يتنزه ُ. أما الآن فهو يمشي وقد تقوس أعلى عمودهِ الفقري، قدماه هادئتان في خطوهما، كأن يتحاشى أن يدوس كائناتٍ لا يراها سواه. رأيته ُ يسبّح، ولم أرَ مسبحته الزرقاء، ولا أرتمى ظله على جدار ٍ أو على أسفلت الزقاق. نفد صمتي، ناديته وأنا واقفٌ حيث كان يبحث: يا عم.. هل ضاع منك شيءٌ؟
توقف وعيناه ليست نحوي: مسبحتي، تتدلى في مقبض سيفي، وسيفي تدثره مصلاتي ومصلاتي في مشكاتي. سألته : مولاي : ماذا .. هنا؟ بعينين مغمضتين أجابني
: هنا فقدتُ صحبتي.
هنا..؟ كيف..؟
فقدتهم أثناء سقوط عافيتي من علوها.
#مقداد_مسعود (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟