|
الحرب على إيران والبيئة الاستراتيجية لإسرائيل الكبرى
عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)
الحوار المتمدن-العدد: 8492 - 2025 / 10 / 11 - 20:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في كتابه الجديد الموسوم ب"استراتيجية إيران الكبرى" يُورِدُ الأكاديمي الإيراني/ الأميركي "والي نصر" خطابا لعلي خامنئي مرشد الثورة الإيرانية في جمع كبير من المسؤولين السياسيين وكبار قادة الامن والمراجع الدينية: "لقد تسلَّقت إيران السُّفوحَ، وأوشكتْ على الوصول إلى أهدافها. وعليها أن تستمرَّ في الصعود بإصرار، وألَّا تتعبَ من المسير. وألّا تنسى أنها كلّما اقتربت من قمة الجبل جدَّت أميركا في سدِّ الطريق أمامها".
كما تلاحظون هذا خطاب الجريح يُمكن أن نُطلّ منه على الهوية السياسية الإيرانية، وما يشوبها من ذاكرة جماعية قلِقة، دائمة التوجُّس من العدوان الخارجي، فالغزو العثماني والروسي والبريطاني جعل من إيران أمة لا تنام، وإذا نامت أُكِلت. ولكن خطاب المرشد يحيل أيضا على الاعتزاز العميق بالذات والتاريخ والإصرار على تسلُّق قمة الجبل، مقابل الإصرار الأميركي على سدِّ طريق إيران إلى القمة.
كانت إيران قبل الثورة حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة وإسرائيل، لكن الثورة أطاحت بالشاه، وجاءت بنموذج مختلف جذريًا. هذا النموذج اصطدم منذ لحظاته الأولى بحرب مدمّرة استمرت ثماني سنوات مع جار قوي ومنظم، مدعوم من دول الخليج والغرب معًا (ليس هنا مجال تفصيل أسبابها وما أُحيط بها). المهم خرجت إيران من الحرب مُحطّمة في الشكل والمضمون. فسياسيًا كانت معزولة دوليِا، واقتصاديًا مدمَّرة بالكامل، بنيتها التحتية مدمّرة، وثروتها الاقتصادية متهالكة، إذ كانت جميع منشآت النفط والغاز عبارة عن حُطام. على الصعيد المجتمعي، خرجت من الحرب بتركيبة اجتماعية جديدة ومشوّهة. فالحرب أعادت صياغة المجتمع من حيث لا تدري إيران ولا تنوي. حيث نشأت شرائح اجتماعية جديدة تُعدُّ بالملايين لم تكن موجودة قبل الحرب، مثل: معاقي الحرب وضحاياها، الأيتام، العائدون من الجبهات، عائلات المفقودين، عائلات الشهداء، الأسرى، عائلات الأسرى...
بمعنى أن الحرب شوّهت البنية الاجتماعية بالقوة، وأثرت على المقدّرات البشرية تأثيرا بالغا امتدّ لسنوات طويلة، وقد دفعت البلاد فاتورة ثقيلة بموجب ذلك التشوّه.
بالمعنى العسكري، وخاصة في المرحلة الأخيرة، لم تكن إيران، التي لا حُلفاء لها، تخوض حربًا عادية (جيش ضد جيش)، بل كان مشهد شعب استشهادي شبه أعزل من السّلاح يقاوم بجسده، ما أدّى إلى قتل نحو مليون ونصف شاب لاستعادة الأراضي التي كان الجيش العراقي قد احتلّها.
باختصار، انتهت الحرب ولم تمس الجنود والأرض والاقتصاد فقط، بل طعنت الهوية الوطنية، والمذهب، والذاكرة الجريحة، واستفزّت حضارةً وثقافةً وتاريخ أمة من أقدم أمم الشرق. أما النّصر الوحيد، فكان استعادة الحدود كما كانت قبل اندلاع الحرب المفروضة. ولو أضفنا إلى كلّ هذا ستّة وأربعين عامًا من الحصار، والخوف الدّائم من التفكّك على أسس عرقية (فُرس، أكراد، بلوش، أذريين...)، ذلك أنّ الجغرافيا الإيرانية، بما تنطوي عليه من تماس ديمغرافي مباشر مع عدد كبير من الدول المتعددة القوميات والثقافات، كثير منها يحمل تشابهات أو امتدادات داخل التركيبة الاجتماعية الإيرانية نفسها. وهذا الوضع فرض على إيران نمطًا خاصًا من التفكير الاستراتيجي تأسس على الخشية الدائمة من الانكشاف، ومن تهديد المركز. ما خلق معادلة تقول بأن التوسّع وسيلة لحماية الجغرافيا. والانكفاء يعني تمرّد الأطراف وسقوط القلب. فكلما ازداد حضور إيران خارج حدودها، كُلّما ابتعدت الأسوار عن "قلبها". بمعنى أن ما يُسمّى "أذرع إيران" أو "النفوذ الإيراني" ليس استراتيجية تأثير ورغبة في الهيمنة، بل استراتيجية تأمين الدّاخل. والحدود، في هذه الرؤية، لا تُرسم بخطوط على الخرائط، بل تُرسَم بالحضور الفعلي عبر محور قادر على الردع، هو امتداد عضويّ لفكرة الأمن القومي الإيراني. إنها تبعد الجبهة عن الداخل، وتمنح طهران القدرة على الرد من مسافات بعيدة. فهي تمارس ما يشبه "الرد الوقائي"، حيث يكون الرد على الخطر المحتمل في مناطق التماس، لا في الداخل الإيراني.
بهذا المعنى سياسة "الأذرع" ليست طارئة على بنية التفكير الإيراني، بل هي جزء من معمار استراتيجي أعمق: حماية القلب عبر خلق طبقات متعددة من الحضور خارج الجغرافيا الرسمية، بحيث تتحول إيران من دولة محاطة بالمهددات، إلى دولة تمتلك القدرة على تهديد من يهددها، أينما كان.
من المهم الإشارة إلى أنّ إيران تنظر لإسرائيل كعدو إستراتيجي وكونها ليست دولة عادية، بل "رأس الحربة" للمشروع الغربي في المنطقة، أي أنها امتدادًا للمصالح الأميركية والبريطانية والغربية عموما. ولهذا السّبب تتوجّس من الأنظمة العربية المُطبّعة مع هذا العدو سواء تطبيعًا علنيًا أو سرّيا. وبنفس الهلع تنظر إلى الدول التي تحتضن القواعد العسكرية الأطلسية (مثل قطر، البحرين، الكويت، الإمارات، الأردن...) لأنها "منصّات مراقبة وضغط" تُستخدم لتطويق إيران وضربها عند الحاجة. فالقواعد العسكرية في المنظور الدفاعي الإيراني لم تأتِ بموجبات اتفاقات دفاعية، بل هي أدوات للاختراق الأمني والاستخباراتي والسياسي للمنطقة. وأي وجود عسكري غربي في الجوار هو تهديد مباشر لسيادة إيران و"تطويق جيوسياسي" لممحاصرتها بأحلاف معادية تُحوّطُها (من أفغانستان شرقًا إلى الخليج جنوبًا، فالبحر المتوسط غربًا)، وأن التطبيع مع إسرائيل يُرسّخ هذا الطوق من خلال تمدّد نفوذها إلى العمق العربي والإسلامي.
واقع الحال إيران مُحِقّة لأن أجهزة الاستخبارات الغربية (وخاصة الأميركية والإسرائيلية) بالفعل باتت تعمل من داخل الدول العربية، إذ تستخدمها لجمع معلومات أو تنفيذ عمليات ضد إيران أو حلفائها. ولأن القرار السياسي في تلك الدول لم يعد سياديًا، بل بات مرتهنًا لإرادة القوى الكبرى، فتتخذ قراراتها الإقليمية وفق مصلحة واشنطن وتل أبيب. ولأن الاختراق طال كل مجالات الحياة بما في ذلك الاختراق الثقافي والترويج للنموذج النيوليبيرالي في الحكم والاقتصاد والمجتمع. ويكفي أن نراقب الإعلام العربي لنرى أن معظمه يشتغل ليلا نهارا على تشويه تشويه المقاومة بقدر ما يثابر في نشر ثقافة الهزيمة وتكريس الاعتراف بالاحتلال والتحالف معه، وخلق صراع وهمي مع إيران قائم على حواف الطائفة والمذهب بغاية إخفاء محور الصراع الحقيقي بين شعوب المنطقة من جهة والمشروع الصهيوني الإحلالي التوسعي المجرم.
لا يمكن لشعوب المنطقة تعديل بوصلة الصراع دون وعي بالجغرافيا.
حول الوطن العربي -الذي نحن جزء منه- هنالك ما يسمى"السياج الطبيعي" أي الحزام الجغرافي المحيط بالعالم العربي من الشرق والشمال والجنوب الشرقي، وهي دول ذات وزن سُكاني وعسكري واقتصادي وثقافي كبير: تركيا، إيران، باكستان، إثيوبيا. وهي جزء من منطقتنا، ولها تاريخ طويل من التفاعل (صراعًا أو تعاونًا) مع العرب. من طبيعة التوازنات الإقليمية يُفترض وجود علاقات شراكة مستقرة ومتينة مع هذه الدول يمنح الوطن العربي هامش مناورة أوسع، ويقلّل من احتمالات التهديد. بدلًا من أن تكون هذه الدول أدوات تدخل أو ضغط على العالم العربي (كما حدث في أحيان كثيرة). وكان من الضروري العمل على أن تصبح لنا معها شراكات استراتيجية في ملفات الأمن الإقليمي، الطاقة، والمياه، والتنمية، والثقافة ... وحين تكون هذه الدول مستقرة وغير معادية، فإن ذلك يوفّر للعرب بيئة أمنية أقل توترًا، ويُقلّل من مخاطر التوسع والتدخل لإحداث الفتن. ثم أحببنا أم كرهنا، هذه دول مجاورة تمثل معابر للطاقة، وأسواق ضخمة، وقوى مؤثرة. والدخول في شراكات معها يعزّز موقع العرب في التفاوض مع القوى الكبرى، ويفتح آفاقًا للتنمية والاندماج الإقليمي بعيدًا عن التبعية للغرب. وأعتقد أن هذا هو المنطلق الذي سيقود الأجيال القادمة.
أما إذا كانت دول "السياج الطبيعي" تعاني من الفوضى أو الاحتلال أو التبعية الكاملة لقوى معادية للعرب، فإنها ستتحول تلقائيًا إلى منصّات تهديد وبوابات تدخّل خارجي في العمق العربي، كما رأينا في حالات الاحتلال الأمريكي لأفغانستان أو التوتر في العلاقات التركية–العربية. ولست بصدد الدعوة إلى تحالفات عاطفية كما قد يظنّ البعض، بل إلى علاقات مصلحية عقلانية تُعيد هندسة التوازن الإقليمي لصالح الأمن القومي العربي، وتخفّف من اختلالات التبعية للقوى الغربية. وهذه الأطروحة تزداد راهنية في ظل التغيرات الكبرى التي يشهدها النظام الدولي. وعلى كل حال يمكن أن ننهض غدا صباحًا لنجد أردوغان قد سقط، أو النظام في طهران. ولكن من المؤكد أن تركيا وإيران ستظلان دولتين محوريتين مؤثّرتين، لا يمكن تجاهل دورهما في الأمن والاستقرار في عموم المنطقة بحكم الموقع والمكانة والعلاقة مع القوى العالمية.
بعد هذا كلّه، نفهم الآن إيران، ومن أين ولد قلقها الجغرافي، وصبرها الإستراتيجي، وتمسّكها بسقوف الثّوابت، و"تبسيم" أبواب التّفاوض بحذر، واستخدام لغة مرنة عقلانية ترافقها سياسة دائمة التأهّب للحرب. وعلى سبيل المثال تفاوض الإيرانيون ببراعة محمد جواد ظريف مع أمريكا والغرب، وتوصلوا لاتفاق 2015. ولما انقلب الامريكان على عهودهم، استفادوا من ذلك، وحسّنوا قدراتهم الصاروخية، إذ تبين لهم أن الحرب عليهم قادمة لا محالة.
والآن كذلك، لأنهم عادوا إلى مائدة التفاوض، من دون أن يُقدّموا أية تنازلات جوهرية تمسّ من هيبة بلادهم، في حين كان ترامب يطالبهم بالاستسلام دون قيد أو شرط، فهم يعلمون أن ضربة أخرى قادمة. لذلك لم تهدأ التعبئة والتحشيد منذ انتهت حرب جوان الفائت. ولعل من يتابع الصحافة الإيرانية سيلتمس في الخطاب الرسمي الموجّه شعورا جماعيا بالكرامة والهوية. فإيران، على خلاف كثير من الدول الوظيفية المُلفّقة، تخاطب شعبها والعالم بلغة الكرامة لا الاستجداء. يعني هناك تعبئة نفسية وروحية حول فكرة "الدفاع عن الأمة"، حتى لو اختلف الناس في تفاصيلها. وهذا يعزز تماسك المجتمع ضد الضغوط الخارجية، واستعدادا لحرب يقولون إنها قادمة. في حين تشعر شعوب أخرى مجاورة باليأس ناجم، مع الأسف، عن الانفصال الروحي والوجداني بينها وبين أنظمتها.
بغض النظر على أننا لا نعتبر النموذج المجتمعي الإيراني مثالا يُحتذى به، بقطع النظر عن الموقف من هذا النظام، فهو حاضر وممتد وله رواية وهوية يَبنى عليها ولاء السكان للدولة. ولذلك نلتمس نوعا من الخصوصية في مفردات الخطاب الإيراني الموجه للشعب. فهي لا تقدم نفسها كدولة فقط، بل كأمّة لها رؤية ومظلومية ومشروع. وعندما تتكلم تُسمِع الآخرين، وكلما تحرّكت تحرّك كل من حولها. ولا تقبل الاستسلام أو التراجع، لشدّة إيمانها بحقها في العيش كأمة حرة بين الأمم.
بهذا المعنى نفسه نفهم قصّة النّزاع على قمة الجبل بين إيران وعدوّها، وفي السياق نفسه نحاول فهم خلفية الحرب الصهيونية القادمة على إيران، خلفياتها، مساراتها المُحتملة، ووانعكاساتها على العرب والمسلمين لأعوام، وربما لعقود مديدة.
فسّر خبراء النّووي من فُرس وعرب وعجم ما قاله المرشد علي خامنئي بخصوص قمّة الجبل بلغة علمية باردة ومباشرة، فقالوا إن إيران أصبحت على عتبة اكتساب القوة النووية، ولم تعُد تحتاج سوى القرار السياسي ومدة محدودة جدا من الزمن. ولعلّ هذا ما يفسِّر الحرب الإسرائيلية الأميركية الأخيرة التي شُنّت لِمنع إيران من الوصول إلى قمة الجبل.
ما يهمُّنا هنا، على وجه الحصر، هو أن قرار منع إيران من النّهوض أولا قرار غربيّ وليس إسرائيلي أو أمريكي فقط. وثانيا أنّ هذا العائق لا يقتصر على إيران، بل ينطبق على جميع الدول العربية والمسلمة دون استثناء. وبناء على هذه الحقيقة فالحرب الجديدة تدخل ضمن استراتيجية استعمارية ثابتة ألا وهي منع المسلمين والعرب من امتلاك قوة نوعية، أو بناء مناعة استراتيجية. وحين نتذكر تدمير العراق بمناسبة ما يجري تحضيره لِكسر إيران اليوم، لا يمكننا أن نفهم سوى كون المشروع الصهيوني يسعى لضرب المسلمين واحدا تلو الآخر.
لقد كان على إيران والعرب أيضا وغيرهم من دول المنطقة إدراك السعي الصهيوني الأميركي منذ أمد بعيد. وكان على النّخب بصفة عامة توسيع المدارك لرؤية الهموم المشتركة بين أهل المنطقة بشكل يمكنهم من حماية مقدرات بلدانهم ومستقبل شعوبهم. فالمشروع الاستعماري بكل أشكاله مازال كما كان، وسيظل، يستهدف جميع شعوب المنطقة، وجميع دولها، إمّا بالإلحاق والتجويف، أو بالحرب والتدمير.
أما سياسة الإلحاق والتجويف فهي هدر للإمكان الذي تملكه الدول، وهو امتداد لمواريث الاستعمار البريطاني، وخلاصته حرمان دول المنطقة من استقلال القرار الاستراتيجي وبناء القوة النوعية، وذلك بالتسلّل داخل بِنْيتها الحاكمة، واختراق قرارها السّياسي، مما يجعل الدولة سليبة الإرادة، تدور في الفلك المعادي كيفما دار، مهما كان حجمها وقوَّتها الكامنة. وأسهل طريق لذلك هو العبث بالمعادلة الداخلية، وضمان ألَّا يصل إلى السلطة إلّا خاضع، فاقدٍ للإحساس بالكرامة الوطنية، مُستعدّ لبيع رأس البلاد حماية لرأس السلطة، ولا بأس أن يُسمح له برفع شعارات جوفاء، يغطي بها سوأته. وقد نجحت الولايات المتحدة في تجويف عدد من الدول العربية، فأهدرت مقدراتها وحوّلتها إلى دول متسوّلة.
أما منهجُ التحطيمِ، فليس إلا هدمًا لبُنيانِ الدولة وهدًّا لأركانِها؛ جوهره تفكيكُ مؤسَّساتِها حين تَخلَعُ طوقَ التبعيةِ، أو يُصرُّ شعبها على استقلالِ القرارِ والسّعيِ للتحرر الوطني وبناء الديمقراطيةِ. فيُمسَخُ هيكلُها، وتُستلَبُ مقدَّراتُها، وتُفقدُ أدواتُ ثباتِها. ونحن العرب لنا على ذلك حُجّة في كل مضرب: العراق وليبيا وسوريا والسودان ... وبهذا التهشيم وتبديد عناصر القوّة، تُقصى الدولةُ المستهدفة من معادلاتِ التأثيرِ الاستراتيجي، فلا يعودُ يُجدي من يتولّى الحكمَ فيها؛ أكان مواليًا للهيمنةِ الأميركية ـ الإسرائيلية، أم خارجًا عليها، إذ يغدو في الحالتين مجرّدَ كيانٍ منزوعِ الإرادةِ، فاقدِ الفاعلية.
الغاية من سياسة التحطيم الممنهج هي تحويل الثورات الشعبية إلى صراعاتِ أهليّةِ، إذ نفذ المستعمر من شقوقِ التصدُّعاتِ التي أحدثتها الانفجارات الأولى، فأغدق على الأطرافِ المتقاتلةِ وسائلَ القتل والإبادةِ، لحرمان أيّ منها حسمِ المعركةِ لصالحه. فتبقى ماكينة الدّم تدور بلا توقّف إلى أن تذوي قوةُ الدولةِ، وتتفكّكُ بنيتُها، فتُقصى من معادلاتِ القوةِ وتُمحى فعاليّتها.
هذه المأساة المتكرّرة في شكل لعبة عجيبة، ستُدركها الأجيال القادمة من العرب والإيرانيين والأتراك. سيفهمون كيف يفكر الأميركي والإسرائيلي في إخضاع هذه المنطقة والتحكم بمصائر شعوبها من خلال التجويف والتحطيم. وستقطع مع السذاجة التي تقود حُكّام اليوم للاعتقاد بأنهم يستطيعون بناء المجد على أشلاء الأخ والجار. وسهَّلوا بذلك مهمة كل عدوٍّ طارق باب المنطقة، دون الانتباه إلى "المصير المشترك" كأحد أهم الأحكام الباتّة للجغرافيا.
كان شاه إيران رجل أمريكا في المنطقة وحليف إسرائيل الأول. أسقطته الثورة التي استمرّت ثلاثة عشر شهرًا، ورفضت الولايات المتحدة الاعتراف بالحكم الجديد وتسليم الشاه الذي كان في واشنطن قبل أن تمنحه مصر اللجوء السياسي. فتولّدت سلسلة من التداعيات وردود الفعل الإقليمية والدولية، فهمها الخميني على أنها "تآمُرا على ثورة الشعب الإيراني"، وأدّت الأحداث المتواترة إلى أزمة الرّهائن الامريكان في طهران، والتي بلغت ذروتها بعد فشل المفاوضات الدبلوماسية في إطلاق سراحهم. أمر الرئيس جيمي كارتر الجيش الأمريكي بتنفيذ مهمة إنقاذ أُطلق عليها اسم "عملية مخلب العقاب". فشلت المحاولة التي جدّت في 24 أفريل 1979 ، وأسفرت عن قتل ثمانية جنود أمريكيين بعد اصطدام إحدى المروحيات بطائرة نقل. على إثر ذلك استقال وزير خارجية الولايات المتحدة سايروس فانس من منصبه. وتدهورت شعبية الرئيس كارتر المُقبل على انتخابات.
في الخلال، استقال الرئيس العراقي أحمد حسن البكر في جويلية 1980، فخلفه صدّام حسين الذي استهلّ حكمه بغزو إيران في سبتمبر 1980، أي بعد شهرين من تولّيه الرّئاسة حالما بأن يلعب دور الرجل الأقوى في المنطقة. اندلعت الحرب العراقية الإيرانية. وهذا ما دفع الحكومة الإيرانية إلى الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة حول الرهائن، بوساطة الجزائر.
في نوفمبر خسر كارتر الانتخابات، ولم يتم الإفراج عن الرهائن إلا في اليوم التالي لتوقيع اتفاقية الجزائر، بعد دقائق فقط من أداء الرئيس الأمريكي الجديد رونالد ريغان اليمين الدستورية في 20 جانفي 1981.
قبل أن يدخل البيت الأبيض، التقى ريغن بهنري كيسنجر، ليستشيره في الاستراتيجية الأميركية الناجحة تجاه الحرب العراقية الإيرانية. فكان ردّ كيسنجر بسيط وواضح: "المصلحة الأميركية تكمن في استمرار الحرب العراقية-الإيرانية، فاحرص على استمرار القتال بين البلدين"! وهكذا كانت سياسة الامريكان طيلة تلك الحرب المدمرة التي لا تزال المنطقة تدفع أثمانها حتى اليوم، فقد طبّق ريغن ومن خَلفه هذه النظرية بأمانة، وظلت الحكومة الأميركية تزوِّد إيران والعراق بوسائل الاستمرار في القتال، ومنع كل منهما من حسم الحرب لصالحه، حتى تستمر ماكينة الدم تدور وتحصد مقدرات الشعبين.
بهذا المعنى كانت الحرب الإيرانية العراقية، التي طالت ثمانية سنوات، بفعل فاعل، هوّةَ سحيقة وقع فيها العراق وإيران خدمةً للمشروع الصهيوني، ونفقا مظلمًا أُعِدَّ لينزلق فيه البلدان، ويتورَّطان بحرب استنزاف طويلة تدفع باتجاه هدفين: تحييد قدرة العراق لأنها قوّة من المحتمل أن تكون عاملا حاسما في المواجهة مع العدو الصهيوني آنذاك. ثم ترْك الحرب سرطانا يأخذ ضريبته الباهظة من جسد البلدين، ودائما لصالح الكيان الصهيوني.
عندما اشتدّ وطيس الحرب على سوريا في 2014 نشر الأميركي أدوارد لوتواك مقالا في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان: "في سوريا تخسر أميركا إذا فاز أيٌّ من الأطراف." وفيه ذكّر بنظريته "إعطاء الحرب فرصة" التي سبق وطرحها في مقال شهير بهذا العنوان عام 1999، دعا فيه إلى عدم التدخل لإنهاء الحروب في هذه المنطقة، وترْكها تأخذ مجراها الدّموي، ثم فرْض حلٍّ أميركي. حيث يقول: "إن الاستنزاف الطويل الأمد في هذه المرحلة من الصراع (في سوريا) هو المسار الوحيد الذي لا يضرُّ المصالح الأميركية". ثم ختم قائلا:"سلِّحوا المتمردين كلما بَدَا أن قوات السيد الأسد في صعود، وأوقِفوا دعمهم كلما بَدَا أنهم سيكسبون المعركة.". وما كانت المحنة السورية لتطول لولا الاستراتيجية الأميركية في "إعطاء الحرب فرصة" خدمة للتفوق الإسرائيلي، وترسيخا للنفوذ الأميركي.
وتستمرّ سياسات التحطيم بجميع الأشكال والوسائل، بما في ذلك إثارة جراح الماضي السّحيق، والاستثمار في تصدُّعات الديمغرافيا، بتجلياتها التاريخية والقومية والطائفية، واستثارة عواطف الحمقى والمغفَّلين، المهووسين بخوض حروب الماضي في الحاضر، وللمولَعين بـقتل الأحياء وإحياء الموتى.
لقد تعوّد الغرب، الذي خبِر المنطقة وأهلها وتناقضاتها، استهداف طرف واحد من أطراف المنطقة، أو محاصرة مُكوِّنٍ واحد من مكوناتها، مُتظاهرا بصداقة وتبجيل أطرافها الأخرى من أجل تخدير حاسَّة التّضامن بين شعوب المنطقة. وقد رأينا مثالا مريرا على ذلك، في أعوام تدمير العراق وحصاره الطويل في التسعينيات، ثم احتلاله وتحطيمه ابتداء من عام 2003.
بناء على كلّ ما تقدّم من عرض لدروس الماضي، لا يمكن فهم الحرب على إيران التي شهدنا فصلها الأول في جوان الماضي، في انتظار الحلقات القادمة، خارج سياق الوصاية الغربية على المنطقة، وترسيخ بيئة استراتيجية عامة تسمح بإخضاع دولها بالكامل للإرادة الإسرائيلية، بعد أن بدأت أميركا تتخفَّف من "أعباء الشرق الأوسط" حتّى تركِّز قواها على الصراع الأكبر مع الصين في شرق آسيا. وهذا صار أمرا مُعلنًا وصريحًا، ولم يعد مخططًا سرّيًّا.
ولأن إسرائيل لا تملك قدرات الولايات المتحدة، كما أن هذا العصر غير العصر الذي تسيَّدت فيه الإمبراطوريةالبريطانية، تُراهن الاستراتيجية الإسرائيلية -المدعومة أميركيًّا- على التّطبيع العربي المجاني الذي تقوده نُخبٌ فاسدة تعتنق فكرة أن إسرائيل هي القوة الوحيدة القادرة على ضمان استمرارهم في السلطة. ونحن نراقب كيف أن عددا من الدول أقدمت على عقد معاهدات سلام مع إسرائيل على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية دون أن تكون في أيّ نزاع مع العدو، ولا حتى لها حدود مع فلسطين المحتلة. وهذا ما زاد في الغطرسة الصهيونية ورفع سقوف المطامع المتطرفة والإحساس بأن مشروع إسرائيل الكبرى ممكن جدّا، ولا يتطلّب سوى كسر شوكة إيران بوصفها القوة الإقليمية الوحيدة الرافضة للوجود الصهيوني.
وما يُثبت أن المشروع استعماري بقيادة الولايات المتحدة وليس فقط إسرائيلي هو الدّور الأميركي في الحرب الأخيرة على إيران الذي اتّسم بالخداع وأخلاق قُطّاع الطُّرُق، بحيث نجح ترامب في مغالطة الإيرانيين، فتظاهر بأنه جادٌّ في توقيع اتفاق نووي جديد معهم، وخدَّرهم بتصنّع التفاؤل، وإظهار المرونة، بما أوقعهم في الخديعة. وهكذا تمكنت إسرائيل من مباغتتهم بالعملية في الساعات الأولى من صباح يوم 13 جوان الماضي، وكادت الدولة الإيرانية تفقد توازنها. وقد ثبتت من تلك الضربة الأولى أن الإيرانيين لم يكونوا مستعدين، ولذلك فقدوا أكبر قادتهم العسكريين، وخيرة علمائهم. ثمّ تأكد لاحقا أن قرار الحرب آتُّخِذ بالتنسيق مع الأميركيين.
كسْب الصهاينة الضربة الأولى المفاجئة لم يُكسبهم الحرب. ولم يستمتعوا طويلا بنجاح الخدعة الأولى، وسرعان ما بدأت المعركة. وفشلوا في الوصول إلى قلب البرنامج النووي الإيراني المُخبّأ في عمق جبل حصين، ولا هم وصلوا إلى مخزون اليورانيوم المخصَّب. وتوقفت الحرب بعد إثني عشرة يوما وكل دوافعها لازالت قائمة. وهذا يعني أنها ستُستأنف في أيّ لحظة، إلا إذا تغيّرت الوقائع. فكل حرب لها حقائقها الخاصة، وما من أحد بإمكانه القطع بمعرفة مسارها ومآلاتها بسبب ما قد يطرأ من عوامل خارج حسابات الخِطط والنّوايا. ومع ذلك تبقى هنالك مسارات مُحتملة انطلاقا من حاصل المعطيات المتوفرة. :
أولها أن الإيرانيين، كما شرحنا في أعلى هذه الورقة، أمة عنيدة وذات ثقافة انتقامية عميقة، وهم صُبُرٌ في الدفاع عن سيادتهم بقدر ما كانوا كذلك في مواجهة الاستنزاف والحصار لمدة تناهز خمسين عاما.
ثانيا، البرنامج النووي والصاروخي هو رأسمال الاستراتيجية الإيرانية، والتمسك به مسألة حياة أو موت، وليس أمرا بسيطا يمكن التنازل عليه بالمفاوضات أو بالحرب.
ثالثا، الإيرانيون لا يثقون بالغرب، ولن يُسلّموا رقبة بلادهم حتى لو فُرِضت عليهم حرب وجودية وتحالف ضدهم العالم بأسره. مع ذلك قد ينتهجون سياسة المراوغة الدبلوماسية، وقد يُعلنون استعدادهم للتخلي عن تخصيب اليورانيوم، دون تخلٍّ عن برنامجها النووي والصاروخي، مقابل رفع الحصار، لكسب الوقت، إلى حين استكمال بناء الحصانة النووية. على أن الصهاينة والأمريكان مُصمّمون ليس فقط على إزالة أسباب القوّة الإيرانية، بل انتهاك سيادتها وتحطيم مكامن العزّة الوطنية من خلال الدخول إلى أيّ موقع يختارونه بذريعة التّفتيش والتّحقق، مثلما كان الحال مع العراق.
الخيار الأكثر احتمالا هو نجاح إيران في تصنيع القنبلة النووية التقليدية بما في حوزتها من اليورانيوم المخصَّب الآن بنسبة 60%، و يقول الخبراء أن هذه الكمية كافية لبناء عشر قنابل نووية، ذات أثر تفجيري لا يضاهي القنبلة النووية المكتملة، لكنها سلاح رادع.
أمّا إذا هاجمت الولايات المتحدة وإسرائيل إيران في قادم الأيام هجوما ساحقًا، فلن يبقى لطهران ما تخسره، وستميل إلى توسيع نطاق الحرب، ونشر الحريق باستهداف المصالح الأميركية وإحداث أزمة عالمية في الطاقة تحول الصراع من صراع إقليمي إلى صراع دولي. ومن المعلوم لمهم أن إيران دولة ذات أهمية استراتيجية في الجغرافيا السياسية لروسيا، إذ تقع على حدودها الجنوبية. وذات أهمية استراتيجية من منظور اقتصاد الطاقة بالنسبة للصين. وليس من السهل على روسيا ولا على الصين السكوت على تدمير إيران والاستيلاء على مقدراتها
ضمن كل هذه السيناريوهات المحتملة، يبقى أفضلها بالنسبة للجوار العربي هو توقف الحرب، ونجاح إيران في تصنيع سلاح نووي، لأنه لا يمكن وقف انفلات الحلم التوسعي الصهيوني والهيمنة على منابع النفط في الخليج العربي دون اكتساب إحدى الدول المحورية للرّدع النّووي. أما تحطيم إيران فهو بداية العصر الصهيوني وإخضاع العرب والمسلمين لزمن طويل.
منذ تسعينات القرن الماضي امتلأ الفضاء العربي بالعداء لإيران، وتصاعدت الفتنة الطائفية بنفس القدر الذي تدحرج به قطار التطبيع مع الكيان الصهيوني. يجري هذا المخطط وسط موجات متلاحقة من التحريض والتجييش وإثارة العواطف واستدعاء معاني الفتنة الكبرى واستعداء إيران الشيعية لتوسيع منفذ الاختراق الصهيوني للبيت السياسي والوجداني العربي. والقائمون على هذا البرنامج يستخدمون إحياء جميع التناقضات، ويوظّفون التباينات الأيديولوجية والعقائدية لجعل إيران عدوّا رئيسيا بدل المشروع الصهيوني، ويراهنون في ذلك على الذاكرة المثقوبة التي لا تعتبر بما تعرّضت له المنطقة من تجزئة وتخريب، على يد القوى الاستعمارية الغربية، منذ نهاية الحرب العالمية الأولى ووعد بلفور وإنشاء دولة إسرائيل، وما ترتّب على ذلك من مآسي.
لكل هذا، علينا أن نتذكّر أنّ وضع إيران اليوم هو نفس وضع العراق عام 2003. وأن حقائق الصراع تؤكد أن المستهدَف اليوم ليس إيران فقط، والمستهدف أمس ليس العراق فقط، بل هي المنطقة ومقدّراتها وشعوبها. فالاستعمار عمل دائما على تحطيم نظام مناعة هذا المجال الجغرافي العربي والمسلم، وضرب مقومات قوَّته الكامنة، سواء كانت في مصر أو في العراق أو في سوريا أو في تركيا أو في إيران أو في الجزائر. وكلّ ما في الأمر أن التحطيم يجري قطرة قطرة وبالتقسيط، حتّى يبتلعه المغفّلون.
لا شكّ أن للعرب تناقضاتهم مع دول الجوار سواء كانوا إيرانيين أو أتراك. ولكن للمحاسبة والنقد توقيتًا ولغةً وسياقًا، وللمناصرة والدعم توقيت ولغة وسياق. أما حين يستبيح العدو هذه المنطقة باستهداف إيران، فمن الحكمة السياسية والواجب الأخلاقي وبالبعد الاستراتيجي يجب دعم إيران، ليس لأنها إيران، بل لأن طبيعة الاستهداف جزء من العدوان على شعوب المنطقة، وله ما قبله، مثلما سيكون له ما بعده من التّمادي في استهداف مصر والسعودية والجزائر إحكام الهيمنة الصهيونية بالكامل. وعليه لا يمكن فهم فرح بعض العرب باقتراب ساعة تحطيم إيران على أنه تصفية للحساب معها تحت النيران الإسرائيلية وحسب، بل هو بلاهة مكتملة الأوصاف إن لم يكن خيانة وسير في ركاب عدوِّ إحلالي استيطاني توسّعي تعثّر بفلسطين، ولكن مشروعه يقضي باستعباد العرب والمسلمين.
إنّ ما تُردّده بعض الدوائر والأبواق المرتبطة بالمشروع الصهيوني من تحيز قومي، وتعصب طائفي ضد إيران اليوم، مستخدمين دُعاء مجهول النّسب يقول "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين"، ومن شدة تكراره ظن الناس أنه قاعدة إيمانية. والحقيقة أنه لم يرد عن النبي ولا عن أصحابه، وما قال به عاقل أبدا، إنما يردده الذين لا يملكون الحاسَّة الاستراتيجية التي تضع القول في سياقه والجهد في موضعه، فينشرون ثقافة الدروشة والتضليل خدمة لمشروع صهيوني ليس لهم فيه من نصيب سوى سوء العاقبة لبلدانهم وشعوبهم.
أبدا ليس معذورا من يسكت أو يشمت أو يُحرّض الأمريكان والصهاينة على إيران مهما كانت الأسباب والدوافع.
#عزالدين_بوغانمي (هاشتاغ)
Boughanmi_Ezdine#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الذكرى الثانية للطّوفان، دفاعًا عن المقاومة
-
مقترح ترامب، مناورة جديدة، ومواجهة جديدة بين المقاومة وأعدائ
...
-
كيف سقط النظام السوري؟
-
حول مسألة -المساجد في المعاهد التونسية-
-
حنظلة تونس في شوارع الليل ، حتى لا ننسى !
-
تمييز السياقات هو الحدّ الفاصل بين القراءة الموضوعية وسردية
...
-
-المؤامرة الغربية لإسقاط نظام قيس سعيّد- بين الوقائع والدّعا
...
-
بخصوص مشروع قانون -استعادة الديمقراطية في تونس-.
-
مرّة أخرى دفاعا عن التاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل وحزب
...
-
الاتحاد العام التونسي للشغل والحزب الحاكم: فروق جوهرية لا يج
...
-
الأزمة النقابية في تونس: بين فساد البيروقراطية وتواطؤ الفاعل
...
-
مقاومة الاستعمار خيار شعبي، وكل الحكومات معادية لبنادق الثوّ
...
-
من التبعية إلى التمويه: أوروبا بين الإخضاع الأميركي والاستثم
...
-
النظام السوري وازدواجية الأداء في لبنان وفلسطين
-
سوريا الأسد: في توازن السلاح والسياسة، دعم المقاومة كتحجيمها
-
العدوان الصهيوني ومشروع إسرائيل الكبرى
-
الصهاينة يريدون سوريا مقسمة
-
الفتنة الطائفية في سوريا صنيعة الخارج
-
صعوبة التّمييز يخلق فوضى النقاش حول المُستهدف من التغيير: ال
...
-
صفقة ترامب/نتنياهو: هدنة في غزة مقابل -شرق أوسط-إسرائيلي
المزيد.....
-
مصر: بيان من 6 نقاط بشأن مواجهة الحكومة لفيضانات سد النهضة ب
...
-
باحثون صينيون يبتكرون طريقة لتحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا
...
-
عشر غارات في ليلة واحدة... إسرائيل تدمر مئات الآليات الثقيلة
...
-
تتويج للدور الريادي المصري: الاتحاد العام لعمال مصر يُثمن ان
...
-
الإليزيه: ماكرون يزور مصر الاثنين لدعم اتفاق غزة
-
من الخيام إلى الركام.. ولكنهم يعودون
-
زلزال ثالث يضرب الفلبين خلال يومين
-
كاتب تركي: نتنياهو قبِل خطة ترامب لكنه يفكر كيف يفشلها
-
عاجل.. مراسل الجزيرة عن مصدر أمني: اشتباكات بين القوات الأفغ
...
-
نصف مليون يعودون إلى غزة وأرقام صادمة عن الدمار الهائل
المزيد.....
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
المزيد.....
|