أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - الصهاينة يريدون سوريا مقسمة














المزيد.....

الصهاينة يريدون سوريا مقسمة


عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)


الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصهاينة غير معنيين بالتطبيع مع سوريا تجاوزوا هذه الحكاية، وهم اليوم في مكان آخر وبرنامج آخر يعتقدون أنه الممرّ لإقامة إسرائيل الكبرى.

من بين المؤشرات على أنهم لا يهتمون ب"السلام":
شخص أبو مازن مثلا، هذا الرجل يحبّ إسرائيل حبًّا حقيقيًّا، ويكره المقاومة. ولا يؤمن بمسألة الكرامة وهذه الأمور. وقابل يشتغل مُنسق أمني، رئيس بلدية، ومع ذلك لا تريده إسرائيل.

المثال الثاني، لنظام الجديد في دمشق عبّر منذ اليوم الأول عن استعداده للتطبيع، ولم يتصدَّ ولو بطلقة واحدة لِتدمير المقدرات العسكرية السورية. وبعض التقارير تتكلم عن لقاء في أذربيجان بين الجانبين، تم في الاتفاق عن مفاوضات برعاية الأمريكان والعمانيين.
مباشرة بعد يومين من اللقاء قصفت إسرائيل مقر وزارة الدفاع في دمشق.
ماهو المغزى من ذلك؟
المغزى السياسي لسلوك نتنياهو، هو أن إسرائيل تريد سوريا مقسمة إلى أربع دويلات هشة سُنيّة وعَلوية وكُردية ودُرزية، ولا يريد "وجود" سوريا موحدة حتى وهي مُطبّعة ومستسلمة.

لماذا السلام مع سوريا ليس هو الحل بالنسبة لإسرائيل؟

لأن سوريا لم تحارب إسرائيل منذ 31 ماي 1974 تاريخ المصادقة على اتفاقية "فك الاشتباك" المعروفة ب"اتفاقية الهدنة". حدثت مناوشات عديدة، تطورت أحيانا إلى مواجهات محدودة بين الجيشين (خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975 - 1990)، 2003، 2013، 2017، 2018، 2019،، ومنذ طوفان الأقصى اعتدت إسرائيل آلاف المرات، ولكن النظام السوري لم يدافع عن سوريا لا نظام بشار، ولا النظام الحالي.

من جهة أخرى، وفي نفس سياق الإجابة عن سؤالنا أعلاه. من المهم التّذكير بأنّه بعد اتفاقية كامب ديفيد، خرجت مصر من الصراع العربي الصهيوني. ولكن بقيت سوريا. صحيح لم تحارب كما رأينا، ولم تسع لاسترداد الجولان بالقوة، ولكنها شكّلت، بالمعطى العسكري، الجدار الأساسي في سياج النار المحيط بإسرائيل، والعقدة الاستراتيجية في الجبهة المعادية لإسرائيل، باعتبار سوريا هي مركز التدريب وخط الإمداد التسليحي والتمويل، والشريان المعنوي للمقاومة في لبنان وفلسطين.

أما بالمُعطى السياسي، فلم تكن سوريا حاضنة لفصائل المقاومة وحسب، بل صنعت لها غطاءً متينًا سمح لها بالتحرّك على المستوى العربي والإسلامي..

لهذا كله أعتقد بأنه مهما كان الحاكم في سوريا، سواء أحمد الشرع أو غيره، تظل علاقة سوريا بالقضية الفلسطينية أكبر من النظام، لأنها مسألة محكومة بالجغرافيا والتاريخ وسكان المنطقة.
فالتزام سوريا بالقضية الفلسطينية لا علاقة له بالنظام الحاكم. وعندما نقول سوريا كانت مقر الحركة الوطنية الفلسطينية منذ الثلاثينات من القرن العشرين، حتى وهي تحت الاحتلال الفرنسي. وحين نُذكّر بأن لسوريا النصيب الأكبر من الانخراط في النزاع ضد إسرائيل منذ مئة عام... لا نقصد التزام حكام سوريا بالحق الفلسطيني، وإنما للتأكيد على أن هذه مسألة لها علاقة بنظرة سوريا لنفسها وتعريفها لكيانها، وبرؤيتها لموقعها ولدورها في قضيّة فلسطين.

هنا أقصد سوريا ك[جمع]، أو "سوريا العميقة" إذا صحّت العبارة، ولا أقصد النظام السياسي القائم.

هذا أمر ثابت لم يتغير منذ ولادة النظام الإقليمي الشرق أوسطي الذي نعرفه الآن، سواء كان الحاكم هاشم الأتاسي أو أديب الشيشكلي أو شكري القوتلي أو جمال عبد الناصر أو حافظ الأسد.. ولا واحد من هؤلاء تجرّأ على الاعتراف بإسرائيل. الوحيد حسني الزعيم، وصل للسلطة بانقلاب دبّره الأمريكان، مقابل التزامه بعقد اتفاق تسوية مع الدولة اليهودية التي أُعلن إنشاؤها منذ سنة آنذاك. فكان مصيره أن أطاح به السوريون خلال أشهر، وأعدموه.
يعني منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وسوريا غارقة في القضية الفلسطينية إلى العنق. حتى أن الفصيل الذي دبّر طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، أطلق على نفسه كتائب "عزالدين القسام". وعزالدين القسام رجل سوري من اللاذقية هو من قاد الثورة الفلسطينية الكبرى (1936 - 1939) . ولم يكن أهل جينين حيث آستُشهد الشيخ أو أهالي حيفا ويافا وعكا والناصرة يرونه غريبا عن بلادهم. أما هو فقد قرر محاربة البريطانيين والعصابات الصهيونية لأنهم احتلوا بلاده.

بهذا المعنى، سوريا لا تستطيع أن تستمر كدولة دون أن تكون فلسطين على رأس أولوياتها. في بعض الأحيان تدخلت سوريا في القضية الفلسطينية لكي تقود. وفي بعض الأحيان تدخلت على خلفية كونها شريك. وفي أحيان أخرى تدخلت بصفتها وصيّ على القضية .. الخ. وفي جميع هذه الحالات كان هنالك فلسطسينيون مؤيدون وآخرون رافضون.

هنا يأتي المتغير المتعلق بتمييز الفوارق بين مختلف الأنظمة التي حكمت دمشق. أما الأمر الثابت فهو استحالة حياد سوريا عمّا يجري في فلسطين، نتيجة للوعي الجمعي الجريح بكون هذه المنطقة برُمتها هي سوريا الكبرى وقد تم تمزيقها.

إسرائيل واعية بهذه الحقائق ولهذا السبب تسعى إلى تقسيم سوريا إلى دويلات طائفية تفتقد إلى مقوّمات الحياة كدول. والغاية هي شطب الدور السوري، وإلغاء منصّة الوعي التاريخي ب"سوريا الطبيعية" التي لا تعني فقط (الجمهورية العربية السورية ولبنان وفلسطين والأردن). ولكنها تعني في الوعي الصهيوني إلغاء مشروع إسرائيل الكبرى. إذ لا يمكن لهذا الحلم التوراتي أن يقوم في ظل سوريا موحدة وعابرة للطوائف.

على هذا رغم هذه المشهدية القاتمة لا يجب للإحباط أن يتغلب علينا. لن ينجح الصهاينة في فرض إرادتهم على المنطقة، لأن تقسيم سوريا سيعني تفجير القنبلة الكُرديّة وتقسيم تركيا وإيران والعراق، ومن ثمة تقسيم المملكة العربية السعودية، وضم سيناء لإسرائيل. وهذه أمور لا يمكن أن تحدث إلا بعد إبادة ثلاثمئة مليون إنسان هم سكان تركيا وإيران ومصر..



#عزالدين_بوغانمي (هاشتاغ)       Boughanmi_Ezdine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتنة الطائفية في سوريا صنيعة الخارج
- صعوبة التّمييز يخلق فوضى النقاش حول المُستهدف من التغيير: ال ...
- صفقة ترامب/نتنياهو: هدنة في غزة مقابل -شرق أوسط-إسرائيلي
- غزة على أعتاب تهدئة... وفلسطين في مهبّ صفقة كبرى
- مجتمع ملفّق وعنصري
- المطالبة بفرض العقوبات على النظام ووقف المساعدات
- المواجهة التاريخية بين مشروعين
- الرد الإيراني على العدوان الأميركي
- إيران، من دولة محاصرة إلى نظام مخترق
- المواجهة الغربية الإيرانية: رهانات تغيير نموذج الحكم، وعوامل ...
- اسرائيل تعتدي على إيران بالوكالة
- مسار الصراع بين مشروعين
- من تحييد مصر إلى العدوان على إيران: معركة اقتلاع روح المقاوم ...
- المغزى السياسي والاستراتيجي من المواجهة العسكرية بين إيران و ...
- الكيان الصهيوني يتفكّك: فما هي الأسباب البنيوية والعوامل الم ...
- تشوّه البنية الكولونيالية وتحوّلاتها الاقتصادية والسياسية
- أمريكا هي الطاعون
- المسؤولية الشعبية في الصراع الفلسطيني الصهيوني وضرورات قلب ا ...
- قيس سعيّد وسياسة اللّيل
- دولة السبعين عامًا: بيروقراطية المصالح وصراع الطبقات في تونس ...


المزيد.....




- دبابات إسرائيلية تتوغل في دير البلح لأول مرة منذ بدء حرب غزة ...
- بينهم شارون وسنو وايت و-الجميلة النائمة-.. من هم الأطول غياب ...
- بيان مشترك لبريطانيا و24 دولة أخرى يطالب بإنهاء حرب غزة -فور ...
- راشفورد يدخل تاريخ برشلونة: ثاني إنجليزي خلال 100 عام
- كاميرات ذكية وعزلة مطلقة وصور لدمار غزة.. هكذا تحتجز إسرائيل ...
- وثائق مسرّبة وصفقات غامضة: -قطرغيت- تطارد مستشار نتنياهو في ...
- وزير الخارجية الفرنسي: مبادرة سفينة -حنظلة- المتجهة إلى غزة ...
- لحظات رعب بالجو.. النيران تشتعل في طائرة أثناء إقلاعها بلوس ...
- في مسلسل -لا رحمة لأحد- الكاميرا حاولت منع البطل من قتل خصوم ...
- فرنسا توافق على إعادة طبل ملكي إيفواري نهب قبل 100 عام


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - الصهاينة يريدون سوريا مقسمة