أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - السيادة الوطنية














المزيد.....

السيادة الوطنية


عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)


الحوار المتمدن-العدد: 8538 - 2025 / 11 / 26 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السيادة الوطنية تشمل السياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم والصحة والدفاع. وهي روح الدولة الوطنية المستقلة وشرط تحققها.

غير أن السيادة في العصر الحديث ارتبطت بالممارسة الشعبية للديمقراطية، وقدرة الدولة على بسط نفوذها على مجالها الجغرافي، وبناء علاقاتها الخارجية على أساس استقلال قرارها، فضلا عن عدم ارتهانها لأي سلطةٍ خارجية، عدا سلطة القانون الدولي.

صحيح أن مبدأ السيادة دائم ومستمر نظريا، إلا أن صورتها وحقيقتها والمسئوليات التي تنهض بها تتغير مع الزمن أو يعاد توزيعها. ولا تعني التطورات الحادثة الآن نهاية مفهوم السيادة، ولكن تعني أن مفهومها متغير. فمثلا كانت السيادة، في العصور الوسطى، ملكا للأباطرة والملوك، ثم انتزعها الثوار ومنحوها للشعوب.
أما التطورات العالمية الحالية فقد أدت إلى تدويل السيادة وتوسيع نطاقها، بحيث لم تعد خاصة بالشعب والدولة وحدها ولكن أصبح يشارك فيها المجتمع الدولي ممثلا في القوى المتحكمة به. وبهذا المعنى، فإن ما يُشار إليه في الفقه القانوني عادة بمبدأ "المساواة في السيادة" أو مبدأ "المساواة بين الدول المستقلة ذوات السيادة"، فإنما هو مبدأ نظري ويكاد يكون العمل به مُنعمًا. وسبب ذلك أن السيادة ترتبط ارتباطا وثيقا من حيث طبيعتها بقدرات الدولة وإمكاناتها الذاتية، أي أن [القوة] هي شرط من شروط السيادة والحفاظ عليها، بكل بساطة لأن هذا العالم الذي نعيش فيه يفتقد إلى العدالة الدولية على كافة الأصعدة.

ومن هذا المنطلق، فالدولة التي لا تملك مقوّمات السيادة، لا يمكنها أن تكون سيدة على قرارها. ومن مؤشرات السيادة: السيطرة الكاملة على الثروات الوطنية تحت الارض وفوق الارض. اقتصاد قادر على الصمود، من ذلك القدرة على إنتاج الجزء الأهم من الغذاء والدواء والطاقة، تملّك قطاع صناعي/خدمي يوفّر العملة الصعبة، تنويع الشركاء وعدم الارتهان لقوة واحدة، التمتع باحتياطي نقدي محترم، تحالفات استراتيجية قائمة على المصالح المشتركة. جيش عصري محترف قادر على الردع. أجهزة أمنية موحدة غير مخترقة تشتغل ضمن القانون. قضاء مستقل قادر على فرض العدالة. نخب وطنية مسؤولة، تختلف في التفاصيل لكنها مُجمعة على المصالح العليا للدولة، الأمن، الاقتصاد، العلاقات الدولية، كيفية التصرف في الثروات... مواطنة مزدهرة وفرد محترم في كيانه، وحرياته محمية. شرعية داخلية مستقرة مجسّدة في احترام السلطة للقانون. حدّ معقول من التوافق الداخلي والدعم الشعبي. القدرة على التحكم في المعلومة، أمن سيبراني محترم، إعلام وطني قادر على مخاطبة الداخل والخارج. مؤسسات بحث واستشراف.
دون هذه المقوّمات يُصبح إدمان السلطة على رفع شعار السيادة الوطنية مجرد تصعيد نفسيّ وتعبير عن الشعور بفقدانها وليس العكس.

أما عامّة الناس فمن حقهم التمتّع بالأوهام لضمان سلامتهم من القلق وإرهاق التفكير. وليس غريبا نزوعهم للافتخار واجترار الدّجل واستحضار الأمجاد، هروبا من ألم الوعي بالحقيقة، وارتماءً في أحضان الوهم الجميل الذي يُعمق المسافة بينهم وبين الحقائق، فذلك أسهل بكثير من مغامرة وضع الواقع تحت مشرط النقد، لتشريحه ومقاربته بعدسات مجهرية تبرز الجراثيم والفيروسات التي سممت حياتهم، وخنادق الخراب التي أحاطت ببلادهم.
ولعل جزء كبير مما آكتُشِف بعد الثورة من ضعف ومعاناة وهشاشة مُعمّمة، هو من ثمار بذور الماضي التي حُجبت بالتّضليل وطوفان أناشيد الإنجازات والتقدم، والخطاب الدّعائي، وقصائد المديح، حيث كانت تسود مفردات التّمجيد، ليتوارى خلفها الواقع البائس بكلّ أوزاره.



#عزالدين_بوغانمي (هاشتاغ)       Boughanmi_Ezdine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوامل سقوط النظام
- سوريا ليست تونس: نقد القياس السياسي وبيان شروط سقوط الأنظمة.
- المسافة بين التجربتين: في بطلان قياس تونس على سوريا.
- التونسيون ليسوا ضد الديمقراطية، بل ضد من يختزلها في تجربة ال ...
- بين خطاب -التاسعة- وواقع العولمة: هل كلّ ناشط في المجتمع الم ...
- براغماتية الدولة: قراءة في التصويت الجزائري على القرار الأمر ...
- القرار 2803 أخطر ما صدر عن مجلس الأمن بشأن فلسطين منذ تأسيس ...
- منطق السلطة بين تطبيق القانون وحماية أمن الدول
- هل المشكل في الفساد أم في مكافحة الفساد؟ قراءة نقدية في الخط ...
- المشهد الرّمزي حول زيارة أحمد الشرع لواشنطن
- فوز زهران ممداني: بداية التحول البنيوي في المشهد الأمريكي
- مشروع قرار أمريكي لمجلس الأمن بصدد -إنشاء قوة استقرار دولية ...
- خصوصية الانتقال الديمقراطي في تونس وعوامل فشل التجربة
- لماذا لم يدافع الشعب التونسي عن -الديمقراطية-؟
- المقاومة والحواف الأخلاقية لضبط العنف الضروري
- الجدل المغلوط حولاتّفاقية التعاون الدفاعي بين توس والجزائر.
- الحرب على إيران والبيئة الاستراتيجية لإسرائيل الكبرى
- في الذكرى الثانية للطّوفان، دفاعًا عن المقاومة
- مقترح ترامب، مناورة جديدة، ومواجهة جديدة بين المقاومة وأعدائ ...
- كيف سقط النظام السوري؟


المزيد.....




- فيديو لحريق هائل يلتهم أبراجًا سكنية شاهقة في هونغ كونغ.. شا ...
- الجيش الإسرائيلي يطلق عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغرب ...
- حريق في مبنى شاهق بمنطقة تاي بو في هونغ كونغ يقتل 4 ويصيب 3 ...
- إضرابات في بلجيكا تعطل النقل العام والرحلات الجوية
- -قضاءٌ يُستخدم لإسكات الأصوات-: محاكمة شاعر الحراك محمد تجاد ...
- كاتس يهدد بحرب جديدة على لبنان.. وعبد العاطي في بيروت لمنع ا ...
- من التجسس إلى التخريب.. ألمانيا تعتزم وضع استراتيجية للتصدي ...
- هيئة تنظيم الاتصالات في فرنسا تطالب بمنع موقع أمريكي يُتيح م ...
- أوكرانيا: نشر مكالمة هاتفية للوسيط الأمريكي ويتكوف وهو يسدي ...
- وراء الأبواب المغلقة.. متلازمة الـ-هيكيكوموري- تكشف عن جيل ي ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - السيادة الوطنية