أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - الرد الإيراني على العدوان الأميركي














المزيد.....

الرد الإيراني على العدوان الأميركي


عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)


الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 21:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تردّ إيراني على العدوان الأميركي ؟

في مواجهة العدوان الأميركي / الصهيوني على منشآتها النووية، تجد إيران نفسها أمام مروحة خيارات واسعة، تتراوح بين التصعيد العسكري المباشر، والتحرّك الدبلوماسي، والتصعيد عبر الحلفاء. غير أن هذه الخيارات لا تأتي دون تكالفيف، وبعضها ينطوي على مجازفات وجودية بالغة الخطورة.

أحد الخيارات المطروحة هو توجيه ضربات مباشرة للقواعد والأصول الأميركية في المنطقة. إلا أن هذا الخيار، رغم ما فيه من مشروعية، يعدّ انتحاريًا بامتياز. فاستهداف الوجود الأميركي سيعطي إدارة ترامب الذريعة لشنّ حرب مفتوحة، وهو بالضبط ما سعى إليه بنيامين نتنياهو منذ سنوات طويلة، من توريط الولايات المتحدة لِتقاتل نيابة عن تل أبيب.
والأسوأ من ذلك، أن هذا الخيار سفسد على إيران مسار التّقارب والتفاهم مع دول الخليج، إذ أن استهداف القواعد الأميركية المنتشرة في تلك الدول سيقلب المزاج الإقليمي رأسًا على عقب ويعيد إيران إلى العزلة.

هنالك من يتكلم عن تفعيل ورقة مضيق هرمز، ولِم لا مضيق باب المندب أيضا، وهذا يُعد من الخيارات القصوى. رغم ما يتضمنه من ردع اقتصادي ضخم حقيقي، إلا أن استعماله سيكون بمثابة خيار "هدم المعبد على الجميع"، لأنه يضرّ بالمصالح الحيوية لحلفاء إيران، وعلى رأسهم الصين، ويضع المنطقة على حافة الانهيار الاقتصادي والعسكري.

الأمر نفسه ينطبق على القول بضرورة تفعيل القوة البحرية الإيرانية في الخليج وخارجه. صحيح خيار مفيد في الردع، لكنّ كلفته شديدة التعقيد دولياً.

هناك أيضاً خيار التعويل على الحلفاء في ما تبقى من "محور المقاومة". وهذا في ظني وتقديري خيار غير واقعي بالمعطى العسكري ولا يتناسب مع حجم الضربة الأميركية. علاوة على أنه يجب أن نعترف بأن الكلام عن محور المقاومة، بعد حسن نصر الله، وما تعرض له حزب الله، قد يصُحّ بالمعنى السياسي، وليس بالمعنى العسكري.

من جهة أخرى لا يمكن ابتلاع الضربة وعدم الرد، لأن الصمت في لحظة اختبار الصّمود، انتحار أخطر من المغامرة، لكونه يُسقط شرعية النظام أمام شعبه وأمام العالم حلفاء وأعداء.

يبقى الخيار الأكثر نجاعة وواقعية هو الثّبات على الاستمرار في ضرب إسرائيل، بوتيرة مؤلمة، وعلى مدى زمني ممتد ما أمكن، دون التورّط في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة. هذا الخيار يؤدّي جملة من الأغراض.

أولا، من وجهة النظر الواقعية والرّمزية الكيان الصهيوني مكوّن عضوي من مكونات الولايات المتحدة وامتداد لها. وضربه لا يختلف عن ضربها.

ثانيا، يعيد توازن الردع إلى مكانه الأصلي.

ثالثا، يُبقي واشنطن في موقع المتفرّج، طالما لم تُستهدف قواتها بشكل مباشر.

رابغا، يثقل كلفة العدوان على إسرائيل التي شنّت الحرب.

خامسا،يمنح إيران مساحة أمان ديبلوماسية مع جيرانها، ويحافظ على خيوط تواصلها مع القوى الكبرى.

لهذا طله، أظن أن إيران دولة عاقلة ولها خبرة طويلة في مصارعة الآفاعي. ولو خيّروها بين التصعيد الأهوج والصمود المحسوب لاختارت جعل العدو ينزف، دون الهبوط إلى المهلكة.



#عزالدين_بوغانمي (هاشتاغ)       Boughanmi_Ezdine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران، من دولة محاصرة إلى نظام مخترق
- المواجهة الغربية الإيرانية: رهانات تغيير نموذج الحكم، وعوامل ...
- اسرائيل تعتدي على إيران بالوكالة
- مسار الصراع بين مشروعين
- من تحييد مصر إلى العدوان على إيران: معركة اقتلاع روح المقاوم ...
- المغزى السياسي والاستراتيجي من المواجهة العسكرية بين إيران و ...
- الكيان الصهيوني يتفكّك: فما هي الأسباب البنيوية والعوامل الم ...
- تشوّه البنية الكولونيالية وتحوّلاتها الاقتصادية والسياسية
- أمريكا هي الطاعون
- المسؤولية الشعبية في الصراع الفلسطيني الصهيوني وضرورات قلب ا ...
- قيس سعيّد وسياسة اللّيل
- دولة السبعين عامًا: بيروقراطية المصالح وصراع الطبقات في تونس ...
- مفهوم -الكتلة التاريخية- بين أنطونيو غرامشي والتلقي العربي: ...
- في جوهر سؤال محمد لخضر الزغلامي: نحو نظرية عملية لتنظيم الطب ...
- أوروبا المتأرجحة بين العجز والمراوغة، ما الذي غيّر موقفها من ...
- النهضة أسقطتها جرائمها
- حركة النهضة في أيامها الأخيرة
- التحليل السياسي والفكري يجب أن يتمّ بعيدًا عن العواطف والموا ...
- صوت يأتي من بعيد
- الإمبريالية وتمويل المجتمع المدني في دول الجنوب العالمي


المزيد.....




- العراق ردا على الانتقادات الأميركية: الاتفاق الأمني مع إيران ...
- نتنياهو يلوح مجددا بتهجير الفلسطينييين وجنوب السودان وجهة مق ...
- إسرائيل تبحث التوجّه إلى الدوحة ووفد حماس يصل القاهرة.. نتني ...
- مبعوث أممي: الاضطرابات الإقليمية تقوض استقرار اليمن
- تصعيد من ترامب ضد جيروم باول: رئيس أمريكا يفكر في مقاضاة رئي ...
- اتصال روسيى- أميركي تمهيدًا لقمة ألاسكا.. وزيلينسكي يعتبر حض ...
- الرئاسة الفلسطينية تنفي -خطة حاكم غزة-.. وتقارير إسرائيلية ت ...
- واشنطن تسعى لاتفاق بين إسرائيل وسوريا لفتح -ممر إنساني- نحو ...
- 21 ألف معتقل في 12 يوماً.. إيران تكشف حصيلة أوسع حملة أمنية ...
- كيف يمكن استثمار التحول العالمي الداعم لفلسطين؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - الرد الإيراني على العدوان الأميركي